النفط يرتفع وسط ضبابية السلام في أوكرانيا وترقب اجتماع "أوبك+"

صعدت العقود الآجلة لخام "برنت" اليوم الجمعة وسط بقاء الأخطار الجيوسياسية في ظل استمرار المماطلة في ما يتعلق بمحادثات السلام الروسية - الأوكرانية، بينما يترقب المستثمرون نتائج اجتماع "أوبك+" بعد غد الأحد المقبل بحثاً عن أدلة على التغيرات المحتملة في الإمدادات.

واستقرت العقود الآجلة لخام "غرب تكساس الوسيط" الأميركي بعد تعطل نظام التداول لدى مجموعة "سي أم إي"، وزادت العقود الآجلة لخام "برنت" لشهر أقرب استحقاق التي ينتهي أجلها اليوم 15 سنتاً بما يعادل 0.24 في المئة إلى 63.58 دولار للبرميل، بعدما ارتفعت 21 سنتاً عند التسوية أمس الخميس، وصعدت عقود فبراير (شباط) الأكثر تداولاً 15 سنتاً إلى 62.99 دولار، وتوقف خام "غرب تكساس الوسيط" الأميركي عند ارتفاع 43 سنتاً، أو 0.73 في المئة، إلى 59.08 دولار للبرميل، ولم تكن هناك تسوية له أمس الخميس بسبب عطلة عيد الشكر في الولايات المتحدة.

ويتجه الخامان نحو تكبد خسائر للشهر الرابع على التوالي، وهي أطول سلسلة خسائر شهرية منذ عام 2023، إذ يؤثر ارتفاع المعروض العالمي في الأسعار، وتسببت مؤشرات عن قرب التوصل إلى اتفاق سلام بين أوكرانيا وروسيا في انخفاض أسعار النفط بصورة حادة في وقت سابق من الأسبوع الجاري، لكنها عادت للارتفاع خلال الجلسات الثلاث الماضية مع استمرار الضبابية في شأن المفاوضات، ومن المتوقع أن يختتم خاما "برنت" و"غرب تكساس الوسيط" تعاملات الأسبوع على مكاسب تزيد على واحد في المئة.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس إن الخطوط العريضة لمقترحات السلام التي تناقشها الولايات المتحدة وأوكرانيا قد تصبح أساساً لاتفاقات مستقبلية لإنهاء الصراع في أوكرانيا، وأضاف أن روسيا ستواصل القتال إذا لم يتحقق ذلك.

ضمانات أمنية لكييف

وذكر بوتين أن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف يعتزم زيارة موسكو الأسبوع المقبل، فيما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس إن وفدين من بلاده والولايات المتحدة سيجتمعان قريباً للعمل على صيغة نوقشت في محادثات بجنيف لإحلال السلام وتوفير ضمانات أمنية لكييف.

وقال محلل السوق لدى "آي جي" توني سيكامور في مذكرة "بعد انهيار المحادثات مرات عدة، يتردد المتعاملون في اتخاذ موقف قوي حتى يتحقق تقدم ملموس أو يحدث انهيار".

في سياق متصل، قال الجيش الأوكراني اليوم إنه قصف الليلة الماضية مصفاة "ساراتوف" النفطية الروسية وقاعدة "ساكي" الجوية في شبه جزيرة القرم التي تحتلها موسكو.

وذكر الجيش في شأن قصف المصفاة في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي "جرى تسجيل سلسلة من الانفجارات أعقبها حريق في المنطقة المستهدفة"، مضيفاً أنه قصف مستودعات للوقود وزيوت التشحيم في مناطق تحتلها روسيا بشرق البلاد.

ومن المرجح أن يبقي تحالف "أوبك+" على مستويات إنتاج النفط من دون تغيير في اجتماعه بعد غد الأحد وأن يتفق على آلية لتقييم الطاقة الإنتاجية القصوى للأعضاء، بحسب ما قال مندوبان من التحالف ومصدر مطلع على المحادثات لـ"رويترز".

وتلقت الأسعار دعماً أيضاً من تراجع عدد منصات النفط العاملة في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى في أربعة أعوام هذا الأسبوع.

خفض أسعار النفط السعودي

قالت مصادر اليوم إنه من المتوقع أن تخفض السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، سعر بيع النفط الخام ليناير (كانون الثاني) للمشترين من آسيا للشهر الثاني على التوالي إلى أدنى مستوى لها منذ خمسة أعوام، مقتفية أثر تراجع الأسعار القياسية الفورية.

وفي استطلاع أجرته "رويترز" ذكرت خمسة مصادر في قطاع التكرير في آسيا أن من المرجح أن ينخفض سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف ليناير بمقدار ما بين 30 و40 سنتاً للبرميل إلى علاوة تراوح ما بين 60 و70 سنتاً لمتوسط أسعار عمان/ دبي.

وأظهرت بيانات "رويترز" أن ذلك سيمثل ثاني انخفاض شهري وهو الأدنى منذ يناير 2021، وقالت المصادر إن أسعار النفط الخام الأخرى ليناير، وهي الخام العربي الخفيف جداً والعربي المتوسط والعربي الثقيل، قد تنخفض بمقدار 30 إلى 50 سنتاً للبرميل مقارنة بديسمبر (كانون الأول).

وجاء الضغط من وفرة الإمدادات وتوقعات الفائض مع رفع تحالف "أوبك+"، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وشركاء منهم روسيا ودول أخرى الإنتاج وتباطؤ نمو الطلب.

ورفع "أوبك+" الإنتاج المستهدف بنحو 2.9 مليون برميل يومياً من أبريل (نيسان) الماضي إلى ديسمبر المقبل.

وقال أحد المشاركين في الاستطلاع إن انخفاض الأسعار قد يحفز الطلب على المدى الطويل من الصين، إذ تلقت شركات التكرير المستقلة الدفعة الأولى من حصة الاستيراد لعام 2026 هذا الأسبوع.

وتحدد "أرامكو" أسعار النفط الخام بناءً على توصيات العملاء وبعد احتساب التغيرات في قيمة نفطها خلال الشهر السابق على أساس العوائد وأسعار المنتجات.