Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ماذا يعني انضمام دمشق إلى التحالف الدولي ضد "داعش"؟

محللون يرجحون أن يجري زج المقاتلين الأجانب في الحرب على التنظيم الإرهابي للتخلص منهما معاً

لقاء الرئيس السوري أحمد الشرع مع نظيره الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض، 10 نوفمبر 2025 (أ ف ب)

ملخص

ترك التفاهم الأخير تساؤلات عن شكل وطريقة أداء دمشق مع قوات التحالف في وقت تمتلك الحكومة الحالية المعلومات الاستخباراتية والميدانية والخبرة العملية لأعوام من القتال وجهاً لوجه بين "هيئة تحرير الشام" وتنظيم "داعش" الذي سقط في مارس عام 2019.

في المكتب البيضاوي طوت دمشق صفحة العلاقة الشائكة مع واشنطن، وقلب العهد الجديد في سوريا الطاولة على كل من توقع الصدود الأميركي، في هذا الوقت أكد وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى انضمام بلاده إلى التحالف الدولي ضد "داعش" خلال زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى واشنطن، ولعل هذا النبأ يؤكد الانسجام والتقارب المتسارع بين واشنطن ودمشق بغية بناء علاقات سياسية واقتصادية وعسكرية متينة، وما الدخول ضمن قوات التحالف إلا بداية وبوابة لتحالفات واسعة في شتى المجالات، منها على مستوى الدفاع.

السفارة الأميركية لدى سوريا أعلنت انضمام دمشق رسمياً إلى التحالف لتكون بذلك الدولة الـ90 فيه، وقال المتحدث باسم السفارة "هذه اللحظة مفصلية في تاريخ سوريا والحرب العالمية ضد الإرهاب، فلا يزال تنظيم (داعش) يقتل السوريين ويهدد الأبرياء وتعافي البلاد".

ولم يخف المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم براك توقعاته بإسهام دمشق عقب انضمامها إلى التحالف، ليس فقط بمواجهة وتفكيك التنظيم المتطرف، بل وتفكيك بقايا خلايا "الحرس الثوري" الإيراني وحركة "حماس" و"حزب الله"، وجاء في منشور على حسابه الشخصي بمنصة "إكس"، "ستقف دمشق شريكاً ملتزماً في الجهد الدولي لإرساء السلام".

 

أما القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) فقد أكدت أن قواتها قدمت المشورة والمساعدة ومكنت أكثر من 22 عملية ضد "داعش" مع شركائها في سوريا خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مما قلل من قدرة الجماعة الإرهابية على شن عمليات محلية وتصدير العنف.

وجاء في بيان القيادة المركزية، تنفيذ قوة المهام المشتركة "العزم الصلب" عمليات بالتنسيق مع شركاء سوريين في الفترة بين الأول من أكتوبر وحتى السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري مما أسفر عن مصرع خمسة عناصر من "داعش" وأسر 19 من أفراد التنظيم.

وقال قائد القيادة المركزية الأميركية الأدميرال براد كوبر، "سنواصل ملاحقة فلول التنظيم بشراسة في سوريا لضمان استمرار المكاسب التي تحققت ضده في العراق وسوريا، ومنعه من تجديد نشاطه أو تصدير هجماته إلى دول أخرى".

أصداء الاتفاق

في غضون ذلك ترك التفاهم الأخير تساؤلات عن شكل وطريقة أداء دمشق مع قوات التحالف في وقت تمتلك الحكومة الحالية المعلومات الاستخباراتية والميدانية والخبرة العملية لأعوام من القتال وجهاً لوجه بين "هيئة تحرير الشام" وتنظيم "داعش" الذي سقط في مارس (آذار) عام 2019 بعد معارك ضارية مع التحالف الدولي بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد).

لعل كل الاحتمالات أمام المشاركة السورية حاضرة، لكن الأمر الأكثر قرباً للتطبيق، وهو ما تنبأ به في وقت سابق رئيس عضو "نادي الصحافة الوطني" في واشنطن ورئيس مركز "ريكونسنس" للبحوث والدراسات عبدالعزيز العنجري، في حديث إلى "اندبندنت عربية" بدخول الحكومة الجديدة لمحاربة تنظيم "داعش"، وهو أحد السيناريوهات التي تتيح زج المقاتلين الأجانب الذين يقاتلون إلى جانب الحكومة، لا سيما بعد ضمهم إلى الفرقة 84 وجلهم من المقاتلين الأجانب، في الحرب المقبلة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ونبه رئيس مركز "ريكونسنس" إلى خطر المقاتلين الأجانب المنتمين إلى تنظيم "داعش"، الذين يشكلون تهديداً فعلياً على سوريا ودول المنطقة، بل وربما على بعض الدول الأوروبية أيضاً، وهذا الشق بدوره ينقسم إلى قسمين: الأول "المعتقلون في مخيم (الهول) وسجن (الباغوز) شمال شرقي سوريا، ويقدر عددهم بعشرات الآلاف، وتطالب الولايات المتحدة والإدارة السورية بترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية لمحاكمتهم، لكن معظم هذه الدول لا تتعامل مع الملف بجدية كافية حتى الآن".

أما القسم الثاني، وفق العنجري، فهي العناصر النشطة من "داعش" في البادية، ومعظمهم من السوريين إضافة إلى مقاتلين من الجنسية العراقية، متابعاً "من المرجح أن يجري استخدام المقاتلين الأجانب المنضوين في فصائل (هيئة تحرير الشام) ضمن الحرب المقبلة ضد (داعش) والتخلص منهم بطريقة مشرفة ولائقة".

وكانت الخارجية الأميركية وضعت دمشق تحت الاختبار طوال الأشهر الطويلة الماضية، وحددت شروطاً عدة لتعديل سياسة واشنطن نحوها، منها استبعاد المقاتلين الأجانب من أية مناصب رسمية، مع ضمان أمن وحريات الأقليات الدينية والعرقية.

في المقابل شوهدت كتابات في مدينة حمص وحماة وريف دمشق على الجدران تحوي عبارات تحذيرية لحكومة الشرع منسوبة إلى تنظيم "داعش"، وتهديد بوصوله إلى تلك المناطق، في حين تمكنت قوات الأمن العام الحكومية من شن حملات مكثفة في ريف حلب واكتشف خلايا تتبع التنظيم فيها.

على طريق الاندماج

ورحب قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي بخطوة انضمام دمشق إلى التحالف، وعدها "محورية" عبر تعزيز الجهود المشتركة ودعم المبادرات الهادفة نحو تحقيق هزيمة التنظيم، وأعلن عن نقاش مع المبعوث الأميركي في ما يخص آليات دمج قواته ضمن مؤسسات الدولة السورية، مما يشكل جزءاً من رؤية أوسع لإعادة بناء مؤسسات البلاد على أسس جديدة، على حد قوله.

في هذا الشأن يؤكد مسؤول مكتب الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا في دمشق عبدالكريم عمر، لـ"اندبندنت عربية" أن دخول دمشق في التحالف الدولي يشكل تطوراً مهماً في مسار البحث عن الاستقرار السياسي والأمني في سوريا، ومن زاوية الفرصة لا التهديد، طالما أنه يفتح الباب أمام حل وطني شامل يشارك فيه جميع السوريين على قاعدة الشراكة والتفاهم.

 

وأضاف، "نحن في الإدارة الذاتية نؤكد أن مكافحة الإرهاب وترسيخ الأمن هما مسؤولية وطنية مشتركة، وقد كنا منذ البداية شريكاً فعالاً في الحرب ضد تنظيم (داعش) ضمن التحالف الدولي، ومن الطبيعي أن نرحب بأي تنسيق أوسع يهدف إلى حماية وحدة البلاد وتعزيز سيادتها ضمن إطار عادل يضمن حقوق كل المكونات".

وعن دخول دمشق في التحالف وكيف ينعكس على ملف اندماج قوات سوريا الديمقراطية في الجيش السوري الجديد، أجاب "يجب أن يفهم في هذا السياق الإيجابي بوصفه خطوة نحو بناء جيش وطني موحد يحمي الحدود والسيادة، ويعبر عن كل السوريين بلا تمييز، نحن نرى في ذلك مساراً تكاملياً وليس تناقضاً، شريطة أن يكون الاندماج على أساس الشراكة الحقيقية واحترام خصوصية التجربة التي قدمتها قواتنا في محاربة الإرهاب وبناء الأمن المحلي".

وتابع مسؤول الإدارة الذاتية في دمشق، "نجاح هذا المسار يتطلب ضمانات سياسية ودستورية واضحة تحمي مكتسبات الإدارة الذاتية وتجسد مبدأ اللامركزية الديمقراطية كركيزة لوحدة سوريا المستقبل، فالمطلوب ليس العودة إلى المركزية القديمة، بل إلى سوريا جديدة تقوم على العدالة والمساواة والتوزيع العادل للسلطة والثروة".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات