Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"نقش سلوان"... حجر أثري غائر بين نتنياهو وأردوغان

إسرائيل تعتبره دليلاً على ما ورد في التوراة من حفر نفق تحت القدس وتركيا تحتفظ بملكيته لصالح فلسطين

إسرائيل عرضت على تركيا تسليمها قطع أثرية عثمانية مقابل الحصول على النقش (ويكيبيديا)

ملخص

تعود قصة النقش الحجري إلى حصار الملك الأشوري سنحاريب مدينة القدس قبل 2725 عاماً، حين عمل الملك اليهودي حزقيا على مواجهة الحصار بحفر نفق يصل البلدة القديمة للقدس بنبع مياه سلوان لتأمين المياه.

تحوّل لوح حجري أثري (نقش سلوان) إلى وقود لأزمة سياسية بين تل أبيب وأنقرة حول مدينة القدس، في ظل استماتة إسرائيل بمحاولة إيجاد أية روابط تاريخية لليهود بمدينة القدس لإعطاء مسوغ ديني وتاريخي لاستمرار احتلال المدينة.

وتعود قصة النقش الحجري إلى حصار الملك الأشوري سنحاريب مدينة القدس قبل 2725 عاماً، حين عمل الملك اليهودي حزقيا على مواجهة الحصار بحفر نفق يصل البلدة القديمة للقدس بنبع مياه سلوان لتأمين المياه.

 وعلى مدخل نفق المياه وضع النقش على لوح من الحجر الكلسي، يصف عملية جلب المياه وكيفية إنجاز المشروع.

ويعتبر المسؤولون الإسرائيليون أن النقش يُشكّل "الدليل الملموس الأبرز على ما ورد في التوراة في شأن حفر النفق"، ويصفونه بأنه "صك ملكية يثبت أن القدس لإسرائيل".

واكتُشف النقش عام 1880 خلال الحكم العثماني لفلسطين، وتم نقله إلى متحف إسطنبول الأثري حيث يحتفظ به حتى الآن هناك، وأشار متحف إسطنبول للآثار إلى أن النقش يسرد كيفية حفر النفق باستخدام الأبجدية الفينيقية.

وخلال افتتاحه ما سمّته إسرائيل "طريق الحجاج" الواقع في نفق بين عين سلوان وحائط البراق، روى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قصة محاولة الحصول على النقش.

وأشار نتنياهو إلى أنه عرض على رئيس الوزراء التركي مسعود يلماز عام 1998 تسلم النقش مقابل إعطاء أنقرة "آلاف القطع الأثرية العثمانية الموجودة في متاحفنا".

لكن يلماز، وفق نتنياهو، رفض ذلك حينها خشية إثارة غضب أنصار رئيس بلدية إسطنبول في ذلك الوقت رجب طيب أردوغان، ووصف نتنياهو النقش بأنه "أحد أهم الاكتشافات الأثرية الإسرائيلية بعد مخطوطات البحر الميت".

 

 

وبلهجة متحدية خاطب نتنياهو أردوغان بأن القدس هي "مدينتنا سيد أردوغان، إنها ليست مدينتك، بل مدينتنا، ستبقى دائماً هي عاصمة لإسرائيل، ولن تُقسّم أبداً، وأن ما يُسمى ’الدولة الفلسطينية‘ لا وجود لها".

وسارع أردوغان إلى الرد على نتنياهو برفضه القاطع تسليم النقش، وأن بلاده لن تعطي "حصاة واحدة تعود للقدس الشريف"، واتهم أردوغان نتنياهو بـ"إثارة الكراهية" تجاه تركيا لعدم إعادتها النقش الذي وصفه بـ"أمانة أجدادنا".

وبحسب أردوغان فإن نتنياهو "خرج دون خجل" للمطالبة بالنقش، مشيراً إلى أن "القدس شرف وكرامة للمسلمين وللإنسانية جمعاء".

وكانت تل أبيب طالبت أنقرة عام 2022 بإعطائها النقش الحجري خلال زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إلى تركيا، وهو ما رفضته الأخيرة بشدة.

وأبلغت أنقرة رسمياً تل أبيب بأن النقش "عُثر عليه في القدس الشرقية، وأنه لا يمكن بأية حال إعادة أثر اكتُشف في الأراضي الفلسطينية إلى دولة ثالثة مثل إسرائيل".

وشددت أنقرة على أنه "لا يمكن أن تسلم أثراً من القدس سوى للدولة الفلسطينية لأن إسرائيل تحتل المدينة منذ 1967، وليست لها عليها أية سلطة شرعية".

واعتبر الباحث في الدراسات اليهودية نبيه بشير أن إسرائيل "تنفق مليارات الدولارات بهدف إثبات صحة ما ورد في التوراة في شأن القدس".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب بشير فإنه "لا أحد ينكر وجود تاريخ لليهود في القدس، حيث كانوا مثل غيرهم من الشعوب والحضارات التي مرّت على فلسطين، لكن ذلك لا يعطيها الحق التاريخي فيها"، وأوضح أن أهمية النقش "تكمن في الموقع الذي اكتشف فيه في أنفاق سلوان المائية".

واعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت صالح عبدالجواد أن ما يقوم به نتنياهو تجاه أنقرة "يأتي ضمن مساعيه إلى توتير الأجواء معها، لأنه لا يريد أية قوة إقليمية موجودة في مواجهة إسرائيل".

وتساءل صالح عن أسباب عدم مطالبة إسرائيل بنقش سلوان في الفترة التي كانت فيها علاقات البلدين "في أوج قوتها".

وأوضح أن العلاقات بينهما "كانت بمنتهى القوة في خمسينيات القرن الماضي عندما كانت تركيا أول دولة إسلامية تعترف بإسرائيل وتقيم معها علاقات دبلوماسية واستخباراتية وعسكرية".

 

 

ووصف صالح مطالبة نتنياهو بنقش سلوان بـ"مسمار جحا" لخلق توتر مع تركيا، بعد إضعاف إيران وإنهاء العراق وسوريا.

وكان نتنياهو افتتح بمشاركة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الإثنين الماضي نفقاً تهويدياً بين بلدة سلوان في مدينة القدس ومحيط حائط البراق، بإشراف منظمة "إلعاد" الاستيطانية.

وأشار مكتب نتنياهو إلى أن النفق "يكشف النقاب لأول مرة عن طريق الحجاج التاريخي من بركة سلوان إلى الهيكل، كان هذا حدثًا ذا أهمية تاريخية وثقافية للشعب اليهودي".

واعتبر روبيو أن "طريق الحج هو رابط ثقافي وتاريخي راسخ بين الولايات المتحدة وإسرائيل، إنه تذكير قوي بالقيم اليهودية المسيحية التي ألهمت الآباء المؤسسين لأميركا".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير