ماذا بعد صعود الذهب؟

يتجه الذهب صعوداً في مسيرة متواصلة منذ أكثر من ثلاثة أعوام، ويتوقع أن يواصل المعدن الأصفر هذا المسلك الصعودي إلى ما بعد عام 2032، وفق كثير من التوقعات.

في سلسلة رأي اقتصادي، يؤكد عضو المجلس الاستشاري الوطني في معهد "تشارترد"، وضاح الطه، أن من بين المؤشرات الأساسية التي توحي وتعطي انطباعاً بمواصلة هذا الارتفاع هو نمو مشتريات البنوك المركزية والمؤسسات المالية من المعدن.

يلفت الطه إلى أن تقارير مجلس الذهب العالمي تقسم مشتريات الذهب إلى مجموعات من ضمنها البنوك والمؤسسات المالية، والشراء للأغراض الشخصية كالملبوسات من الجواهر، إلى جانب أيضاً الأغراض الصناعية، في إحصاء يشير على مدى الأعوام الماضية أن هناك تزايداً ملحوظاً في عمليات الشراء على مستوى العالم من البنوك المركزية.

مشتريات البنوك المركزية

ويوضح المتحدث أن بنوك المنطقة كانت في طليعة البنوك التي دأبت على شراء وتعزيز أرصدتها، وفي طليعتها بنوك مصر والعراق وقطر الإمارات وعمان بكميات أقل.

هذا النهج الشرائي ينجم عن الشعور بزيادة ارتفاع مستوى عدم اليقين في الاقتصاد العالمي، بحسب ما يضيف الطه، خصوصاً مع تنامي التوترات الجيوسياسية واتساع الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وكلها أسباب رئيسة تقود إلى اللجوء إلى الذهب.

إلى جانب ذلك، يزيد الطه أسباباً أخرى من قبيل انخفاض الدولار أمام عملات أخرى، ومحاولة تقليل الاعتماد على العملة الأميركية على رغم أنها تبقى العملة العالمية الأولى الرئيسة، لكن هذا الاتجاه سيحظى بإقبال واسع.

توقعات صعود الذهب

ويشير إلى أن بنك الشعب الصيني مستمر في رفع مستويات احتياطات الذهب ويواصل تقليل الاحتفاظ بأذونات الخزانة، والذهاب إلى أرصدة المعدن النفيس لتعزيز الأرصدة لديه.

ومع تقديرات "بنك أوف أميركا" بارتفاع الذهب بحلول 2026 إلى 5 آلاف دولار للأونصة، لا يستغرب عضو المجلس الاستشاري الوطني في معهد "تشارترد" هذه التوقعات، بل ويؤيدها.

ويلفت إلى أنه بالنسبة إلى المستثمرين هناك صورة من صور الارتباط بين الفضة والذهب، فارتفاع الذهب يرفع الفضة أيضاً، ومن ثم يعتقد أنه حتى على مستوى الأفراد يصبح الاستثمار في الفضة استثماراً مهماً ورئيساً ينبغي أن يفكر فيه المستثمر، نظراً إلى أن ارتفاع الذهب يشد ويجذب معه ارتفاعاً في الفضة.