Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فيديو الحريري يفضح المستور: كانوا معي واستفادوا مني وسرقوني

بحسب مصادره فهو يعتبر أن مرحلة التسويات والتنازلات انتهت

"سعد الحريري بعد الاستقالة ليس كما قبلها"، هكذا يقول مقربون من رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري، ففي عام 2011 أطاح تحالف نصر الله - عون حكومته باستقالة ثلث أعضائها بالتزامن مع لقائه الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، حيث تباهى حينها التيار الوطني الحر بأن الحريري دخل البيت الأبيض رئيساً للوزراء وخرج منه رئيساً سابقاَ، ومنذ ذلك التاريخ بدأ الحريري بتقديم التنازل تلو الآخر انسجاماً وقناعته بالتنازل "فداء لبنان"، ويؤكد المقربون من الحريري أن ارتدادات استقالته الأخيرة على تحالف عون – نصرالله شبيهة إلى حد كبير بالانقلاب الذي تعرض له عام 2011.

 لن يبقى تحت رحمة التسويات

مصادر في بيت الوسط أكدت أن الرئيس الحريري لن يستطيع البقاء تحت رحمة "التيار الحر" و"حزب الله" بعد الثمن الباهظ الذي دفعه نتيجة قبوله بالتسوية الرئاسية منذ ثلاث سنوات حيث تكوّنت قناعة حينها لدى بعض الأحزاب اللبنانية بأن موازين القوى في المنطقة تفرض عليهم التسوية مع حزب الله، في لحظة الاتفاق حول الملف النووي بين إيران وإدارة الرئيس أوباما، وفي لحظة تشريع الحشد الشعبي العراقي بقانون صادر عن مجلس النواب، وبعد انهيار حلب وسقوط المعارضة السورية، وقبل انتخاب الرئيس ترمب بأيام. وشددت على أنه نتيجة لهذه التسوية خسر الحريري أكثر من ثلث مقاعد كتلته في الانتخابات الأخيرة، ومنها مقاعد فاز بها سُنة متحالفون مع حزب الله، كما نال حلفاء حزب الله ومنهم التيار الوطني الحر الذي ينتمي إليه باسيل وعون على نصيب الأسد في الحقائب الوزارية في حكومته.

من قصد؟

وتؤكد المصادر أنه قبيل الاستقالة أجرى الرئيس الحريري مراجعة شاملة لمساره السياسي وتحالفاته وعلاقاته الداخلية والخارجية، حيث خلص إلى أن مرحلة التسويات والتنازلات انتهت طالما الجميع لم يتراجع عن مكسب واحد، مشيرة إلى أن الحريري كان واضحاً خلال استقباله وفداً من العائلات البيروتية في "بيت الوسط" (منزله) أنه سيبدأ مساراً جديداً، وقد تم تداول فيديو يقول فيه: "أكلوا معي واستفادوا مني وسرقوا مني وبالآخر عم يزايدوا علي"، ويضيف في فيديو آخر خلال استقباله  نواباً وشخصيات ومناصرين "هني ناس كانوا معي ومعروفين مين هني وقديش استفادوا مني وقديش سرقوا مني فكل واحد سيكون له حسابه".

وتعتقد المصادر أن الحريري كان يشير إلى شخصيات سياسية كانت قريبة منه وبنت قاعدتها الشعبية أو إمبراطوريتها المالية انطلاقاً من المصالح التي تولتها في الحكومات التي ترأسها، في إشارة الى أحد الوزراء السياديين في الحكومات السابقة، ورأت أن من المقصودين أيضاً عدداً من المستشارين البارزين الذين أحاطوه لمدة طويلة وكانت لهم تأثيرات في خياراته السياسية.

وأضافت المصادر أن الحريري يشعر بخيبة كبيرة من وزير الخارجية جبران باسيل الذي قبله كوزير "ملك" يمتلك 11 وزيراً، أي الثلث المعطل للحكومة والقرارات الرئيسية، شرط عدم استخدام هذا "الترف" الوزاري كوسيلة للابتزاز السياسي، الأمر الذي لم يلتزم به باسيل ولم يحترم سياسة النأي بالنفس فأحرج الحريري داخلياً وخارجياً.

"نيو حريري"

وحول الانتفاضة الشعبية التي شهدتها المناطق السنية عشية استقالة الحريري، ربطتها المصادر بالمعلومات عن قيام باسيل بسلسلة اتصالات مع شخصيات من الطائفة السنية لتسمية إحداها لموقع رئاسة الحكومة المقبلة، ومن ضمن الأسماء التي ترددت اسم الوزير السابق محمد الصفدي، ما استفز الشارع الذي يعتبر أن الواقع السياسي اللبناني المعتمد يفرض اعتماد الأقوى ضمن كل طائفة كما هي الحال مع رئيسي الجمهورية ميشال عون والمجلس النيابي نبيه بري، فالحريري لديه الكلمة الفصل بمن ستتم تسميته للمرحلة المقبلة.

وأضافت المصادر أنه من الآن وصاعداً سيرون "نيو حريري"، وهو لن يتنازل عن حقه وحق طائفته البت بموقع رئاسة الحكومة، مشيرة إلى أنه تقدم بطرحه لرئيس الجمهورية بأنه مستعد لتشكيل حكومة بوجوه جديدة مؤلفة من 14 وزيراً، وتكون وسطية أي "تكنوقراط – سياسية"، وبتوازنات غير حزبية تعتمد مبدأ النأي بالنفس، أو أنه يمكن أن يسمي شخصية قريبة من تيار المستقبل تستطيع أن تؤلف حكومة تكنوقراط، ومن بين تلك الأسماء النائب تمام سلام والوزيرة ريا الحسن.

ولفتت إلى أنه في حال اعتماد خيار الشخصية القريبة من المستقبل، سيسعى لأن تتبنى هذه الحكومة مشروع الانتفاضة الشعبية بالدعوة إلى انتخابات نيابية مبكرة بالتوازي مع إجراءات اقتصادية عاجلة، ومضيفة إلى أن أي عرقلة ستواجهه من أي فريق سيكشفها فوراً أمام الراي العام ولن يتهاون بتسمية الأمور بأسمائها لأن الوضع بات محرجاً وداهماً.

المزيد من العالم العربي