ملخص
رأى الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا أن "القارة الأميركية الجنوبية باتت من جديد مهددة بوجود قوة عسكرية أجنبية"، وذلك خلال قمة "ميركوسور" المنعقدة في مدينة فوز دو إيغواسو بجنوب البرازيل.
صادرت الولايات المتحدة ناقلة نفط إضافية قبالة سواحل فنزويلا، وفق ما أفادت وسائل إعلام أميركية السبت، في ظل تكثيف إدارة الرئيس دونالد ترمب ضغوطها على كراكاس بفرض حصار نفطي.
في الأسبوع الماضي، صادرت القوات الأميركية ناقلة نفط أولى قبالة سواحل فنزويلا، وهي عملية ندد بها الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو ووصفها بأنها "قرصنة بحرية".
ونقلت عدة وسائل إعلام عن مسؤولين أميركيين لم تسمهم أن عناصر من خفر السواحل والجيش صادروا ناقلة نفط السبت في المياه الدولية المتاخمة لفنزويلا.
وكانت السفينة التي ترفع علم بنما تنقل نفطاً فنزويلياً، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".
خلاف برازيلي - أرجنتيني
وبرز خلاف بين الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ونظيره الأرجنتيني خافيير ميلي اليوم السبت خلال قمة ميركوسور، لدى الحديث عن مصير فنزويلا، خلال وقت يصعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الضغوط على كراكاس.
وجاءت تصريحات لولا وميلي خلال اجتماع لتكتل ميركوسور (السوق المشتركة الأميركية الجنوبية)، كان من بين بنوده الاتفاق التجاري المستقبلي مع الاتحاد الأوروبي.
غير أن التوترات في شأن فنزويلا - التي كانت عضواً في ميركوسور وعُلقت عضويتها خلال عام 2016 - انفجرت علناً، بحيث حذر لولا من نزاع مسلح قد يؤدي إلى "كارثة إنسانية"، في حين أشاد ميلي بتصريحات ترمب.
وخلال الأشهر الأخيرة، عززت واشنطن انتشارها العسكري في منطقة الكاريبي، وشنت سلسلة ضربات استهدفت زوارق تقول إنها تشتبه بأنها تهرب مخدرات في الكاريبي والمحيط الهادئ.
لكن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أكد أن هذه الحملة جزء من جهود أوسع تهدف إلى تغيير النظام في كراكاس، فيما أعلن الرئيس الأميركي هذا الأسبوع أنه لا يستطيع استبعاد احتمال شن حرب.
اختلاف الرؤى
وقال لولا خلال افتتاح قمة ميركوسور داخل مدينة فوز دو إيغواسو الجنوبية، إن "تدخلاً عسكرياً في فنزويلا سيكون كارثة إنسانية بالنسبة إلى نصف الكرة (الجنوبي) وسابقة خطرة بالنسبة إلى العالم".
غير أن ميلي حليف ترمب، أدلى برأي مخالف، وقال إن "الأرجنتين ترحب بالضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة ودونالد ترمب لتحرير الشعب الفنزويلي"، مضيفاً أن "وقت التردد في شأن هذه المسألة انتهى".
وتتهم واشنطن مادورو بتزعم كارتيل لتهريب المخدرات، وهو ما تنفيه كراكاس بشدة. وفرض ترمب حصاراً على ناقلات النفط الخاضعة لعقوبات والتي تتحرك من فنزويلا وإليها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
رهان على "شجاعة" الأوروبيين
على الصعيد التجاري، كانت الأرجنتين والبرازيل وباراغواي والأوروغواي تأمل في إبرام اتفاق نهائي مع الاتحاد الأوروبي اليوم، يهدف إلى إنشاء أكبر منطقة تجارة حرة في العالم، وهو ما أملت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ومعظم قادة التكتل الأوروبي في تحقيقه أيضاً.
لكن التوقيع أُرجئ إلى يناير (كانون الثاني) المقبل، على وقع غضب المزارعين الأوروبيين، وخصوصاً في فرنسا وإيطاليا.
وضمن هذا الإطار، قال لولا في مستهل قمة ميركوسور، "من دون إرادة سياسية ومن دون شجاعة من جانب القادة، لن يكون ممكناً إنهاء مفاوضات مستمرة منذ 26 عاماً". وأضاف "بين أيدينا فرصة لنوجه رسالة مهمة إلى العالم دفاعاً عن التعددية، ولنعزز موقفنا الاستراتيجي وسط ظروف دولية تشهد مزيداً من التنافسية. ولكن، ويا للأسف، لم تتخذ أوروبا قرارها بعد".
وتابع الرئيس البرازيلي اليساري "تلقيت بالأمس رسالة من رئيسة المفوضية الأوروبية ورئيس المجلس الأوروبي يعربان فيها عن أملهما بتوقيع الاتفاق خلال يناير (المقبل)".
وأفاد مصدر في المفوضية الأوروبية ودبلوماسيان طلبوا عدم كشف هوياتهم بأن الموعد الجديد لتوقيع الاتفاق هو الـ12 من يناير المقبل في باراغواي. وكانت المفاوضات بدأت خلال عام 1999.
ولكن وزير خارجية باراغواي روبن راميريز قال إنه لا هو ولا نظيره البرازيلي ماورو فييرا على علم بأية "اتصالات رسمية" في هذا الشأن.
وسيسمح الاتفاق للأوروبيين بزيادة صادراتهم من المركبات والآلات والنبيذ والمشروبات الروحية إلى أميركا الجنوبية، مقابل تسهيل دخول اللحوم والسكر والرز والعسل وفول الصويا من دول "ميركوسور" إلى الأسواق الأوروبية، مما يثير قلق القطاعات الزراعية المعنية.
وتشعر بعض دول الاتحاد الأوروبي، مثل ألمانيا وإسبانيا، بالحماسة إزاء اتفاق قد يساعد في تعزيز الصادرات خلا وقت تشهد التجارة العالمية توترات كثيرة.
ولكن الاتفاق المقترح يثير قلقاً بين المزارعين الذين يخشون أن يُقوض عملهم بتدفق سلع أرخص من العملاق الزراعي، البرازيل وجيرانه.
وإضافة إلى لولا وميلي حضر رئيس الأوروغواي ياماندو أورسي ورئيس باراغواي سانتياغو بينا القمة المنعقدة في فوز دو إيغناسو، التي تضم واحداً من أكبر الشلالات في العالم على الحدود مع الأرجنتين.
وتعد بوليفيا أحدث عضو في "ميركوسور"، ولكنها ليست جزءاً من الاتفاق التجاري مع الاتحاد الأوروبي.