Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خطة الـ"20 بندا" لزيلينسكي... هل يقف ترمب وراء نشرها؟

مصادر تعتبرها "مشروع علاقات عامة" والكرملين يرفض الإفصاح عن نتائج لقاءات الممثل الخاص لبوتين في ميامي

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ ف ب)

ملخص

قالت مصادر برلمانية روسية إن عدداً من النقاط التي يتضمنها ما نشره زيلينسكي من تعديلات على الخطة الأميركية لا تناسب الجانب الروسي، ولا سيما في الشق الذي يتعلق بالأراضي، فضلاً عن خلوها من الاعتراف بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم والأقاليم الأربعة.

لا تزال مساحة الخلاف واسعة بين الطرفين الروسي والأوكراني تجاه نقاط خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، حول التسوية السلمية للصراع المسلح القائم بين الجانبين، وأشارت مصادر الكرملين إلى تحفظاتها إزاء ما نشره فلوديمير زيلينيسكي في وسائل الإعلام الأوكرانية من تعديلات على الخطة الأميركية التي اختزلها من 28 نقطة إلى 20 نقطة.

وأكد دميتري بيسكوف، المتحدث الرسمي باسم الكرملين، أن الولايات المتحدة على دراية تامة بجميع الجوانب الرئيسة لموقف موسكو، وأن كيريل دميترييف الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار المباشر الروسي، اطلع فلاديمير بوتين على تفاصيل مهمته في ميامي.

وقالت مصادر برلمانية روسية إن عدداً من النقاط التي يتضمنها ما نشره زيلينسكي من تعديلات على الخطة الأميركية، لا تناسب الجانب الروسي، ولا سيما في الشق الذي يتعلق بالأراضي، فضلاً عن خلوها من الاعتراف بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم والأقاليم الأربعة، وهي جمهوريتا لوغانسك ودونيتسك، ومقاطعتا زابوروجيه وخيرسون، والإعلان رسمياً رفض كييف التخلي عن مطلبها حول الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وتقييد حجم الجيش الأوكراني.

البنود الـ20 لخطة زيلينسكي

كشف الرئيس الأوكراني زيلينسكي، للمرة الأولى، عن 20 بنداً من "خطة سلام"، تناقشها الأطراف المعنية لإنهاء الصراع المسلح أو كما تسميه المصادر الرسمية الروسية "العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا.

ونقلت وكالة أنباء "أوكرينفورم" وقناة "سوسبيلني" التلفزيونية، وغيرها من وسائل الإعلام الأوكرانية، عنه قوله "أنا الآن على استعداد لمناقشة مسودة وثيقة من 20 بنداً، وتسمى ’الإطار‘، وهي وثيقة أساسية لإنهاء الحرب، ووثيقة سياسية بيننا وبين أميركا وأوروبا وروسيا".

موقف موسكو تجاه ما يطرحه زيلينسكي

من الواضح أن ما جاء في ما طرحه الرئيس الأوكراني من نقاط لا يجيب على كثير مما سبق وطرحه ترمب في خطته الأولى ذات الـ28 نقطة، إلى جانب تعارضها مع كثير من الشروط التي طرحها الرئيس بوتين في الـ24 من فبراير (شباط) 2022 في خطابه الذي ألقاه مع مستهل بدء القوات الروسية "لعمليتها العسكرية الخاصة" في أوكرانيا، وعاد ليوجزها في لقائه مع قيادات وزارة الخارجية الروسية في يونيو (حزيران) 2024.

وفي هذا الصدد قال دميتري بيسكوف، المتحدث الرسمي باسم الكرملين، إن موقف موسكو من القضية الأوكرانية واضح وصريح، وأشار إلى "أنه من غير اللائق بتاتاً التواصل عبر وسائل الإعلام، ولن نكشف عما أحضره الممثل الخاص للرئيس الروسي كيريل دميترييف من ميامي، ولن نتحدث عن ذلك عبر الصحافة على وجه الخصوص".

وأكد الرئيس بوتين في أكثر من مناسبة على ضرورة معالجة الأسباب الجذرية التي أدت إلى الأزمة الأوكرانية، وتشمل هذه الأسباب انسحاب القوات المسلحة الأوكرانية من جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، ومقاطعتي خيرسون وزابوروجيه، إلى جانب تخلي أوكرانيا عن حلم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، كما أعلنت موسكو موقفها من وقف إطلاق النار، وقالت إن ذلك لن يتم إلا بعد انسحاب القوات الأوكرانية من كل منطقة الدونباس.

وأعلن الكرملين أن هذه المنطقة سيجري تحريرها بصورة كاملة، إما عن طريق المفاوضات أو من خلال العمل العسكري.

 

 

ونقل موقع "Gazeta.Ru" عن دميتري نوفيكوف، النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما، ما قاله حول إن اتفاق السلام المقترح الذي كشفت عنه كييف قوبل في روسيا بانعدام ثقة وشكوك كبيرة، كما وصف "خطة زيلينسكي" بأنها تلاعب واضح، وتتعارض تماماً مع مطالب الجانب الروسي.

وأشار نوفيكوف إلى أن الجانب الأوكراني أكد مجدداً عدم رغبته في تبني موقف يهدف إلى تحقيق السلام، والتوصل إلى حل وسط.

وخلص في حديثه إلى انه "عندما ترغب الأطراف حقاً في تحقيق السلام، فإنها لا تتظاهر بأن شبه جزيرة القرم ودونباس ليستا جزءاً من روسيا الاتحادية، هذه حقائق دستورية، لذلك لم تعد خطة زيلينسكي تبدو سخيفة وحسب، بل ومبتذلة للغاية، ومن المستحيل مناقشتها بجدية".

ومن جانبه أشار أندريه كورتونوف، الخبير في منتدى فالداي، إلى أن موسكو وواشنطن اعتادتا منذ زمن على مثل هذه التكتيكات من جانب كييف، ولذلك فلن يثير هذا الاقتراح ضجة كبيرة، وهو واثق من أن روسيا ستصر على مراعاة المطالب الرئيسة، التي وردت في خطاب الرئيس الصيف الماضي عند صياغة الاتفاق.

وأضاف كورتونوف قوله "يحاول كل طرف في المفاوضات التهرب من المسؤولية"، مضيفاً أن زيلينسكي سيزعم الآن أن كييف قدمت مقترحاتها ونسقتها مع شركائها الأوروبيين والأميركيين، وبالتالي فإن موسكو هي التي تماطل في المفاوضات، متابعاً "بالطبع، ستلقي كييف باللوم على موسكو لافتقارها للمرونة، لكنها أبدت بالفعل قدراً من المرونة، لذا من غير المرجح أن يقبل الجانب الروسي النسخة الأوكرانية من دون تعديلات وتكييفات جوهرية، وأعتقد أن أوكرانيا نفسها تدرك ذلك".

ومن جانبه، ذكر نائب مجلس الدوما أليكسي تشيبابوسر أن زيلينسكي قدم خطة السلام ذات النقاط الـ20 على أنها مجرد "مشروع علاقات عامة"، وأشار في حديثه إلى موقع "Gazeta.Ru" إلى أن موسكو "أكدت أنه لا داعي لإعلان بنود الخطة مسبقاً، إلى حين التوصل إلى اتفاق نهائي، وتجاهل كييف لهذا الشرط يشير إلى أن ما كشف عنه زيلينسكي ليس سوى "مشروع علاقات عامة" آخر، ومحاولة لاستغلال النتائج الموقتة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وإضافة إلى الخطة الرئيسة، تناقش أوكرانيا والولايات المتحدة ثلاث وثائق أخرى، بحسب ما أوضح فلوديمير زيلينسكي، وتشمل هذه الوثائق اتفاقات ثنائية بين أوكرانيا والولايات المتحدة وثلاثية بين أوكرانيا والولايات المتحدة وأوروبا تقدم ضمانات أمنية، فضلاً عن خطة لإنعاش أوكرانيا وتنميتها الاقتصادية، وستغطي هذه المبادرات تنمية البلاد حتى عام 2040.

أما عن موقف موسكو، فقد أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مراراً وتكراراً ضرورة معالجة الأسباب الجذرية التي أدت إلى الأزمة الأوكرانية، وتشمل هذه الأسباب انسحاب القوات المسلحة الأوكرانية من جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، ومن مقاطعتي خيرسون وزابوروجيا، فضلاً عن إعلان أوكرانيا رفضها الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

ويصر الجانب الروسي على موقفه من وقف إطلاق النار، وذلك لن يتم إلا بعد انسحاب القوات الأوكرانية من دونباس، وقد أعلن الكرملين أن المنطقة سيجرى تحريرها بصورة كاملة إما عن طريق المفاوضات أو بالقوة العسكرية.

وسبق أن أشارت مصادر الكرملين ووزارة الخارجية الروسية أكثر من مرة إلى أن عدداً من بنود "خطة كييف" لا تروق لموسكو، وعلى وجه التحديد، تطالب روسيا بالانسحاب الكامل للقوات الأوكرانية من منطقة الدونباس، وإصدار بيان رسمي يعلن بوضوح تخلي كييف عن طلب الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وتقييد حجم الجيش الأوكراني.

هل أعلن زيلينسكي "خطته" بإيعاز من ترمب؟

ثمة ما يشير إلى أن الجانب الأميركي ليس بعيداً من "تورط" الرئيس الأوكراني زيلينسكي في نشر ما سمي بمشروع الاتفاق حول السلام في أوكرانيا، وإذا كان الكرملين والمصادر الرسمية الروسية امتنعت عن التعليق على ما نشره زيلينسكي من بنود، وما أدلى به من تصريحات صحافية، فقد نشرت صحيفة "كوميرسانت" القريبة من الكرملين، ما كتبه معلقها السياسي دميتري دريزي حول خطة السلام الجديدة ذات الـ20 بنداً تحت عنوان "المؤامرة تتصاعد من جديد".

وقالت الصحيفة نقلاً عن المتحدث باسم الرئيس الروسي دميتري بيسكوف، إن "القرارات اللاحقة ستتخذ بناء على تقرير كيريل دميترييف"، كما أوردت ما قاله بيسكوف حول أن المبعوث الخاص لموسكو شارك في آخر جولة من المحادثات في ميامي، وأبلغ فلاديمير بوتين بالنتائج.

ويعتقد المعلق السياسي في إذاعة "كوميرسانت إف إم" دميتري دريزي، أن الولايات المتحدة تتوقع مزيداً من التنازلات من روسيا، إذ استعرض دريزي بعضاً مما تضمنته "خطة السلام المعدلة" التي قدمها المفاوضون الأوكرانيون في ميامي بعد ثلاثة أيام من المشاورات ومنها القضية الرئيسة المتعلقة بالأراضي، وكذلك قضية محطة زابوروجيه للطاقة النووية.

وقال دريزي إن "أوكرانيا تقترح تجميد الأعمال العدائية على طول خط التماس الحالي، بينما تسحب روسيا قواتها من مناطق خاركيف وسومي ودنيبروبيتروفسك ونيكولايف"، وأشار إلى أنه وفي غضون ذلك، تقترح الولايات المتحدة إنشاء منطقة اقتصادية حرة منزوعة السلاح في دونباس.

وأشار دريزي إلى أن "زيلينسكي لا يعارض هذا المقترح من حيث المبدأ، لكن بشرط طرحه للاستفتاء. كما تقترح كييف طرح خطة السلام الكاملة المكونة من 20 بنداً للنقاش العام، ودمج الاستفتاء مع الانتخابات الرئاسية، لكن هذا يتطلب وقفاً لإطلاق النار لمدة شهرين في الأقل".

وحول محطة زابوروجيه للطاقة النووية، قال المتحدث إن واشنطن تقترح أيضاً إدارة مشتركة بين ثلاثة أطراف: روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة، على أن تقسم الأرباح بالتساوي، وتؤيد أوكرانيا انسحاب روسيا وإدارة المحطة بصورة مشتركة، أما في ما يخص الضمانات الأمنية، فيبقى شرط وجود ما يعادل المادة الخامسة من ميثاق حلف "الناتو" قائماً، إضافة إلى توقيع موسكو وكييف على اتفاق عدم اعتداء.

ونشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية نسخة أكثر تفصيلاً من الوثيقة، ركزت على مواقف أوكرانيا من الاتفاق، كما تضمنت بنداً يتعلق بالأراضي، يحدد إمكان مشاركة القوات الدولية في ضمان تنفيذ هذا الاتفاق.

وخلص الكاتب السياسي بصحيفة "كوميرسانت" إلى أن هناك "قضايا رئيسة في اتفاق السلام لا تزال عالقة"، وأن هناك ما يدعو إلى الاعتقاد بأن المنطقة الحرة في ما تبقي من أراض تحت سيطرة القوات الأوكرانية في منطقة الدونباس يمكن أن تمثل حلاً وسطاً من حيث احتمالات التوصل إلى اتفاق يقول بإخلائها من أية قوات روسية أو أوكرانية، باستثناء القوات الدولية نفسها، علاوة على ذلك، هناك أيضاً خيار اعتمادها من دون استفتاء، عن طريق تصويت برلماني. ومع ذلك، فليس من الواضح تماماً لمن ستكون هذه الأرض في نهاية المطاف، ويبدو أنها ستؤول في نهاية الأمر إلى روسيا، وقال إن الكرملين امتنع عن التعليق.

وأبلغ المبعوث الخاص كيريل دميترييف الرئيس فلاديمير بوتين بالتفاصيل كافة لدى عودته من ميامي، وسيجري اتخاذ القرارات اللاحقة بناء على هذا التقرير، أما التفاصيل المحددة التي أحضرها معه فهي غير قابلة للكشف، ومن الواضح أن موسكو لن ترضى بأي شيء أعلنه زيلينسكي، وأضاف إلى "أن الأمر كله يعود في النهاية لشيء واحد، وهو رد فعل دونالد ترمب"، وذلك يعني أن الجانب الأميركي يتفق عموماً مع الوثيقة التي أعلنها زيلينسكي.

 وأوجز دريزي خلاصة الرأي بقوله إن "المبعوث الروسي دميترييف شارك في محادثات ميامي، وإذا كان عاد بخطة مختلفة تماماً، فإن الأمر قد يبدو غريباً بعض الشيء، فليس من الممكن أن يكون هناك خياران مختلفان: أحدهما لروسيا والآخر لأوكرانيا، وبما أن دميترييف كان مشاركاً في كل هذا، فهذا يعني أنه أوضح موقف روسيا، ومن المرجح أنه أخذ في الاعتبار إلى حد ما".

وكتب الصحافي ما نصه إنه "من المرجح أن أميركا لم تعترض على نشر الوثيقة، وأن الهدف من هذه العملية برمتها هو استبعاد أي اتهامات بالتواطؤ أو محاولة التوصل إلى اتفاق سري"، فهل تصدق كل هذه التوقعات؟ ذلك ما سيتضح خلال الأيام القليلة المقبلة.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير