Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تغتنم إسرائيل التقارب مع تركيا للمطالبة بـ"نقش سلوان"؟

هوية هذه القطعة الحجرية مثار جدل ومسؤولون يؤكدون أن عمرها 2700 عام وتمثل "دليلاً على رواية الكتاب المقدس عن بناء نفق الملك حزقيا القدس"

"نقش سلوان" محفوظ في متحف اسطنبول منذ عام 1882 (غيتي)

منذ سنوات طويلة، تحاول إسرائيل الحصول على قطعة أثرية محفوظة في متحف إسطنبول منذ أكثر من 140 عاماً، تقول إنها تثبت الرواية اليهودية بشأن القدس، وتؤكد ارتباط اليهود التاريخي بالمدينة التي تحتلها منذ عام 1967.

ووُجد "نقش سلوان" عام 1880 في نفق مائي في بلدة سلوان في القدس خلال الحكم العثماني، قبل أن ترسله السلطات بعد ذلك بعامين إلى إسطنبول.

حقبة النقش التاريخية

و"نقش سلوان" عبارة عن قطعة حجرية منقوش عليها كتابات، وتخلد مشروع حفر النفق الذي استُخدم لتسييل مياه نبع "أُمّ الدرج" إلى داخل أسوار مدينة القدس في القرن الثامن قبل الميلاد.

واختلف الباحثون في الحقبة التاريخية التي يرجع إليها النقش، فمنهم من أعادها إلى عهد الملك حزقيا في نهاية القرن الثامن قبل الميلاد، في حين ذهب آخرون إلى أنها تعود إلى العهد الهيليني في القرن الثاني قبل الميلاد، فيما رأى فريق ثالث أن النقش يعود إلى العهد الكنعاني حين حكم الفراعنة القدس.

ولذلك فإن الباحثين لم يجمعوا على تحديد نوع اللغة المنقوشة على الحجر، أهي كنعانية أم عبرية التي اشتقت من الكنعانية.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن النقش عمره 2700 عام، ويمثل "دليلاً مباشراً على رواية الكتاب المقدس عن بناء نفق الملك حزقيا القدس".

وقالت دراسة لمؤسسة "عمق شبيه" الإسرائيلية المعنية بالآثار، "لو أن حاكماً أمر بنحت نقش لتمجيد اسمه، لكان من المفترض أن يأمر بنصب النقش عند مدخل النفق لا إخفائه"، مضيفة أن "النقش يعود إلى مجموعة مهندسين عملوا ووثقوا نجاحهم بعيداً من أعين الحاكم".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تثبيت لغة مستحدثة

لكن المختص في عمارة وشؤون القدس جمال عمرو، رجّح عودة النقش إلى فترة الحكم الكنعاني الوثنية، كاشفاً أنه "يحتوي رسوماً وثنية تخلو من أي إشارة إلى النبي حزقيا أو الإله أو الصلاة".

ومع أن عمرو دعا إلى إجراء دراسة علمية لتحديد هوية النقش، لكنه أشار إلى أن اللغة ليست عبرية، مضيفاً أن هناك إمكانية أن يكون الحجر "قديماً لكن الكتابة عليه حديثة كنوع من تثبيت لغة مستحدثة".

ولم تترك إسرائيل فرصة خلال العقود الماضية إلا وطلبت فيها استلام نقش سلوان من السلطات التركية، التي ما زالت ترفض ذلك.

وخلال زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ الأسبوع الماضي أنقرة، سرّبت وسائل إعلام إسرائيلية أنباءً عن موافقة تركية لتسليم "نقش سلوان" إلى تل أبيب، قبل أن ينفي مسؤولون أتراك ذلك بشكل قاطع.

وشكّلت زيارة هرتسوغ أنقرة تكريساً لعودة العلاقات التركية - الإسرائيلية إلى طبيعتها عقب أكثر من 15 سنة من توترها في ظل حكم الرئيس رجب طيب أردوغان.

ونفت المديرية العامة للأوقاف والآثار والمتاحف التركية "الأخبار الكاذبة" حول تسليم "نقش سلوان" إلى إسرائيل، مشيرة إلى "عدم وجود مباحثات حول الموضوع من الأصل بين البلدين".

وقال السفير الفلسطيني لدى تركيا فايد مصطفى لـ "اندبندنت عربية"، إن دولة فلسطين "مطمئنة للموقف التركي الراسخ الرافض لتسليم نقش سلوان"، مضيفاً أن "الموقف التركي ليس جديداً إذ سبقته مواقف مشابهة".

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات