Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

واشنطن تغير مقاربتها للبنان… ضغط إضافي على حزب الله وحلفائه

سيتطور الموقف الأميركي في اتجاه مزيد من العقوبات تطال الجانب الاقتصادي

لبنانيون يحتفلون بعيد الاستقلال في وسط العاصمة بيروت (أ.ف.ب)

طرحت المواقف الأميركية الأخيرة، الرسمية منها وغير الرسمية، من الوضع السياسي في لبنان، مقاربة جديدة حيال تعاطي واشنطن مع التطورات الأخيرة المستجدة بعد انتفاضة 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، واستقالة حكومة الرئيس سعد الحريري، واستمرار تعطيل إجراءات الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف شخصية تأليف الحكومة العتيدة.

فما بين القراءة التي أجراها السفير الأميركي الأسبق في بيروت جيفري فيلتمان أمام اللجنة الفرعية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا والإرهاب الدولي للشؤون الخارجية في الكونغرس، حول الانتفاضة اللبنانية وموقع الولايات المتحدة الأميركية منها، وبين الكتاب الموقع من 240 عضواً في الكونغرس والموجه إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي يحثه على قيادة تحرك دولي لتأمين تنفيذ فعلي للقرار الدولي 1701، يعتبر نفوذ حزب الله وما يشكله من خطر على لبنان، كما على إسرائيل، القاسم المشترك. فالقراءتان الأميركيتان تنطويان على تحذير واضح من تنامي هذا النفوذ، علماً أن رسالة أعضاء الكونغرس، الذين يمثلون الديموقراطيين والجمهوريين على السواء، تتضمّن تحذيراً واضحاً من عواقب نزاع محتمل بين لبنان وإسرائيل.

جلسة مجلس الأمن

في هذا السياق، يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة مشاورات الاثنين المقبل، يناقش خلالها تقرير الأمين العام غوتيريش بشأن تنفيذ القرار 1701 الذي رفعه الخميس الفائت إلى رئيس المجلس والأعضاء، ويقدم خلاله المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش ملخصاً للمشاركين في الجلسة عن الأحداث التي شهدها لبنان في الفترة ما بين 25 يونيو (حزيران) الماضي إلى آخر أكتوبر.

ويشمل التقرير الأحداث التي حصلت في الجنوب وعلى طول الخط الأزرق، والتطورات الخاصة بالاحتجاجات.

يقرأ خبراء محليون في المواقف الأميركية المستجدة، دفعاً جديداً نحو مزيد من الضغط على القوى السياسية اللبنانية الحليفة للحزب، كما على الحزب نفسه، يُنتظر أن ترتفع وتيرته في المرحلة المقبلة، بعدما قررت واشنطن الدخول على خط الأزمة اللبنانية، انطلاقاً من المخاطر التي تهدد مصالحها في المنطقة، والتي أخذت حيّزاً مهماً من كلمة فيلتمان أمام الكونغرس، من دون الأخذ بمخاطر التضييق الحاصل على الحزب، على لبنان، المُهدد بانهيار اقتصادي ومالي ونقدي وشيك.

ويسأل هؤلاء عن مغزى توقيت إثارة القرار الدولي والتركيز على مسار تطبيقه عشية جلسة لمجلس الأمن، وهل هذا مؤشر إلى قرار دولي بالضغط على حزب الله، المعني المباشر بهذا القرار؟

وفي اعتقاد هؤلاء، فإن خطورة الرسالة الموجهة من البرلمانيين تكمن في أنها المرة الأولى ربما التي يجري فيها تظهير موقف أميركي موحد داعم لإسرائيل، علماً أنه سبق لممثلي الديموقراطيين والجمهوريين أن اجتمعوا أيضاً على فرض قانون العقوبات على حزب الله عام 2015.

ولم يستبعد الخبراء أن يتطور الموقف الأميركي في اتجاه مزيد من الضغط على المقلب الاقتصادي، من خلال صدور لائحة جديدة من العقوبات، ستطال حلفاء مسيحيين للحزب من التيار الوطني الحر.

حزب الله: الهدف إخراجنا من المعادلة

وفي أول رد على كلام فيلتمان، الذي يراه الحزب في سياق تضييق الخناق عليه اقتصادياً ومالياً وسياسياً، أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في الحزب علي دعموش أن الإدارة الأميركية "لطالما سعت إلى إحداث فتنة بين اللبنانيين وتحريضهم على بعضهم بهدف ضرب الحزب وإضعاف المقاومة".

وأشار إلى أن "فيلتمان تحدث بوضوح عن الأهداف الأميركية في لبنان. وهو يقول اليوم بوضوح للبنانيين إن مساهمتنا في النهوض الاقتصادي اللبناني تتوقف على دفع أثمان سياسية في مقدمها إخراج حزب الله من المعادلة السياسية الداخلية وترسيم الحدود وفق الشروط الإسرائيلية".

روسيا: كلام فيلتمان غير مناسب

دخلت روسيا على خط الأزمة اللبنانية، انطلاقاً من اتهامات أميركية لها بدعمها لمحور إيران-  سوريا - حزب الله، عبر طلبها تأليف حكومة تكنوسياسية. وقال السفير الروسي لدى لبنان ألكسندر زاسبيكين إن "ما يحصل في لبنان، قريب لما يحصل من ثورات في العالم، ولكن تحوُّلَ المطالب ضد حزب الله أمر خطير جداً". وأشار إلى أن "روسيا لا تقف إلى جانب طرف في بيروت من دون الآخر، وستواصل خلال المرحلة المقبلة التعاون مع جميع الجهات".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعن كلام السفير الأميركي الأسبق، لفت زاسبكين إلى أن "فيلتمان نفسه قال إنه تحدث كخبير ونحن نعتمد فقط على الموقف الرسمي". ورأى أن محاولة فيلتمان إدخال صواريخ حزب الله في ما يحدث في لبنان هي محاولة خلافية وتصعيد، معتبراً أن "مثل هذه التصريحات غير مناسبة للرأي العام اللبناني في هذه الظروف".

وفي سياق استطلاع حقيقة الموقف الروسي، زار مستشار الحريري للشؤون الروسية جورج شعبان موسكو، حيث التقى نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف الذي أبلغه أن روسيا لا تعارض، لا بل تدعم بقوة عودة الرئيس الحريري إلى رئاسة الحكومة، نظراً إلى العلاقات الوطيدة التي تربط المسؤولين الروس بآل الحريري.

وفي حين كان يُتوقع أن يزور بوغدانوف لبنان، أُرجئت الزيارة التي كانت مقررة مطلع الشهر الحالي، فيما يتواصل عن بعد مع المسؤولين.

في هذا الإطار، عُقد اجتماع لأكثر من ساعتين بين بوغدانوف والسفير اللبناني لدى موسكو شوقي بو نصار الأسبوع الماضي، تناول التطورات في لبنان والمنطقة.

وكشف مصدر لـ"اندبندنت عربية" عن أن روسيا لا تبدي في المبدأ ارتياحاً إلى التحركات الشعبية في الشارع، وتعتبر أن أي تغيير يجب أن يحصل من داخل المؤسسات ذاتها، كون الرضوخ إلى الشارع، قد يكون تمهيداً لضغوط أخرى، ربّما ينتج منها عدم استقرار في البلاد لا يمكن أن يتحمله لبنان، كما أي بلد آخر، في ظل الوضع الدقيق في المنطقة ككل.

ولفت المصدر إلى أن الموقف هذا لا ينحصر بوضع لبنان فحسب، إذ رأى العالم ما حصل في أوكرانيا كونها الباب الخلفي لروسيا، إضافة إلى ما يجري في فنزويلا وسوريا وغيرهما. ومن هذا المنظار بالذات وبسبب الكباش السياسي الروسي - الأميركي، تعتبر موسكو أن مثل هذه الاحتجاجات تكون مدعومة عادة من الولايات المتحدة.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي