ملخص
أعلنت وزارة الدفاع التركية اليوم الخميس استعداد أنقرة للمشاركة في "قوة الطمأنة" التي من الممكن أن تنشر في أوكرانيا إذا تم التوصل إلى وقف إطلاق نار، وأكدت الوزارة تعليقاً على احتمال مشاركة تركيا في القوة التي ذكرها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أول من أمس الثلاثاء، أن "القوات المسلحة التركية مستعدة للإسهام في أية مبادرة تهدف إلى ضمان الأمن والاستقرار في منطقتنا"، وأضافت "يجب قبل أي شيء إحلال وقف إطلاق نار بين روسيا وأوكرانيا، وبعد ذلك ينبغي تحديد إطار للمهمة مرفق بأهداف واضحة وإسهام كل بلد".
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الخميس إن روسيا تعد حزمة من الإجراءات الانتقامية رداً على المصادرة المحتملة للأصول الروسية في أوروبا، وحذر من أن أي تحرك لمصادرة الأصول الروسية سيكون بمثابة "سرقة للممتلكات" وسيكون له تأثير سلبي في النظام المالي العالمي.
ووصف بوتين القيادة الأوكرانية بأنها غير شرعية، وأضاف أنه من غير المنطقي توقيع أية وثائق معها وأن قيادة كييف فقدت شرعيتها بعد رفضها إجراء انتخابات عقب انتهاء ولاية الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
وتقول كييف إنها لا تستطيع إجراء انتخابات في ظل الأحكام العرفية، وتدافع عن أراضيها في مواجهة روسيا.
وأعلن بوتين اليوم أن موسكو ستوقف العمليات العسكرية في أوكرانيا إذا وافقت قوات كييف على الانسحاب من الأراضي التي تطالب بها روسيا، وقال خلال مؤتمر صحافي في بشكيك عاصمة قرغيزستان "إذا غادرت القوات الأوكرانية الأراضي المحتلة، سنوقف القتال، وإذا لم تغادر، فسنطردها بالقوة العسكرية".
ولم يحدد بوتين ما إذا كان يشير فقط إلى إقليمي دونيتسك ولوغانسك في شرق أوكرانيا اللذين يعدان أولوية للكرملين، أو أيضاً إلى منطقتي خيرسون وزابوريجيا في الجنوب.
وأعلنت روسيا في سبتمبر (أيلول) عام 2022 ضم هذه المناطق الأربع التي لا تسيطر عليها بصورة كاملة.
ونصت النسخة الأولى من مقترح السلام الذي قدمته الولايات المتحدة على تنازل كييف عن منطقتي دونيتسك ولوغانسك لموسكو، وقد عدها كثرٌ في كييف بمثابة استسلام، ليعدل النص مذاك بعد مشاورات مع أوكرانيا التي سبق أن قالت إن التخلي عن أراضٍ خط أحمر.
ومن المتوقع أن يصل المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى موسكو الأسبوع المقبل لمناقشة المقترح مع مسؤولين روس.
الموازنة الروسية
من جهة أخرى، ردت روسيا اليوم على مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس وأكدت أنه لا يمكن لأية قوة خارجية الحد من الإنفاق العسكري الروسي، وكانت كالاس أشارت أمس الأربعاء إلى أنه يجب تقليص الجيش الروسي والموازنة العسكرية الروسية، لكنها لم توضح كيف يمكن أن يحدث ذلك.
ونقلت وكالة "تاس" الرسمية للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو قوله إنه لا يمكن لأية قوة أن تحد من الموازنة العسكرية الروسية، وأضاف أن موسكو استبعدت نشر أية قوات مما يعرف "بتحالف الراغبين" الداعم لأوكرانيا.
بدوره قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها اليوم إن فريقي التفاوض الأوكراني والأميركي سيجتمعان قريباً، وأردف أن كييف ستركز على خطوات محددة في مقترحات السلام.
وتابع خلال مؤتمر صحافي "توقعاتنا هي نتائج ملموسة، نتائج ملموسة حتى يتسنى إحراز تقدم، من المهم للغاية بالنسبة إلينا، وأثبتت أوكرانيا ذلك مراراً، التوصل إلى هدنة".
إغلاق القنصلية البولندية
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية الروسية اليوم إغلاق آخر قنصلية بولندية باقية في روسيا، وتقع في إيركوتسك بسيبيريا، رداً على قرار الأسبوع الماضي بإغلاق آخر قنصلية روسية لدى بولندا.
وأبلغت روسيا السفير البولندي بإغلاق القنصلية اعتباراً من نهاية العام الحالي، "رداً على قرار السلطات البولندية سحب موافقتها على عمل القنصلية العامة الروسية في غدانسك، بدءاً من الـ 23 من ديسمبر (كانون الأول) المقبل"، وفقاً لبيان أصدرته وزارة الخارجية.
وذكرت بولندا الأسبوع الماضي أنها ستغلق آخر قنصلية روسية باقية فيها، ومركزها غدانسك (شمال بولندا)، بعد تعرض خط للسكك الحديد يؤدي إلى أوكرانيا لعملية "تخريب" اتهمت وارسو الكرملين بالوقوف وراءها.
وتشتبه بولندا في أن روسيا أرسلت أوكرانيَين يعملان لحسابها لتخريب جزء من خط سكة حديد لوبلين-وارسو الحيوي لنقل الأسلحة والركاب والبضائع إلى أوكرانيا.
ورأت وزارة الخارجية الروسية اليوم أن قرار السلطات البولندية إغلاق قنصليتها "إجراء عدائي صريح وغير مبرر" اتخذ "بذريعة واهية".
وبعد هذه الإجراءات المتبادلة، لم يبقَ من البعثات الدبلوماسية لكل من البلدين لدى الآخر سوى السفارة الروسية في وارسو والسفارة البولندية في موسكو.
وكانت العلاقات بين وارسو وموسكو متوترة أصلاً، لكنها تدهورت بصورة ملحوظة منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير (شباط) عام 2022، إذ أصبحت بولندا العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي، مركزاً لإرسال مساعدات عسكرية وإنسانية إلى أوكرانيا المجاورة.
"قوة الطمأنة"
من جهتها أعلنت وزارة الدفاع التركية اليوم استعداد أنقرة للمشاركة في "قوة الطمأنة" التي من الممكن أن تنشر في أوكرانيا إذا تم التوصل إلى وقف إطلاق نار.
وأكدت الوزارة تعليقاً على احتمال مشاركة تركيا في القوة التي ذكرها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أول من أمس الثلاثاء، أن "القوات المسلحة التركية مستعدة للإسهام في أية مبادرة تهدف إلى ضمان الأمن والاستقرار في منطقتنا"، وأضافت "يجب قبل أي شيء إحلال وقف إطلاق نار بين روسيا وأوكرانيا، وبعد ذلك ينبغي تحديد إطار للمهمة مرفق بأهداف واضحة وإسهام كل بلد".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأعلن ماكرون أول من أمس أن مجموعة عمل ستشكل في شأن "قوة الطمأنة" التي يفترض أن "تعزز الجيش الأوكراني" لتكون بمثابة "خط دفاع ثانٍ" في حال التوصل إلى اتفاق روسي- أوكراني، مضيفاً أن هذه المجموعة "ستقودها فرنسا وبريطانيا، بمشاركة وثيقة من تركيا التي تؤدي دوراً رئيساً على الصعيد البحري، وللمرة الأولى بمشاركة الولايات المتحدة".
وسبق لتركيا، ثاني قوة في الحلف الأطلسي لناحية العديد، أن أكدت استعدادها لنشر قوات في أوكرانيا "إذا اقتضت الحاجة" لضمان السلام.
تطورات ميدانية
ميدانياً، قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم إن القوات تقدمت في مدينة بوكروفسك الأوكرانية الواقعة في منطقة دونيتسك وسيطرت على قرية فاسيوكيفكا الواقعة في المنطقة نفسها، وأن الوحدات الهجومية تقدمت في الجزء الشمالي من المدينة المحاصرة وسيطرت على قرية جنوب بلدة سيفرسك الأوكرانية.
ولم يتسنَّ لـ"رويترز" التحقق على نحو مستقل من تقارير ساحة المعركة، وأفاد الجيش الأوكراني بأنه صد 57 هجوماً روسياً على جبهة بوكروفسك في اليوم الماضي وأنه يدمر وحدات روسية داخل المدينة.
وتتقدم القوات الروسية في نقاط عدة على طول خط المواجهة، ولا سيما في مناطق دونيتسك ودنيبروبيتروفسك وزابوريجيا، في وقت تناقش الولايات المتحدة خطة سلام محتملة لإنهاء أكثر الصراعات الأوروبية دموية منذ الحرب العالمية الثانية.
وتقول موسكو إن السيطرة على بوكروفسك التي تطلق عليها وسائل الإعلام الروسية اسم "بوابة دونيتسك"، ستمنحها أرضية للتوجه شمالاً نحو أكبر مدينتين باقيتين تحت سيطرة أوكرانيا في منطقة دونيتسك، وهما كراماتورسك وسلوفيانسك.
وتظهر الخرائط الروسية بوكروفسك تحت سيطرة موسكو والقوات الأوكرانية محاصرة في ميرنوهراد المجاورة، في حين تظهر الخرائط الأوكرانية بوكروفسك منطقة رمادية لا تخضع لسيطرة أي طرف وميرنوهراد غير محاصرة بالكامل.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن وحدات من الجيش الثاني الروسي تتقدم في وسط بوكروفسك وشمالها وإن قواتها تقدمت إلى شرق ميرنوهراد وغربها وجنوبها.