Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بريطانيا تُبدي مرونة أكبر حيال مسائل كتعاطي المخدرات وحقوق المثليين

يرفض المزيد من الأشخاص عقوبة الإعدام ولكن الشعب يصبح أكثر انفتاحاً تجاه الموت الرحيم

صورة من فعالية تحتفل بالعصور الوسطى تعكس تغييرات جوهرية طرأت على المجتمع تجنح باتجاه التسامح وقبول الآخر عموما (أ.ف.ب)  

يُظهر استطلاع حديث أنّ بريطانيا شهدت تحوّلاتٍ جذرية في مواقفها الاجتماعية التي باتت أكثر تحرراً خلال الـ 30 عاماً الماضية بشأن مسائل إشكالية منها تعاطي المخدرات والإجهاض وعلاقات المثليين.

وبيّنت النتائج أنّ مؤيّدي البقاء في الاتحاد الأوروبي يدعمون حقوق المثليين بشكلٍ أكبر من مؤيدي الخروج منه. غير أنّ الشعب بشكلٍ عام يبدو أكثر تشاؤماً حالياً من السياسيين مع أن نصف السكان لايزالون ينظرون إليهم بإيجابية.

في هذا السياق، قارن باحثون في المعهد السياسي في "كينغز كوليج" في لندن نتائج استطلاع للرأي أُجري في 1989 وتناول المعتقدات الأخلاقية، مع إجابات قُدمت أخيراً على الأسئلة نفسها التي طرحها الاستبيان الأول، ولمسوا تغيرات كبيرة تشتمل على:

- في عام 1989، اعتقد 40% من الأشخاص أنّ العلاقات المثليّة بين البالغين هي سلوك خاطىء من الناحية الأخلاقية، ولكن تراجعت هذه النسبة إلى 13% حالياً

- اعتبر 60% ممن شملهم الاستطلاع قبل ثلاثة عقود أنّ تعاطي المخدرات هو عمل غير أخلاقي، وهي نسبة انخفضت هذه الأيام إلى النصف تقريباً لتصبح 29%

- قال 35% من المشاركين بالاستطلاع قبل ثلاثين عاماً إن الإجهاض لا يجوز أخلاقياً؛ بيد أن نسبتهم باتت حالياً 18%.

-اعتبر 39% ممن استُطلعت آراءهم في 1989  أنّ ظهور الذكور عراة بالكامل على الشاشة الصغيرة مفسد للأخلاق، أما اليوم فباتت النسبة  23%.

- في عام 1989، رأى أكثر من نصف المشاركين في الاستطلاع (53%) أنّ مشاهد العنف على التلفزيون غير أخلاقية بينما يوافق الثلث (32%) فقط حالياً على أنها كذلك.

تجدر الإشارة إلى أنّ عقوبة الإعدام هي المسألة الوحيدة التي حقّقت نسبة أعلى من الاستهجان والرفض عنها قبل ثلاثة عقود، إذ رأى 22% في 1989 أنها خاطئة أخلاقياً في حين بلغت نسبة معارضيها حالياً 37%.

كما يصبح الشعب البريطاني أكثر انفتاحاً فيما يتعلق بالموت الرحيم الذي يعتبره اليوم 17% من المشاركين ممارسة غير أخلاقية  وهي أقل بـ 5% من نسبة رافضيه التي اظهرها استبيان 1989.

وكشفت النتائج التي استندت إلى استطلاع رأي أجرته شركة "ايبسوس موري" وشمل بريطانيين تتراوح أعمارهم بين 16 و75 عاماً، ايضاً تبايناً واسعاً في مواقف الأحزاب السياسية حيال تجاه مثليي الجنس: إذ يوافق 76% من أنصار البقاء في الاتحاد الأوروبي على وجوب معاملة المثليين على قدم المساواة مع سواهم من الأشخاص، في حين أنّ هذه النسبة تتراجع إلى 51% في أوساط مؤيدي الخروج من الاتحاد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبلغت نسبة من يؤيدون بقوة حق المثليين بالمساواة مع غيرهم 46% بين أنصار حزب بريكست، و51% من ناخبي حزب المحافظين، و69% في أوساط داعمي حزب العمّال، و75%  من أنصار الحزب الليبرالي الديمقراطي.

وفي سياقٍ متّصل، تراجع احترام الشعب للسياسيين. إذ تقلّصت نسبة الذين يرون بشكلٍ عام أنّ السياسيين هم أشخاص جيدين من 36% إلى 15%.

ولكن، تحظى حالياً العلاقات خارج نطاق الزواج بالنسبة ذاتها تقريباً من الرفض الذي كان من نصيبها قبل 30 عاماً، إذ يعتبر 55% اليوم بأنها غير أخلاقية مقارنةً بنسبة 52% ممن رفضوها عام 1989. وأصبح الرجال أقلّ تقبّلاً لعلاقات من هذا النوع بشكلٍ بسيط، فقد أظهرت النتائج الأخيرة أن 55% منهم يعتبرون الخيانة خاطئة من الناحية الأخلاقية، علماً أن نسبة من قالوا الشيء نفسه في الماضي  كانت 49%. ووجد الاستطلاع بأنّ ذلك الرأي يتماشى حالياً مع آراء النساء بهذا الخصوص (54%).

واعتبر محللون بأنّ التبدّل في المواقف يعود في جانبٍ كبير منه إلى أبناء جيل "طفرة المواليد" الذين ولدوا في أعقاب الحرب العالمية الثانية وعاشوا في مجتمع أشد مرونة وانفتاحاً، أخذوا  يتقدمون بالسن ويحلون محلّ أولئك الذين رأوا النور قبل الحرب العالمية وترعرعوا في مجتمع محافظ فكانت لهم آراء المتشددة.

علاوة على ذلك، تدل النتائج أنّ البريطانيين أصبحوا أكثر تساهلاً بشأن تعاطي المخدرات. ففي استطلاع عام 1989، اعتبر 60% من المشاركين أنّ تناول المخدرات الخفيفة على غرار حشيشة القنب كان عملاً غير أخلاقي، في حين أنّ 29% فقط ممن شاركوا في الاجابة أخيراً على السؤال ذاته يوافقون على هذا الرأي.  كما أن تناول المخدرات القويّة كالهيرويين يلقى حالياً استهجاناً أقل مما مضى، إذ تراجعت حالياً نسبة من يعتبرونه غير أخلاقي إلى 67% بعدما كانت 89% في السابق.

وتبلغ نسبة الاشخاص الذين تجاوزوا سنّ الـ 55 ويعتقدون أنّ العنف التلفزيوني خاطىء أخلاقياً ضعف نسبة أولئك الذين يوافقونهم هذا الرأي ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و45 عاماً.

وتراجعت نسبة المعترضين على عرض المجلّات الإباحية في محلات بيع الصحف من 38% إلى 22%. وتبدي النساء بشكلٍ خاص، مزيداً من التساهل حالياً مع هذه المجلات إذ انخفضت نسبة اللواتي يعتبرنها غير أخلاقية إلى 25%.

أمّا الموقف تجاه نشر صور الفتيات العاريات الصدر على الصفحة الثالثة لبعض الصحف  فلم يتبدّل، إذ أن  26% من النساء يستنكرن ذلك فيما يرفضه 15% من الرجال.

وقال بوبي دوفي، مدير المعهد السياسي في "كينغز كوليج" في لندن بأنّ النتائج أظهرت أنّ ما كان "يعتبر في الماضي أموراً مقلقة أخلاقياً أصبحت اليوم حقائق حياتية بسيطة تعيشها غالبية الشعب."

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات