Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"حاسمو أرتيتا" يعيدون كتابة قصة أرسنال بعودة مثيرة ضد نيوكاسل

قلص فريق "المدفعجية" الفارق مع المتصدر ليفربول إلى نقطتين فقط بعد انتفاضة متأخرة في ملعب "سانت جيمس بارك"

ميكيل أرتيتا المدير الفني لفريق أرسنال يعانق مدافعه غابرييل صاحب هدف الفوز على نيوكاسل في الدوري الإنجليزي (أ ف ب)

ملخص

في لقاء حافل بالتقلبات والدراما قلب أرسنال تأخره لانتصار قاتل على نيوكاسل، بفضل تألق البدلاء وذكاء أرتيتا التكتيكي، إذ شهدت المباراة لحظات مثيرة، أبرزها هدف غابرييل القاتل، وقرارات مثيرة للجدل من الحكم.

كانت هي منطقة الجزاء ذاتها التي سقط فيها غابرييل ماغالهايس على أرضية ملعب "تاينسايد" قبل نحو 90 دقيقة. أما هذه المرة فكان يرتقي أعلى من الجميع ليحول برأسه كرة ركنية مارتن أوديغارد، متوجاً عودة دراماتيكية، ومؤمناً انتصاراً بارزاً من النوع الذي غالباً ما يميز الفرق البطلة.

قد يكون المدافع البرازيلي مسؤولاً عن هدف التقدم الذي سجله نيوكاسل، حين سجل نك فولتماده برأسه أثناء سقوطه. وكان من الممكن طرده بسبب ضربة بالمرفق ضد العملاق الألماني، كما نجا من مراجعة حكم نظام الفيديو المساعد في شأن ركلة جزاء محتملة بعد لمسة يد للكرة العرضية التي أرسلها أنتوني إيلانغا، لكنه أنهى المباراة بطلاً، في وقت ركض فيه ديفيد رايا مسافة 100 ياردة ليشارك في الاحتفال. لقد كانت ظهيرة مشوشة وفوضوية بهذا القدر.

وقال مدرب أرسنال ميكيل أرتيتا، "هذا شعور لا يصدق، هذا هو جوهر كرة القدم".

خسارة مؤلمة جديدة لنيوكاسل

أما بالنسبة إلى نيوكاسل، الذي خسر أمام ليفربول في الدقيقة 100، وأمام أرسنال في الدقيقة الـ96، على رغم أنه لم يكن يستحق الخسارة في أي من المباراتين، فقد كانت إعادة مؤلمة للأحداث. أما بالنسبة إلى أرتيتا، فكانت تكملة يمكنه أن يستمتع بها.

بدلاء أرسنال يصنعون الفارق من جديد

بدأ موسم أرسنال يتمحور حول البدلاء، أو من يمكن تسميتهم "الحاسمين"، الذين يزج بهم أرتيتا فيمنحونه فرصة لإعادة كتابة قصة كل مباراة.

وإذا كان إنفاق أرسنال الصيفي الذي بلغ 250 مليون جنيه استرليني (335.8 مليون دولار)، وتوزع على مختلف مراكز الفريق، قد منحه - على الأرجح - أعمق تشكيلة في الدوري، فإنه في الوقت ذاته يزود أرتيتا بخيارات تتيح له تغيير مجرى كل مباراة، إذ لديه من ينقذونه على دكة البدلاء.

كان أوديغارد أحد هؤلاء البدلاء، وصاحب هدف التعادل ميكيل ميرينو كان بديلاً آخر. بعد مساهمات غابرييل مارتينيلي ولياندرو تروسارد في بيلباو، ثم مارتينيلي وإيبيريتشي إيزي ضد مانشستر سيتي، وكانت هذه ثالث مباراة كبرى يظهر أرسنال قدرته على تسجيل الأهداف وصناعتها من لاعبي "الصف الثاني" في الفريق.

وربما استمتع أرتيتا بحقيقة - وربما حتى بسخرية - أن ميرينو هو من قام بذلك هنا، فبينما بدا أنه وجه رسالة قوية حين استبعد مواطنه الإسباني من التشكيلة الأساسية، قد يكون وجه الرسالة الأقوى بإشراك لاعب يشكل له نوعاً من "بطانية الأمان".

أرتيتا يبدل خططه ويجني ثمار الهجوم

لقد فعل أرتيتا ما كان كثر في الأوساط الكروية يطالبون به، وهو التخلي عن سياسة إشراك ثلاثة لاعبي وسط دفاعيين، وحرر إيزي ليلعب في دور الرقم "10". وغالباً ما وصفت مقاربته هذه بالسلبية المفرطة، لكنه قلب الهزيمة إلى انتصار عبر الاعتماد على عدد أكبر من اللاعبين الهجوميين، مع الاستفادة من لاعب وسط دفاعي يتمتع بقدرة حاسمة أمام المرمى، كما أظهر حين سجل برأسية خفيفة من عرضية ديكلان رايس.

وقال أرتيتا، "ميكيل ميرينو دخل، وهو تهديد كبير داخل منطقة الجزاء، وقدم لنا لحظة الانتصار".

أما مدرب نيوكاسل إيدي هاو فقال، "مارتن أوديغارد أحدث الفارق لصالحهم، لقد بدأ في اختراق خطوطنا أكثر".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كان كل منهما بمثابة الشرارة التي أطلقت التحول الذي كان أرسنال في أمس الحاجة إليه. وقد استفاد أرسنال من هزيمة ليفربول أمام كريستال بالاس، بعدما بدا أنه لن يفعل. فبعد أن حصل على نقطة واحدة فقط من أصل ست نقاط ممكنة أمام ليفربول ومانشستر سيتي، اقتنص النقاط الثلاث كاملة في مباراة قد تكون حاسمة لمصير الموسم. وبينما كان من الممكن أن يتأخر بخمس نقاط عن ليفربول، إذا به يتقلص الفارق فجأة إلى نقطتين فقط.

وقال أرتيتا، "مع البداية التي قدمناها بالفعل، والمباريات الصعبة التي خُضناها، كانت أمامنا اليوم فرصة لتقليص الفارق، وفي ملعب كانت لنا معه ذكريات صعبة".

الركنيات... السلاح القاتل في يد أرسنال

وحين بدا أن أرسنال في طريقه لتلقي الهزيمة بسبب سلاحه الفتاك نفسه - الكرات الثابتة - نجح في الفوز من خلال اثنتين منها.

وبهذا قدم أرسنال الرد المناسب على شعور بالظلم. مثل هذه المشاعر طالما لاحقت أرتيتا في ملعب "سانت جيمس بارك" من قبل. فعندما احتسبت ركلة جزاء لأرسنال، ثم ألغيت بعد مراجعة الفيديو، بعدما قرر الحكم أن نيك بوب لعب على الكرة ولم يرتكب خطأً في حق فيكتور غيوكيريس، وضع أرتيتا رأسه بين يديه، وكان يبتسم غير مصدق، لكن هذه المرة، لم تكن هناك نوبة غضب بعد المباراة، ولا خطر توجيه تهم من الاتحاد الإنجليزي بسبب تصريحاته.

وأضاف أرتيتا، "لكي ننتقل إلى المستوى التالي، علينا أن نتعلم من الماضي. وجدنا طريقة للفوز بالمباراة. الفريق لا يزال هادئاً جداً جداً جداً ومتزناً من الناحية النفسية. وهذا أيضاً درس تعلمناه، ربما من بضع سنوات مضت. كانت هذه فرصة لنبين من نحن، ومن نريد أن نكون، والطريقة التي نريد أن نلعب بها".

وقد بدا أرسنال منذ البداية أكثر تحرراً، مع وضع إيبيريتشي إيزي في دور صانع الألعاب (رقم 10). أنهوا المباراة بـ20 تسديدة، كان أبرزها تسديدة لياندرو تروسارد التي ارتطمت بالقائم، وهذه المرة، أزال أرتيتا فعلاً مكابح الحذر. وكان ذلك ضرورياً، خصوصاً بعدما انقلبت عليه مجازفته بإشراك كريستيان موسكيرا بدلاً من ويليام ساليبا، إذ تسبب الإسباني بركنية غير ضرورية جاء منها هدف نيوكاسل.

غابرييل... من متهم إلى بطل المباراة

سجل فولتماده الهدف في مباراة قدمت، على رغم النتيجة النهائية، أداءً يبدو كأنه لحظة نضوج لاعب أثبت أنه بديل جدير لألكسندر إيساك الراحل إلى ليفربول، إذ يمتلك المهاجم الألماني العملاق بعضاً من مهارات صانع الألعاب (الرقم 10)، لكن نيوكاسل يستغل طوله الفارع، فجميع أهدافه حتى الآن جاءت عبر ضربات رأس، ومن ركلة ركنية متقنة، حول عرضية ساندرو تونالي إلى هدف. وأضاف هاو، "هدفه كان مثالاً رائعاً على ما يمكنه أن يقدمه".

وقد بدا أن مبلغ التعاقد معه البالغ 69 مليون جنيه استرليني (92.68 مليون دولار) كان في محله تماماً، إذ يتميز فولتماده بقدرة لاصقة، إذ تلتصق به الكرة كأنها مغناطيس. وعندما خرج، بدا أن نيوكاسل فقد منفذه الهجومي الرئيس، فإذا كانت تغييرات أرتيتا قد أتت أكلها، فإن تغييرات هاو لم تكن كذلك، بل إن إحداها كانت اضطرارية، بعد إصابة تينو ليفرامنتو، التي أثارت القلق في صفوف نيوكاسل، وساعدت في منح زمام المبادرة لأرسنال. وأردف هاو، "رؤيته يغادر بهذه الطريقة كانت مؤلمة حقاً". وكان نيوكاسل على وشك الخروج بشباك نظيفة في الدوري الممتاز للمرة الخامسة قبل أن يخرج الظهير الأيمن على نقالة. وكان مالك ثياو حاضراً بقوة. فقد تفوق دان بيرن في مواجهته مع بوكايو ساكا. ونيك بوب قام بعدة تصديات بارعة، قبل أن يتخذ قراراً خاطئاً بمحاولة تنفيذ ركلة سريعة في الوقت المحتسب بدل الضائع، مما أدى إلى الركنية التي جاء منها هدف غابرييل الحاسم.

وترك ذلك هاو يتحسر على ما كان يمكن أن يكون. وتابع "الفوز (1 - 0) كان سيمثل دفعة مثالية لنا، لكن عدد الركنيات وضغطها كان لهما الكلمة الأخيرة في النهاية. الركنية الأخيرة كانت الضربة القاضية".

ركنية... مرة أخرى. ومرة أخرى.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة