Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجيش السوداني يهاجم نيالا و"الدعم السريع" تقصف الخرطوم

السيسي والبرهان يؤكدان أهمية "الرباعية" كمظلة للتسوية

السيسي مستقبلاً البرهان في قصر الاتحادية الرئاسي بالقاهرة، في 15 أكتوبر الحالي (الرئاسة المصرية/ أ ف ب)

ملخص

فتحت قوات "الدعم السريع" جبهة قتال جديدة عندما شنت هجوماً أمس على منطقة أبو قمرة التابعة لمحلية كرنوي المتاخمة لمحلية الطينة بولاية غرب دارفور. وقالت على منصاتها في مواقع التواصل الاجتماعي إن قواتها أحكمت سيطرتها علی المنطقة ويواصلون "تحرير بقية المناطق الحدودية".

هاجم طيران ومسيرات الجيش السوداني صباح أمس الأربعاء الـ15 من أكتوبر (تشرين الأول) 2025، لليوم الثالث على التوالي مقار ومواقع استراتيجية تتبع لقوات "الدعم السريع" بمدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، ومقر حكومة "تأسيس" الموازية، وذلك في تبادل للهجمات الجوية ورداً على الهجوم المسير الذي شنته قوات "الدعم السريع" على مواقع عدة بالعاصمة السودانية الخرطوم خلال اليوم ذاته.

واستهدفت الضربات الجوية لمقاتلات الجيش أمس مواقع حيوية في حي المطار والمنطقة الصناعية بنيالا، فضلاً عن معسكر رئيس للتدريب في وادي البليلة جنوب المدينة، إلى جانب فندق كان يقيم داخله عدد من قيادات "الدعم السريع"، مما أدى إلى مقتل وجرح عدد منهم وتدمير مستودعات ضخمة للوقود والذخيرة، ورتل من العربات القتالية، وفق مصادر ميدانية.

قصف العواصم

وكانت قوات "الدعم السريع" شنت أمس هجوماً جوياً بسرب من الطائرات المسيرة، استهدفت منطقة كرري العسكرية بأم درمان، واعترضت الدفاعات الجوية للجيش معظمها قبل وصولها إلى أهدافها، وفق المصادر.

وأشارت المصادر إلى أن الهجمات المسيرة لـ"الدعم السريع" التي استهدفت أمس مدينتي أم درمان والخرطوم بحري، جاءت كرد فعل انتقامي على تكثيف الجيش غاراته على مواقع مهمة للميليشيات في عاصمتهم "نيالا" جنوب دارفور.

من جانبه، أعلن تحالف "تأسيس" الذي تقوده قوات "الدعم السريع" أن الضربات الجوية (المسيرة) التي شنتها مسيراته على الخرطوم، جاءت رداً على استهداف طائرات الجيش الحربية ومسيراته المدنيين داخل مناطق متفرقة من دارفور، على رأسها نيالا ومناطق بلبل تمبسكو جنوب دارفور، إلى جانب مدينة الكومة ومنطقة الزرق شمال الإقليم، وخلفت عدداً كبيراً من الضحايا.

 وأوضح بيان للتحالف أن ما وصفها بالضربات الجوية النوعية استهدفت مواقع عسكرية للجيش في إقليم الخرطوم، شملت قواعد تدريب ومخازن للأسلحة والذخائر في مدينتي أم درمان والخرطوم بحري، وألحقت بها خسائر مادية وبشرية كبيرة، مؤكداً القدرة على التصدي لأية محاولات تستهدف نيالا.

وتشهد محاور القتال في محوري دارفور وكردفان منذ أسابيع، تصاعداً في وتيرة العمليات العسكرية والغارات الجوية وهجمات الطيران المسير من الجانبين.

الجيش يباغت

وفي شمال دارفور أكدت مصادر عسكرية أن الجيش و"القوات المشتركة" شنت أمس هجوماً مباغتاً عنيفاً على مواقع "الدعم السريع"، على المحور الشمالي الشرقي لمدينة الفاشر عاصمة الولاية الملتهبة، تمكن فيها من تكبيد العدو خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات.

وأعلنت قيادة الفرقة السادسة مشاة بالمدينة نجاحها في تدمير راجمة صواريخ لميليشيات "الدعم السريع" كانت تستخدم في قصف الأحياء بالمدينة طوال الأسابيع الماضية.

وأضافت الفرقة في موجزها الميداني اليومي أن قواتها دمرت فصيلاً يتبع لـ"الدعم السريع" حاول التسلل فجراً إلى صيدلية السلاح الطبي واستولت منه على كمية من الأسلحة المتنوعة، مؤكدة الروح المعنوية العالية للقوات وتماسكها على أرض المعركة، وعزمها على تحرير مدينة الفاشر في القريب العاجل.

ومنذ ما يقارب الشهر تعيش الفاشر بصورة يومية، قصفاً مدفعياً وبالطائرات المسيرة التابعة لـ"الدعم السريع"، مما فاقم الأوضاع الإنسانية بأكثر مما كانت عليه مع استفحال أزمة الغذاء والجوع والمرض داخل الأحياء السكنية ومراكز الإيواء بسبب انعدام الغذاء والدواء ومياه الشرب، خلال وقت توقفت فيه التكايا الخيرية عن تقديم الوجبات اليومية التي كان يعتمد عليها قسم كبير من المواطنين.

جبهة جديدة

من جانبها فتحت قوات "الدعم السريع" جبهة قتال جديدة عندما شنت هجوماً أمس على منطقة أبو قمرة التابعة لمحلية كرنوي المتاخمة لمحلية الطينة بولاية غرب دارفور.
وقالت على منصاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي إن قواتها أحكمت سيطرتها علی المنطقة، ويواصلون "تحرير بقية المناطق الحدودية".

في السياق رجح الباحث والمحلل الأمني ضوالبيت دسوقي أن "تشهد الفاشر خلال الفترة المقبلة، تصعيداً عسكرياً متزايداً مع اندلاع معارك ومواجهات الشوارع داخل الأحياء، وبخاصة تلك المتاخمة لمقر الفرقة السادسة للجيش بالمدينة، مما يرفع احتمالات تفاقم العنف وسقوط مزيد من الضحايا المدنيين، إلى جانب تشريد السكان ومزيد من التدهور في الوضع الإنساني، وبخاصة في ظل استمرار الحصار والقصف من قبل "الدعم السريع".

كثير من المؤشرات بحسب دسوقي، تؤكد ذهاب المعارك في اتجاه تعزيز كل طرف لسيطرته على الأجزاء التي تمدد فيها داخل المدينة خلال الفترة الماضية، معتبراً أن "السقوط النهائي للمدينة في يد ’الدعم السريع‘ أو حتى تمكن قوات الجيش وحلفائه من فك حصارها بصورة نهائية، سيشكل ذروة العنف وستكون كلفته البشرية عالية بالنسبة إلى الجانبين".

ويعتقد الباحث الأمني أنه "في حال لم ينجح الجيش في تأمين مزيد من ممرات التزود، فإن دفاعاته قد تكون معرضة لخطر التراجع مستقبلاً، إذ يبدو أن هناك تقدماً وتوغلاً ميدانياً متزايداً للدعم السريع، مما يعني أن الخناق يضيق تدريجاً على مركز القيادة العسكرية للجيش بالمدينة على رغم صمودها ونجاحها طوال أكثر من عام ونصف العام في التصدي للهجمات المتكررة على المدينة".

ويتوقع دسوقي أن "يؤدي استمرار الموجهات والمعارك والقصف إلى مزيد من تدهور الأوضاع الإنسانية بالمدينة، في ظل تنامي نقص الغذاء وتفشي الأمراض، وبخاصة بعدما أحكمت ’الدعم السريع‘ الحصار عبر حفر الخنادق والسواتر الترابية حول المدينة، بصورة قلصت إمكانية الدخول أو الخروج إليها في مناطق قليلة هي التي تتحكم فيها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

البرهان في القاهرة

إلى ذلك أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، خلال لقائه رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبدالفتاح البرهان، الذي أجرى زيارة خاطفة لساعات عدة إلى القاهرة أمس، "دعم مصر الكامل لوحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه، ورفضها لأية محاولات تهدد أمنه أو تماسكه الوطني أو تشكيل أية كيانات حكم موازية للحكومة السودانية الشرعية".

من جانبه أعرب البرهان، بحسب الرئاسة المصرية، عن تقديره للدعم المصري المتواصل وجهود الرئيس السيسي من أجل خروج السودان من أزمته الراهنة واستعادة الأمن والاستقرار.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير محمد الشناوي أن اللقاء تناول أهمية الآلية الرباعية كمظلة للسعي لتسوية الأزمة السودانية، ووقف الحرب وتحقيق الاستقرار المطلوب، مضيفاً أن الرئيسين عبرا عن تطلعهما إلى تحقيق اجتماع الآلية الرباعية المرتقب خلال شهر أكتوبر الجاري بواشنطن نتائج ملموسة، بُغية التوصل إلى وقف الحرب وتسوية الأزمة.

ويتوقع أن تستضيف واشنطن خلال الـ24 من أكتوبر الجاري، اجتماعات الآلية الرباعية (الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات) في شأن وقف الحرب بالسودان، والوصول إلى هدنة إنسانية يعقبها وقف لإطلاق النار يمهد لعملية سياسية وحوار سوداني لإنهاء الأزمة. وأضاف الشناوي أن "اللقاء بحث كذلك تطورات الأوضاع الميدانية في السودان والجهود الدولية والإقليمية الرامية لوقف الحرب وتحقيق الاستقرار فيه، وتطرق للمستجدات في ملف مياه النيل وموقف الجانبين الرافض لأية إجراءات أحادية تتخذ على النيل الأزرق، بما يتعارض مع أحكام القانون الدولي".

تعهد أوروبي

في سياق متصل، تعهد ممثل الاتحاد الأوروبي وولفرام فيتر بالعمل على وقف إطلاق نار دائم في السودان ودعم المشاريع الإنسانية والتنموية في مجالات الأمن الغذائي، والتعليم، والصحة، وبناء القدرات، ومواجهة تداعيات التغير المناخي.

وكان الاتحاد الأوروبي أعلن عودة بعثته للسودان من العاصمة المصرية القاهرة، متعهداً بالعمل على وقف الحرب وبناء السلام، وكلف السفير فيتر بقيادة البعثة.

وقال فيتر، ضمن بيان صحافي أمس، إن الاتحاد الأوروبي كلفه بالعمل من القاهرة خلال هذه الفترة المؤسفة من الحرب والأزمة الإنسانية المستمرة بالسودان، مؤكداً التزام أوروبا الثابت تجاه الشعب السوداني وضمان عدم نسيانه في هذه الظروف العصيبة.

في غضون ذلك طالبت الحكومة السودانية "المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الكاملة تجاه المدنيين وضمان احترام سيادة السودان ووحدة أراضيه"، داعية الأمم المتحدة ووكالاتها إلى "اتخاذ خطوات عملية وعاجلة ضد ميليشيات آل دقلو المتمردة بما يضمن إلزامها بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي ورفع الحصار المفروض على مدينة الفاشر بصورة فورية".

وشدد وكيل وزارة الخارجية السودانية بالإنابة، إدريس إسماعيل، في تنوير للبعثات الدبلوماسية المعتمدة والمنظمات الدولية العاملة في السودان حول الوضع الإنساني في الفاشر، على "ضرورة إدانة الميليشيات المتمردة بصورة واضحة وصريحة ومحاسبتها على ارتكابها لجرائم الإبادة الجماعية واستهداف المدنيين والقوافل الإنسانية وعرقلة وصول المساعدات".

وأوضح إسماعيل أن "الفاشر تعاني وضعاً إنسانياً كارثياً غير مسبوق نتيجة النقص الحاد في الماء والغذاء والصحة والكهرباء والتعليم، بسبب الحصار الخانق الذي تفرضه الميليشيات المتمردة عليها منذ ما يقارب 551 يوماً، وتتعرض لهجمات متواصلة بالأسلحة الخفيفة والثقيلة والطائرات المسيرة والمدفعية بلغت 257 هجوماً، فضلاً عن جرائم الاغتصاب والعنف الجنسي والنزوح القسري.

الأمن الدولي والأفريقي

في الأثناء من المنتظر أن يعقد مجلسا الأمن الدولي والسلم الأفريقي غداً الجمعة الـ17 من أكتوبر الجاري بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، اجتماعهما التشاوري السنوي المشترك رقم 19 لبحث النزاعات داخل القارة الأفريقية بما في ذلك الوضع في السودان. وتوقعت مصادر دبلوماسية أن يتصدر ملف الحرب في السودان أجندة المشاورات وطاولة المداولات جلسة المشاورات المشتركة المرتقبة.
داخلياً، ورداً على عمليات ترحيل اللاجئين المقيمين بطريقة غير شرعية بالعاصمة الخرطوم، استنكر التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود) ترحيل العشرات من أبناء دولة جنوب السودان، بصورة قسرية.

ووصف بيان لـ"صمود" الترحيل بأنه سلوك غريب على الأخلاق السودانية، ومخالف للأعراف الدولية التي تضمن كرامة الإنسان وحقه في الحماية.

وأعرب التحالف عن بالغ القلق حيال هذه الإجراءات المتعسفة من سلطة الأمر الواقع، التي لم تكترث لعلاقات الأخوة والمصير المشترك، بين شعبي السودان وجنوب السودان. وطالب البيان السلطات بالوقف الفوري لتلك الإجراءات، وضمان سلامة وكرامة جميع المدنيين، بغض النظر عن جنسيتهم أو خلفيتهم، مناشداً المجتمع الدولي، ومنظمات حقوق الإنسان، بتقديم الدعم العاجل والحماية للمتضررين.

وبثت لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة أمس، رسائل تحذيرية للأجانب واللاجئين باللغة الإنجليزية، تؤكد أن اللاجئين سينقلون إلى مخيمات محددة، بينما سيعاد الذين يعيشون بصورة غير قانونية إلى بلدانهم، مطالبة أصحاب الإقامة المنتهية بتسوية أوضاعهم لدى سلطات الهجرة أو مغادرة البلاد تفادياً للوقوع في المخالفات.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات