أسهم أوروبا تنهض من قاع 3 أسابيع بدعم الصناعة

تعافت الأسهم الأوروبية اليوم الجمعة من أدنى مستوياتها خلال ثلاثة أسابيع، مدعومة بدفعة من أسهم قطاعي الخدمات المالية والصناعة، غير أن الضربة التي تلقتها أسهم الرعاية الصحية بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب فرض رسوم جمركية جديدة حدت من المكاسب.

وارتفع مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي 0.3 في المئة إلى 552 نقطة، وكانت أسهم شركات التأمين الأوروبية من بين الشركات التي قادت المكاسب ضمن التعاملات المبكرة، إذ ارتفعت 1.2 في المئة بعد انخفاض خلال الجلسات الثلاث الماضية.

وارتفعت أسهم قطاع الإنشاءات ومواد البناء 0.8 في المئة بعد انخفاضها بنحو 1.5 في المئة خلال الجلسة السابقة.

وفي قطاع الصلب، ارتفع سهما "تيسينكروب" و"سالزغيتر" 1.3 في المئة و2.6 في المئة على الترتيب بعدما ذكرت صحيفة "هاندلسبلات" الاقتصادية الألمانية أن المفوضية الأوروبية تعتزم فرض رسوم جمركية تراوح ما بين 25 في المئة و50 في المئة على الصلب الصيني والمنتجات ذات الصلة.

في غضون ذلك، انخفضت أسهم الرعاية الصحية 0.2 في المئة، بعدما كشف ترمب عن حزمة جديدة من الرسوم الجمركية العقابية، ومنها رسوم جمركية 100 في المئة على الأدوية من العلامات التجارية.

وأعلن فرض رسوم 25 في المئة على الشاحنات الثقيلة، مما أدى إلى انخفاض أسهم شركتي تصنيع الشاحنات "دايملر تراك" و"تراتون" بأكثر من اثنين في المئة لكل منهما.

زيادة إنفاق المستهلك الأميركي أكثر من المتوقع خلال أغسطس

في أقصى الغرب، زاد إنفاق المستهلكين داخل الولايات المتحدة أكثر قليلاً من المتوقع خلال أغسطس (آب) الماضي، مما يحافظ على قوة الاقتصاد في الربع الثالث من العام الحالي خلال وقت يواصل فيه التضخم الارتفاع بوتيرة معتدلة.

وقال مكتب التحليل الاقتصادي التابع لوزارة التجارة اليوم الجمعة إن إنفاق المستهلكين، الذي يشكل أكثر من ثلثي النشاط الاقتصادي الأميركي، ارتفع 0.6 في المئة خلال الشهر الماضي بعد زيادة غير معدلة بنسبة 0.5 في المئة خلال يوليو (تموز) الماضي.

وتستمر زيادة الإنفاق على رغم تباطؤ ملحوظ في سوق العمل التي اتسمت بتباطؤ نمو الوظائف خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

ويعود سبب تلك الزيادة إلى الأسر ذات الدخل المرتفع، إذ تعزز سوق الأسهم القوية وأسعار المنازل التي لا تزال مرتفعة ثرواتها.

وأظهرت بيانات "الفيدرالي" هذا الشهر أن ثروة الأسر قفزت إلى مستوى قياسي بلغ 176.3 تريليون دولار خلال الربع الثاني من العام الحالي.

ولكن الأسر ذات الدخل المحدود لا تزال تعاني، إذ تتحمل جزءاً كبيراً من عبء ارتفاع أسعار السلع الناتج من الرسوم الجمركية على الواردات.

"توبكس" الياباني يغلق عند مستوى قياسي

في أقصى الشرق، اختتم مؤشر "توبكس" الياباني واسع النطاق عند أعلى مستوى له على الإطلاق اليوم، على رغم ضغوط من أسهم شركات الأدوية بعد فرض البيت الأبيض رسوماً جديدة على القطاع خلال الليل.

ومع ذلك، تراجع مؤشر "نيكاي" الياباني المثقل بأسهم التكنولوجيا بصورة حادة عن الإغلاق القياسي المرتفع الذي شهده أمس الخميس، إذ اقتفت أسهم قطاع الرقائق أثر أداء محبط من نظرائها داخل الولايات المتحدة خلال الليل.

وارتفع "توبكس" 0.05 في المئة ليغلق عند 3187.02 نقطة، بعدما وصل خلال وقت سابق إلى مستوى غير مسبوق بلغ 3205.63.

وعلى النقيض من ذلك، انخفض "مؤشر "نيكاي" 0.9 في المئة ليغلق عند 45354.99 نقطة، بعدما أغلق عند 45754.93 في الجلسة السابقة.

الذهب يستقر

في غضون ذلك، استقرت أسعار الذهب اليوم بعدما خففت البيانات الاقتصادية الأميركية من توقعات خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) لأسعار الفائدة هذا العام، في حين قدمت الرسوم الجمركية الجديدة التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب بعض الدعم.

واستقر الذهب ضمن المعاملات الفورية عند 3748.41 دولار للأوقية (الأونصة)، ولكنه صعد 1.6 في المئة منذ بداية الأسبوع، واستقرت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر (كانون الأول) المقبل عند 3774.50 دولار.

وقال كبير محللي الأسواق في شركة "كيه سي أم تريد" تيم ووترر "يتداول الذهب بوتيرة بطيئة نسبياً، إذ يتردد المتداولون في الانضمام إلى السوق بأية قناعة حقيقية في حال عكست بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي الأساس، ولو بصورة طفيفة، القفزة في قراءة الناتج المحلي الإجمالي".

وأظهرت البيانات الصادرة أمس أن عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة الأسبوع الماضي انخفض، في حين نما الاقتصاد الأميركي بوتيرة أسرع مما كان متوقعاً خلال الربع الثاني من العام الحالي وسط إنفاق استهلاكي قوي واستثمارات في الأعمال.

وبحسب أداة "فيد ووتش" التابعة لـ"سي أم إي"، قلص المستثمرون توقعاتهم لخفض "الفيدرالي" أسعار الفائدة خلال أكتوبر (تشرين الأول) وديسمبر المقبلين، إذ تراجعت الاحتمالات إلى 85 في المئة و60 في المئة من مستوياتها السابقة البالغة 91 في المئة خلال أكتوبر و76 في المئة خلال ديسمبر، وذلك عقب صدور البيانات الاقتصادية الأميركية.

وقال ووترر "إعلان ترمب الأخير عن الرسوم الجمركية يبقي المتداولين في حال تأهب، والتدفقات نحو الملاذات الآمنة الناتجة من ذلك ربما تسهم في الحد من أي تراجع فوري في أسعار الذهب".

وأعلن ترمب أمس عن جولة جديدة من الرسوم الجمركية العقابية على مجموعة واسعة من السلع المستوردة بدءاً من الأول من الشهر المقبل.

وتراجع الطلب على الذهب في الصين بصورة أكبر هذا الأسبوع، في حين استمر الشراء المنتظم داخل أسواق آسيوية رئيسة أخرى على رغم ارتفاع الأسعار ترقباً لمزيد من المكاسب، وعادة ما تميل أسعار الذهب للارتفاع في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة.

وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، انخفضت الفضة خلال المعاملات الفورية نحو واحد في المئة إلى 44.83 دولار للأوقية، وقفز البلاتين 0.8 في المئة إلى 1541.39 دولار ليحوم قرب أعلى مستوى خلال 12 عاماً، وزاد البلاديوم 0.9 في المئة إلى 1261.59 دولار، وتتجه المعادن الثلاثة لتسجيل مكاسب أسبوعية.