Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

غموض حول "هدنة السودان" والجيش يلاحق إمدادات "الدعم" في دارفور

انفجارات قرب الخرطوم وقتلى بقصف على الدلنج والأمم المتحدة تحذر من استعدادات لمعارك جديدة في كردفان

ملخص

أعلنت "الدعم السريع"، في بيان رسمي، موافقتها على الدخول في الهدنة الإنسانية المقترحة من قبل مجموعة الرباعية الدولية (الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات)، لضمان معالجة الآثار الإنسانية الكارثية الناجمة عن الحرب وتعزيز حماية المدنيين. وقرر مجلس الأمن والدفاع السوداني برئاسة الفريق البرهان خلال مناقشته مقترح الهدنة مواصلة القتال وإعلان التعبئة العامة والاستنفار للقضاء على "الدعم السريع".

حذر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك الجمعة من "استعدادات واضحة" لمعارك جديدة في السودان وتحديداً في كردفان، المنطقة الاستراتيجية الواقعة بين العاصمة الخرطوم التي يسيطر عليها الجيش، وإقليم دارفور الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع.

وقال تورك في بيان "ليس هناك أي مؤشر إلى احتواء التصعيد. على العكس، يشير تطور الوضع على الأرض بوضوح إلى استعدادات لتكثيف الأعمال العسكرية، مع ما لذلك من انعكاسات على السكان الذين طالت معاناتهم".

وغداة موافقة قوات "الدعم السريع" على مقترح وقف إطلاق النار، سمعت الجمعة انفجارات في الخرطوم وعطبرة، وهي مدينة يسيطر عليها الجيش وتقع على بعد نحو 300 كيلومتر شمال الخرطوم، وفق ما أفاد شهود وكالة "الصحافة الفرنسية".

ويسود هدوء نسبي في الخرطوم منذ أن سيطر عليها الجيش هذا العام، لكن قوات "الدعم السريع" تواصل شن هجمات في مناطق عدة.

وقال شهود في شمال مدينة أم درمان في العاصمة إنهم سمعوا أصوات "مضادات (أرضية) ومن بعدها انفجارات" من جهة قاعدة وادي سيدنا العسكرية، ولاحقاً من جهة محطة المرخيات للطاقة قبل تسجيل "انقطاع التيار الكهربائي".

وفي عطبرة، تحدث شهود عن "ظهور عدد من المسيرات فوق المدينة أسقطتها المضادات"، وأفادوا بـ"اندلاع النيران وأصوات انفجارات في شرق المدينة". ولم ترد أنباء فورية عن سقوط ضحايا.

ولم يعلق الجيش ولا قوات "الدعم السريع" على الانفجارات، علماً بأن الأخيرة تستخدم طائرات مسيرة بعيدة المدى لضرب المناطق التي يسيطر عليها الجيش منذ أن أجبرها على الانسحاب من العاصمة.

 

 

وصعد الطيران الحربي للجيش السوداني ضرباته الجوية في دارفور وكردفان مستهدفاً، بصفة أساسية، خطوط وممرات وقوافل إمداد قوات "الدعم السريع" في صحراء دارفور الغربية ومدن وسهول إقليم كردفان. وأوضحت مصادر عسكرية أن مسيرات ومقاتلات الجيش الحربية استهدفت مجدداً مواقع الجماعة في الفاشر وزالنجي ونيالا، كذلك هاجمت منطقة جبل عوينات على الجانب السوداني من المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا على الحدود الغربية للبلاد.

ووفق المصادر دمرت الغارات مخازن للذخيرة وشاحنات إمداد كانت في طريقها إلى "الدعم السريع" في دارفور وكردفان، في الوقت نفسه يتوالى وصول تعزيزات عسكرية إضافية لقوات الجيش بمحاور القتال في الغرب والجنوب، تشمل قطعاً وآليات حربية ثقيلة بهدف تأمين مدن الأبيض وأم روابة والرهد بشمال كردفان. وكشفت المصادر نفسها عن تمكن الجيش من استعادة السيطرة على موقع حطام طائرة الشحن العسكرية التي سقطت بمنطقة بابنوسة واستعادة جثامين الطيارين والطاقم، مشيرة إلى أن قوة من الفرقة 22 للجيش بمدينة بابنوسة بغرب كردفان نجحت في استعادة السيطرة على الموقع وأبعدت عناصر "الدعم السريع" التي كانت قد سيطرت عليه موقتاً.

استنفار وتعبئة

وعقب إعلان مجلس الأمن والدفاع التعبئة العامة والاستنفار، كشف رئيس اللجنة العليا للاستنفار والمقاومة الشعبية الفريق بشير مكي الباهي عن أن معسكرات التدريب تم فتحها بكل الولايات وتشهد إقبالاً منقطع النظير، وأوضح الباهي أن المقاومة الشعبية أصبحت ضرورة وطنية لمواجهة العدوان الخارجي الذي يتعرض له السودان مستهدفاً وحدته وسيادته، بخاصة بعد الأحداث الأخيرة التي وقعت في الفاشر، لافتاً إلى أن خطة الاستنفار تستهدف تجهيز المستنفرين لتحرير عدد من المناطق وتأمين الولاية الشمالية وفق خطط الجيش وتحت إمرته.

إعلان الثأر

وأعلن رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان أن الجيش "سيثأر لكل الشهداء الذين قتلوا وتم التنكيل بهم في كل من الفاشر والجنينة والجزيرة وغيرها من المدن والمناطق التي دنستها الميليشيات الإرهابية"، وأضاف البرهان، خلال اجتماعه مع القيادة الجوالة بالجيش، أن الحملة التي تقودها ما وصفها بدول الاستكبار والبغي ضد السودان "ستنكسر وسينتصر فيها الشعب السوداني"، وأكد "عزم وإصرار الجيش وحلفائه على تحقيق النصر ودحر الميليشيات المتمردة والقضاء عليها، قريباً".

قبول الهدنة

في الأثناء أعلنت "الدعم السريع"، في بيان رسمي، موافقتها على الدخول في الهدنة الإنسانية المقترحة من قبل مجموعة الرباعية الدولية (الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات)، لضمان معالجة الآثار الإنسانية الكارثية الناجمة عن الحرب وتعزيز حماية المدنيين.

وقرر مجلس الأمن والدفاع السوداني برئاسة الفريق البرهان خلال مناقشته مقترح الهدنة مواصلة القتال وإعلان التعبئة العامة والاستنفار للقضاء على "الدعم السريع".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وينص مقترح الهدنة لإنهاء النزاع في السودان على وقف إطلاق النار مدة ثلاثة أشهر، في أرجاء السودان كافة، تعبقها خطوات نحو وقف دائم للقتال ومسار سياسي شامل، مع تأكيد منع التدخلات الخارجية ودعم المدنيين والمساعدات الإنسانية.

وأتى مقترح الهدنة في وقت يتقاسم فيه الجيش و"الدعم السريع" السيطرة الميدانية في إقليم كردفان، وتبسط الأخيرة سيطرتها على غالبية أراضي إقليم دارفور، بينما يسيطر الجيش على شرق ووسط وشمال البلاد إلى جانب النيل الأزرق وسنار، وأجزاء من جنوب كردفان التي يتقاسم فيها السيطرة مع الحركة الشعبية المتحالفة مع "الدعم السريع".

المعونات الإنسانية

إلى ذلك قالت حكومة إقليم دارفور إن "الدعم السريع" تجبر شاحنات الإغاثة على نقل النازحين قسراً وإعادتهم إلى الفاشر، وتستغل في ذلك المعونات الإنسانية كوسيلة للضغط على المواطنين وتربط توزيعها لهم بالعودة إلى المدينة.

وأوضح مدير الثقافة والإعلام بالحكومة عبدالعزيز سليمان أوري أن "الدعم السريع" تقوم بارتكاب انتهاكات جسيمة ضد المدنيين والنازحين في المناطق الواقعة بين طويلة والفاشر، في ممارسات تمثل خرقاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني. واتهم أوري الجماعة بمنع عدد من الجرحى من تلقي العلاج في المرافق الطبية "لأسباب عرقية تتعلق بالانتماء القبلي، مما يعد سابقة خطرة وانتهاكاً فريداً من نوعه لحقوق الإنسان في الإقليم". وتواصلت تدفقات آلاف الأسر الفارة من الفاشر ومحيطها إلى محليات الدبة ودنقلا ومناطق أخرى بالولاية الشمالية، مما أدى إلى زيادة كبيرة في أعداد النازحين بصورة تفوق طاقة المجتمعات المحلية على استيعابها.

وأكدت "شبكة أطباء السودان" أن معدلات تدفقات النازحين تفوق الإمكانات المحلية المتاحة على رغم الجهود التي يبذلها المواطنون في استقبال وإيواء الأسر النازحة وتوفير ما تيسر من غذاء ومأوى ودواء، منوهة بأن النازحين يعيشون في ظروف صعبة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، مع نقص حاد في المياه النظيفة والغذاء والحاجات الصحية، في وقت يزداد فيه الوضع سوءاً مع دخول فصل الشتاء.

جهود ولائية

على نحو متصل وقف والي الولاية الشمالية الفريق عبدالرحمن عبدالحميد على الأوضاع الإنسانية والجهود المبذولة لتوفير الحاجات الضرورية للنازحين الفارين من الفاشر إلى محلية الدبة. وبحث الوالي مع مفوضية العون الإنساني ووزارة الشؤون الاجتماعية بالولاية في حجم الجهود التي تبذلها لجنة الطوارئ والأزمات لتأمين حاجات النازحين بمعسكر العفاض. وكشفت وزيرة الشؤون الاجتماعية منال مكاوي عن ارتفاع عدد الأسر التي وصلت إلى الولاية إلى 10414 أسرة حتى أمس الخميس، مؤكدة استقرار الأوضاع في معسكر العفاض بمدينة الدبة، عقب توفير عيادات صحية وكميات من الأغذية وخزانات مياه الشرب بالمعسكر، وأكد مفوض العون الإنساني بالولاية وائل محمد شريف استمرار الجهود لتأمين حاجات النازحين كافة، مشيداً بتجاوب مواطني المحلية بتقديم الدعم والمساندة للنازحين.

مجزرة بالدلنج

في جنوب كردفان تعرضت مدينة الدلنج إحدى كبريات مدن الولاية لقصف مدفعي عنيف من قبل "الدعم السريع" والحركة الشعبية - شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو، المتحالفة معها، من اتجاهات عدة، مما أسفر عن مقتل ستة مدنيين وإصابة 12 آخرين بجروح متفاوتة. وكشفت مصادر محلية عن سقوط ما لا يقل عن 42 مقذوفاً مدفعياً على مناطق سكنية عدة داخل المدينة، مخلفة حالاً من الخوف والذعر وسط السكان. ودانت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان قصف مدينة الدلنج، مشيرة إلى أنه تسبب في تدمير قسم الأشعة والتصوير الطبي بمستشفى المدينة التعليمي، وعطل أهم المرافق الصحية بها في وقت تعيش المدينة أزمة إنسانية خانقة ونقصاً حاداً في الإمدادات الطبية والأدوية المنقذة للحياة.

واعتبر بيان النقابة الاستهداف المتكرر للمرافق الصحية جريمة حرب مكتملة الأركان، وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، الذي يحظر استهداف المستشفيات والعاملين في المجال الطبي تحت أي ذريعة. ودعا البيان المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة والمنظمات الطبية والإنسانية المحلية والإقليمية إلى التدخل العاجل لتأمين الإمدادات الطبية لمدينة الدلنج والمناطق المتأثرة.

اتهامات ومحاكمات

في خطوة مفاجئة وجهت النيابة العامة في السودان إلى قائد "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو موسى، "حميدتي"، إلى جانب أكثر من 200 شخص آخرين من قيادات ومقاتلي الجماعة، اتهامات بتقويض النظام الدستوري، وإثارة الحرب ضد الدولة، والاشتراك والمعاونة في جرائم تتعلق بالإبادة الجماعية وجرائم حرب، إلى جانب انتهاكات جسيمة للقانونين الوطني والدولي الإنساني. وذكر بيان للنيابة العامة أن اللجنة الوطنية للتحقيق في جرائم وانتهاكات القانون الوطني والدولي باشرت أعمالها خلال الأشهر الماضية، وأجرت تحقيقات موسعة جمعت خلالها بيانات وأدلة ميدانية ووثائق رسمية أسفرت عن توجيه هذه التهم وإحالة أوراق الدعوى إلى المحكمة المتخصصة.

تحركات "صمود"

إلى ذلك التقى وفد التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة "صمود" برئاسة رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك، الذي يزور العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في إطار جولة إقليمية تهدف إلى تكثيف الجهود لإيقاف الحرب في السودان، كلاً من سفير ألمانيا الاتحادية لدى السودان ديفيد شواك، ونائب السفير الإيطالي سيمون كورسي، ومسؤول الملف السياسي في السفارة الكندية بأديس أبابا جيسن تولك، وأوضح الناطق الرسمي باسم التحالف بكري الجاك أن الوفد طرح خلال اللقاءات رؤيته لإنهاء النزاع في السودان واستعادة مسار الانتقال المدني الديمقراطي، كما بحث في كيفية دعم وقف إطلاق النار وفق خريطة طريق الرباعية، وبدء عملية سياسية شاملة ذات قاعدة مشاركة واسعة تحت مظلة الاتحاد الأفريقي.

فك احتكار الذهب

اقتصادياً تراجع بنك السودان المركزي عن قراره السابق باحتكار شراء وتصدير الذهب عبر البنك وحده، وأصدر البنك قراراً جديداً سمح بموجبه للشركات الوطنية والأجنبية العاملة في قطاع التعدين بتصدير الذهب مباشرة وفقاً لضوابط وإجراءات تنظيمية محددة. وأوضح بيان للبنك أن القرار يأتي في إطار الإصلاحات الاقتصادية الجارية لتحرير تجارة الذهب وتعزيز موارد البلاد من النقد الأجنبي، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى الحد من التهريب، وتشجيع المنتجين على زيادة الإنتاج، وجذب الاستثمارات في قطاع التعدين، وشدد البنك المركزي على مواصلة الرقابة والإشراف على عمليات التصدير والتسعير بما يضمن تحقيق المصلحة الوطنية القصوى.

جلسة طارئة لحقوق الإنسان

أممياً من المنتظر أن يعقد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة جلسة طارئة منتصف الشهر الجاري، في شأن تطورات الأوضاع بمدينة الفاشر، وتؤيد المقترح الذي تقوده كل من بريطانيا وألمانيا والنرويج وهولندا وإيرلندا أكثر من 50 دولة أخرى، بما فيها ثلث أعضاء المجلس الحاليين الذين لهم حق التصويت.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات