Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

توقف الأمطار قد يخلي طهران!

حبس الروافد من إيران تسبب بجفاف شط العرب وحبس المياه بالسدود بتركيا تسبب بشح وجفاف دجلة والفرات بالعراق وسوريا

تواجه إيران نقصا في المياه بسبب انخفاض هطول الأمطار (أ ف ب)

ملخص

لم ينزل المطر في وسط وشمال شرقي وشرق الجزيرة العربية هذا العام حتى كتابة هذا المقال، الوضع في الجزيرة العربية أهون بكثير من الوضع في إيران، جفاف غير مسبوق في هذا القرن يجتاح الأراضي الإيرانية، تسري إشاعات عن احتمالية إخلاء العاصمة طهران بعدما انحبس المطر وجفت الأنهار وفضت السدود، اتهامات للحرس الثوري بالتسبب بجزء كبير بأزمة المياه بإيران، فقالوا بأن الحرس الثوري غير مجاري الجداول والأنهار لاستخدامها في المفاعلات النووية المتعددة التي قصفتها إسرائيل وأميركا، فلا هم بالنووي ولا هم بالمياه من أنهارها- أو هكذا يقولون! وبالمناسبة، لم أعرف مدينة تم إخلاؤها لأن الماء شح بها! سكان طهران يتجاوزون 10 ملايين، ترى! هل وراء الأكمة ما وراءها

يصلي البشر للرب لعله ينزل المطر، ثقافات وديانات مختلفة تمارس طقوساً دينية مختلفة كي ينزل المطر، خصوصاً في المناطق التي يشح بها، له أسماء كثيرة أشهرها المطر وجمعه أمطار، وهو الغيث الذي ينزل فيغيث الأرض ومن عليها من بشر ودواب، يسمونه "الحَيَا" في الجزيرة العربية، لأنه يحيي الأرض بعد جفافها وينبت النبات والشجر بها، فهو مصدر الحياة، وورد في القرآن الكريم "وجعلنا من الماء كل شيء حي".

ولوصف مواقيته وسحبه أسماء مختلفة، فهو ينزل في "الوسم" أي في موسم الأمطار التي تبدأ غالباً في صحارى الجزيرة العربية بالأسبوع الأول من أكتوبر (تشرين الأول)، ويأملون أن ينزل قبل ذلك، فإن نزل قبل موسمه سموه "قلايد الوسم"، وشبه بالقلادة لأنها تبرز في الصدر قبل باقي الجسم.

وسموا الغيمة المطيرة بالوسمية، والغيمة التي تنزل مطراً خفيفاً متواصلاً أياماً بالديمة، والسحب المطيرة هي المزون ومفردها مُزنة، يسمونه السيل إذا ما انهمر وسال أنهاراً موقتة، ويرحبون بالضيف كترحيبة المطر كناية عن الحفاوة والفرح بقدومه فيقولون: "مرحباً ترحيبة المطر"، بل ويسمون أسماءهم بأسماء المطر، فمطر اسم علم شائع لدى العرب، وكذلك ديما ومزنة ومزون ووسمية وهكذا.

وإذا ما نزل المطر بالصيف فإنه يصبح غير نافع للأرض ولا ينبت الشجر البري، غنى الفنان العراقي الراحل فؤاد سالم من كلمات همام إبراهيم معاتباً محبوبته:

حجيك مطر صيف *** ما بلّل اليمشون

أي إن وصل وحكي ووعود الحبيب كمطر الصيف، يأتي بسرعة ولا ينهمر مدراراً، بل إنه شحيح لا يبلل حتى الماشي تحته.

يقولون إن السماء تمطر "قططاً وكلاباً" بالإنجليزية كناية عن غزارة الأمطار، ولعل أصل القول هذا في موت القطط والكلاب في الشوارع بعد المطر الغزير وغرقها في المدن الأوروبية في العصور الوسطى، حيث لم يوجد صرف صحي يوزع السيول بعد انهمار المطر.

كان الناس يتباشرون بالمطر، ويسمون حشرة اليعسوب "أبوبشير" لأنه غالباً يظهر بالخريف، وإذا ما ظهر تباشروا بالمطر، لم يعد لليعسوب دور في ظل الأقمار الاصطناعية والمسيرات التي تجوب السماء بحثاً عن الغيوم.

يغنون أهازيج شعبية للمطر:

يا مطر يابوشعاعه، يا منبت الحوّى والفقاعة

(الفقاعة هي الكمأة).

كما أنشدوا:

طق يا مطر طق، بيتنا جديد، ومرزامنا حديد

(والمرزام فتحة تصريف المطر من أسطح المنازل).

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لم ينزل المطر في وسط وشمال شرقي وشرق الجزيرة العربية هذا العام حتى كتابة هذا المقال، الوضع في الجزيرة العربية أهون بكثير من الوضع في إيران، جفاف غير مسبوق في هذا القرن يجتاح الأراضي الإيرانية، تسري إشاعات عن احتمالية إخلاء العاصمة طهران بعدما انحبس المطر وجفت الأنهار وفضت السدود، اتهامات للحرس الثوري بالتسبب بجزء كبير بأزمة المياه بإيران، فقالوا بأن الحرس الثوري غير مجاري الجداول والأنهار لاستخدامها في المفاعلات النووية المتعددة التي قصفتها إسرائيل وأميركا، فلا هم بالنووي ولا هم بالمياه من أنهارها- أو هكذا يقولون! وبالمناسبة، لم أعرف مدينة تم إخلاؤها لأن الماء شح بها! سكان طهران يتجاوزون 10 ملايين، ترى! هل وراء الأكمة ما وراءها؟

حبس الروافد من إيران تسبب بجفاف شط العرب، وحبس المياه بالسدود بتركيا تسبب بشح وجفاف دجلة والفرات بالعراق وسوريا.

أحد أسباب تمسك إسرائيل باحتلالها الجولان والتوسع برقعة احتلالها الجنوب السوري هو المياه الجوفية الهائلة التي بباطنها وجبل الشيخ الذي لا ينضب ثلجاً ومياهاً.

تعيش دول الخليج العربية على مياه البحر المحلاة بالمصافي، وكابوسها أن تتلوث مياه الخليج بملوثات نووية تهلك الزرع والضرع، تنتج المملكة العربية السعودية أكثر المياه المحلاة بالعالم (نحو 60 في المئة)، المياه هي بترول العصر القادم في منطقتنا، والأبحاث العلمية لمصادر لا تنضب لها تجري على قدم وساق، إسرائيل هي أكثر دول المنطقة تقدماً بأبحاث المياه، في السعودية مشاريع هائلة لتحلية المياه وتخزينها تحسباً للقحط والطوارئ وتقلبات الدهر.

يفسر علماء المياه انحسار المطر بالتغيرات البيئية الهائلة والعبث البشري بالطبيعة، بينما يعتقد بعض الناس أن سبب توقف المطر هو كثرة المعاصي والمظالم بالأرض، وما بين التفسيرين، ينتظر البشر الغيث والمطر ويصلون لربهم من أجل نزوله.

اقرأ المزيد

المزيد من آراء