Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ترمب يتعهد مساندة سوريا ويشيد بالشرع بعد لقائهما في البيت الأبيض

الرئيس السوري: الإدارة الأميركية قد تساعدنا في الوصول إلى نوع من المحادثات مع إسرائيل

الرئيس السوري أحمد الشرع أثناء لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض (أ ف ب/ سانا)

ملخص

قال ترمب إن سوريا "جزء كبير" من خطته لسلام أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط يعول عليها لتدعيم وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس" في غزة، لكنه لم يؤكد تقارير تفيد بأن الشرع سيشرك سوريا في التحالف الدولي لمكافحة تنظيم "داعش"، أو سيوقع اتفاقاً لمنع الأعمال العدائية مع إسرائيل، لكن وزير الإعلام السوري قال إن سوريا وقعت إعلان تعاون سياسياً مع التحالف الدولي لهزيمة "داعش".

تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس الإثنين ببذل كل ما في وسعه لإنجاح سوريا، وذلك عقب محادثات مع الرئيس السوري أحمد الشرع.

وتوجت هذه الزيارة عاماً مفصلياً للشرع الذي انتقل من المعارضة إلى سدة الحكم بعد إطاحة رئيس النظام السابق بشار الأسد.

وكان الضغط من أجل رفع أكثر العقوبات الأميركية صرامة بصورة كاملة من بين الأهداف الرئيسة للشرع خلال زيارته واشنطن. وبعد عقد اجتماع مغلق مع ترمب أعلنت وزارة الخزانة الأميركية تمديد تعليق على قانون عقوبات قيصر لمدة 180 يوماً، لكن رفع هذه العقوبات بصورة كاملة مرهون بموافقة الكونغرس الأميركي.

واستقبل ترمب الشرع في أول زيارة على الإطلاق يقوم بها رئيس سوري إلى البيت الأبيض بعد ستة أشهر من أول لقاء بينهما في السعودية. وكان قرار وزارة الخارجية الأميركية الجمعة رفع العقوبات عن الشرع متوقعاً.

ووصل الرئيس السوري إلى البيت الأبيض من دون ضجة مثلما يحدث مع زيارات القادة الأجانب. ودخل من مدخل جانبي لم يره الصحافيون، بدلاً من الباب الرئيس للجناح الغربي، حيث كانت تنتظره الكاميرات.

ترمب يشيد بالشرع 

أشاد الرئيس الأميركي بنظيره السوري، وقال إن ماضي الأخير سيساعده في إعادة إعمار بلده الذي دمرته الحرب. وقال ترمب للصحافيين إنه يعد الشرع "قائداً قوياً"، وعبر عن ثقته فيه. وأضاف "سنبذل قصارى جهدنا لإنجاح سوريا".

وبعد الاجتماع الذي عقد بعيداً من الإعلام قال ترمب "إنه قائد قوي جداً" مضيفاً "يتحدث الناس عن قساوة ماضيه، كلنا كان ماضينا قاسياً... وأعتقد صراحة أنه لن تكون لديك فرصة إن لم يكن ماضيك قاسياً".

وأعرب ترمب عن أن "الولايات المتحدة ترغب في أن تنجح سوريا وبقية الشرق الأوسط. وأنا واثق أن الرئيس السوري يستطيع تحقيق ذلك وسيتمكن الشرع من أداء مهام منصبه، ونعمل مع إسرائيل لتحسين العلاقات مع سوريا".

 

وقال ترمب إن سوريا "جزء كبير" من خطته لسلام أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط يعول عليها لتدعيم وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس" في غزة. 

وجاء في منشور للرئاسة السورية على منصة "إكس" أن المحادثات بين الشرع وترمب تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين "وسبل تعزيزها وتطويرها، إضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".

وقال ترمب أمس الإثنين في منشور على منصات التواصل الاجتماعي إنه يتطلع إلى لقاء الرئيس السوري والتحدث معه مرة أخرى، وذلك بعدما أجرى الرئيسان محادثات في البيت الأبيض.

سوريا تنضم إلى التحالف الدولي ضد "داعش"

ستنضم سوريا إلى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش"، وفق ما أفاد مسؤول أميركي أمس الإثنين طلب عدم كشف هويته لوكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أن "سوريا ستصبح بذلك العضو الـ90 في التحالف ضد (داعش) لتتعاون مع الولايات المتحدة للقضاء على آخر جيوب (داعش) ووضع حد لتدفق المقاتلين الأجانب".

وقال المسؤول الأميركي إن "الولايات المتحدة ستسمح لسوريا باستئناف العمليات في سفارتها لدى واشنطن من أجل تعزيز التنسيق في مجال مكافحة الإرهاب والأمن والاقتصاد"، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وفي وقت سابق قال وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى إن سوريا وقعت إعلان تعاون سياسياً مع التحالف الدولي لهزيمة تنظيم "داعش".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الشرع: بحثنا المستقبل ورفع العقوبات

من جانبه قال الرئيس السوري أحمد الشرع إن ارتباطه بتنظيم "القاعدة" أصبح أمراً من الماضي، مشيراً إلى أنه لم يناقش هذه المسألة خلال اجتماعه مع ترمب.

