Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

من يقف وراء اغتيال تشارلي كيرك؟

يتعمم السيناريو أن هدف القتل هو إلغاء احتمال ترشحه للرئاسة بعد ترمب وجي دي فانس

نصب تذكاري لتشارلي كيرك في فينيكس بولاية أريزونا (رويترز)

ملخص

السؤال الأكبر هو: من نظم هكذا اغتيال وفي ذلك التوقيت بالذات؟ والجواب الوحيد حتى الآن هو أن هدف الاغتيال كان منع كيرك من لعب دور ليس فقط في عهد ترمب، ولكن ربما مستقبلياً.

ملايين من الأميركيين صعقوا لرؤية القائد الثلاثيني المحافظ تشارلي كيرك يسقط قتيلاً بعد أن أطلق قناص النار عليه وأصاب عنقه وأرداه قتيلاً، وحصل ذلك أمام آلاف من مناصريه خلال لقاء شعبي في ولاية يوتا. وقد أحدثت هذه الجريمة موجة هائلة من الاستياء والغضب في كل أرجاء أميركا وتوسعت إلى دول أخرى بما فيها كندا وبريطانيا وألمانيا وهولندا وأستراليا وبولندا وغيرها، وسارت مسيرات غضب في مدن أميركية وأوروبية نظمتها جمعيات غربية محافظة ومسيحية وصلت إحداها إلى نحو مليون شخص في لندن. وأدلى عدد كبير من أعضاء الكونغرس والبرلمان الأوروبي والبرلمانات الغربية بتصريحات منددة بالاغتيال وطالبت بإجراءات حاسمة ضد "من نفذ ومن يقف وراء الاغتيال".

ووعد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية (FBI) كاش باتيل بأن السلطات ستحقق بالموضوع للوصول إلى الجهة الواقفة وراء هذه العملية. ومن بين المستنكرين كبار زعماء الكونغرس وبالطبع رئيس الولايات المتحدة دونالد ترمب الذي أعلن حداداً خاصاً على موت كيرك. القصة لم تنتهِ بعد وقد تتحول إلى مرحلة تاريخية جديدة في الولايات المتحدة يشبهها البعض باغتيال روبرت كينيدي ومارتن لوثر كينغ في الستينيات. البعض ذهب إلى حد اعتبار الاغتيال مؤشراً إلى أحداث خطرة قد تشبه حرباً أهلية ما لم يتم إيقاف العنف بعزم. والسؤال يبقى: من هو كيرك، ولماذا اغتياله له هذه الأبعاد؟

تشارلي كيرك هو أحد أبرز الأصوات الأميركية الشابة، عمره 31 سنة فقط، الذي خرج إلى الرأي العام في نفس وقت ترمب. وقد تأثر بعدة عوامل، أهمها التيار الإنجيلي المسيحي المحافظ، وشبكة "فوكس نيوز"، والمبشرون البروتستانت الذين أثروا على أكثر من 100 مليون أميركي، لا سيما موجتهم الجديدة بعد انتهاء الحرب الباردة. كيرك أيد ترمب في حملته الأولى وهو شاب جامعي، لكنه انطلق بقوة في منتصف إدارة ترمب الأولى وبات معروفاً لدى كبار أركان الرئيس. ووصفه البعض بأنه "قائد الشباب الترمبي"، إلا أنه، وبغض النظر عن تأييده الرئيس، فله تصوره الخاص للأجندة المحافظة وطريقة إدارة استراتيجيتها. وقد أظهر قدرة على استقطاب الشباب عن طريق الإقناع والحجج، وليس عن طريق العواطف.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان يقود تياراً نظمه عبر منظمة كبيرة اسمها "نقطة تغيير الاتجاه" (Turning Point USA)، وارتكزت استراتيجيتها على أجندة تتوافق مع حملة وإدارة الرئيس ترمب، لكنها تتخطاها إلى المستقبل ما بعد ترمب. بكلام آخر، شكل صعود كيرك الصاروخي تهديداً لخصومه المستقبليين قبل الحاليين. وكانت طريقة حياته الأميركية قريبة من الطبقة المتوسطة، وهي أكثرية المواطنين، مما قربه من الناشطين والمؤيدين وجعله من أقوى المؤثرين في أميركا، خصوصاً من فئة الشباب. ومع صعود تيار الـ"ووك" (Woke) لا سيما في آخر سنة من إدارة ترمب الأولى، وخروج الرئيس من البيت الأبيض، ووجود ثغرة واسعة لدى التيار الترمبي (MAGA)، بات كيرك أحد أركان التيار الشبابي المحافظ وإحدى ركائز المعارضة الجمهورية الشعبية، واستمر كذلك لأربعة أعوام، فاعتمد ترمب عليه كطوق حماية شعبية حتى انتخابه الثاني.

ومع انتصار ترمب وعودته إلى البيت الأبيض، عاد كيرك ومنظمته ليشكلا منصة هائلة لدعم الرئيس، من خارج السلطة، مذكراً بمنصات أوباما اليسارية التي كانت تدعم إدارته لثمانية أعوام كجيش سياسي رديف. وكان هذا الأخير الداعم الأكبر لحملة بايدن في 2020 التي أدت إلى إخراج ترمب من البيت الأبيض. البعض يرى مقارنة بين جيش ترمب الشبابي الذي يقوده كيرك وغيره، وجيش أوباما الشعبي الذي قاده أركان حركته السياسية. إلا أن بعض المحللين والمراقبين رأوا في توسع قاعدة كيرك مؤشرات مستقبلية أقلقت أطرافاً عديدة، مع الأخصام وضمن المعسكر، قوى خارجية وأخرى داخلية.

ولكن السؤال الأكبر هو: من نظم هكذا اغتيال وفي ذلك التوقيت بالذات؟ والجواب الوحيد حتى الآن هو أن هدف الاغتيال كان منع كيرك من لعب دور ليس فقط في عهد ترمب، ولكن ربما مستقبلياً. ويتعمم السيناريو أن هدف القتل هو إلغاء احتمال ترشحه للرئاسة بعد ترمب وجي دي فانس، أي عندما يكون كيرك في الأربعينيات من عمره. وينظر هكذا تحليل إلى أن كيرك كان ليعزز تيار الشباب تحت حكم ترمب، ويحقق نصراً لخليفة ترمب أياً يكن، ويتحول إلى قاعدة صلبة وواسعة بعد ثمانية أعوام أو حتى 12، وذلك لتأمين رئاسة تحتاج إلى عقد ونصف لإعادة تغيير المسار العام للبلاد على الأصعدة الداخلية والخارجية بعد سياسات أوباما التي استهدفت المحافظين وعزلت ترمب.

هل هذا يعني بالضرورة أن من قام أو أمر بتنفيذ الاغتيال هو من المعسكر السياسي المقابل؟ لا أحد يعرف، لأن تكتلات المصالح المتشابكة داخل هذه القوة العظمى معقدة وقد تتشكل عبر الكتل السياسية الكبرى. ضف إلى ذلك أن مصالح خارجية قد تكون أيضاً مترابطة بهكذا سيناريو. فالتحدي لهذه القوى قد لا يكون فقط بمعارضة ترمب وأجندته، ولكن بمنع استمرار هذه الأجندة مستقبلياً. هل لدينا أجوبة نهائية؟ كلا. التحقيق العدلي يتقدم، لكن التحليل الاستراتيجي يبقى الأهم لفهم المرحلة الآتية.

اقرأ المزيد

المزيد من آراء