Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مدفعية "الدعم السريع" تدك أرجاء الفاشر

طالبت الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإنسانية بفك الحصار عن المدينة

سكان الفاشر استيقظوا على دوي انفجارات قوية نتيجة القصف المدفعي الكثيف وأصوات الرصاص بصورة لم يسبق أن شهدتها من قبل (يونيسف)

ملخص

في محور كردفان دارت مواجهات محدودة في نواحٍ متفرقة من ولايتي شمال كردفان وغربها، بخاصة منطقة النهود التي تعد الهدف القادم للجيش باستعادتها من قبضة "الدعم السريع" وفقاً لمصادر عسكرية أشارت أيضاً إلى أن طرفي القتال يعملان على حشد قواتهما وعتادهما العسكري في أجزاء واسعة من ولايات إقليم كردفان الثلاث استعداداً لخوض المعارك المتوقعة.

شهدت مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال درافور يوماً دامياً، إذ قُتل 17 شخصاً وأصيب أكثر من 30 آخرين، جراء قصف مدفعي عنيف شنته قوات "الدعم السريع" على أجزاء واسعة من المدينة شمل أحياء سكنية ومراكز إيواء نازحين وأسواقاً، فضلاً عن المستشفى "السعودي".

وبحسب مصادر عسكرية وميدانية فإن سكان المدينة استيقظوا منذ ساعات الصباح الأولى أمس الجمعة على دوي انفجارات قوية نتيجة القصف المدفعي الكثيف وأصوات الرصاص بصورة لم يسبق أن شهدتها الفاشر من قبل، إذ تصاعدت أعمدة الدخان على نطاق واسع في وقت ظل عدد من الطائرات المسيرة التابعة لتلك القوات يحلق فترات طويلة. وأشارت المصادر نفسها إلى أن القصف طاول سوق أبو قرون وأجزاء واسعة من حي أبو شوك، إضافة إلى ثلاثة مجمعات للنازحين في حي الدرجة الأولى، والمستشفى "السعودي"، إذ سقط قتلى وجرحى من بينهم مرضى داخل المستشفى.

مشرحة مفتوحة

وذكرت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر أن "مدينة الفاشر باتت عبارة عن مشرحة مفتوحة جراء القصف المتتالي بالمدفعية الثقيلة منذ الفجر"، وقالت التنسيقية في بيان على منصة "فيسبوك" إن "القصف كان عنيفاً ومتعمداً وعشوائياً استهدف المنازل والأسواق والمستشفيات ومراكز إيواء النازحين وغيرها من تمييز". وتابع البيان "ظلت القذائف تنهمر كما المطر لا تفرق بين طفل نائم أو أم تتوسل للسماء أن يحمي الله أبناءها، إذ تملأ رائحة الموت الشوارع، وتغسل الدماء الأرصفة، كما دمرت منازل فوق رؤوس ساكنيها، وتحولت أسواق إلى رماد، في حين انتشلت أجساد من تحت الركام بلا أسماء ولا وجوه فقط أرقام في سجل طويل من المجازر". ولفت البيان أيضاً إلى أن أهل الفاشر لا يحتاجون سوى فك هذا الحصار وأن تعود لهم الحياة التي سُرقت منهم من دون ذنب.

وتحاصر "الدعم السريع" مدينة الفاشر منذ مايو (أيار) عام 2024 في محاولة لإسقاطها وإكمال سيطرتها على كامل إقليم دارفور، بيد أن الجيش ممثلاً في الفرقة السادسة - مشاة ما زال يتمسك بمواقعه داخل عاصمة ولاية شمال دارفور. وتعرضت الفاشر خلال فترة الحصار لمئات الهجمات البرية، وإلى القصف المدفعي المتكرر، إضافة إلى هجمات الطيران المسير، مما تسبب في مقتل مئات المواطنين وتدمير البنية التحتية للمدينة.

وطالبت الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإنسانية "الدعم السريع" بفك الحصار عن مدينة الفاشر، وإيقاف الهجمات المتكررة على المدنيين، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى المواطنين المحاصرين داخل المدينة.

غارات جوية

في المحور نفسه نفذ الجيش سلسلة ضربات جوية استهدفت ثلاثة معسكرات تدريب رئيسة لـ"الدعم السريع" في مناطق دوماية وبلبل وجبل ثلوج جنوب مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور أسفرت عن سقوط عديد من القتلى والجرحى. وشملت الغارات، بحسب مصادر عسكرية، مطار نيالا مستهدفة مخازن أسلحة وذخائر وعدداً من الطائرات المسيرة، وقصف طيران الجيش، أيضاً، تجمعات تتبع "الدعم السريع" في قاعدة الزرق العسكرية بشمال دارفور، إذ بث ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لمركبات محترقة وهياكل مدمرة بالكامل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

معركة قادمة

في محور كردفان دارت مواجهات محدودة في نواحٍ متفرقة من ولايتي شمال كردفان وغربها، بخاصة منطقة النهود التي تعتبر الهدف القادم للجيش باستعادتها من قبضة "الدعم السريع" وفقاً لمصادر عسكرية أشارت أيضاً إلى أن طرفي القتال يعملان على حشد قواتهما وعتادهما العسكري في أجزاء واسعة من ولايات إقليم كردفان الثلاث استعداداً لخوض المعارك المتوقعة، فالجيش يسعى لمواصلة هجومه البري للسيطرة على كامل الإقليم والتقدم للأمام لفك حصار الفاشر، ومن ثم بسط سيطرته على ولايات إقليم دارفور الخمس، بينما تستميت "الدعم السريع" للمحافظة على مناطق سيطرتها في إقليمي كردفان ودارفور.

في الأثناء شن طيران الجيش غارات جوية على مدينة المزروب في شمال كردفان استهدفت ارتكازاً لـ"الدعم السريع" داخل المدينة أسفر عن خسائر بشرية وتدمير عدد من الآليات والأسلحة. ووفقاً لمصادر عسكرية، فإن هذه الضربات الجوية تهدف إلى إضعاف بنية "الدعم السريع" القتالية واللوجيستية وشل قدرتها العسكرية حتى لا تتمكن من الصمود أمام أي هجوم بري قادم.

تحقيق مكاسب

وتعليقاً على تطورات ومآلات المشهد العسكري في السودان أشار عضو القيادة المركزية العليا للضباط وضباط الصف والجنود السودانيين المتقاعدين "تضامن" العميد وليد عز الدين إلى أن "القوات المسلحة السودانية بمشاركة القوات المشتركة التابعة للحركات المسلحة وكتائب الإسلاميين، تبذل كل جهدها لتحقيق تقدم وسيطرة على الأرض، تمهد لها الطريق نحو الفاشر التي تعد بالنسبة إلى الجيش آخر معاقل القوي الصلبة للدعم السريع"، بينما تستميت الأخيرة للسيطرة عليها لتأمين موقفها التفاوضي وتثبيت موقف حكومة تحالف "تأسيس" المتأرجح. وأضاف عز الدين "في تقديري أن تحركات اللجنة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات، النشطة هذه الأيام، والتلويح بالبند السابع، أربك الطرفين المتحاربين اللذين يسعيان لتحسين موقفهما التفاوضي، لذا لا مفر لهما من الجلوس للتفاوض وتحقيق متطلبات الرباعية التي أضحت مطلب المواطن السوداني المغلوب على أمره في حرب فوضوية مستمرة، وببشاعة نشهدها ونسمع بها من مجاعة ضربت أقاليم ومدناً، وتفشي أوبئة وأمراض، وفيضانات قضت على الزرع والضرع". ورأى أن "كلا الطرفين استنفد قواه البشرية وأصبح التعويض والإمداد من الأفراد لا يغطي المساحات التي انفتحا فيها، لذا لجأ كل طرف لاستخدام الطيران المسير، ويمكن القول إن الطيران المسير ومشاركته في القتال بهذه الكثافة من الطرفين ما هو إلا محاولة لاسترداد الأنفاس لمزيد من التحشيد والتدريب لمستنفري الطرفين وكل يعمل على ذلك". وتابع "الجيش يحتاج إلى قوة مشاة كبيرة للتقدم صوب الفاشر، فضلاً عن تحييد كل المواقع وتأمين الطرق المؤدية إليها، بيد أن (الدعم السريع) تعتمد تكتيك المكامن والالتفاف والمناورة، وهو تكتيك مرهق للجيش الذي عادة ما تتكون قواته من آليات ومدفعيات ثقيلة عكس (الدعم السريع) التي تعتمد مبدأ خفة الحركة وسرعة المناورة وتكتيك حرب العصابات". وبيَّن أن "(الدعم السريع) حشدت مجموعات مهمتها حصار الفاشر وإضعاف قوات الجيش وحلفائه داخلها في موازاة قصف مدفعي واشتباكات متقطعة مع فرز مجموعات مهمتها تعطيل أي تقدم نحو المدينة، وهي عملية استنزاف وتشتيت من الطرفين، وبارا وأم صميمة ومناطق أخرى في إقليم كردفان هي مثال لذلك، وكما أشرت إلى أن تحركات الرباعية وتحديد جدول زمني لتنفيذ متطلباتها جعل الطرفين المتقاتلين يكثفان عملياتهما القتالية لتحقيق مكاسب تؤمن موقفهما التفاوضي". ومضى عضو القيادة المركزية العليا للضباط وضباط الصف والجنود السودانيين المتقاعدين في القول، "الجميع يضعون آمالهم على الرباعية وفشلها يعني احتراق السودان بالكامل وفوضى تجتاح دول الجوار والإقليم بأكمله".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات