Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تقفز أسعار الذهب إلى 5 آلاف دولار؟

قرارات جمركية متصاعدة ورسوم إضافية على الصين أشعلت الموجة الجديدة من الارتفاعات

الذهب يتقدم نحو 5 آلاف دولار ويعيد رسم خريطة صعود قياسية جديدة (غيتي)

ملخص

يرى محللون وبنوك عالمية أن الأزمات الجيوسياسية واندلاع التوترات بين الولايات المتحدة والصين تعزز الصعود القياسي للمعدن الثمين

مع تداول الذهب عند أعلى مستوياته التاريخية فوق 4300 دولار للأونصة حالياً، بعد تجاوزه مستوى 4 آلاف دولار تاريخياً الأسبوع الماضي، أصبح هدف 5 آلاف دولار في المشهد المتوسط الأجل، مدعوماً بتصاعد التوترات الأميركية الصينية وتوقعات خفضين إضافيين للفائدة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي هذا العام، وسط غموض السياسة النقدية واستمرار الإغلاق الحكومي.

وتجاوز الذهب حاجز 4300 دولار للأونصة للمرة الأولى الخميس الماضي، إذ تدفع التوترات بين الولايات المتحدة والصين المستثمرين إلى الملاذ الآمن، وتعزز الزخم بسبب التوقعات المتزايدة بخفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياط الاتحادي خلال الشهر الجاري.

وبلغ سعر الذهب في المعاملات الفورية مستوى قياسياً عند 4312.00 دولار للأوقية (الأونصة)، بينما سجلت عقود الذهب الأميركية الآجلة لديسمبر (كانون الأول) مستوى قياسياً أيضاً عند 4328.70 دولار للأونصة.

توترات تجارية وضبابية جيوسياسية

حصل الذهب على دفعة من قرار الرئيس دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية إضافية على الصين بسبب قيودها على صادرات المعادن النادرة، مع تأكيد الممثل التجاري جيمسون جرير أن التنفيذ في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) يعتمد على موقف بكين.

وردت الصين بإضافة خمس شركات أميركية تابعة لهانوا أوشن إلى قائمة عقوباتها بتهمة تورطها في تحقيقات واشنطن حول الشحن الصيني، مما يعمق التصعيد ويربط التوترات بالتدفقات الصعودية نحو الهدف العلوي.

فورة صعودية

وأكد متخصصون وبنوك عالمية أن الذهب شهد فورة صعودية متجاوزاً 4 آلاف دولار محققاً مكاسب 58 في المئة منذ بداية العام الحالي، مدفوعاً بتوترات تجارية أميركية - صينية مترابطة مع توقعات خفض فائدة وتدفقات هائلة من البنوك المركزية وصناديق الاستثمار المتداولة، إلى جانب تآكل الثقة في الأصول الأميركية وتراجع الدولار.

 وأشاروا إلى أن توقعاتهم الطويلة الأمد سابقاً تحولت إلى متوسطة الأجل نحو 5 آلاف دولار بنهاية 2026، مع تحذيرات من عدم يقين جيوسياسي ونقدي يعزز الزخم، حيث تراكم الاحتياطات وتحولات محتملة في السندات أو استقلالية الفيدرالي تشكل السيناريوهات التفاؤلية.

تداخل عميق

أفاد رئيس أبحاث السوق في شركة "أوه دبليو ماركتس"، عاصم منصور، بأن سعر الذهب يسجل حالياً مستويات قياسية تاريخية تجاوزت 4300 دولار للأونصة، وهو ارتفاع غير مسبوق يعكس تداخلاً عميقاً لعوامل اقتصادية وجيوسياسية دفع المستثمرين نحو الملاذات الآمنة، بعيداً من أخطار الأسواق.

وأوضح منصور أن أبرز محركات هذا الصعود هو تصاعد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب برفع الرسوم الجمركية على الواردات الصينية بنسبة 100 في المئة، مما أعاد القلق إلى الأسواق العالمية وأضعف الشهية للمخاطرة، معززاً جاذبية المعدن الأصفر كحصن أمان للمستثمرين.

وأشار إلى أن خفض الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي، إلى جانب تراجع العوائد الحقيقية على السندات الأميركية، خفض كلفة الاحتفاظ بالذهب، مما أثار طلباً هائلاً من الصناديق الاستثمارية والبنوك المركزية، في ظل بيئة نقدية تيسيرية عالمية تحافظ على قوة المعدن الأصفر ما دام بقي العائد الحقيقي منخفضاً والدولار تحت ضغط.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف أن التقلبات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، على رغم التهدئة الجزئية بعد اتفاق السلام بين إسرائيل وغزة، ما زالت تدعم الطلب كأداة تحوط، إلى جانب تدفقات قياسية نحو صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب التي تجاوزت مشترياتها 25 مليار دولار في الربع الثالث من العام الحالي وحده، متوازية مع تراكم البنوك المركزية للاحتياطات أمام تقلبات العملات.

أكد منصور أن الاتجاه الصاعد سيسيطر ما دامت التحولات المفاجئة في سياسات الفائدة العالمية غائبة، مع إمكان تصحيح فني قصير الأجل نحو 4050-4100 دولار قبل استئناف الصعود نحو 4350 دولاراً وربما 4500 دولار، مشدداً على أن الذهب يعكس فقدان الثقة في استقرار الأسواق العالمية، وبغياب بدائل آمنة ذات عائد حقيقي، سيظل المستفيد الأول من أي توتر سياسي أو مالي جديد.

زيادة الإقبال

بدورها، أكدت المحللة الاستراتيجية للسلع في أبحاث بنك "أي أن زد" سوني كوماري "ما يجري في أسواق الذهب استثنائي ومفاجئ للجميع"، مشيرة إلى إمكان تسجيل مستوى 5 آلاف دولار للأونصة قريباً بفعل الأزمات الجيوسياسية والاقتصادية، وزيادة الإقبال كملاذ آمن وسط تراجع الثقة في الأسهم والسندات الأميركية، مع تعزيز من احتمال خفض الفائدة والاضطرابات المالية والسياسية في الولايات المتحدة التي تربط التوترات بالجاذبية الصعودية.

توقع الرئيس التنفيذي لشركة "يو أس غلوبال إنفستورز"، فرانك هولمز، بلوغ مستوى 7 آلاف دولار بنهاية ولاية ترمب الثانية في يناير (كانون الثاني) 2029، مدعوماً بتدفقات مستمرة وتراجع الثقة في الدولار كعملة احتياطية.

ثقة تدفقات

وانضم بنك "سوسيتيه جنرال" إلى رفع التوقعات إلى 5 آلاف دولار بنهاية 2026، متفقاً مع "بنك أوف أميركا" و"غولدمان ساكس"، معتبراً أن الذهب جاهزاً لكسب 1000 دولار إضافي بسرعة عبر تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة ومشتريات البنوك المركزية، مرتبطة بعدم اليقين المتزايد منذ مجيء ترمب إلى البيت الأبيض في ولاية ثانية.

وحذر البنك من تجاهل قيود الصين على المعادن النادرة، ورسوم ترمب الإضافية بنسبة 100 في المئة مع إشارته إلى تهدئة، إذ سجلت التدفقات 23 طناً أسبوعياً و100 طن شهرياً، مع احتمال هائل سواء طبقت الرسوم (أقل من 30 في المئة) أم لا.

زيادة مشتريات

على الصعيد ذاته رفع "بنك أوف أميركا" توقعاته لعام 2026 إلى 5 آلاف دولار، مشيراً إلى أن الوصول إلى 6 آلاف يتطلب زيادة مشتريات المستثمرين بنسبة 28 في المئة عن المستويات الحالية.

ورفع بنك "غولدمان ساكس" توقعاته إلى 4900 دولار، مع سيناريو تفاؤلي يصل إلى 5 آلاف دولار إذا تحول واحد في المئة فقط من سوق سندات الخزانة الخاصة إلى الذهب، بخاصة في حال تآكل استقلالية "الفيدرالي" الذي يؤدي إلى تضخم أعلى وانخفاض أسعار الأسهم والسندات طويلة الأجل وتراجع مكانة الدولار، مما يجعل الذهب مخزناً للقيمة مستقلاً عن الثقة المؤسسية.

متوسط 5 آلاف دولار

ورفع بنك "ستاندرد تشارتر" متوسط سعر الذهب المتوقع لعام 2026 إلى 4488 دولاراً من 3875 دولاراً سابقاً، معتمداً على الزخم الصعودي المترابط مع العوامل الجيوسياسية والنقدية التي تدفع نحو الهدف العلوي.

وكان رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس توقع في أبريل (نيسان) الماضي أن تصل أسعار الذهب إلى 5 آلاف دولار للأونصة خلال عام أو عامين، مؤكداً أنه مستمر في ضخ استثماراته في المعدن الأصفر.

اقرأ المزيد

المزيد من أسهم وبورصة