ملخص
يقع الطلاق أحياناً بسبب خلافات سياسية. ويحدث الزواج أحياناً بسبب توافق أيديولوجي. وتستمر العلاقات أحياناً على رغم أنف الاختلافات السياسية والفكرية، لكن بإدارة جيدة من الشريكين، والعكس صحيح. كما يحدث أحياناً أن يحاول الطرفان المختلفان أيديولوجياً الوصول إلى أرضية مشتركة للعلاقة، لكن يخفقان، إما بسبب عاطفة جياشة تجاه الأيديولوجيا لا تسمح بأن يعارضها أحد حتى لو كان المعشوق، أو لشعور عارم بالغضب، أو الحزن أو كليهما لأن الطرف الآخر، هذا الحبيب القريب الأثير يؤمن بتلك الأفكار السخيفة أو الوحشية أو الغبية أو الطبقية أو المختلفة.
بينما هو مُمسك بيدها في لحظة حالمة ويخبرها بعينيها اللتين سلبتا قلبه، وصوتها الذي دغدغ مشاعره، وخطوتها التي أفقدته توازنه، إذ بمذيع النشرة في شاشة المقهى يقرأ الخبر الأول عن استقبال الرئيس نظيره الرئيس واتفاقهما على مزيد من التعاون، فما كان منها إلا أن انتقدت الرئيس، وعابت على الحكومة قراراتها، ووصفت الأداء بالكارثي.
هنا، تحولت اللحظة إلى كابوس مريع، والمشاعر الفياضة إلى بغضاء وضغينة، والعينان الناعستان إلى جاحظتين، ودقات القلوب المتسارعة بفعل كوكتيل هرمونات المودة والمحبة إلى دقات زاعقة بفعل تدفق هرمونات الغضب والتوتر، وصاح العاشق الولهان في محبوبته، مطالباً إياها بالسكوت، وإلا تركها وانصرف من دون أن يدفع الحساب، ومهدداً إياها بمراجعة مواقفها السياسية، وإلا فسخ الخطوبة، هي إلى طريق الخيانة والعمالة، وهو إلى طريق الرقي والوطنية.
ومن الخيانة والوطنية إلى الرأسمالية والاشتراكية وصراع من نوع آخر أدى فعلياً إلى نهاية مبكرة لزيجة بنيت على حب وهيام وغرام، لكن خلت من الحدود الدنيا من التقارب الأيديولوجي. بضعة أشهر بعد الزواج كانت كفيلة بإزاحة الرومانسية على الهامش وإفساح الطريق لخلاف من نوعية فيلم "الأيدي الناعمة"، لكن بثوب الألفية الثالثة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الزوج ينتمي إلى أسرة بالغة الثراء تمتلك مصانع وشركات ومنتجعات، وكل من يتخرج في الجامعة من الأبناء والأحفاد يلتحق بإحدى المؤسسات مديراً عاماً أو رئيساً لمجلس الإدارة، وذلك باستثناء الزوج الشاب الذي أصر على العمل خارج مظلة الأسرة براتب ضئيل مثله مثل الملايين غيره من الخريجين، وهو ما أغضب الزوجة التي اعتقدت أن الزواج سينقل حبيبها من عوالم الاشتراكية المحدودة إلى فضاءات الرأسمالية الرحبة، وهو ما لم يحدث فوقع الطلاق.
نعم، يقع الطلاق أحياناً بسبب خلافات سياسية. ونعم، يحدث الزواج أحياناً بسبب توافق أيديولوجي. ونعم، تستمر العلاقات أحياناً على رغم أنف الاختلافات السياسية والفكرية، لكن بإدارة جيدة من الشريكين، والعكس صحيح. كما يحدث أحياناً أن يحاول الطرفان المختلفان أيديولوجياً الوصول إلى أرضية مشتركة للعلاقة، لكن يخفقان، إما بسبب عاطفة جياشة تجاه الأيديولوجيا لا تسمح بأن يعارضها أحد حتى لو كان المعشوق، أو لشعور عارم بالغضب، أو الحزن أو كليهما لأن الطرف الآخر، هذا الحبيب القريب الأثير يؤمن بتلك الأفكار السخيفة أو الوحشية أو الغبية أو الطبقية أو المختلفة.
يبدو هذا المكون في العلاقات العاطفية والزوجية غير معتاد، لكنه أصبح شبه معتاد في ظل التطورات السياسية، والتغيرات الأيديولوجية، وخريطة الصراعات الآخذة في الاتساع، ومعها مواقف أهل الأرض منها شديدة التباين عميقة الاختلاف.
"أحبك لكن أكره أيديولوجيتك"
المعتاد أن يتحدث العشاق والمحبون والمخطوبون عن الألوان المفضلة والموسيقى المحببة والهوايات الممارسة، مع خلفيات عن الأسرة والنشأة والتعليم والعمل. وحين يأتي وقت الجد، وتقترب مرحلة الرباط الرسمي، يحين وقت النقاش، وربما الجدل، وأحياناً الخلاف، حول من يدفع كم؟ ومن يشتري ماذا؟ وحتى وقت قريب مضى، كان الحديث عن الموقف من حرب، أو الرأي في صعود تيار يميني للحكم، أو توغل جماعة دينية في السلطة، أو تجاهل إجراءات حماية الكوكب من تغير المناخ، أو عودة للوقود الأحفوري، أو موقف من الهجرة واللجوء، أو تعليل لأسباب الفقر، أو اتفاق، أو اعتراض على سياسات اقتصادية أو صحية أو تعليمية أو اجتماعية أو غيرها، أمراً نادراً ما يشغل أو يؤرق أو يمر على دفاتر العشاق.
تظل دفاتر العشاق مكوناً ضمن مكونات بيئية كثيرة، وجزءاً ضمن أجزاء لا حصر لها من المؤثرات والمتأثرات بحال الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية والمناخية والاجتماعية والثقافية العاصفة والصاخبة والهائجة التي لم تترك بلداً على ظهر الأرض إلا وهبت عليه، وإن بدرجات متفاوتة. وفي هذا الهبوب، تتأثر العلاقات بين الناس وبعضهم، في داخل الأسرة، وبين الأصدقاء، وزملاء العمل، وكذلك بين الأزواج والمحبين.
تقوم نظرية "الحب أعمى" التي يؤمن بها كثر، التي أثبتت صحتها على مدار قرون من الحياة البشرية، أن الانجذاب الأولي، ومشاعر الحب الطاغي في بدايات العلاقات غالباً تعمي العيون عن العيوب والاختلافات. وحتى وقت قريب مضى، كانت هذه الخلافات لا تخرج عن إطار نوع الأكل المفضل، ودرجة الحرارة المثالية، وتفاصيل إدارة الحياة اليومية، أو هكذا بدا.
الحقيقة هي أن انقضاء المراحل الأولى من العلاقات الرومانسية والعاطفية حامية الوطيس تزيح الغشاوة تدريجاً من على العيون. وما كان اختلافاً بسيطاً، بل لطيفاً حتى الأمس القريب، يصبح كارثة حياتية ومصيبة سلوكية، والسياسة والأيديولوجيا ليستا استثناءً.
"أحبك لكن أكره رؤاك السياسية. دور الاختلاف السياسي في العلاقات العاطفية"، عنوان الدراسة التي أجراها مجموعة باحثين في علم النفس الاجتماعي والشخصي (2024)، وطرحوا فيها مسألة تأثير الاختلافات السياسية في العلاقات العاطفية والزوجية، لا سيما في ظل تصاعد الاستقطاب السياسي في الولايات المتحدة الأميركية. تساءلت الدراسة إن كانت السياسة قد تسللت إلى غرف النوم، وجاءت الإجابة بـ"نعم"، لكن بدرجات متفاوتة، وبحسب جودة العلاقة، وحجم الاختلاف السياسي، وطريقة الزوجين في إدارة هذا الاختلاف.
الدراسة المنشورة في "دورية علم النفس الشخصي والاجتماعي" الأميركية أشارت إلى أن واحداً بين كل أربعة أزواج، أي نحو 23 في المئة من عينة البحث اتسم علاقتهما بانتماءات حزبية مختلفة، وأقل من ثمانية في المئة من هذه النسبة تتشكل من طرف جمهوري، والآخر ديمقراطي، وهو ما يعني أن غالب الأزواج، في عينة الدراسة، تجمعهم معتقدات سياسية متشابهة، سواء التفضيل الحزبي أو المعتقدات السياسية العامة.
اللافت أن عوامل مثل التعليم، والدخل، والشخصية، ومدة العلاقة لم تنبئ بقوة باختلاف الآراء السياسية بين الزوجين. أما الأزواج الذين يعتنقون آراءً سياسية مختلفة، فقد ظلت جودة علاقتهم أقل من غيرهم، وهو ما بدا واضحاً في التفاعلات اليومية، ورضا كل منهما عن العلاقة.
تجدر الإشارة إلى أن الدراسة أجريت وقت الاستعداد للانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة، وهو ما سلط الضوء على قدرة المناخ السياسي المحتدم، والاستقطاب السياسي الشديد في التأثير في العلاقات الشخصية. وأشار الباحثون إلى أن الدراسة جرى إنجازها قبل معرفة مصير علاقات الأزواج المنقسمين حول اختيارهم للمرشحين، وإن كانت علاقتهم تحسنت بعد الانتخابات أو انتهت.
مأساة لكن عاطفية
في عرض ما يسمى "تلفزيون الواقع" على "نتفليكس" تحت عنوان "الحب أعمى" الذي بدأ عرضه في نسخته الأميركية عام 2020، قبل أن يستنسخ في مناطق أخرى من العالم بينها الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، شهدت إحدى الحلقات مأساة عاطفية حين تخلت شابتان ليبراليتان عن خطيبيهما قبل الزفاف بأيام، وذلك لعدم توافق القيم السياسية والأولويات الأيديولوجية.
وعلى رغم أن حلقة "الهجر" و"فركشة" الزيجة حدثت قبل عام من المعارك السياسية والأيديولوجية الطاحنة التي شهدتها الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة، فإنها كانت كاشفة للخلافات والاختلافات السياسية والأيديولوجية التي تحملها الأجيال الشابة، لا سيما بين الذكور والإناث، فيما يختص بالنوع الاجتماعي في السياسة.
ويشير مقال منشور على موقع "ذو كونفرساشين" الخبري والأكاديمي عنوانه "انفصل زوجان من الحب الأعمى (البرنامج) بسبب السياسة، أم لأسباب أخرى؟" (2025) إلى أن النساء المتراوحة أعمارهن ما بين 18 و29 سنة أظهرن تفضيلاً واضحاً للمرشحة كامالا هاريس على منافسها دونالد ترمب في الانتخابات الأخيرة، بينما شكل الشباب من الذكور نسبة كبيرة من الدعم لترمب.
واعتبرت كاتبة المقال جوانا ويس أن البرنامج "الحب أعمى"، الذي يعتمد على تعارف شباب وشابات عبر لقاءات عسى أن تؤدي إلى ارتباط نموذجاً مصغراً لتحد أعمق تفاقم بصورة كبيرة في السنوات القليلة الماضية، إذ أصبحت السياسة هوية، وانتماءً، ورمزاً للقيم، وهو ما تجلى واضحاً عبر تصدعات عاطفية في حياة الكثيرين.
وبحسب دراسة أجراها "معهد الدراسات الأسرية" الأميركي عام 2020 فإن 21 في المئة فقط من الزيجات الأميركية في ذلك العام مختلطة سياسياً، وهي نسبة أكثر انخفاضاً بنحو أربعة في المئة مما كانت عليه الزيجات المختلطة سياسياً قبل أربع سنوات.
يشار إلى أن الحلقات التالية من البرنامج كشفت عن تنامي أثر الأيديولوجيا السياسية في العلاقات العاطفية والزوجية، وعلى قرارات دخول علاقة أو الخروج منها. كما انتشرت تعليقات لاذعة من قبل متابعين للبرنامج، لا سيما من ذكور يعتنقون مبدأ "لنجعل أميركا عظيمة مجدداً" (اليمين)، موجهة ضد النساء اللاتي وصفوهن بـ"اليساريات المتطرفات". وعلق أحدهم عند حساب أحد الشباب المرفوضين من قبل شابة ليبرالية اختلفت مع توجهاته اليمينية قائلاً: "لا تواعد فتاة ليبرالية مجدداً". كاتبة المقال جوانا ويس بدأت مقالها بعبارة "ربما يكون الحب أعمى، لكن السياسة لديها رؤية أشعة سينية".
وعلى رغم أن هذه الرؤية الكاشفة ليست حكراً على العلاقات العاطفية والزوجية في ثقافة بعينها، أو بين شعب دون آخر، فإن عوامل اجتماعية وثقافية عدة تؤثر في درجات الكشف عن هذه الاختلافات، وشجاعة المجاهرة بأثرها في العلاقات، والقبول المجتمعي بها، أو حتى الإقرار.
على سبيل المثال، شهدت الروابط الزوجية مصرية عدة ظاهرة كسوف بعضها كان جزئياً، والآخر كلياً، جراء الخلافات السياسية والأيديولوجية عقب أحداث يناير (كانون الثاني) عام 2011، وتفاقمت في الانتخابات الرئاسية عام 2012 بين ما بدا أنه مرشح النظام القديم، وما هو مرشح تيار الإسلام السياسي، وتوغلت وتغولت مع أحداث الـ30 من يونيو (حزيران) الشعبية التي أسقطت حكم جماعة الإخوان المسلمين.
علاقات أسرية وزوجية عدة تعرضت لهزات عنيفة، بين معارض ليناير، ومؤيد ليونيو، ومحب لـ"الإخوان"، ومطالب بإسقاطهم، لدرجة أن بعض الأزواج والزوجات، وإن كانت أعدادهم لا تزيد على بضع عشرات، تقدموا ببلاغات في عامي 2013 و2014 يتهمون الأزواج أو الزوجات بالانضمام لـ"جماعة إرهابية".
ربما كان بعض هذه البلاغات طريقة لانتهاء العلاقة مع شريك الحياة بعد ما استحالت العِشرة، وصعب الطلاق، أو وسيلة انتقام بعد سنوات من الكبت والغضب والاكتئاب والفتور أو الخرس غير القابلة للحل، أو حلاً للتخلص من الشريك عبر عملية نظيفة ومضمونة العواقب.
الخلافات الزوجية لا تنتهِ بسقوط نظام، وإقامة آخر. كما أنها لا تتبخر في الهواء، حتى لو قرر الزوجان عدم التطرق إلى السياسة حقناً للخلاف والفراق والسجال. ويضاف إلى ذلك الفروق الثقافية والاجتماعية التي لا تصنع من فسيخ الخلافات شربات، لكن تحولها إلى صمت قاتل خوفاً أو احتراماً للعادات والتقاليد.
مجاهرة المرأة بالأيديولوجيا
على سبيل المثال ما زالت هناك مجتمعات أو بالأحرى فئات في داخل المجتمعات العربية تعد مجاهرة المرأة برأي سياسي مغاير لرأي الزوج، أو توجه أيديولوجي لا يتطابق وتوجهه، أمراً غير مقبول، بل ويذهب بعض الفقهاء غير التابعين للمؤسسات الدينية الرسمية، للقول إنه أمر غير شرعي.
قبل سنوات، وجه أحدهم سؤالاً لفقهاء على موقع فتاوى إسلامية قوامه: "هل من حق الزوج التدخل في اختيارات زوجته السياسية؟ وهل سيُسأل عنها وعن اختياراتها، سواء كانت صحيحة أم خاطئة؟ أم أنها حرية شخصية للزوجة، ولا يسأل الزوج عنها؟"، وجاء الرد كالتالي: "هذا النوع من الخلاف ليس من مواضع الإنكار، إنما هو التناصح والنقاش. فإن كان الخلاف بين الزوجين في مثل هذا النوع من المسائل، فلا ينبغي للزوج أن يلزم امرأته باختياره فيها، إلا أن يعود اختيارها عليه بضرر، في حين لا يعود اختياره عليها بضرر. وقد سبق لنا بيان حكم طاعة الزوج في المسائل الخلافية. ومسائل السياسة في الغالب تُبنى على الاجتهاد والنظر، ويكون للخلاف فيها متسع، فلا ينبغي أن يجعل ذلك مثاراً للاختلافات بين الزوجين، ولا أن يجعل الزوج من قوامته على زوجته أن يتحكم في اختيارها لما تراه راجحاً. أما إن كان الأمر يتعلق بواجب أو محرم، فالحال يختلف، كأن يكون الخلاف في مرشحين، أحدهما يتبنى مشروعاً إسلامياً، والآخر يتبنى مشروعاً غير إسلامي، هنا ينبغي طاعة الزوج في اختيار المشروع الإسلامي".
وفي سؤال آخر سأل زوج عن الرأي الشرعي في تطليق زوجته المختلفة معه سياسياً التي تجاهر برأيها، ولا تخجل منه، وترفض الامتثال لأيديولوجيته. فجاء الرد بأن "إذا كان الخلاف سياسياً، فإن الأمر هين، وكل ما على الزوجين عمله هو عدم الكلام في السياسة وتجنب الحوار حولها تماماً، ولا يجوز هدم كيان الحياة الزوجية من أجل أمر لا يسمن ولا يغني من جوع، بل إن الكلام فيه أحياناً مضيعة للوقت".
في تلك الأثناء، وعلى جانب آخر من الكوكب، يوجد عديد من المصادر ومنصات المساعدة لإدارة خلافات سياسية في علاقة زوجية أو عاطفية ناجحة، لا سيما أن السياسة جزء لا يتجزأ من الحياة، والحديث عنها ضرورة، والاهتمام بآثارها دليل على يقظة الإنسان ومشاركته في صناعة حاضره ومستقبله.
غالب نصائح الإدارة العاطفية للخلافات السياسية والأيديولوجية تدور حول: سمع الطرف الآخر بهدوء دون الشعور بالحاجة إلى مناقضته أو إثبات سفهه أو خطئه، ومراقبة والتحكم في المشاعر أثناء الحديث مهما كان الخلاف عميقاً والاختلاف محورياً، واحترام الشريك ورأيه دون شرط الاتفاق معه أو تغيير الرأي لإرضائه، وأن يبذل كل طرف جهداً لمزيد من فهم أصول وجذور الشريك ونشأته ما يساعد على تفهم أسباب انتماءاته وتكوينه الأيديولوجي.
وعلى رغم أن البعض يرى أن الوقاية عبر السؤال عن ميول الطرف الآخر السياسية والأيديولوجية في المراحل الأولى من التعارف خير من علاج آثار ظهور الخلافات بعد تطور العلاقة ووصولها إلى الزواج، فإن آخرين يفضلون عدم المسارعة بالسؤال عن الأيديولوجيا والاعتراف بحقيقة الانتماءات والمعتقدات، إذ ربما يصنع الحب المعجزات، وبينها معجزة السمو على الخلاف السياسي، بين يميني ويسارية، أو رأسمالية واشتراكي، أو علماني ودينية، أو رافع راية التغيير ومتمسكة بالوضع القائم.
الإجابة عن سؤال: هل يمكن للعلاقة أن تنجو من الاختلافات الأيديولوجية؟ هي: نعم، يمكنها أن تنجو، ولا، يمكنها ألا تنجو.