ملخص
كشف يوشكو غفارديول عن معاناته في أسوأ مواسم مانشستر سيتي أوروبياً على رغم فوزه بجائزة لاعب الموسم، بينما يلوح أمل التحسن هذا العام مع دفاع أقوى، واستقرار أكبر، وطموح للعودة إلى الواجهة القارية.
بالنسبة إلى يوشكو غفارديول كان أفضل الأعوام هو أسوؤها. لقد ساقته إخفاقات مانشستر سيتي إلى ليالٍ بلا نوم، حتى وإن كانت تلك الإخفاقات قد منحته في الوقت نفسه كثيراً من الأمسيات للراحة. انضم الكرواتي إلى فريق كان قد توج للتو بدوري أبطال أوروبا. لكن حين فاز بجائزة لاعب الموسم في سيتي، جاء ذلك خلال حملة خرج فيها الفريق من البطولة قبل ليل وكلوب بروج، وقبل إيندهوفن وفينورد. لقد أنهى دور المجموعات في المركز الـ22، وكان على مشارف الإقصاء، ثم ظل ذلك المصير ماثلاً طوال 45 دقيقة متبقية. ولم يبلغوا حتى دور الـ16.
معاناة نفسية وسعي إلى إيجاد الحلول
وقال غفارديول "بالنسبة إليّ، كان ذلك أسوأ موسم أخوضه حتى الآن وأسوأ ما مررت به في مسيرتي. كان مؤلماً. أتذكر أنني في الموسم الماضي لم أكن أستطيع النوم ليلاً لأنني كنت أحاول إيجاد حلول، وكنت أحاول مساعدة الفريق وكل من في النادي للخروج من هذا الوضع".
وكان السبيل الوحيد لخروج سيتي من دوري الأبطال في الاتجاه الخطأ، الإقصاء في فبراير (شباط). وجاءت خسارتهم أمام ريال مدريد بنتيجة (1 - 3) كهزيمتهم الرابعة في مثل عدد الرحلات، بعد الهزيمة أمام سبورتنغ لشبونة ويوفنتوس وباريس سان جيرمان.
لقد تنازلوا عن تقدم بثلاثية نظيفة أمام فينورد في ملعبهم ليخرجوا بتعادل. وعلى مدار الحملة، كان غفارديول الأفضل بين الجميع، لكن في أسوأ حملة لبيب غوارديولا في دوري الأبطال، وأضعف أداء لسيتي منذ موسم (2012 - 2013).
وأضاف غفارديول "من الجيد الحصول على جائزة الموسم الماضي، لكن ذلك لم يجعلني سعيداً لأننا عانينا كثيراً. فزنا بالدوري الإنجليزي في موسمي الأول وكدنا نقترب جداً من الفوز بكأس الاتحاد. في الموسم الماضي، في النهاية، لم نفز بأي شيء".
فرص تحسين الوضع هذا الموسم
قد يثبت هذا الموسم أنه مختلف. فهناك إمكان فوري للتحسن من جانب واحد. إذا هزم سيتي فريق باير ليفركوزن الألماني في ملعب "الاتحاد" اليوم الثلاثاء فسيحصد 13 نقطة، أي أكثر بنقطتين مما جمعه الموسم الماضي. وحتى الآن، لم يحرم من العلامة الكاملة إلا بسبب ركلة الجزاء التي سجلها إيريك داير في الدقيقة الـ90 لموناكو. ولدى سيتي رحلة أخرى إلى ملعب "برنابيو" في ديسمبر (كانون الأول) هذه المرة، لكن حتى لو خسر هناك، فإن الفوز على ليفركوزن وبودو غليمت وغلطة سراي ينبغي أن يضعه على مسار تجنب جولة الملحق الإقصائي التي تسببت في خروجه الموسم الماضي. ويبدو أنهم يسيرون نحو إنهاء المرحلة الحالية بتصنيف ضمن الثمانية الأوائل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأردف غفارديول "أعتقد أننا نرى جميعاً بالفعل أن الوضع في النادي والوضع داخل غرفة الملابس مختلفان كثيراً، وهما يسيران في اتجاه أفضل مما كان عليه الموسم الماضي".
حتى الآن، تبدو الحالة الدفاعية أفضل بكثير في أوروبا مما كانت عليه في الموسم الماضي، فقد استقبل سيتي 20 هدفاً في آخر سبع مباريات له في دوري الأبطال آنذاك. أما الآن، فلم يُخترق مرماه سوى ثلاث مرات في مبارياته الأربع الأولى.
تأثير الاستثمارات وقوة الفريق الجديد
ويساعدهم في ذلك أنهم عانوا من إصابات أقل. فقد منحهم استثمارهم الذي بلغ نحو 350 مليون جنيه استرليني (459.39 مليون دولار) خلال نافذتي الانتقالات الماضيتين فريقاً أكبر، وأصغر سناً، وأكثر حيوية.
وقد جاءت انطلاقتهم الأفضل في دوري الأبطال على رغم غياب مجموعة المتوجين بالبطولة، إذ رحل ستة منهم في الصيف، سواءً بالإعارة أو بصورة دائمة. وسابعهم، رودري، سيغيب عن مباراة ليفركوزن. أما ماتيو كوفاسيتش، الذي فاز بالبطولة مع ريال مدريد وتشيلسي، فهو مصاب لفترة طويلة.
إنه فريق أكثر حداثة. فثلاثة فقط من الذين بدأوا مباراة السبت التي خسرها الفريق أمام نيوكاسل كانوا أيضاً من بين من بدأوا نهائي 2023. أما الاستمرارية، فقد جاءت من دكة البدلاء. وسيبلغ غوارديولا 100 مباراة في دوري الأبطال كمدرب لسيتي اليوم الثلاثاء.
وقال مدرب سيتي "إنه أمر جيد جداً، فهذا يعني أننا كنا هناك في كل موسم، الفريق الوحيد في إنجلترا خلال آخر 15 عاماً، ونأمل أن نكون هناك أيضاً في الموسم المقبل". ويبدو هذا مرجحاً ما لم يتعرض الفريق لخصم نقاط من رابطة الدوري الإنجليزي.
ويظل سجل غوارديولا في دوري الأبطال مذهلاً، بصفته فائزاً باللقب ثلاث مرات، إلا أن سنواته مع سيتي تحمل من الإحباط أكثر مما تحمله من المجد.
وشرح قائلاً "أود أن أقول إن هناك خيبات أكثر من اللحظات الجيدة. كانت هناك لحظات جيدة، خاصة في دور المجموعات، كنا في الصدارة كل موسم، باستثناء الموسم الماضي مع النظام الجديد. ولكن قبل ذلك، كنا نتأهل دائماً قبل أن تبقى مباراة أو مباراتان. أما اللحظات الأصعب فكانت في ربع النهائي أو نصف النهائي، عبر الفوارق الصغيرة والدقائق الأخيرة والقرارات التي لا نستطيع التحكم بها، فنتعرض للإقصاء".
طموحات للعودة إلى مكانة المنافس الدائم
وربما كان هذا هو سيتي الذي توقعه غفارديول، الفريق الذي - باستخدام مصطلح لغوارديولا - "موجود دائماً"، دائماً في الأدوار المتقدمة، ودائماً بين المرشحين، أو هم رجال يقتربون من دون أن يصلوا، إلى أن جاء تتويج 2023. وذلك حتى الموسم الماضي، حين كانوا على وشك ألا يصلوا حتى إلى آخر 24، وهو ما ترك غفارديول عاجزاً عن الحصول على قسط من الراحة.
هذا العام محاولة لإعادتهم إلى حيث كانوا. وقال غفارديول "في بداية هذا الموسم تحدثنا عن ذلك، ولا نريد أن نكرر شيئاً حدث في الموسم الماضي". وإذا ضمنوا إنهاء المجموعة بين الثمانية الأوائل، فلن يحدث معهم ما حدث الموسم الماضي.
© The Independent