Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحكومة الليبية تسعى لإبعاد الميليشيات عن مفاصل الدولة

مستجدات عسكرية وسياسية فرضتها عملية الجيش جنوب طرابلس... وهذه خريطة انتشار قوات الطرفين

يوجد في طرابلس مجموعات مسلحة ذات تدريب وتسليح عالٍ (أ. ف. ب)

منذ عودة الوفد الحكومي الليبي من زيارته إلى واشنطن منتصف الشهر الماضي، والذي ترأسه وزيرا الداخلية والخارجية فتحي باشاغا وعبد الهادي الحويج، رجعت الحكومة لحديثها عن سطوة الميليشيات في طرابلس، وسعيها لتقويضها وإبعاد تأثيرها عن مفاصل الدولة.

 لكن حديثها الجديد، رغم قدمه، يأتي في إطار مستجدات عسكرية وسياسية جديدة فرضتها العملية العسكرية التي يخوضها الجيش الوطني، جنوب طرابلس، منذ أبريل (نيسان) الماضي.

باشاغا

ومنذ توليه حقيبة الداخلية بحكومة الوفاق، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، سعى فتحي باشاغا إلى الحد من سلطة الميليشيات، ووجه لها انتقادات معترفاً بأنها تتبع وزارته "اسمياً"، وتمتلك إمكانيات تفوق إمكانية الحكومة، و"تهيمن على ميزانية وزارة الداخلية، وعلى القرار السياسي والاقتصادي"، ما وضعه في مواجهة مع قادة الميليشيات التي كانت وقتها تسيطر على كل شيء في طرابلس.

وإثر إطلاق القيادة العامة للجيش الوطني عمليتها العسكرية في الرابع من أبريل (نيسان) الماضي، التي لا تزال تدور رحاها في محاور جنوب طرابلس، لم تجد الحكومة بداً من استعانتها بتلك الميليشيات وأطلقت عليها مسمى "الجيش الليبي".

 لكن مع مرور الوقت لم تجد القيادات العسكرية الممثلة في رئيس أركان الجيش، الفريق المهدي الشريف، ووكيل وزارة الدفاع العقيد صلاح النمروش، طريقاً للسيطرة على إدارة المعركة واضطرت مرغمة إلى الخضوع لقادة المليشيات التي كانت تصفهم بــ"الخارجين عن القانون"، كصلاح بادي، المدرج على قوائم العقوبات الأممية، بل ورقّته إلى رتبة لواء وكلفته رئاسة جهاز الاستخبارات العسكرية، والعقيد محمد قنيدي، الذي سبق وأن أعلن رئيس الحكومة فايز السراج عن إقالته من منصبه كقائد لقوات "البنيان المرصوص" قبل عامين.

وحذّر باشاغا "المجموعات المسلحة وبعض الشخصيات في عدد من الإدارات من ابتزاز الدولة، والتدخل في مؤسساتها المالية وغيرها".

الخريطة الصحيحة لقوات الحكومة

رسمياً، تقسم حكومة الوفاق قواتها تبعا لمسميات عسكرية، فهي تنقسم بين قوات "المنطقة العسكرية الوسطى"، ومركزها مصراتة، وتضم مجموعات مسلحة منتشرة في كامل المنطقة الوسطى من القربولي (30 كم غرب طرابلس)، وحتى سرت شمال وسط البلاد، ويقودها اللواء محمد الحداد.

وهناك "منطقة طرابلس العسكرية"، التي تضم المجموعات المسلحة المسيطرة على طرابلس، ويقودها اللواء عبد الباسط مروان، و"المنطقة العسكرية الغربية" التي تضم مجموعات مسلحة منتشرة في قرى ومناطق جنوب طرابلس وغربها، ويقودها اللواء أسامة الجويلي.

وبسبب الارتباك الأمني الذي تعيشه الحكومة فإن أغلب تلك المجموعات المسلحة التابعة للمناطق العسكرية الثلاث، يتبع أيضاً وزارة الداخلية بالحكومة.

لكن، وعلى أرض الواقع، فخريطة انتشار المجموعات المسلحة تأتي على الشكل التالي:

مصراتة: يوجد فيها لواء الحلبوص، وهو الأكثر تدريباً وتسليحاً، ويليه لواء المحجوب، ومن ثم لواء الصمود، وعدد من الكتائب الأخرى التي كونت في السابق "قوة البنيان المرصوص"، وتؤسس حالياً "قوة مكافحة الإرهاب".

تنتشر هذه المجموعات المسلحة وغيرها في المدن المجاورة لمصراتة، كزليتن وقصر الأخيار، والخمس في محاور جنوب العاصمة في وادي الربيع والزطارنة وسوق الخميس والسبيعة، كما تشارك في محاور أخرى في خلة الفرجان وعين زارة والسواني.

في المقابل، يوجد في طرابلس مجموعات مسلحة ذات تدريب وتسليح عالٍ، كقوة الردع الخاصة التي تتخذ من قاعدة معيتيقة مقرا لها، وقوة التدخل السريع وتوجد في منطقة أبو سليم، ولواء النواصي الذي ينتمي أغلب عناصره للتيار الإسلامي المتشدد.

وبسبب الاستنزاف الذي تعانيه هذه الميليشيات، فقد انصهرت مجموعات مسلحة كانت لها سيطرة بارزة في طرابلس، مثل لواء ثوار طرابلس، داخل مجموعات مسلحة أخرى كانت تسيطر على مناطق هامشية، مثل القوة المتحركة وفرسان جنزور، فيما برز بشكل كبير اللواء 33 مشاة، المعروف بقربه من المفتي المعزول الصادق الغرياني، المقرب من قيادات تنظيم القاعدة.

الزاوية

 يسيطر على هذه المدينة، مجموعات مسلحة متفرقة لكنها تتبع القيادي الإسلامي المتشدد أبو عبيدة الزاوي، الذي سبق واعتقلته السلطات المصرية وتمت مقايضته بخمس دبلوماسيين مصريين اختطفوا من مقر السفارة المصرية بطرابلس.

في حين تعاني مدينة الزنتان انقساماً كبيراً بين مجموعاتها المسلحة. وفيما تشارك قوات نظامية يقودها ضباط من المنطقة في عمليات الجيش الحالية جنوب طرابلس، تشارك مجموعات مسلحة أخرى ضمن قوات الحكومة بقيادة اللواء أسامة الجويلي، الذي تنتمي إليه أيضاً مجموعات مسلحة أخرى من مناطق جنوب طرابلس وغربها ومن جبل نفوسة.

قوة الإسناد

تضم في أغلبها مسلحين تطوعوا للقتال في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة، وتتوزع مجموعات تحمل اسم "قوة الإسناد" في أغلب مدن غرب ليبيا، وأبرزها "الفرقة الأولى" المسؤولة عن أسر اللواء عامر الجقم، قائد الطائرة الحربية التي أسقطت السبت الماضي، كما تضم مقاتلي مجالس شورى بنغازي ودرنة الفارين من شرق البلاد، وسرايا الدفاع عن بنغازي المصنفة في قوائم الإرهاب.

المزيد من العالم العربي