ملخص
أسست شركة لانتيان جيروي التي عرضت منتجات استثمارية ووعدت عوائد تصل إلى 300 في المئة، ودفعت شركاء محتملين لزيارات في بيت الضيافة الرسمي دياويوتاي في بكين، إذ كان يتم استعراض أحدث منتجات الشركة
اتهمت الصينية تشيمين تشيان (47 عاماً) بمحاولة غسل 5.5 مليار جنيه استرليني (7.3 مليار دولار) بعد إدارتها ما يعتقد أنه أكبر احتيال بالعملات الرقمية في العالم استهدف أكثر من 128000 ضحية في الصين ما بين عامي 2014 و2017.
وتسعى وزارة الخزانة البريطانية لاستخدام الأموال المصادرة لسد عجز المالية العامة، لكن المستثمرين الصينيين يطالبون بأن تعاد إليهم هذه الأموال.
ووفقاً لصحيفة الـ"تليغراف" تم توقيفها على يد شرطة سكوتلانديارد في أبريل (نيسان) الماضي بعدما هربت من الصين تحت اسم يادي تشانغ، ودخلت المملكة المتحدة في يوليو (تموز) 2017 مستخدمة جواز سفر مزوراً من سانت كيتس ونيفيس.
وأسست تشيان شركة لانتيان جيروي التي عرضت منتجات استثمارية ووعدت عوائد تصل إلى 300 في المئة، ودفعت شركاء محتملين لزيارات في بيت الضيافة الرسمي دياويوتاي في بكين، إذ كان يتم استعراض أحدث منتجات الشركة.
وبدلاً من ذلك استولت تشيان على أموال المستثمرين وحولتها إلى عملة "بيتكوين"، قبل أن تهرب إلى بريطانيا هرباً من التحقيقات الصينية، حاملة معها جهاز لابتوب من نوع لينوفو يحوي مليارات الجنيهات من عملات "بيتكوين".
واستقرت تشاين في فيلا فاخرة من ست غرف نوم في هامبستيد شمال لندن، استأجرتها بمبلغ 17000 جنيه استرليني (22.8 ألف دولار) شهرياً، بمساعدة شريكتها جيان ون 43 عاماً.
تظاهر تشيمين تشيان وشريكها جيان ون بأنهما من كبار تجار المجوهرات على المستوى الدولي، إذ عمل ون كـ"واجهة رسمية" ناطقة بالإنجليزية وذات مظهر شرعي نيابة عن تشيان.
في الواقع، كشفت ون لاحقاً خلال محاكمتها أن جيان كانت تقضي ما يصل إلى 20 ساعة يومياً في السرير، تستخدم حاسوبها المحمول للعب الألعاب، والتسوق، وتبادل عملات الـ"بيتكوين".
"الشريرة المطلقة"
وعملت ون التي كانت موظفة سابقة في خدمة الوجبات الجاهزة في ليدز، كمساعدة موثوقة لجيان وسافرت كثيراً في أوروبا، إذ استخدمت ثروة الـ"بيتكوين" لشراء مجوهرات بقيمة عشرات الآلاف من الجنيهات في زيورخ، وعقارات، وانضم إليها ابنها الصغير، الذي انتقل من الصين لحضور مدرسة خصوصاً في المملكة المتحدة.
وخلال محاكمة ون في مارس (آذار) الماضي، وصفت جيان بأنها "الشريرة المطلقة" و"سيدة الخداع"، وتمت الإشارة إلى براعتها في "التلاعب الماهر".
وبين خريف 2017 وأواخر 2018، بدأ الشك يساور الشرطة بعد محاولات ون لشراء عقارات في لندن بقيم 4.5 مليون جنيه استرليني (6 ملايين دولار) و23.5 مليون جنيه استرليني (31.5 مليون دولار) و12.5 مليون جنيه استرليني (16.8 مليون دولار).
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وخلال تفتيش لمنزلهما في مانور هاوس بشارع ويست هيث في أكتوبر (تشرين الأول) 2018، استعاد الضباط أجهزة تحوي 61000 بيتكوين، بما يعادل نحو 5 مليارات جنيه استرليني (6.7 مليار دولار) بحسب قيمتها الحالية.
ووصفت شرطة العاصمة البريطانية ذلك بأنه أكبر ضبط فردي للعملات الرقمية على مستوى العالم، وقد خصصت وزيرة الخزانة البريطانية راشيل ريفز، هذه الأموال للمساعدة في سد العجز المالي العام.
وتتصدر هذه الثروة خلافاً محتدماً بين الحكومة والمستثمرين الصينيين حول من يحق له الاحتفاظ بها.
وفي مذكرة رقمية أيضاً صادرتها الشرطة سجلت شيان رغبتها في أن تمنح لقب "الإلهة المتجسدة" من قبل الدالاي لاما.
مملكة في "ليبيرلاند"
وكتبت عن خططها لإقامة مملكة في "ليبيرلاند"، وهي دولة صغيرة غير معترف بها وغير مأهولة بمساحة 7 كيلومترات مربعة على نهر الدانوب بين كرواتيا وصربيا، وفقاً لتقرير صحيفة "فاينانشيال تايمز".
وتضمنت خططها معبداً بوذياً وبنية تحتية تشمل مطاراً وميناءً، إضافة إلى تاج وعصا ملكية بقيمة 5 ملايين جنيه استرليني (6.7 مليون دولار).
وقد تم اعتقال تشيان بعدما قضت خمس سنوات هاربة، وكانت موضوعاً لإشعار أحمر من الإنتربول.
وكان من المقرر أن تواجه تشيان محكمة ساوثوورك كراون، لكنها اعترفت بالذنب أمس الإثنين بتهمتي حيازة ممتلكات جنائية ونقل ممتلكات جنائية في أو قبل الـ23 من أبريل 2024، أما ون فقد حكم عليها بالسجن لمدة ست سنوات وثمانية أشهر لمشاركتها في الاحتيال في مايو (أيار) 2024.
وقال رئيس وحدة الجرائم الاقتصادية والجرائم الإلكترونية في شرطة العاصمة ويل لاين، إلى الصحيفة إن "اعتراف اليوم بالذنب يمثل تتويجاً لسنوات من التحقيق المكثف من قبل فرق الجرائم الاقتصادية في المتروبوليتان وشركائنا".
وأضاف، "هذه واحدة من أكبر قضايا غسل الأموال في تاريخ المملكة المتحدة، ومن بين أعلى قضايا العملات الرقمية قيمة عالمياً"، قائلاً "أنا فخور للغاية بالفريق". وتابع "من خلال تحقيق دقيق وتعاون غير مسبوق مع السلطات الصينية، استطعنا الحصول على أدلة قوية تثبت المصادر الإجرامية للأصول الرقمية التي حاولت تشيان غسلها في المملكة المتحدة". وأكد "أفكاري مع آلاف الضحايا الذين وقعوا ضحية هذا الاحتيال، وآمل أن يعكس نتيجة اليوم الضرر الذي ألحقته تشيان ويعزز التزام المتروبوليتان الثابت بالعدالة".
