Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عدنان الباجه جي في ذمة التاريخ

السياسي العراقي رحل عن 96 سنة في أبو ظبي

خاض تجارب داخلية وخارجية عدة (غيتي)

عن عمر ناهز 96 سنة، توفي السياسي العراقي والدبلوماسي المخضرم عدنان الباجه جي، بعدما خاض تجارب داخلية وخارجية عدة، وعاصر عهوداً مختلفة مرت على الدولة العراقية، وتنقل بين السلطة والمعارضة ثلاث مرات على الأقل.

ولد الباجه جي عام 1923، إبان العهد الملكي في العراق، لعائلة أرستقراطية اشتهرت بممارسة السياسة، حيث تدرج والده مزاحم الباجه جي في مناصب عدة، حتى صار رئيساً للوزراء العام 1947.

على الرغم من أن عائلته، تنحدر من أصول سنية في مدينة الموصل شمال العراق، إلا أنها كانت علمانية في الحياة والسياسة، وكذلك كان نجلها عدنان.

لا يوحي لقب الباجه جي بالأرستقراطية لأول وهلة، لأنه في الحقيقة وصف لمن يعمل في بيع "الباجة" وهي أكلة عراقية شهيرة، تماثل أكلة "لحم الرأس" في الأغنام والأبقار في مصر وغيرها، لكن ارتباط اللقب بهذه العائلة في العراق، حوله إلى دالة على الرقي والتحضر.

بين مدن عربية

فضلاً عن الموصل التي ينحدر منها، وبغداد التي ترعرع فيها، للباجه جي ذكريات في بيروت والقاهرة، فقد درس في الجامعة الأميركية ببيروت، قبل أن ينتقل إلى القاهرة لإكمال دراسته العليا في كلية فيكتوريا، التي كانت حينها مدرسة عمومية تدرس معارفها باللغة الإنجليزية.

لكن مرحلة الزهو في مسيرة الباجه جي، كانت في أبو ظبي، التي عمل مستشاراً لحكومتها، وحضر اجتماع التوقيع على دستور إقامة دولة الإمارات العربية المتحدة، وإعلان استقلالها العام 1971​.

ولم تنكر الإمارات العربية دور الباجه جي، بل عاملته باحترام بالغ، حتى أن ولي عهد أبو ظبي كرمه عام 2016، لدوره في وضع أسس نهوض الدولة والمشاركة في رسم ملامح سياستها الخارجية.

قبل ذلك، شغل الباجه جي مناصب مختلفة في عهد العراق الملكي، وكان أحد الساسة القلائل الذين اعتمد عليهم النظام الجمهوري الجديد، بعدما أطاح الملكية في بغداد عام 1958.

تولى الباجه جي منصب المدير المساعد للإدارة السياسية في وزارة الخارجية العراقية عام 1980، ومن ثم مندوب العراق في الأمم المتحدة بين عامي 1965 و1967، ووزيراً للخارجية عام 1967، قبل أن يعاد تعيينه مندوباً للعراق في الأمم المتحدة.

عندما استولى حزب البعث على السلطة في العراق العام 1968، كان الباجه جي خارج البلاد، فقرر ألا يعود إليها مجدداً، فصنف من قبل النظام الجديد ضمن خانة المعارضين.

الانقطاع

استمر انقطاع الباجه جي عن العراق، حتى سقوط نظام صدام العام 2003، إذ كان من أوائل العائدين إلى البلاد، ليسهم في تشكيل ما بات يعرف لاحقا بـ "العملية السياسية".

كان الباجه جي أحد أعضاء مجلس الحكم، الذي شكله الحاكم المدني للعراق بول بريمر بعد إسقاط صدام، ليدير البلاد، ممثلاً عن أبرز المكونات، حيث جرى لأول مرة في البلاد مراعاة الأوزان الطائفية والقومية سياسياً.

رشح الباجه جي إلى جانب أياد علاوي، لتشكيل أول حكومة عراقية انتقالية العام 2003، لكن خلافات سياسية حالت دون تسلمه المنصب، لتبدأ بعد ذلك مرحلة من الاضطراب بالقوى السياسية الصاعدة.

الدور العلماني

كانت صحيفة النهضة التي أسسها الباجه جي في بغداد بعد عودته إليها، لساناً للعلمانيين والمدنيين، لكن صوت الطائفية كان يعلو آنذاك، لذلك غادر البلاد مرة أخرى إلى منفى اختياري متنقلاً بين عواصم عدة، بعدما أغلق جريدته.

ترتبط بالباجه جي رواية ليست مؤكدة مع أنها شائعة، إذ يقال إنه ذهب مع عدد من السياسيين لرؤية صدام حسين، المحتجز آنذاك لدى القوات الأميركية بعد اعتقاله.

تقول الرواية إن صدام جال بين الوجوه، وعندما وصل إلى الباجه جه سأله: ما الذي تفعله مع هؤلاء؟ لكنه لم يجب.

المزيد من العالم العربي