أرقام تاريخية سجلتها البورصات الأميركية مع إغلاقها أمس متأثرة للأسبوع الثاني على التوالي بالاتفاق الاستثنائي الذي جرى بين الولايات المتحدة الأميركية والصين وأنهى حربا تجاريا كادت تشل اقتصاد البلدين والعالم من بعدهما.
وكان مميزا الرقم القياسي الذي بلغه مؤشر ناسداك هذا الأسبوع مع تخطيه حاجز 9 آلاف نقطة الخميس الماضي، واستمراره فوق هذا المستوى مع إغلاق الأسبوع أمس، وذلك قبيل أيام من الإغلاق السنوي لسنة 2019 المرجح أن تحقق فيه المؤشرات أداء هو الأفضل منذ 20 عاما.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أفضل أداء منذ 1997
كذلك الحال لمؤشري "ستاندرد آند بورز 500" و "داو جونز" الصناعي، اللذين وصلا إلى مستويات قياسية جديدة هذا الأسبوع، حيث بلغ "ستاندرد آند بورز" مستوى 3239.98 نقطة، بينما وصل "داو جونز" لمستوى 28644.92 نقطة مع اغلاق أمس. ويقترب "ستاندرد آند بورز" من تحقيق أفضل أداء سنوي له منذ 1997 بحسب بيانات "رويترز".
وهناك تفاؤل استثنائي تعيشه الأسواق الأميركية، حيث أدى الاتفاق التجاري بين واشنطن وبكين إلى استئناف البورصات مسار صعودها الذي بدأته في بداية 2018 عندما خفضت الإدارة الأميركية الضرائب على الشركات من 35% إلى 21%. وكان هذا الصعود هدأ عندما بدأت إدارة الرئيس دونالد ترمب حربها التجارية مع الصين في مايو (أيار) الماضي، حيث أخذت البورصات تتذبذب من ذلك الحين الى أن تم الاتفاق الذي اعتبر نهاية للحرب وبدء المرحلة جديدة من العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة الأميركية والصين.
"ناسداك" تختصر القصة
ويفسر تخطي "ناسداك" مستوى 9 آلاف التاريخي حالة التفاؤل وعودة مسار الارتفاعات، حيث تعتبر هذه البورصة التي تقيس الشركات التكنولوجية من أكثر البورصات التي تأثرت في الحرب التجارية، باعتبار أن الشركات التكنولوجية، وبينها الأكبر شركة أبل، تصنع أغلبها في الصين وتعيد بيع منتجاتها للأسواق الأميركية، ووجود رسوم جمركية مرتفعة سيكبدها تكاليف كثيرة.
وكانت حرب البيت الأبيض التجارية فرضت رسوما جمركية تصل إلى 25% على الواردات الصينية إلى الولايات المتحدة، لكن الاتفاق الذي تم قبل أسبوعين قد تعهدت فيه واشنطن بأن تخفض جزءا من هذه الرسوم مقابل أن ترفع بكين مشترياتها الزراعية بقيمة 32 مليار دولار وتنفيذ إصلاحات في حماية حقوق الملكية الفكرية للمنتجات الأميركية وإصلاحات لتجنّب التلاعب بالعملة الصينية اليوان.
وعاش المستثمرون حالة تفاؤل خاصة في أسواق الأسهم، التي تأتي قبيل انتهاء سنة 2019، التي دعمها التحول الكبير نحو الشراء عبر الإنترنت، حيث جنت أسهم "أمازون.كوم" مكاسب ضخمة بفضل موسم الأعياد والعطلات التي تعيشه الولايات المتحدة.
أوروبا تتأثر إيجاباً
وهذا التفاؤل انسحب الى الأسهم الأوروبية التي بدورها ختمت أسبوع الأخير قبل عطلة رأس السنة عند مستويات قياسية. فقد ارتفع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي أكثر من 24% منذ بداية 2019 ويتجه صوب أفضل أداء سنوي له منذ الأزمة المالية العالمية بحسب بيانات "رويترز".
وارتفع مؤشر الأسهم الألمانية، الذي يشمل على شركات تصدير عدة تفاءلت بانتهاء الحرب التجارية، بنسبة 0.3%، في حين صعد مؤشر الأسهم القيادية في بريطانيا للجلسة الحادية عشرة على التوالي.
النفط يشتعل أيضا
وبفضل هذا الجو المتفائل، امتد التأثير إلى أسواق النفط التي ارتفعت أسعارها لتحقق مكاسب للأسبوع الرابع على التوالي مع إغلاق أمس، متمسكة بأعلى مستوياتها في ثلاثة أشهر بحسب بيانات "رويترز".
وصعد خام برنت 24 سنتا ليتحدد سعر التسوية عند 68.16 دولار للبرميل، أعلى مستوياته منذ منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي. وصعد خام القياس العالمي حوالي 27% منذ نهاية 2018.
وزاد خام غرب تكساس الوسيط أربعة سنتات ليغلق على 61.72 دولار للبرميل، وهي ذروة ثلاث سنوات أيضا. وخام القياس الأميركي مرتفع 36% هذا العام.
وهدأت ارتفاعات الذهب مع توجه المستثمرين نحو الأسهم، علما بأن الذهب مرتفع لأعلى مستوياته في نحو شهرين أمس الجمعة. وأغلق من دون تغيير يذكر عند 1510.51 دولار للأوقية (الأونصة). واستقرت عقود الذهب الأميركية الآجلة عند 1515.20 دولار للأوقية. وارتفع الذهب هذا العام ما يزيد على 17% منذ بداية العام الحالي بحسب بيانات "رويترز".