Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الصين تزاحم أميركا في سباق الممرات البحرية بعروض مغرية لـ"بنما"

عطاءان من بكين لبناء مرفأين جديدين على القناة الاستراتيجية وسط تهديدات لواشنطن بضم الممر الملاحي

أسست الولايات المتحدة وأدارت قناة بنما لمدة قرن قبل أن تسلم إدارتها إلى بنما في اليوم الأخير من عام 1999 (رويترز)

ملخص

تعتزم هيئة قناة بنما التي بدأت اجتماعاتها مع الأطراف المهتمة قبل عملية تقديم العطاءات منح عقود المرفأين أواخر 2026 وبدء العمليات في 2029

في تطور لافت يعيد تسليط الضوء على واحدة من أهم نقاط التماس الجيوسياسي بين الولايات المتحدة والصين، أعلنت إدارة قناة بنما أمس الثلاثاء أن مجموعات صينية أبدت اهتماماً باستدراج عروض لبناء مرفأين جديدين على القناة، على رغم تهديدات أميركية باستعادة السيطرة على هذا الممر التجاري الحيوي.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أطلق هذا التهديد في وقت سابق من العام الماضي، معتبراً أن الصين تسيطر على الممر المائي الاستراتيجي لأن شركة "سي كيه هاتشيسون هولدينغز"، ومقرها هونغ كونغ، تدير مرفأين على طرفي القناة هما "كريستوبال" على المحيط الأطلسي و"بالبوا" على المحيط الهادئ.

ووافقت الشركة في مارس (آذار) الماضي على نقل السيطرة على المرفأين إلى تكتل تقوده شركة "بلاك روك" الأميركية، لكن الصفقة، التي تواجه "تشكيكاً صينياً"، لم تبرم بعد.

توسيع طاقة المرافئ

وتأمل الدولة الواقعة في أميركا الوسطى في جذب استثمارات بقيمة 8.5 مليار دولار خلال العقد المقبل لتوسيع طاقة المرافئ، وبناء خط أنابيب غاز وخزان جديد، إلى جانب مشاريع أخرى، وإضافة إلى المرفأين الجديدين يتضمن المشروع بناء خط أنابيب غاز وخزان جديد.

وصرح مدير القناة ريكاورتي فاسكيز للصحافيين "علينا أن نكون منفتحين على مشاركة جميع الأطراف المهتمة"، وأن ندعو إلى "أوسع نطاق ممكن من المنافسة"، مضيفاً أن جميع الأطراف ستقدم عروضها بصورة متكافئة.

ورفض ريكاورتي فاسكيز التكهن باحتمال تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة في حال منح المشاريع لشركات صينية مستقبلاً.

وتعتزم هيئة قناة بنما، التي بدأت اجتماعاتها مع الأطراف المهتمة قبل عملية تقديم العطاءات، منح عقود المرفأين أواخر 2026 وبدء العمليات في 2029.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومن الشركات العالمية التي أبدت اهتمامها شركتا "كوسكو للشحن البحري" و"أورينت أوفرسيز كونتينر لاين" (OOCL) من هونغ كونغ إلى جانب شركة "بي أس أي إنترناشيونال" السنغافورية و"إيفرغرين" التايوانية و"هاباغ لويد" الألمانية و"ميرسك" الدنماركية، و"سي أم إيه تيرمينالز" الفرنسية.

تقع جميع مرافئ بنما الخمسة الرئيسة قرب القناة، وتديرها شركات امتياز من الولايات المتحدة وهونغ كونغ وتايوان وسنغافورة.

أسست الولايات المتحدة وأدارت قناة بنما لمدة قرن قبل أن تسلم إدارتها إلى بنما في اليوم الأخير من عام 1999.

وتستخدم القناة البالغ طولها 80 كيلومتراً بصورة رئيسة من جانب الولايات المتحدة والصين، وتنقل عبرها 5 في المئة من التجارة البحرية العالمية.

أهم طرق التجارة البحرية

وتعد بنما بفضل موقعها على المحيطين الهادئ والأطلسي، بمثابة حارس لواحد من أهم طرق التجارة البحرية في العالم، وقدمت قناة بنما لمئات السنين طريقاً مختصراً للسفن الراغبة في تجنب الطريق الأكثر خطورة عبر "كيب هورن"، وتمثل القناة، واحدة من العجائب، وهي ميزة هندسية تتعامل مع 14 ألف سفينة كل عام.

وفي ديسمبر (كانون الأول) 2024، اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب بنما بفرض رسوم باهظة مقابل استخدام قناة بنما، مؤكداً أنه إذا لم تدر بنما القناة بطريقة مقبولة فسيطالب البلد الحليف للولايات المتحدة بتسليمها.

وفي منشور له نهاية العام الماضي، على موقعه للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال"، حذر ترمب أيضاً من أنه لن يسمح للقناة بالوقوع في "الأيدي الخطأ"، وبدا وكأنه يحذر من التأثير الصيني المحتمل على الممر المائي، وكتب أن القناة لا ينبغي أن تديرها بكين.

وكتب ترمب "الرسوم التي تفرضها بنما سخيفة، خصوصاً عند النظر إلى الكرم الاستثنائي الذي قدمته الولايات المتحدة لها".

وأضاف "لم تمنح (السيطرة) من أجل مصلحة الآخرين، بل كرمز للتعاون معنا ومع بنما. وإذا لم تتبع المبادئ الأخلاقية والقانونية لهذه البادرة الكريمة، فإننا سنطالب بإعادة قناة بنما إلينا بالكامل، ومن دون أدنى شك".

وسارع رئيس بنما خوسيه راؤول مولينو إلى التنديد بتعليقات ترمب، وقال عبر بيان على منصة "إكس" إن "كل متر مربع من قناة بنما والمنطقة المحيطة بها ملك لبنما وسيظل ملكاً لها".

وعبرت آنذاك رئيسة المكسيك كلوديا شينباوم عن دعمها حكومة بنما بعد تهديد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب باستعادة سيطرة الولايات المتحدة على قناة بنما، وقالت شينباوم خلال مؤتمر صحافي إن "قناة بنما ملك للبنميين".

اقرأ المزيد