Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مأزق الأبطال الذي ترك ليفربول ومانشستر سيتي في الورطة نفسها

بعدما ارتكب "الستيزينس" خطأه بعدم إجراء تغييرات كافية للدفاع عن لقبه خلال موسم 2024 وقع فريق آرني سلوت في الفخ المعاكس إذ غير أكثر مما ينبغي

مواجهة سابقة بين ليفربول ومانشستر سيتي في الموسم الماضي (أ ف ب)

ملخص

قبل التوقف الدولي، يصطدم مانشستر سيتي وليفربول في مواجهة مصيرية قد تحدد ملامح صراع اللقب. غوارديولا يعيد بناء فريقه بحذر، فيما سلوت يعترف بأن تغييرات الصيف الضخمة كانت أكثر مما يحتمله الاستقرار.

قد ينظر إليهما في النهاية على أنهما طريقتان متعاكستان لفقدان السيطرة على اللقب. فحملة دفاع أبطال موسم 2024 عن لقبهم انتهت قبل عيد الميلاد، بعدما اندثرت فرصهم لأنهم لم يجروا ما يكفي من التغييرات على الفريق الفائز بالبطولة. أما خلفاؤهم خلال موسم 2025، اعترف مدربهم بأنهم ربما غيروا أكثر مما ينبغي. والآن يلتقي مانشستر سيتي وليفربول في مواجهة قد تعني أن الخاسر سيتأخر بـ10 نقاط عن المتصدر أرسنال، أي خارج المنافسة فعلياً قبل فترة التوقف الدولي خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري.

ليفربول بين فرحة دوري الأبطال والتراجع محلياً

عادة ما يتسم الأبطال بالثبات، لكن بعد انتصارين على أستون فيلا وريال مدريد تمكن آرني سلوت من أن يبتسم قائلاً "كنا في الواقع ثابتين من قبل، لكننا كنا ثابتين في الخسارة، وهذا لم يكن المقصود".

يدخل ليفربول ملعب "الاتحاد" بعدما أطاح ببطل أوروبا 15 مرة، لكنه حصد ثلاث نقاط فقط من آخر خمس مباريات في الدوري، مع إقرار بأن الفريق، بعد صيف أنفق فيه نحو 450 مليون جنيه استرليني (592 مليون دولار)، غيَّر أكثر مما كان ينبغي له أن يفعل.

سلوت يفسر أسباب التغيير

وقال سلوت رداً على الانتقادات "لماذا غيرت أكثر بكثير من الموسم الماضي؟ أتفق معك، ولكن ليس للأسباب التي تذكرها. أنا معروف كمدرب لا يحب التغيير كثيراً، لكنني لم أستطع أن أفعل شيئاً غير ما فعلته".

أليكسيس ماك أليستر وكونور برادلي لم يحظيا بفترة إعداد مناسبة واضطربت لياقتهما، مما جعلهما غير قادرين على اللعب بانتظام، بينما حصل رايان غرافنبرخ على إجازة أبوة، وتعرض لإيقاف، ثم لإصابة أخيراً. وما لم يقل - لأسباب مفهومة - هو الخسارة المأسوية لديوغو جوتا.

رحيل النجوم وتحديات السوق الصيفي

ولم يكن ذنب سلوت أيضاً أن ترينت ألكسندر أرنولد اختار عدم تجديد عقده ورحل إلى ريال مدريد، على رغم أن ليفربول كان أكثر مسؤولية في بيع لويس دياز، الذي حقق تأثيراً فورياً في بايرن ميونيخ.

كذلك كان ليفربول من قرر دفع مبلغ قياسي قدره 125 مليون جنيه استرليني (164.49 مليون دولار) لضم ألكسندر إيساك، اللاعب الذي تثير لياقته البدنية تساؤلات، والذي تسبب إضرابه في نيوكاسل بوصوله إلى النادي الجديد غير جاهز للعب، وقد يجلس على مقاعد البدلاء غداً الأحد، إذ لم يسجل بعد أي هدف في الدوري أو دوري الأبطال.

رهان طويل الأمد على إيساك

والمثير للدهشة أن سلوت كان يعلم منذ البداية أن الأمر قد يستغرق حتى مارس (آذار) 2026 ليعود المهاجم إلى أفضل مستوياته.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال سلوت "ألكسندر إيساك انضم إلينا واضطر لخوض فترة الإعداد خلال الموسم نفسه. قد تقول لماذا تشركه إذاً؟ لكن إن لم أفعل، فلن يصبح جاهزاً قبل نهاية الموسم. كنا نعلم منذ التعاقد معه أنه سيحتاج من ثلاثة إلى ستة أشهر ليستعيد مستواه المعتاد. لكن إن لم أشركه أبداً، فلن أصل به إلى ذلك المستوى".

صفقات غائبة وكلف غير مستثمرة

لكن التناقضات واردة دائماً. فسلوت كان يمكنه أن يجري تغييرات أكثر لو أن لاعبيه الجدد كانوا جاهزين بدنياً. وقال "الحديث كثر عن إنفاقنا 450 مليون جنيه استرليني (592 مليون دولار)، لكنني لم أستطع استخدام 250 مليوناً (328.97 مليون دولار) من ذلك حتى الآن، لأن أليكس، ولأسباب واضحة، لم يكن في مستواه المعتاد، وجيوفاني ليوني أصيب بعد مباراة واحدة فحسب، وجيريمي فريمبونغ ظل مصاباً تقريباً طوال الوقت حتى الآن".

عودة الروح بالاعتماد على القدامى

كانت الكلفة الإجمالية لهؤلاء الثلاثة أقرب إلى 200 مليون (263.18 مليون دولار)، في حين أن صافي الإنفاق الصيفي الذي قدره سلوت بـ150 مليوناً (197.38 مليون دولار)، تجاوز فعلياً حاجز الـ200 مليون (263.18 مليون دولار).

ومع ذلك، يلاحظ أن سلوت وجد التوليفة الفائزة عندما استعان بعدد أقل من صفقاته الجديدة، بإعادة أندي روبرتسون إلى التشكيلة الأساس بدلاً من القادم المتعثر ميلوش كيركيز.

الفريق الذي فاز على أستون فيلا ضم صفقة ميدانية جديدة واحدة فحسب، هي هوغو إيكيتيكي.

الجدل حول فيرتز وخط الوسط

أما فلوريان فيرتز الذي كلف 100 مليون جنيه استرليني (131.59 مليون دولار)، فقد جلس على مقاعد البدلاء في آخر ثلاث مباريات بالدوري. وكان آرسين فينغر اتهمه بأنه "دمر" خط وسطه بإدخال صانع ألعاب كلاسيكي يحمل الرقم 10. لكن سلوت عاد إلى ثلاثي الموسم الماضي المكون من دومينيك سوبوسلاي وأليكسيس ماك أليستر ورايان غرافنبرخ.

وقال سلوت مبرراً موقفه "الجميل في كرة القدم أن لكل شخص رأياً فيها. إذا كنت في حاجة إلى جراحة في القلب، فلن أقول للطبيب كيف يجريها. أعتقد أن لدينا خمسة أو ستة لاعبين مميزين في خط الوسط، يمكنهم جميعاً اللعب معاً، لكنهم يحتاجون إلى مزيد من الوقت معاً كي يخرج كل منهم أفضل ما لديه".

تألق مؤجل وإيمان بالمواهب الجديدة

ومع ذلك، كان من اللافت أن فيرتز تألق في مركز الجناح الأيسر أمام ريال مدريد. لكن سلوت لا يزال مصراً على أن اللاعب الألماني قادر على التألق في الوسط. وقال "أستطيع أن أؤكد لكم أنه إن لم يكن هذا الموسم فسيكون الموسم المقبل، وإن لم يكن اليوم فسيكون غداً، سيقدم فيرتز أداء رائعاً كلاعب وسط مع ليفربول أيضاً". وكان مانشستر سيتي مثل ريال مدريد، من بين الأندية التي أعجبت بأداء فيرتز مع باير ليفركوزن.

سيتي في طور التجديد أيضاً

ومن أوجه التشابه الأخرى في مباراة غد أن سيتي أيضاً في مرحلة إعادة بناء. ففي الخريف الماضي، بدا فريق غوارديولا وكأنه يشيخ أمام عينيه. واتضح بوضوح أن تشكيلته كانت محدودة جداً، وأن النادي تأخر بإهمال في عملية التجديد. ومنذ ذلك الحين، ضم غوارديولا 11 لاعباً جديداً.

صراع اللقب يشتد والخطر يقترب

ويبقى السؤال، كما هي الحال مع ليفربول، عما إذا كانت هذه الثورة في التشكيلة ستنتج فريقاً يوازي أبطال المواسم السابقة. أما سلوت، فيؤجل الحكم على فرص فريقه في المنافسة على اللقب قائلاً "أفضل وقت لتقييم جدول الدوري هو بعد 19 مباراة". لكن الخطر يكمن في أنه، بحلول ذلك الوقت، قد يكون ليفربول أو سيتي أو كلاهما متأخراً كثيراً عن أرسنال بحيث تكون معركة اللقب حُسمت بالفعل.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة