Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مسؤولة التفاوض الكردية: مقتنعون بحوار سوري لتشاركية حقيقية

إلهام أحمد لـ"اندبندنت عربية": نعول على دور الدول الضامنة لتحقيق خطوات فعلية

تشارك السيدة إلهام أحمد في المحادثات السياسية الجارية بين دمشق والإدارة الذاتية، كمفاوضة أساسية (اندبندنت عربية)

ملخص

في حديث خاص لـ"اندبندنت عربية" تكشف المفاوضة الكردية مسؤولة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية عن تفاصيل حوارهم مع دمشق والعراقيل وجهود الوسطاء الدوليين، إضافة إلى أبرز الملفات التي تعوق تطبيق اتفاق الـ10 من مارس بين الشرع وعبدي لتحقيق اندماج المؤسسات مع الحكومة السورية.

وسط زحام الاجتماعات واللقاءات التي تشارك فيها الرئيسة المشاركة لدائرة العلاقات الخارجية التابعة للإدارة الذاتية إلهام أحمد بمقر عملها في شمال شرقي سوريا، في سياق التحضير للمحادثات مع دمشق، وفي خضم استقبال وفود أجنبية من مستويات مختلفة، كان لـ"اندبندنت عربية" حديث خاص مع المسؤولة البارزة التي تخوض مع مسؤولين كبار في "الإدارة الذاتية" و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في معالجة ملفات عدة تخص شمال شرقي البلاد مع الحكومة السورية الجديدة والجوار والحلفاء الغربيين، في ظل جملة معقدة من المعطيات والتوازنات السياسية والاستراتيجية جعلت هذه المنطقة من سوريا تحتل حيزاً أساسياً وديناميكياً.

لا ضغوطات أميركية

كان استهلال اللقاء بالحديث عن الضغوط التي تمارسها واشنطن، لا سيما من خلال مبعوثها أو وفودها على الأطراف السورية، ومنها "الإدارة الذاتية"، بغية الوصول إلى اتفاق وتحقيق الاندماج العادل مع مؤسسات الدولة. وقالت السيدة إلهام أحمد في هذا الشأن إن كل ما يحدث في موضوع المحادثات مع دمشق هو من صلب إرادتهم وقرارهم الذاتي، وأنهم مقتنعون بضرورة وجود حوار سوري داخلي، ومن خلاله يودون الوصول إلى تشاركية حقيقية في إدارة هذا البلد وبناء ديمقراطية حقيقية بين كل السوريين في مجال الحقوق والواجبات والمسؤوليات، وأضافت "وننظر إلى دور الدول الضامنة بأهمية كبيرة لتحقيق خطوات التشاركية".
وأشارت الرئيسة المشاركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية إلى أن النقاط المشتركة بينهم وبين الطرف الأميركي أو الأطراف الدولية الضامنة للعملية السياسية في سوريا هي أنه "يجب أن تكون سوريا موحدة، وأن يكون هناك اعتراف متبادل بحقوق المكونات السورية بتنوع ثقافتها الدينية والقومية، إضافة إلى ضمان الشفافية في مراكز القرار".

اعتراض على اجتماع باريس

وعلقت إلهام أحمد على كلام فرنسي رسمي صدر خلال يوليو (تموز) الماضي، حول العمل على نقل المفاوضات بين دمشق وشمال شرقي سوريا إلى باريس، فأكدت أن ذلك الاجتماع كان مهماً، وأن ثمة توافق كان بين الأطراف التي كانت ستحضره على إنهاء الأزمة السورية وترسيخ الاستقرار وعودة اللاجئين والإعمار في سوريا. وكشفت عن أن هذا التوافق توفر في كل هذه الأمور قبل الذهاب إلى باريس، "لكن يبدو أن الحكومة اعترضت مرتين على مشاركة في اجتماع باريس، وتجري الآن لقاءات ثنائية بين الطرفين في دمشق بهدف تقريب وجهات النظر، ومن ثم الانتقال إلى حوار اللجان المختصة". وكان مصدر حكومي أعلن رفض دمشق المشاركة في أية مفاوضات جديدة مع "قوات سوريا الديموقراطية" (قسد)، بما في ذلك اجتماعات باريس، على خلفية مؤتمر موسع عقدته الإدارة الذاتية في مدينة الحسكة في أوائل أغسطس (آب) الماضي، واعتبرته دمشق "ضربة" لجهود التفاوض الجارية، وفق تعبيرها.

الضامنون الدوليون

وتابعت المسؤولة الكردية قائلة إن الإدارة الذاتية ليست ضد نقل المحادثات إلى دمشق، بل تؤكد أهمية الحوار السوري - السوري بغية الوصول إلى التفاهمات والاستقرار الذي يعد مسألة ضرورية حياتية بالنسبة إلى كل السوريين، مضيفة أنه "من الضروري أن يكون هناك ضامنون دوليون لأية عملية سياسية، سواء كان في دمشق أم في محافظة سورية أخرى أم في دولة أخرى".


دمشق لا تحدد مواعيد

وعلى رغم هذه التطورات التي طرأت على سير المفاوضات وتعرقل انعقادها في باريس، إلا أن المحادثات لم تتوقف وثمة تواصل بين "الإدارة الذاتية" ودمشق وتبادل للآراء والأفكار، بحسب المسؤولة في الإدارة الذاتية، التي نفت وجود أية مماطلة في تطبيق اتفاق الـ10 من مارس (آذار) الماضي الذي جرى التوقيع عليه من الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد "قسد" مظلوم عبدي. وأضافت "من طرفنا لا يوجد مماطلة، بالعكس نحن في اجتماعين مع (وزير الخارجية السوري) السيد (أسعد) الشيباني توصلنا إلى بعض الأفكار التي يمكن البناء عليها لاتخاذ خطوات لبناء الثقة وتقدم العملية السياسية، وننتظر تحديد جدول زمني لاجتماع اللجان". وزادت أنه يمكن الوصول إلى تفاهمات لاجتماع اللجان، إذ هناك تقارب في الأفكار ووجهات النظر".
وينتظر أن تعقد اللجان التخصصية من الجانبين اجتماعاً لبحث تطبيق ملفات الاندماج بين "الإدارة الذاتية" والحكومة السورية، بعدما أعلن المتحدث باسم الوفد المفاوض من الجانب الكردي الأسبوع الماضي جاهزية اللجان الفنية التابعة لهم للقاء نظيراتها الحكومية.

إشكال الوفد الكردي المشترك

وفي سياق مرتبط بتطبيق اتفاق الـ10 من مارس الذي نص على أن "الدولة تحفظ حقوق الكرد في الدستور"، تشكل وفد كردي مشترك من الأحزاب والأطراف الكردية للتفاوض لحل قضية الأكراد في سوريا. وتشكل هذا الوفد من أحزاب وكتل سياسية لم تكن موحدة سابقاً في إطار "الإدارة الذاتية"، لكنها وحدت رؤاها للتوصل إلى حل مع دمشق.

وتقول إلهام أحمد إن "الوفد المشترك تشكل لمناقشة حقوق الشعب الكردي وقضيته مع دمشق"، وإن "الوفد الكردي والوفد الممثل للإدارة الذاتية يكملان بعضهما بعضاً، وهما طلبا من الوفد الحكومي ترتيب لقاء وزيارة الوفد الكردي إلى دمشق، وحتى الآن ننتظر الجواب من طرف دمشق لتحدث هذه الزيارة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

النازحون على طاولة المحادثات

من جانب آخر، تعايش الإدارة الذاتية ملفاً إنسانياً واجتماعياً وسياسياً ضاغطاً في مناطقها مع بقاء مئات ألوف النازحين والمهجرين قسراً من المناطق الكردية التي شهدت خلال السنوات الماضية عمليات عسكرية تركية، مثل عفرين ورأس العين (سري كانيه) وتل أبيض وغيرها. ويقطن هؤلاء إما في المخيمات على أطراف المدن الرئيسة وأريافها في شمال وشرق سوريا، أم في مراكز الإيواء الموقتة، منتظرين أن تتناول المفاوضات بين دمشق و"الإدارة الذاتية" ملفهم وتؤمن لهم عودة آمنة.

وتعلق المسؤولة في الإدارة الذاتية على ذلك بالقول إن "عدداً كبيراً من المهجرين قسراً سواء كانوا من سري كانيه وتل أبيض وعفرين حتى من قرى الشهباء وتل عران وتل حاصل بريف حلب الشرقي ما زالوا خارج منازلهم، بينما يتعرض بعض الذين عادوا لها لضغوطات من الفصائل التي تحكم المنطقة هناك".

وشددت إلهام أحمد على أن "العودة ضرورية، خصوصاً أن أهالي عفرين يقطنون حالياً في مدارس بالرقة والطبقة وتسبب ذلك بتعطيل تلك المدارس، بينما الأطفال هناك بحاجة إلى دراسة، وبالتالي الوصول إلى تفاهمات بخصوص هذه المناطق أمر مهم لضمان عودة آمنة وسالمة لسكان تلك المناطق". وأوضحت أنهم في جميع حواراتهم مع دمشق يضعون هذا الملف على طاولة المحادثات، إضافة إلى أنهم في "الإدارة الذاتية" يسمحون بعودة النازحين للمدن والبلدات الواقعة ضمن نطاق سيطرتهم، "وبمجرد مسك هذا الملف والحديث فيه سنصل إلى تفاهمات بالتأكيد، لكن أحياناً يجري الخلط بين الملفات وبالتالي يصبح الحديث في ملف معين صعباً".

"لم نرفع سقف مطالبنا"

في سياق آخر، ترى بعض الجهات المقربة من دمشق أن "الإدارة الذاتية" استغلت الأحداث التي جرت في ساحات مختلفة في البلاد كأحداث الساحل السوري والسويداء، لرفع سقف مطالبها وانتهاز لحظة ضعف دمشق، إلا أن القيادية إلهام أحمد أملت ألا تتكرر أحداث كهذه في أية منطقة سورية أخرى، إذ إن "الوضع السوري لا يتحمل مجازر جديدة ولا يتحمل حروباً جديدة، إنما المطلوب معالجة الجراح بتضافر السوريين، وأن تتحمل السلطات مسؤوليتها في هذا الاتجاه لمعاقبة من ارتكبوا الجرائم وتقديمهم للعدالة".

وشددت مسؤولة العلاقات الخارجية في "الإدارة الذاتية" على أن "الحديث عن رفع سقف المطالب جراء تلك الأحداث غير صحيح، وليس أخلاقياً أن نتلاعب بالمطالب بحسب المآسي التي يتعرض لها السوريون في مناطق أخرى"، مضيفة أن التوجه الكردي واضح بما يخص العملية السياسية والمشروع السياسي السوري والحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وهناك إرادة قوية بأن تكون سوريا دولة قوية، "لكنها لن تكون كذلك، إلا بتضافر جهود جميع السوريين والوصول إلى نظام لا مركزي يضمن الأمن والأمان والسلام والحقوق لجميع السوريين بتنوع ثقافاتها وتوجهاتها السياسية".

العمق العربي مهم

وتطرقت السيدة إلهام أحمد في الختام إلى العلاقات مع الدول العربية، فأكدت أن "العمق العربي مهم جداً لسوريا وله أهمية استراتيجية، وكذلك لعلاقات حسن الجوار مع شعوب تلك الدول"، مشيرة إلى أن لديهم في الإدارة الذاتية علاقات طيبة مع الإطار العربي، ويسعون بصورة جدية إلى أن يكون للعرب دور في مجال التهدئة وضمان الأمن والاستقرار في سوريا، "لكي تنهض من الركام ومن الدمار وتصل إلى بر الأمان".

اقرأ المزيد

المزيد من حوارات