وأكد الشرع في مقابلة بثتها "فوكس نيوز" أنه على اتصال بوالدة الصحافي الأميركي المفقود في سوريا أوستن تايس، وأنه سيبذل قصارى جهده للعثور على أية معلومات عنه. وقال "بحثنا المستقبل ورفع العقوبات مع الرئيس ترمب". وأضاف أن "الإدارة الأميركية قد تساعدنا على الوصول إلى نوع من المحادثات مع إسرائيل"، وتابع قائلاً "إسرائيل تحتل الجولان، ولن ندخل في محادثات مباشرة معها الآن".

وأشار الشرع في حديثه إلى أن "جزءاً من المحادثات مع روسيا تركز على تسليم المطلوبين، بما في ذلك الأسد، غير أن للروس رأياً آخر".

 

تخفيف العقوبات

وعدت وزارة الخزانة الأميركية "بمواصلة تخفيف العقوبات" وأعلنت عن قرار جديد يحل محل إعفائها الصادر في الـ23 من مايو (أيار) في شأن فرض قانون قيصر لعام 2019، الذي فرض عقوبات واسعة بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في عهد الأسد. ويمدد القرار الإعفاء 180 يوماً أخرى.

وتولى الشرع (43 سنة) مقاليد الأمور في سوريا نهاية العام الماضي بعدما شنت جماعات من المعارضة المسلحة بقيادته هجوماً خاطفاً انطلاقاً من جيب كانوا يسيطرون عليه في شمال غربي سوريا وتمكنوا في غضون أيام فقط من إطاحة الأسد في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) 2024.

لقاء مغلق

خلافاً للمراسم الاعتيادية المتبعة لدى لقاء ترمب قادة دول، كان اللقاء مع الشرع مغلقاً وبعيداً من الإعلام، لكن الرئاسة السورية نشرت صوراً لترمب مصافحاً الشرع في المكتب البيضاوي.

وبدا الشرع في صور أخرى جالساً قبالة ترمب بحضور كبار المسؤولين الأميركيين وبينهم نائب الرئيس جي دي فانس ووزير الحرب بيت هيغسيث ورئيس الأركان دان كين.

 

ولم يوضح البيت الأبيض حتى الآن سبب وصول الشرع بعيداً من الإعلام. فعادةً ما ينتقل غالب رؤساء الدول على متن سيارات إلى الممرات المزينة بأعلام بلادهم على الجانب الشمالي من المجمع الرئاسي، لكن لم يحدث أي شيء من هذا القبيل.

وعقب الاجتماع وجّه ترمب انتقاداً حاداً للنائبة الأميركية مارغوري تايلور غرين التي قالت على منصة "إكس" إنها "تودّ حقاً أن ترى اجتماعات متواصلة في البيت الأبيض في شأن السياسات الداخلية، لا السياسة الخارجية وزعماء الدول الأجنبية".

وقال ترمب إن النائبة الجمهورية "ضلت طريقها"، مضيفاً "عليَّ أن أنظر إلى الرئاسة باعتبارها موقعاً يتعامل مع (قضايا) العالم... قد نجد أنفسنا في عالم مشتعل تصل فيه الحروب إلى شواطئنا بسهولة".

ولدى مغادرة الشرع للمجمع الرئاسي خرج من موكبه أمام البيت الأبيض مباشرة وحيا لفترة وجيزة مجموعة من المؤيدين المبتهجين الذين راح بعضهم يلوح بالأعلام السورية.

وكان من المتوقع أن يدعو الشرع بقوة إلى إلغاء قانون قيصر في خطوة ستسهم في تنشيط الاستثمارات العالمية في بلد أنهكته الحرب على مدى 14 عاماً. ويقدر البنك الدولي أن إعادة الإعمار ستتطلب أكثر من 200 مليار دولار.

ودعا عدد من أعضاء الكونغرس المؤثرين إلى رفع عقوبات قانون قيصر لعام 2019، والتي صدرت رداً على انتهاكات حقوق الإنسان في عهد الأسد. ويريد بعض الجمهوريين من أنصار ترمب إبقاء العقوبات سارية، لكن هذا الموقف ربما يتغير إذا مارس ترمب ضغوطاً.

تركيا: واشنطن تتفهم ضرورة بقاء سوريا موحدة

من جانبه قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إنه أجرى محادثات منفصلة مع نظيره السوري وعدد من المسؤولين الأميركيين خلال زيارته لواشنطن التي تناولت التطورات في سوريا وغزة، مضيفاً أنه لمس تفهم الولايات المتحدة لضرورة بقاء سوريا موحدة.

وفي حديثه لوسائل إعلام تركية بعد المحادثات قال فيدان إنه دُعي أيضاً إلى حضور جزء من الاجتماع بين ترمب والشرع، مشيراً إلى أنه التقى أيضاً وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ونائب الرئيس جي دي فانس والمبعوثين الأميركيين ستيف ويتكوف وتوم براك.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار