Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نباتات لبنان البرية... سحرها في ندرتها

نظراً إلى مساحة بلد الأرز الصغيرة نسبياً فهي تضم أصنافاً من الأزهار البرية أكثر من أي دولة أوروبية

القسم الأكبر من النباتات النادرة موجود في شمال لبنان (مارك بيروتي)

ملخص

يتميز بلد الأرز بغناه بالنباتات المتنوعة، ومنها تلك النادرة التي لا يمكن إيجادها في مكان آخر، وهي مهددة بالانقراض بسبب عوامل عديدة منها التوسع العمراني والزراعة غير المدروسة.

يتميز لبنان بمناخه المعتدل بين مختلف دول المنطقة، ويتغنى الجميع بطبيعته الخلابة وبتنوعها اللافت. ومن ميزات طبيعته الأساس التي لا يدركها الجميع أيضاً، غناه بالنباتات المتنوعة. وخصوصاً، بعدما تحولت النباتات الطبية التي تعيش في أرضه إلى محور اهتمام دراسات عديدة، ويتخطى عددها الـ730 نبتة، منها مجموعة نادرة غير موجودة إلا داخل أماكن قليلة في العالم، بحسب "موسوعة النباتات الطبية" للباحث والخبير في مجال النباتات الطبية ميشال حايك. أما النباتات النادرة التي يتميز بها لبنان فتتركز بصورة أساس داخل مناطق معينة بسبب عوامل عديدة تؤثر في ذلك.

 

نباتات نادرة في لبنان

يتميز لبنان بالفعل بالغنى والتنوع النباتي، فعلى مساحة 10452 كيلومتراً مربعاً، التي لا تتخطى نسبة 0.07 في المئة من مساحة الأراضي في العالم يضم 2607 أنواع من النباتات البرية، ونظراً إلى مساحته الصغيرة نسبياً، يضم أصنافاً من الأزهار البرية أكثر من أية دولة أوروبية، وإذا ما أخذنا كثافة النباتات فيه، فهي تصل إلى 0.25 في كل كيلومتر مربع مما يشكل رقماً مرتفعاً لدى المقارنة مع الأرقام داخل جنوب أفريقيا حيث لا تتخطى هذه النسبة 0.0081 في الكيلومتر المربع الواحد، و0.022 في الكيلومتر المربع الواحد في الأردن، وما بين 0.017 و0.011 في الكيلومتر المربع الواحد في تركيا.

في السياق، قال المهندس الزراعي والخبير في النباتات مارك بيروتي "من أصل 2607 أنواع من النباتات البرية، بحسب التقرير الوطني الأخير حول التنوع البيولوجي الطبيعي في لبنان، هناك 400 منها غير موجودة في العالم إلا في لبنان وسوريا وفلسطين، و90 نوعاً من هذه النباتات هي من النباتات النادرة غير الموجودة إلا في لبنان حصراً. فنسبة 8.5 في المئة من النباتات هي متوطنة في لبنان وفلسطين وسوريا، ونسبة 3.5 في المئة منها غير موجودة إلا في لبنان حصراً. وتعد منطقة إهدن شمال لبنان من أكثر المناطق تنوعاً وغنى من حيث النباتات الموجودة داخلها. وتتوزع النباتات أيضاً بصورة أساس في القرنة السوداء وبشري وعكار في شمال لبنان"، وبحسب بيروتي أيضاً "صحيح أن هذه النباتات البرية قد تكون موجودة في مختلف المناطق داخل لبنان، لكن ثمة مناطق معينة تتركز فيها بصورة أساس معظم هذه الأصناف، خصوصاً في أعالي جبال مكمل (سلسلة جبال لبنان الغربية) وجبل صنين (جبال لبنان الغربية) وجبل الشيخ (جبال لبنان الشرقية)، وأعالي منطقة القموعة الشمالية أيضاً".

يعود هذا الغنى الذي يتميز به لبنان على مستوى نباتاته إلى عوامل عديدة على رأسها الظروف المناخية، إضافة إلى التنوع في المناخ المحلي الذي أسهم في نمو نباتات عديدة تميزه. وأسهمت الظروف المناخية للمرتفعات بنمو النباتات النادرة فيها وظهور تنوع كبير بها.

 

نباتات مهددة بالانقراض

ثمة عوامل عديدة في لبنان تجعل نباتاتها مهددة بالانقراض، لكن بصورة أساس يبقى الأثر الأساس لأنشطة بشرية معينة وللتوسع الزراعي والعمراني، وفقدان البيئة الطبيعية والتغيرات المناخية.

وعلى رغم عدم وجود لائحة حمراء من النباتات المهددة بالانقراض الخاصة بلبنان، أشار بيروتي إلى وجود أصناف عديدة من النباتات الموجودة داخل البلاد التي ترد ضمن لائحة IUCN 2009 الحمراء للنباتات المهددة بالانقراض، "في لبنان 11 نوعاً من الأشجار الموجودة في لائحة IUCN 2009 للنباتات المهددة بالانقراض ومنها شجر الأرز، لكنها كلها مصنفة من بين تلك المنخفضة الأخطار. وتزيد الضغوط والأخطار على الشجيرات والنباتات الأصغر حجماً، خصوصاً تلك العطرية وتلك التي تستخدم لأغراض طبية. لذلك، يحرص الـUNDP (برنامج الأمم المتحدة الإنمائي) على وضع استراتيجيات معينة تهدف إلى تحسين إدارتها وتنظيم استخدامها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"سوسن الصوفارانا"

ومن أبرز النباتات النادرة المتوطنة في لبنان "سوسن الصوفارانا"، وهي موجودة داخل سبع مناطق فقط في جبال لبنان مثل إهمج (جبل لبنان) وإهدن (شمال)، وفاريا وضهر البيدر وصوفر (جبل لبنان). وتعد من أنواع النباتات المهددة بالانقراض بنسبة عالية بسبب الأنشطة الزراعية والعمران والرعي الجائر، كما أن جمال هذه الزهرة يجعلها أكثر عرضة للخطر نظراً إلى جمعها من قبل تجار الشتول، مما يمنع نمو بزور النبتة في محيطها الطبيعي. وأشار بيروتي أيضاً إلى التفاح البري اللبناني الذي بقيت له أشجار في جبال لبنان على ارتفاع 1000 إلى 1500 متر عن سطح البحر. أما المجموعة المتبقية المحمية منها ففي محمية حرش إهدن (شمال)، ومحمية جبل موسى (جبل لبنان)، "لكن تعد من الأشجار المعرضة للخطر وهي مهددة بالانقراض".

أيضاً تعد زهرة "بخور مريم" زهرة وطنية نادرة وموطنها الأصلي منطقة صغيرة في جبال محمية جبل موسى. كذلك، تعد "القنفذية الأرجوانية" من النباتات العشبية الطبية التي تزهر خلال الصيف والخريف وتسهم في تعزيز جهاز المناعة، وهي من النباتات النادرة. وأيضاً "الأزدرخت" عبارة عن شجرة برية نادرة توفر الظل. كذلك، هناك "البرسيم الحجازي"، و"عطرية العطر" التي لها رائحة قوية تشبه رائحة الورد وتستخدم في العطور ومستحضرات التجميل.

من النباتات المهددة بالانقراض التي لفت إليها بيروتي أيضاً Hermonis Boiss المتوطنة في لبنان وسوريا. هي تزهر بين شهري مايو (أيار) وأغسطس (آب)، وتنمو بواسطة البذور التي توزعها الرياح خلال سبتمبر (أيلول). وعلى رغم محاولات عديدة لزراعتها باءت كلها بالفشل لأنها لا تنمو إلا في موطنها الطبيعي. وتجدر الإشارة إلى أنها من النباتات الطبية التي تستخدم حتى اليوم في الطب التقليدي، لكنها لم تُعتمد بعد ضمن الطب الحديث في إنتاج الأدوية.

الزعتر

حتى إن ثمة أنواعاً من الصبار المهددة بالانقراض في لبنان بسبب التوسع الزراعي وقطفها لأغراض مختلفة. ومن النباتات التي أصبحت مهددة بالانقراض بسبب التشجير Cephalaria Cendrorum وIris Susiana التي كانت موزعة في محمية الشوف. أما نبتة KLasea Mouterdei فكانت تنمو على نهر البردوني (البقاع) لكنها انقرضت نهائياً بعد إنشاء أحد المعامل.

كذلك يعد أحد أنواع الزعتر وما يعرف بـ"حشيشة الجرح" Origanim Ehrenbergii من النبتات المتوطنة في لبنان أيضاً، وهي معتمدة في معالجة الجروح لاعتبارها قادرة على وقف النزف والتئام أنواع الجروح كافة، لذلك تستخدم على نطاق واسع في الطب التقليدي اللبناني وموجودة بكثرة في الحياة اليومية للبنانيين، وتستخدم بكثرة في الطهي وضمن السلطات وأطباق عديدة، كونها من النباتات العطرية. وتنمو داخل مناطق عديدة على ارتفاع يراوح ما بين 300 و2000 متر.

"الخالدة البيضاء"

وتعد زهرة "الخالدة البيضاء" أوHelichrysm Virgineum  من النباتات المتوطنة في لبنان والمستخدمة لأغراض التزيين، وهي موجودة داخل مناطق الشمال خصوصاً، وصنفت من النباتات المهددة بالانقراض وارتفع الطلب عليها من قبل جامعي النباتات النادرة.

من النباتات النادرة جداً في لبنان Pentapera Lebanese وتتميز بجمالها، لذلك تستخدم بكثرة للتزيين، كذلك بالنسبة إلى نبتة Cyclamen Libanoticum التي يرتفع الطلب عليها من قبل جامعي النباتات النادرة، خصوصاً أنها مهددة بالانقراض ونادرة جداً، وتنمو في مناطق عديدة داخل جبال لبنان حيث اكتشفت للمرة الأولى عام 1895، لكن بعد اكتشافها للمرة الأولى لم تظهر مجدداً في البراري حتى عام 1961، وكان هناك اعتقاد بأنها اختفت بصورة تامة، علماً أنها من الأزهار التي تنمو في ظلال الأشجار وبين الصخور على ارتفاع 750 إلى 1400 متر.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات