ملخص
رسائل لإبستين تزعم أن الرئيس دونالد ترمب أمضى ساعات في منزله مع إحدى الضحايا، وكان على علم بانتهاكاته الجنسية، في تطور جديد يضع ترمب في مرمى النيران بعد رفضه الإفراج عن وثائق إبستين.
كشفت لجنة الرقابة بمجلس النواب الأميركي عن ثلاث رسائل بريدية لجيفري إبستين قال فيها إن الرئيس دونالد ترمب أمضى ساعات في منزله مع إحدى الضحايا، وكان على علم بانتهاكاته الجنسية.
وتضع هذه المراسلات الرئيس ترمب في مرمى النيران مجدداً بعد رفضه الإفراج عن وثائق إبستين، وسط مساعيه للنأي بنفسه عن جرائم الملياردير المدان بإدارة شبكة للاتجار بالبشر واستغلال القاصرات.
ترمب الذي تعهد تعزيز الشفافية الحكومية، أفرج خلال ولايته الثانية عن آلاف الوثائق المتعلقة باغتيال جون كينيدي لكنه رفض الإفراج عن وثائق إبستين، مما تسبب بغضب أنصاره وتكهنات حول تورطه.
من جانبها، قالت متحدثة البيت الأبيض كارولين ليفيت إن " الديمقراطيين سربوا رسائل البريد الإلكتروني بشكل انتقائي إلى وسائل الإعلام الليبرالية لخلق رواية زائفة لتشويه سمعة الرئيس ترمب. وأوضحت أن "الضحية المجهولة" المشار إليها في هذه الرسائل الإلكترونية هي الراحلة فيرجينيا جوفري، التي أكدت مرارا أن الرئيس ترمب لم يكن متورطا وأنه كان ودودا للغاية، مضيفةً أن ترمب طرد إبستين من ناديه قبل عقود لسلوكه المتعجرف تجاه الموظفات ومنهن جوفري.
فحوى الرسائل
أكد إبستين ضمن إحدى الرسائل أن ترمب "كان يعلم بأمر الفتيات" اللاتي كن قاصرات أثناء استغلالهن من الملياردير المدان. وفي رسالة أخرى، ناقش إبستين استراتيجية الرد على أسئلة الصحافة في شأن علاقته بترمب، تزامناً مع صعوده السياسي كمرشح للرئاسة.
وتعود الرسائل الثلاث التي نشرت اليوم الأربعاء جميعها إلى ما بعد صفقة الإقرار بالذنب التي أبرمها إبستين عام 2008 في فلوريدا، وتوقف على إثرها الادعاء الفيدرالي من ملاحقته قضائياً، وبعد أعوام من القطيعة المزعومة بين ترمب وإبستين خلال أوائل الألفية الجديدة.
وضمن الرسالة المؤرخة خلال أبريل (نيسان) 2011 كتب إبستين لحبيبته السابقة غيلين ماكسويل، "أريدك أن تدركي أن الكلب الذي لم ينبح بعد هو ترمب"، مضيفاً أن إحدى الضحايا "أمضت ساعات في منزلي معه، ولم يذكر ذلك مطلقاً". فردت ماكسويل "كنت أفكر في ذلك". وخلال هذا الوقت كان ترمب نجماً تلفزيونياً وشخصية بارزة في الصحف، بعيداً من عالم السياسة.
وضمن رسالة أخرى خلال يناير (كانون الثاني) 2019، أي قبل أشهر من انتحاره كتب إبستين للكاتب الصحافي مايكل وولف الذي نشر كتاباً فضائحياً عن ترمب "بالطبع كان يعلم بأمر الفتيات، فقد طلب من غيلين أن تتوقف". وكان إبستين حينها على بعد أشهر من اعتقاله وتوجيه تهم فيدرالية إليه، بعد سلسلة من التحقيقات الصحافية التي أعادت تسليط الضوء على اتفاقه السري لعام 2008.
وكتب وولف في رسالة لإبستين خلال الـ15 من ديسمبر (كانون الأول) 2015، ليلة مناظرة الحزب الجمهوري، أن شبكة "سي أن أن" تخطط لسؤال ترمب الليلة عن علاقته بك إما على الهواء أو بعد المناظرة، ورد إبستين "لو استطعنا صياغة إجابة له، برأيك ماذا يجب أن يقول؟".
علاقة ترمب وإبستين
وكان ترمب وإبستين يترددان على نيويورك وبالم بيتش في فلوريدا، وجمعتهما صداقة خلال التسعينيات وأوائل الألفية قبل أن تتدهور العلاقة خلال عام 2004 لأسباب مختلفة، منها المنافسة على شراء أحد العقارات في بالم بيتش.
وينفي الرئيس الأميركي أية علاقة له أو علم بجرائم الاتجار الجنسي التي ارتكبها إبستين، مشيراً إلى أنهما كانا صديقين في السابق، لكن علاقتهما انقطعت، ووصفه بأنه "شخص مقزز"، معتبراً استمرار التساؤلات حول علاقتهما بأنها حملة ممنهجة من قبل الديمقراطيين.
وكشف ترمب العام الماضي عن أن إبستين حاول "استقطاب" عاملات منتجعه الفاخر "مارالاغو"، ويعتقد أن إحداهن كانت فرجينيا جوفري، التي قالت إن ماكسويل جندتها لشبكة إبستين وهي مراهقة تعمل في المنتجع.
وخلال وقت سابق من العام الحالي، نشرت إدارة ترمب نص مقابلة داخل المحكمة مع ماكسويل، اعترفت فيها بأن ترمب وإبستين كانت بينهما "علاقة اجتماعية"، لكنها نفت وجود أية صلة بين ترمب وشبكة الاتجار الجنسي.
وقال الديمقراطيون في لجنة الرقابة إن لديهم شهادة من مُبلغ تفيد بأن ماكسويل كانت تستعد لتقديم طلب رسمي لترمب، لتخفيف حكمها الفيدرالي.
ووعد ترمب بنشر جميع ملفات إبستين لكن إدارته تراجعت عن ذلك، مما أثار غضباً داخل معسكره المحافظ ومطالب بالإفراج عنها.
وجاءت الرسائل الأخيرة ضمن مجموعة ضخمة من الوثائق التي تلقتها لجنة الرقابة ضمن إطار تحقيقها في جرائم إبستين وماكسويل، التي تقضي حكماً بالسجن 20 عاماً بتهم الاتجار بالبشر.وقال النائب الديمقراطي روبرت غارسيا من كاليفورنيا ورئيس لجنة الرقابة إن "المراسلات الأخيرة تثير أسئلة صارخة حول ما يخفيه البيت الأبيض، وطبيعة العلاقة بين إبستين والرئيس".
وفي يوليو (تموز) الماضي، نشرت "وول ستريت جورنال" رسالة مزعومة من ترمب إلى إبستين في عيد ميلاده، وتضمنت نصاً مكتوباً داخل إطار مرسوم لامرأة عارية، موقعاً بأسلوب متعرج أسفل خصرها، في ما بدا محاكاة لشعر العانة.