Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ميريل ستريب... King Kong هوليوود

أكثر من 60 فيلماً في رصيدها و21 ترشيحاً قياسياً لجوائز الأوسكار وثلاث تماثيل ذهبية

ما يميز ميريل ستريب ليس تراكم الجوائز وحده بل علاقتها المتصالحة مع الزمن (اندبندنت عربية)

ملخص

تقدمت لاختبار أداء في فيلم King Kong، فإذا بالمنتج يرمقها ويقول "من أين جاءت هذه؟ إنها قبيحة لا تصلح للشاشة"، تقال الجملة بالإيطالية، لكنها لا تصيبها في مقتل، بل تستيقظ بداخلها شرارة غامضة، كأنها نبوءة تتخفى في إهانة.

لم تكن بداية ميريل ستريب مشهداً من فيلم صاعد، بل لحظة تشبه ارتطام روح ناعمة بجدار العالم للمرة الأولى، فهي لم تبحث عن معجزة تفتح لها باب هوليوود، بل فرصة صغيرة، باب نصف موارب نحو الحلم، فتاة تقف في غرفة اختبار أداء، يملأها ضوء بارد ووجوه متحفزة، وكل ما تملكه هو صوت يعرف كيف يلين، وكيف يشتد، وكيف يتحول إلى ما تريد.

تقدمت لاختبار أداء في فيلم King Kong، فإذا بالمنتج يرمقها ويقول "من أين جاءت هذه؟ إنها قبيحة لا تصلح للشاشة"، تقال الجملة بالإيطالية، لكنها لا تصيبها في مقتل، بل تستيقظ بداخلها شرارة غامضة، كأنها نبوءة تتخفى في إهانة.

 

 

تبتسم الشابة وتعتذر للمخرج باللغة ذاتها عن "قبحها"، ثم تنهي المشهد وتغادر. خرجت لا مكسورة ولا منكسرة، بل ممسكة بخيط دقيق سيقودها بعد أعوام إلى منصة الأوسكار ثلاث مرات، وإلى سجل ترشيحات قياسي بلغ 21 مرة… تاركة ذلك المنتج وكل من شك خارج الفصل النهائي من أسطورتها.

منذ خطواتها الأولى على مسارح ييل كانت ستريب أكثر من ممثلة، كانت مشروع كائن سينمائي خارق يتشكل، شابة بوجه يانع، بصوت سوبرانو صاف، بمهارات مشجعة في فريق المدرسة، وملكة حفل العودة للوطن، ملامح تبدو عادية لولا أنها كانت تخفي شرارة ستتقد لاحقاً، لتصنع من هذه الفتاة القادمة من نيوجيرسي امرأة تعيد تعريف معنى التمثيل كلما ظهرت على الشاشة، تراكمت أعمالها وتنوعت أدوارها وتمددت قدرتها على التحول إلى درجة جعلت النقاد يكتفون بصفة واحدة: الحرباء الهوليوودية الأولى.

 

 

لم يكن دورها في Kramer vs. Kramer مجرد انعطافة، بل لحظة إعلان عالمي، فقدمت ستريب شخصية جوانا كرامر لا كأم تهجر طفلها، بل كامرأة تبحث عن مساحة للتنفس، أعادت صياغة مشاهد، ناقشت النص، ودفعت نحو تقديم صورة أكثر تعقيداً، وأكثر إنصافاً، وكان ذلك، في جوهره، إعلاناً مبكراً عن بصمتها الخاصة: ممثلة لا تستسلم لتوقعات السيناريو، بل تعمل على توسيع أفقه، فاستحقت أوسكارها الأول، واستحقت مكانتها الجديدة في الوعي السينمائي العالمي.

ومع كل زخم النجاح كانت ستريب تدرك أن تأثيرها لا ينبغي أن يحصر أمام الكاميرا فقط، استخدمت صوتها، ذلك الصوت القادر على الانزلاق بين لهجات العالم بلا عناء، لشيء أكبر: للمطالبة بالعدالة.

 

منذ خطواتها الأولى على مسارح ييل كانت ستريب أكثر من ممثلة، كانت مشروع كائن سينمائي خارق يتشكل، شابة بوجه يانع، بصوت سوبرانو صاف، بمهارات مشجعة في فريق المدرسة، وملكة حفل العودة للوطن، ملامح تبدو عادية لولا أنها كانت تخفي شرارة ستتقد لاحقاً

 

هاجمت فجوة الأجور في هوليوود، ودفعت باتجاه عقود أكثر إنصافاً، وأرسلت كتاباً ورسالة إلى كل مشرع في الكونغرس تحثهم على إحياء تعديل المساواة في الحقوق، وفي دور إميلين بانكهورست في Suffragette، لم تكن تؤدي شخصية تاريخية فحسب، كانت تجسد جزءاً من معركتها الخاصة.

 

 

ما يميز ستريب (76 سنة) ليس تراكم الجوائز وحده، بل علاقتها المتصالحـة مع الزمن، ففي وقت تدفع فيه هوليوود نساءها إلى الهامش مع أول تجعيدة كانت ستريب تتقدم في العمر كما يتقدم الفن: بهدوء، وبثقة، وبقدرة مستمرة على إعادة تعريف معايير الحضور.

رفضت عمليات التجميل كما يرفض الشاعر حذف سطر من قصيدته، لا من باب العناد، بل من باب الإيمان بأن وجه الممثل بتجاعيده وانكساراته وطبقات التعبير فيه هو أداة عمل لا يجوز العبث بها، أصرت على أن الحقيقة أفضل من الصقل، وأن الصدق أكثر إقناعاً من التجميل… ومن هنا اكتسبت نوعاً خاصاً من الجمال، جمالاً يخرج من الشخصية نفسها لا من ملامح ثابتة.

وفي وقت تجبر فيه ممثلات كثيرات على التراجع بعد الـ50 كانت ستريب ترتفع، تتوسع، تبدع، تتحول في كل عقد إلى فصل جديد من ذاتها، ومع دخولها السبعينيات لا تزال تختار أدواراً جريئة، وتظهر على المنابر الدولية بخطابات تلامس القضايا الإنسانية، وتلهم أجيالاً من الممثلين والممثلات والمشاهدين كي يظلوا شجعاناً وفضوليين وصادقين مع أنفسهم.

 

 

ولأن نجومية ستريب لا تقاس فقط بما تفعل، بل بما تفعل بالآخرين، كان المشهد الأكثر فصاحة عنها هو ذاك الذي حدث على سجادة الغولدن غلوب عام 2018: كيلي كلاركسون تركض نحوها كطفلة تتعرف إلى حلمها، وتيفاني هاديش تنسى مقابلتها لتقفز لتعانقها، هؤلاء نجمات، لكنهن أمام ستريب يتحولن إلى جمهور مذهول، وهي، دائماً، ترد بعناق وابتسامة وخجل بسيط… كأنها لا تزال تلك الفتاة التي لم يفهم المنتج الإيطالي قيمتها.

أما النقاد فقد وجدوا في ستريب مدرسة قائمة بذاتها، مدرسة حركات مدروسة، وإيماءات "ستريبية" خالصة: العين التي تتسع فجأة، الأصابع التي تلامس الشفاه قبل انفجار جملة حاسمة، الابتسامة الماكرة التي تشي بأن الشخصية تعرف أكثر مما تقول.

أداء متقن، منضبط، لا ينساب بعفوية، بل ينحت نحتاً، أداء يمكن أن يبلغ حد الفيض، كما في August: Osage County، لكنه يبقى، حتى في فرط غليانه، أداة فنية يصعب تقليدها، إلا في لحظات نادرة مثل تقليد ديبي رينولدز لها عام 1996 في عرض تلفزيوني… من دون أن تنطق بكلمة واحدة.

 

ما يميز ستريب (76 سنة) ليس تراكم الجوائز وحده، بل علاقتها المتصالحـة مع الزمن، ففي وقت تدفع فيه هوليوود نساءها إلى الهامش مع أول تجعيدة كانت ستريب تتقدم في العمر كما يتقدم الفن: بهدوء، وبثقة، وبقدرة مستمرة على إعادة تعريف معايير الحضور.

 

 

هذه الجدة الأميركية ليست مجرد ممثلة، إنها مؤسسة بحد ذاتها، فمع أكثر من 60 فيلماً في رصيدها، و21 ترشيحاً قياسياً لجوائز الأوسكار، وثلاث تماثيل ذهبية، صنعت إرثاً يقوم على تنوع لا يضاهى، ورقي، وصلابة.

 

 

من خلال أدوارها المليئة بالفكاهة والقوة والرشاقة، تعيد ميريل باستمرار تعريف معنى التقدم في السن على الشاشة، واليوم، في سن السبعينيات، تواصل الممثلة والناشطة الإنسانية اتخاذ خيارات جريئة والتعبير عن آرائها وإلهام الأجيال لتبقى فضولية وجريئة وتظل على طبيعتها، بينما لا يزال إرثها الخاص قيد الكتابة.

7 من أفضل أدوار ستريب

مع بلوغ ميريل ستريب 76 سنة، تساءل برنامج "سكرين شوت" على راديو "بي بي سي" عما إذا كانت ستريب أعظم ممثلة على الإطلاق، فمحاولة حصر مسيرتها المهنية بعدد قليل من الأدوار الرائعة مهمة شبه مستحيلة، لأنها عبارة عن سلسلة من الأدوار الرائعة حقاً.

The Deer Hunter

يقول مايكل شولمان، مؤلف كتاب Her Again: Becoming Meryl Streep، إن ستريب حين كانت ممثلة مسرحية شابة، "لم تكن مهتمة كثيراً بالأفلام… وقد انضمت إلى الفيلم (دراما حرب فيتنام الصادرة عام 1978)، بصورة رئيسة لتكون إلى جانب حبيبها جون كازال"، كان كازال آنذاك يخضع لعلاج السرطان، وهذا الفيلم آخر أعماله.

 

 

تؤدي ستريب دور ليندا، المرأة التي يحبها رجلان (روبرت دي نيرو وكريستوفر واكن) قبل أن يذهبا للقتال في فيتنام، يقول الناقد مارك كيرمود، الذي يعترف بأنه ليس من محبي الفيلم كثيراً، إن أداء ستريب "بارع"، مضيفاً أن "إحدى علامات الممثل العظيم قدرته على تقديم أداء عظيم في عمل ربما لا يكون عظيماً في حد ذاته".

ربما لا يوافقه كثر رأيه في الفيلم، لكن قلة ستجادل في رأيه حول ستريب، فهذا الدور منحها أول ترشيح للأوسكار، ووضعها على طريق أن تصبح الأفضل في جيلها.

Kramer vs. Kramer

إذا كان The Deer Hunter قد أوحى بأن ستريب قد تكون موهبة استثنائية، فإن Kramer vs. Kramer الصادر عام 1979 كان الدليل القاطع، تؤدي ستريب دور امرأة تهجر زواجها التعيس، تاركة ليس فقط زوجها (داستن هوفمان)، بل ابنها أيضاً (جاستن هنري).

 

كسب تعاطف الجمهور مع امرأة تخلت عن طفلها مهمة صعبة، تنجزها ستريب بسهولة واضحة، بخاصة في مشهد المحكمة المدمر نفسياً، وقد منحها الفيلم أول أوسكار من بين ثلاثة في مسيرتها.

Sophie's Choice

لا يمكن الحديث عن مسيرة ستريب من دون ذكر هذا الفيلم الفائز بالأوسكار عام 1982. يقول شولمان "لقد رسخ مكانتها كأسطورة"، في العمل، تؤدي ستريب دور امرأة تخفي سراً مرعباً من أيامها في أحد معسكرات الاعتقال خلال الحرب العالمية الثانية.

تقول الناقدة إيلين إي جونز إن الفيلم بحد ذاته ليس عظيماً، ولا "يرتقي إلى مستوى المسؤولية التي يتطلبها تصوير حدث بفظاعة الهولوكوست سينمائياً"، لكن أداء ستريب يعلو فوق الفيلم كله.

 

 

فيما كيت وينسلت، التي تعد غالباً الوريثة الطبيعية لستريب، تعتبره أحد أفضل أدوارها، وتقول "شجاعتها مذهلة… حتى ردود فعلها، قد تكون تروي قصة مؤلمة ومحطمة للأعصاب، لكن هناك خفة في سردها، هناك لعب داخلي… لا أستطيع نسيان الفيلم أبداً".

الفيلم درامي نفسي من إنتاج عام 1982، وإخراج وكتابة آلان ج. باكولا، مقتبس من رواية ويليام ستيرون الصادرة عام 1979، تؤدي ستريب دور زوفيا "صوفي" زاويستوفسكا، وهي مهاجرة بولندية تنتقل إلى أميركا حاملة معها سراً مظلماً من ماضيها، وتشارك في سكن مشترك في بروكلين مع عشيقها العاصف ناثان (كيفن كلاين) والكاتب الشاب ستينغو (بيتر ماكنيكول).

Death Becomes Her

ترى إيلين أن هناك شيئاً مرهقاً تقريباً في براعة ستريب المتواصلة، وأن "ثباتها يدعو إلى الملل"، ربما هذا ما يفسر اختيارها هذه الكوميديا الصاخبة والشعبية جداً عام 1992، المليئة بالمؤثرات البصرية، كطريقة لتظهر أنها ليست محصورة بالأدوار الجادة الداعمة للأوسكار.

 

تصف كيت وينسلت الدور بطريقة لافتة "إنه مثل رؤية لون غريب من الملابس الداخلية لا تتوقع أن يكون في درج أحدهم… لكنه رائع للغاية حين تراها هي وغولدي هون تستمتعان بوقتهما إلى أقصى حد".

تؤديان دور ممثلتين في هوليوود تشعران بتقدم العمر، فتتناولان جرعة تعدهما بالشباب الأبدي، لكن الخلود ليس مثالياً كما يبدو، لم يستقبل الفيلم جيداً عند صدوره، لكنه عاش طويلاً كعمل كوميدي أيقوني.

 

 

The Devil Wears Prada

أداء ستريب في هذا الفيلم الصادر عام 2006، والمتمحور حول عالم الموضة، يظهر مدى ما تضيفه لأي دور، فشخصية رئيسة التحرير الشديدة الصرامة ميراندا بريستلي كان من الممكن أن تكون مسطحة، امرأة قاسية بلا سبب واضح، تكاد تكون شخصية كاريكاتيرية.

لكن ستريب تضيف تحت النظرات القاتلة طبقات من الإنسانية، وتجعل من بريستلي امرأة تفعل ما يجب للحفاظ على موقعها وفرض الاحترام في صناعة ينظر إليها كثر على أنها سطحية وغير مهمة.

Mamma Mia

هل أداء ستريب في هذا الفيلم الغنائي عام 2008 متقن بما يكفي ليتفوق على أدوارها في أعمال سابقة؟ من الصعب الإجابة عن هذا السؤال، لكن هذا الفيلم الشعبي المقتبس من أغاني فرقة ABBA، وفيه تؤدي ستريب دور أم تبحث ابنتها (أماندا سيفريد) عن هوية والدها، مهم لأنه يمثل بداية "مرحلة المرح" في مسيرة ستريب.

 

 

قبل ذلك ظهرت غالباً في أفلام "مهمة" مع بعض الكوميديا، بعد هذا الفيلم بدأت تظهر بشكل متكرر في أعمال أخف وأكثر طرافة، وأصبح المخرجون أكثر استعداداً لطلب أداءات طريفة منها، وعلى رغم الجانب الخفيف للفيلم، فإن فيه تمثيلاً حقيقياً.

Big Little Lies

كان إقناع ستريب بالظهور في مسلسل تلفزيوني إنجازاً كبيراً، حتى في عمل يجمع نيكول كيدمان وريس ويذرسبون، في دراما HBO عام 2019 تؤدي ستريب دور والدة زوج كيدمان السابق، حتى وهي محاطة بأبرز ممثلات جيلهن، تظل ستريب تخطف الأنظار، ليس عبر المبالغة، بل عبر حضورها المغناطيسي الذي لا ينضب.

نقد

أعلنت صحيفة "نيويورك تايمز" منذ مدة عن أعظم 25 ممثلاً في القرن الـ21 اختارتهم، وأوردت في لائحتها من لا يختلف اثنان حول عظمتهم (من بينهم دينزل واشنطن وإيزابيل هوبيرت)، وآخرين ممن اعتبر وجودهم في اللائحة مفاجأة جميلة (حل كيانو ريفز في المرتبة الرابعة!).

 

من الناحية السياسية وصفت ستريب نفسها بأنها جزء من اليسار الأميركي، لكن لم نقرأ أو نسمع لها أي تعليق حول ما يحصل في فلسطين أو لبنان، وكأنها لا تريد الخوض في هذه المتاهة.

 

 

بيد أن ميريل ستريب غابت عن كل ذلك، وقد استدعى الأمر غضباً معتدلاً، وأيضاً نوعاً من الارتياح ضمن بعض الدوائر في الأقل، وقد أورد الكاتب الأساس في مجلة "فولتشير" أليكس يونغ على صفحته في منصة "تويتر" تغريدة تضمنت "تملكني الرعب من كون ميريل ستريب في المرتبة الأولى حينما اقتربت من نهاية اللائحة".

وبعد أسبوع من نشر تلك المادة الحيوية عاودت "نيويورك تايمز" نشر موضوع ملحق، تجيب فيه عن بعض الأسئلة التي طرحت عقب ظهور المادة الأولى، من بينها أسئلة تعلقت بغياب ميريل ستريب عن لائحة الممثلين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي ذلك السياق، كتب الناقد إي أو سكوت "قدمت ستريب بعضاً من الأداء الجيد جداً في العقدين الماضيين، لكنها أيضاً قدمت أداءً لم يكن جيداً أبداً، واتسم بالتكلف والمبالغة، سجلها أكثر تفاوتاً مما قد يعتقد جمهور معجبيها".

 

 

قد يكون سكوت على صواب، إذ إن سيرة ميريل ستريب المهنية في الآونة الأخيرة ليست باهرة، كثيراً ما واجهت ستريب المنتقدين، ويرجع ذلك إلى أواخر السبعينيات من القرن الـ20، عندما توجتها مقالات كثيرة تناولت أفلامها وأداءها بالمسرح كواحدة من أفضل أبناء جيلها (أو الأفضل على الإطلاق، في بعض الحالات)، وفي موازاة ذلك كله صدرت أصوات تناقض الضجيج السائد.

وفي هذا السياق جاء الكلام الأكثر حدة من الناقدة السينمائية بولين كايل التي عبرت مراراً عن عدم إعجابها بأداء ستريب التمثيلي، وكتبت كايل أن ستريب كانت "باردة" (أو "جليدية") في "كرامر ضد كرامر"، وتابعت الناقدة "تقنيتها لا تضيف إلى أي أمر شيئاً".

 

 

وفي مراجعتها عن أداء ستريب في "قرار صوفي" بدت كايل سلفاً وقد سئمت من النجمة، إذ ذكرت "كالعادة، لقد أضافت ستريب الأفكار والمجهود إلى العمل، لكن ثمة شيئاً متعلقاً بها يحيرني، وبعد مشاهدتها في الفيلم فإني عاجزة عن تصورها من العنق ونزولاً، هل من الممكن أنها كممثلة أحالت نفسها فراغاً، ثم وجهت كل انتباهها إلى شيء واحد، قمة رأسها مثلاً، أو لهجتها؟ إذ ربما من طريق اعتماد تكثيف غير مبرر في إحدى نواحي الأداء، في الحقيقة إنها تعيد بلورة ذاتها وإبرازها، وربما يفسر ذلك عدم ظهور البطل أو البطلة في أفلامها بمظهر مكتمل الشخصية، وعدم توفر متع تلقائية عبر مشاهدة تمثيلها".

واستطراداً بقيت أفكار كايل النقدية هذه تجاه ميريل ستريب، بخاصة فكرتها التي تعتبر فيها أن أداء ستريب بمجمله ليس سوى قدرات تقنية وقليل من الروح، حاضرة في الأوساط النقدية.

ويصح ذلك على رغم استهلال الفكرة المذكورة، في غالبية الأوقات، بشيء من التحفظ النابع من عقدة ذنب، كما لو أن انتقاد ستريب يماثل انتقاد الآلهة، وعن ذلك الأمر كتب الناقد المسرحي تشارلز ماكنولتي في صحيفة "لوس أنجليس تايمز" في 2012، "ثمة عدد من أصدقائي الذين يقرأون كثيراً والضليعين بالثقافة النخبوية، لكنهم لا يكتفون بعدم الاكتراث في عظمة ميريل ستريب، بل ينفرون منها، إنه أمر صادم، ولقد كانوا محقين في الخجل من الاعتراف به".

 

 

في المقابل أظهر نقاد آخرون صراحة أكثر في الموضوع، وفي مقالتها عن فيلم "أغسطس: مقاطعة أوساج" المنشورة في "فيليج فويس " The Village Voice، أعلنت ستيفاني زاكاريك بأسلوب هزلي تهكمي أن "نظرة ستريب تذيب كل ممثل يواجهها، لو أنها من أعداء "باتمان" "الرجل الوطواط"، لكان سيطلق عليها اسم "الممثلة".

في السياسة

من الناحية السياسية وصفت ستريب نفسها بأنها جزء من اليسار الأميركي، لكن لم نقرأ أو نسمع لها أي تعليق حول ما يحصل في فلسطين أو لبنان، وكأنها لا تريد الخوض في هذه المتاهة.

ألقت خطاباً في المؤتمر الوطني الديمقراطي عام 2016 لدعم المرشحة الرئاسية هيلاري كلينتون، وفي يناير (كانون الثاني) 2017 كرمت بجائزة سيسيل ب. ديمل عن إنجازاتها مدى الحياة في حفل توزيع جوائز غولدن غلوب الـ74، حين ألقت خطاباً سياسياً انتقدت فيه بصورة ضمنية الرئيس المنتخب دونالد ترمب وسياساته ضد الهجرة.

 

 

جادلت بأن ترمب كان لديه منصة قوية للغاية واستخدمها بصورة غير لائقة للسخرية من الصحافي سيرج ف. كوفاليسكي (من ذوي الحاجات الخاصة)، الذي على حد تعبيرها، "تفوق عليه ترمب في الامتيازات والسلطة والقدرة على الرد".

رد ترمب بوصف ستريب بأنها "واحدة من أكثر الممثلات المبالغ في تقديرهن في هوليوود" و"أحد أتباع هيلاري الذين خسروا خسارة فادحة".

وأثناء الترويج لفيلم Suffragette عام 2015 اتهمت ستريب موقع تجميع المراجعات Rotten Tomatoes بتقديم آراء نقاد السينما الذكور بصورة غير متناسبة، مما أدى إلى نسبة غير متوازنة أثرت سلباً في الأداء التجاري للأفلام التي تقودها النساء، وفي يونيو (حزيران) 2023 أبلغ عن ستريب كواحدة من كثير من أعضاء القائمة A في SAG-AFTRA الذين وقعوا على خطاب يهدد بالإضراب.

في المقابل، أشارت في حديثها على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2024 إلى أن "القطط تتمتع بحرية أكبر من النساء في أفغانستان"، بعدما زادت "طالبان" القيود المفروضة عليهن، ورداً على ذلك، قال متحدث باسم الحركة إنها "تحترم" النساء بشدة، ولا تقارنهن بـ"القطط أبداً".

 

وفي عام 2015 شجعت ستريب الكونغرس على إحياء تعديل قانون المساواة في الحقوق، فأرسلت إلى جميع أعضاء الكونغرس البالغ عددهم 535 عضواً رسالة شخصية، ناشدة إياهم إحياء تعديل المساواة في الحقوق وإعادته إلى الكابيتول هيل.

وكتبت "أكتب إليكم لأطلب منكم الدفاع عن المساواة - من أجل أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وزوجاتكم وأنفسكم - من خلال دعم تعديل المساواة في الحقوق بصورة فعالة، هناك جيل جديد كامل من النساء والفتيات يتحدثن عن المساواة - المساواة في الأجور، والمساواة في الحماية من الاعتداء الجنسي، والمساواة في الحقوق"، للأسف لم تتلق ستريب سوى خمسة ردود على رسالتها.

وثائقي

"Meryl Streep: Mystery and Metamorphosis"، وثائقي تلفزيوني لشارل أنطوان دو روفر، يسلط الضوء على واحدة من أكثر نجمات هوليوود قدرة على التحول والتقمص، يشكل الوثائقي رحلة بصرية وتحليلية تمتد عبر عقود من مسيرة ميريل ستريب، ويركز على جانبين أساسيين كثيراً ما ميزاها: الغموض والتحول.

يستعرض بداياتها المسرحية قبل انتقالها إلى السينما، ويشرح كيف صاغت موهبتها في مرحلة مبكرة عبر التدريب الصارم والدراسة الأكاديمية، ومن خلال مشاهد من خلف الكواليس ومقاطع أرشيفية نادرة، يكشف العمل كيف طورت ستريب منهجها الخاص في الأداء، بخاصة قدرتها الاستثنائية على تغيير الصوت، واللهجة، والإيقاع الداخلي للشخصية، وحتى لغة الجسد.

ويتضمن الوثائقي تحليلات من مخرجين وممثلين عملوا معها، يصفون فيها كيفية استعدادها لكل دور، واهتمامها بالتفاصيل الدقيقة، وطريقتها الهادئة في السيطرة على المشهد من دون ضجيج.

 

 

ويقدم أيضاً قراءة في أبرز محطاتها السينمائية، مثل Sophie’s Choice، The Devil Wears Prada، Kramer vs. Kramer، وThe Iron Lady، موضحاً كيف تمكنت من التنقل بين الأدوار الدرامية والكوميدية والسياسية بسهولة لافتة.

ويمنح الفيلم مساحة للجانب الشخصي، لكنه يتعامل معه بحذر، بما يتناسب مع شخصية ستريب التي تحافظ دائماً على هامش من الخصوصية، لذلك يركز أكثر على طريقة تفكيرها المهنية وكيف ترى دور الممثل في المجتمع، وعلى فلسفتها في اختيار الأدوار التي "تقول شيئاً" أكثر من مجرد صناعة الترفيه.

الوثائقي في النهاية محاولة لفهم سر هذه الممثلة التي استطاعت أن تتحول في كل فيلم إلى شخص آخر تماماً، ومع ذلك تبقى هي نفسها، بذكائها وحساسيتها وعمقها الفني.

الدين

عندما سئلت عام 2009 عما إذا كان للدين دور في حياتها، أجابت ستريب "لا أتبع أي عقيدة، لا أنتمي إلى كنيسة أو معبد أو كنيس يهودي أو أشرم"، وفي مقابلة في ديسمبر (كانون الأول) 2008 لمحت إلى عدم إيمانها الديني عندما قالت "كثيراً ما كنت مهتمة بشدة لأنني أعتقد أنني أستطيع فهم العزاء الذي يوفره البناء الكامل للدين، لكنني لا أومن حقاً بقوة الصلاة، وإلا لكان من الممكن تجنب أشياء حدثت وكانت مروعة، لذا من الفظيع بالنسبة إلى إنسان ذكي، عاطفي، يشتاق، أن يجلس خارج نطاق هذا العزاء المتاح، لكنني لا أستطيع الوصول إلى هناك".

 

 

وعندما سئلت عن مصدر العزاء بالنسبة إليها في مواجهة التقدم في العمر والموت، أجابت "عزاء؟ لست متأكدة من أن لديه، لدي إيمان، على ما أظن، بقوة السعي الإنساني الجماعي أفضل ما فينا، بالإيمان والحب والأمل والتفاؤل كما تعلمين، الأشياء السحرية التي تبدو غير قابلة للتفسير، لماذا نحن كما نحن، لدي شعور بمحاولة جعل الأمور أفضل، من أين يأتي ذلك؟".

الموضة

تعرف ميريل، التي تحظى باحترام واسع باعتبارها أيقونة الموضة، بارتداء الملابس التي تناسبها بدلاً من اتباع الصيحات، وغالباً ما تزين إطلالاتها بمجوهرات جريئة ومكياج بسيط ونظاراتها المميزة، علاوة على ذلك، وعلى عكس كثيرات من معاصراتها، لم تكن أبداً أَمةً لصيحات الموضة، وتظهر ثقتها الهادئة في ذلك.

وقد حظيت بالثناء لارتدائها الملابس مراراً وتكراراً، وتفضيلها التصاميم الكلاسيكية، وابتعادها عن الموضة السريعة، وعلى رغم أنها لم تجعل الاستدامة منصة لها بشكل ظاهري، فإن خزانة ملابسها تعكس نهجاً واعياً ودائماً في الأناقة، مما يثبت أن السحر الحقيقي يأتي من الثقة الذاتية بقدر ما يأتي من الأقمشة التي نرتديها.

البيئة

في بداية الثمانينيات كانت إحدى أولى خطوات ميريل ستريب في مجال النشاط البيئي هي المشاركة في تأسيس منظمة Mothers & Others for a Liveable Planet (الأمهات والآخرون من أجل كوكب صالح للعيش)، التي تروج لخيارات أكثر أماناً ووعياً بالبيئة للعائلات.

 

 

لاحقاً، عملت من كثب مع مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية (NRDC) لزيادة الوعي بأخطار المبيدات الحشرية، ومنذ ذلك الحين عبرت عن دعمها لحماية محمية الحياة البرية القطبية الشمالية، والحفاظ على التنوع البيولوجي، وحماية الأنواع المهددة بالانقراض، حتى إنها غنت في حفل Rainforest Fund الخيري الذي أقامه ستينغ وترودي ستايلر لدعم المجتمعات الأصلية والحفاظ على الغابات الاستوائية، وروت الوثائقي البيئي The Living Sea (1995)، حين استخدمت منصتها لإلهام وتثقيف الجمهور.

محبة للخير

خارج الشاشة أصبحت ميريل بهدوء واحدة من أكثر الشخصيات الخيرية سخاءً في هوليوود، إذ تدعم قضايا تراوح ما بين حقوق المرأة والفنون إلى الإغاثة الإنسانية وحماية البيئة.

على سبيل المثال لا الحصر تبرعت براتبها من فيلم "المرأة الحديدية" إلى المتحف الوطني لتاريخ المرأة، حيث تعمل أيضاً كمتحدثة وطنية، ودعمت مجموعات مثل Equality Now، وساعدت في تمويل المركز التعليمي لمؤسسة SAG-AFTRA، الذي سمي الآن باسمها.

أصدقاء

قد تكون واحدة من أكثر الممثلات حصولاً على الجوائز في جيلها، ولكنها أيضاً واحدة من أكثر الممثلات المحبوبات، إذ حافظت على علاقات وثيقة مع كثير من زملائها في التمثيل على مدى عقود.

وتشمل قائمة أصدقائها المقربين شير، التي تعشقها منذ أكثر من 40 عاماً، وفيولا ديفيس، التي ألقت كلمة في حفل إزاحة الستار عن نجمتها في ممشى المشاهير.

 

 

وهي تبادل الإعجاب مع روبرت دي نيرو، الذي تعتبره أحد مصادر إلهامها المبكرة، وتربطها علاقة مرحة مع مارتن شورت، وهيلاري كلينتون، التي ألقت خطاباً قوياً في مؤتمر الحزب الديمقراطي لعام 2016.

أضف إلى ذلك أسماء مثل جيسيكا شاستين وإيمي آدامز وبعض الأصدقاء المقربين غير المتوقعين من برودواي، ومن العدل أن نقول إنك إذا ألقيت نظرة على قائمة جهات اتصال ميريل فستجد على الأرجح عدداً من المشاهير أكبر من عدد ضيوف حفل ما بعد حفل توزيع جوائز الأوسكار.

لا يقتصر إرث ميريل على أدائها على الشاشة وحسب، بل يتشكل أيضاً من خلال الطريقة التي ساعدت بها الآخرين في هذه الصناعة على الازدهار، فقد قدمت التوجيه والتشجيع لزملائها الممثلين، ولا سيما فيولا ديفيس، تماماً كما تنسب الفضل إلى جين فوندا لتوجيهها في بداية حياتها المهنية.

 

 

في عام 2015 ساعدت في تمويل The Writers Lab، وهو برنامج يدعم الكاتبات السينمائيات فوق سن الـ40، كذلك شاركت في Mentors Walk في نيويورك، حيث سارت جنباً إلى جنب مع نساء رائدات أخريات لإلهام الجيل القادم من القيادات النسائية.

سيرة وحياة

ولدت ماري لويز ستريب في الـ22 من يونيو 1949 في نيو جيرسي، واختيرت من قبل نقاد عدة "كأعظم ممثلة حية".

والدتها ماري ويلكنسون ستريب (ماري وولف ويلكنسون قبل الزواج) وهي فنانة تجارية وناقدة فنية، ووالدها هاري ويليام ستريب جونيور، مدير تنفيذي في مجال الأدوية، لديها شقيقان أصغر منها: هاري ويليام ستريب الثالث ودانا ديفيد ستريب، وهما ممثلان أيضاً.

 

 

نشأت ميريل كمشيخية (تشير إلى كنائس مسيحية عدة تتبع تعاليم العالم اللاهوتي البروتستانتي جون كالفين، وتنظم تحت حكم مجالس شيوخ بشكل ديمقراطي) في باسكنغ ريدج في نيو جيرسي، وارتادت مدرسة "سيدار هيل" الابتدائية ومدرسة "أوك ستريت" التي كانت مدرسة ثانوية في ذلك الوقت.

في أول ظهور لها في المدرسة الثانوية أدت دور البطولة في مسرحية مدرسية وهو دور لويز هايل في مسرحية "ذا فاميلي أبستيرز"، عام 1963 انتقلت الأسرة إلى برناردسفيل، نيو جيرسي، حيث ارتادت ميريل مدرسة برناردز الثانوية.

وصفتها الكاتبة كارينا لونجورث بأنها "طفلة خرقاء ذات نظارات وشعر متطاير"، إلا أنها لاحظت أنها تحب التباهي في الأفلام العائلية المنزلية منذ صغرها.

على رغم أن ميريل مثلت في كثير من المسرحيات المدرسية فإنها لم تكن مهتمة بالمسرح، إلى أن أدت دور مس جولي في كلية فاسار عام 1969، إذ لفتت الانتباه ضمن الحرم الجامعي بأكمله من خلال هذا الدور.

 

 

يقول أستاذ الدراما في كلية فاسار كلينتون جيه أتكينسون "لا أعتقد أن ميريل تلقت أي دروس في التمثيل، لقد درست نفسها حقاً"، أظهرت الممثلة قدرة مبكرة على تقليد اللهجات وحفظ أدوارها بسرعة.

تلقت شهادة البكالوريوس في الآداب بدرجة امتياز من الكلية عام 1971، وذلك قبل التقدم لنيل شهادة الماجستير في الفنون الجميلة من جامعة ييل للدراما، هناك استكملت دفع رسوم الجامعة من خلال العمل كنادلة ومن خلال الكتابة، وظهرت في أكثر من 12 إنتاجاً مسرحياً سنوياً، لدرجة أنها أصبحت مرهقة، وعلى وشك الإصابة بالقرحة، فكرت في ترك مهنة التمثيل والانتقال لدراسة القانون.

أدت ميريل ستريب كثيراً من الأدوار المسرحية، من هيليلنا في مسرحية "حلم ليلة صيف"، إلى دور امرأة تبلغ من العمر 80 سنة ومقعدة في كرسي متحرك في مسرحية ألفها كريستوفر دورانغ ألبيرت إناوراتو، الكاتبان المسرحيان اللذان لم يكونا معروفين في ذلك الوقت.

كانت طالبة لدى مصممة الرقص كارمن دي لافالادي، التي قدمتها في مركز كينيدي الثقافي عام 2017، آخر معلميها كان روبرت لويس، وهو أحد مؤسسي استوديو الممثلين، رفضت ميريل بعض تمارين التمثيل التي طلب منها تأديتها، مشيرة إلى أن الأساتذة كانوا يتدخلون في الحياة الشخصية بطريقة تجدها بغيضة. نالت الماجستير في الفنون الجميلة من جامعة ييل بحلول عام 1975، وارتادت ميريل كلية دارتموث أيضاً كطالبة زائرة، في خريف عام 1970، ونالت درجة الدكتوراه الفخرية في الآداب من الكلية عام 1981.

ظهرت ستريب للمرة الأولى على المسرح في "تريلاوني أوف ذا ويلز" عام 1975، وفي عام 1976 رشحت لجائزة توني كأفضل ظهور لممثلة لدورها في مسرحية "27 عربة مليئة بالقطن"، وفي 1977 ظهرت للمرة الأولى على الشاشة في "جوليا" إلى جانب جين فوندا وفينيسيا ريدغريف.

 

 

الممثلة التي بدأت مسيرة احترافها السينمائي بهذا الفيلم تدين بشهرتها إلى الدراما التلفزيونية القصيرة Holocaust The Story of the Family Weiss" "هولوكست... قصة عائلة وايس" التي أنتجت عام 1978، وبثت على قناة NBC على خمس حلقات.

وبعد عامين فقط حازت أول جائزة أوسكار أفضل ممثلة في دور ثانوي عام 1980، عن دورها في فيلم "كرايمر ضد كرايمر" مع داستين هوفمان الذي أنتج عام 1979.

وكانت ستريب على موعد مع أوسكار أفضل ممثلة رئيسة عام 1983 عن دورها في "خيار صوفي" الذي أنتج عام 1982، وحصلت على ثالث جائزة أوسكار عام 2012 عن دورها في "آيرون ليدي" الذي يتناول حياة رئيسة الوزراء البريطانية مارغريت تاتشر، ومن بين الجوائز الأخرى رشحت لـ32 جائزة "غولدن غلوب" أكثر من أي شخص آخر وفازت بثمانٍ.

حصلت ميريل ستريب على كثير من الجوائز الفخرية، نالت جائزة إنجاز الحياة "أي أف آي" عام 2004، وحفل تكريم من جمعية السينما في مركز لينكولن عام 2008، ومركز كينيدي الثقافي في 2011 لمساهمتها في الثقافة الأميركية، من خلال الفنون المسرحية، منحها الرئيس السابق باراك أوباما الميدالية الوطنية للفنون لعام 2010، وفي 2014 منحها وسام الحرية الرئاسي، أما حكومة فرنسا فمنحتها في 2003 وسام الفنون والآداب من رتبة قائد.

وإلى جانب نجاحاتها الفنية فإنها كانت تعتبر رمزاً للنجاح الاجتماعي، إذ احتفظت بزيجة وعلاقة براقة مع زوجها استمرت لـ45 عاماً، لحين إعلان انفصالهما أخيراً، والكشف عن أنهما قضيا الأعوام الستة الأخيرة منفصلين، وكل منهما يعيش بمفرده في هدوء، إذ لم يظهر دون جومر برفقة ميريل ستريب في حفلات الأوسكار وغيرها منذ عام 2018، على رغم أنهما احتفلا بالذكرى الـ45 لزواجهما معاً في سبتمبر (أيلول) 2023.

ولدى ميريل ستريب ودون جومر أربعة أبناء وهم هنري ومامي وغريس ولويزا.

اقرأ المزيد

المزيد من بيوغرافيا