Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أعشاب مجهولة وصبغة خضراء تفقد "الماتشا" قيمته الصحية

بدأ كبديل صحي وأصبح سلعة نادرة تبعته مشكلات بالإمداد ومنتجات غير موثوقة

أدت شعبية الشاي الياباني إلى مشكلة في الإمدادات العالمية نتج منها ارتفاع الأسعار (جمعية الشاي اليابانية العالمية)

قبل أن يكتسب المشروب الياباني الأخضر المسمى بـ"الماتشا" شهرته بالعالم كان مشروب الفضوليين أو لأولئك الذين يعيشون ما يمكن تسميته مزاج الاكتشاف، لم تكن صورة المشروب الأخضر في قوائم المقاهي وبخاصة الصغيرة والمحلية شائعة، وقد ينظر إليه كمشروب موسمي جانبي أو أنه خيار لحالات صحية معينة كمشروب الزنجبيل مثلاً.

تحول المشروب الغامض إلى مشروب أساس إلى جانب القهوة نفسها، حرصت المقاهي على إضافته لكسب الشريحة العملاقة التي برزت أخيراً "محبي الماتشا"، تبع هذا الانتشار ضغوط على سلاسل الإمداد بسبب الطلب العالي، أدى ذلك إلى ارتفاع الأسعار إضافة إلى ظهور أعشاب مجهولة تنسب إلى "الماتشا" بعد إضافة الصبغة الخضراء إليها.

إضافة إلى ارتفاع الأسعار وأزمة الإمدادات والمنتجات المقلدة، انتشار الشاي الياباني تبعته إشاعات صحية كثيرة، الإشاعات صنفت الشاي الياباني الأعلى من ناحية نسبة الكافيين، إضافة إلى حكره على جنس معين، لأن له تأثيراً عالياً في الهرمونات.

لماذا "الماتشا" فجأة؟

تساؤلات دائماً تطرح عند الحديث عن "الماتشا" أو حتى فقط عند رؤيته بأي مكان تدور حول قصة شهرته بصورة يراها البعض مفاجئة، على رغم أنه عرف بمذاقه العشبي غير المحبذ لدى كثر، وينتهي الحديث دون الوصول لإجابات واضحة، على مستوى محلي ذكرت لمياء سعود وهي ممن ركب موجة "الماتشا"، قالت إن وسائل التواصل الاجتماعي كان لها دور في قصتها للوصول لمشروبها المفضل.

قالت لمياء إنها كانت تسمع عن شاي ياباني صحي، وتظهر لها مقاطع فيديو على منصات التواصل لتقييمات حول هذا المشروب، وبما أن لمياء لم تكن من محبي القهوة لأسباب صحية منها القولون وآثار القهوة من رجفة أو توتر، كان خيار "الماتشا" بديلاً مناسباً لمشروب يحوي كافيين.

 

 

لكن بما أن القهوة و"الماتشا" يحتويان على الكافيين وبنسب متقاربة، لماذا أثر "الماتشا" أخف؟ تشير متخصصة التغذية لين أسامة إلى أن الكافيين بـ"الماتشا" ذو امتصاص تدرجي، بسبب احتوائه على مركب (L-theanine)، وهو حمض أميني يهدئ الجهاز العصبي ويقلل من تأثير الرجفة أو التوتر المصاحب لامتصاص الكافيين العالي دفعة واحدة، أما بالنسبة إلى القهوة فهي تعطي دفعة سريعة من الكافيين التي قد تسبب رجفة أو توتراً أو انتفاخاً للقولون عند بعض الأشخاص، وعند المقارنة نجد أن كوباً من "الماتشا" بعد التحضير يحوي 60 إلى 70 ملغ كافيين ويتم امتصاصها بصورة معتدلة، بينما القهوة تحوي من 90 إلى 120 ملغ كافيين يتم امتصاصها بصورة سريعة وقوية، مما قد يسبب الحموضة أو تهيج القولون والتوتر.

ضغوط على المورد

أدت شعبية الشاي الياباني إلى مشكلة في الإمدادات العالمية نتج منها ارتفاع الأسعار، وفقاً لمجلة "أريبيان بزنس"، ذكرت بأن إنتاج "الماتشا" عكس باقي المنتجات ويظل إنتاج الأصلي منه حكراً على مناطق يابانية محددة، مما يشكل خطراً قائماً على نقطة فشل واحدة في الأسواق العالمية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ووفقاً للمجلة نفسها أشارت إلى أن أسعار الجملة شهدت ارتفاعات، إذ أبلغ بعض الموردين عن ارتفاع في الكلف تجاوز 100 في المئة، وتنتقل هذه الزيادات إلى قنوات البيع بالتجزئة، مما قد يؤدي إلى استبعاد قطاعات من سوق المستهلكين كانت وراء نمو الطلب الأولي.

بالنسبة إلى الشرق الأوسط يواجه تجار التجزئة الذين استثمروا بكثافة في هذه السلعة الغذائية تحدي الحفاظ على الربحية مع الحفاظ على إمكان الوصول إلى المستهلك، وفقاً لتقرير حديث صادر عن مجموعة  IMARC، بلغت قيمة سوق الشاي الأخضر في السعودية، بما في ذلك "الماتشا"، 140.14 مليون دولار أميركي، ومن المتوقع أن تنمو إلى 229.24 مليون دولار أميركي بحلول عام 2033.

صبغة خضراء وأعشاب مجهولة بديل أرخص

مشكلة الإمدادات أغرقت الأسواق ببدائل مقلدة بأسعار زهيدة، بدلاً من أن يكون خياراً صحياً أصبح العكس تماماً بسبب الألوان المضافة، أوضحت أسامة بأنه يمكن التفريق بين "الماتشا" الأصلي والتجاري، "الماتشا" الطبيعي يتميز بلونه الأخضر الزاهي، لأنه مستخلص من أوراق الشاي الأخضر المظللة بعيداً من أشعة الشمس قبل الحصاد وغنية بالكلوروفيل ومضادات الأكسدة (EGCG)، وطعمها مميز وقوي، بعكس "الماتشا" المصنعة أو المقلدة التي قد تحوي صبغات خضراء وأوراق شاي منخفضة الجودة أو مكونات أخرى لإعطاء اللون والطعم مثل النشاء أو أعشاب خضراء أخرى مثل المورينغا وغيرها، لكنها لا تحمل الفوائد الصحية الحقيقية لـ"الماتشا".

أما بالنسبة إلى العلامات التي تدل على أن "الماتشا" أصلية فأولها اللون، الأخضر الساطع أو الزاهي وليس الأخضر الفسفوري أو الباهت، قوامه ناعم جداً من دون شوائب بعكس المقلد أحياناً خشن وغير مطحون بصورة جيدة، من ناحية الطعم يكون قليل المرارة مع نكهة شاي عشبية وغنية وليس طعماً منكهاً أو حلواً، ويتميز برائحة عطرية عشبية تشبه العشب الطازج بعكس المقلدة غالباً لا تحوي رائحة أو تكون ذات رائحة نكهات اصطناعية مثل الفانيليا وغيرها من الإضافات، يذوب "الماتشا" الطبيعي بسهولة في الماء الساخن (أو البارد مع الخفق)، بينما المقلد قد يتكتل أو يحوي شوائب كبيرة.

وأشارت متخصصة التغذية إلى الأضرار المحتملة لـ"الماتشا" المقلد، قد يحوي صبغات أو مواد حافظة أو أعشاباً غير آمنة للاستخدام بجرعات عالية تسبب اضطرابات في الجهاز الهضمي أو حساسية، قد يحوي كافيين عالياً من دون فوائد مضادة للأكسدة، فتزيد القلق أو الأرق أو الخفقان، وغياب المركبات الطبيعية المفيدة مثل EGCG يقلل الفوائد المضادة للأكسدة، فـ"الماتشا" الأصلية آمنة عند تناولها بصورة معتدلة، لكن الإفراط قد يؤدي إلى زيادة الكافيين، ومن ثم زيادة الأرق والخفقان والتوتر وعدم الامتصاص الجيد للفيتامينات والمعادن، وقد تتعارض مع بعض الأدوية مثل بعض أدوية تخثر الدم.

وبالحديث عن الصحة أوضحت أسامة بأن علاقة "الماتشا" بزيادة هرمون الأنوثة "الإستروجين" لا توجد لها أدلة علمية قوية تدعم ذلك، بعض الدراسات على الحيوانات أظهرت تأثيرات ضعيفة في هرمونات جنسية معينة، لكن بالجرعات المعتدلة للإنسان لا توجد زيادة ملموسة تحدث ضرراً.

اقرأ المزيد

المزيد من صحة