ملخص
قدرت تقارير بنك "غولدمان ساكس" أن الهجمات الأوكرانية الأخيرة عطلت نحو 300 ألف برميل يومياً من طاقة التكرير الروسية، خلال أغسطس (آب) الماضي وسبتمبر (أيلول) الجاري.
ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، مع تصاعد المخاوف من تعطل إمدادات الطاقة الروسية، بعد سلسلة من الهجمات الأوكرانية على موانئ ومصافي التكرير.
يأتي ذلك في وقت يترقب فيه المستثمرون قرارات مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) في شأن أسعار الفائدة، وسط آمال بأن يؤدي خفض كلف الاقتراض إلى تعزيز الطلب على الوقود.
ارتفاع أسعار النفط مدفوعاً بالتوترات في روسيا
إلى ذلك، شهدت أسعار النفط العالمية صعوداً ملاحظاً اليوم الثلاثاء، وسط قلق متزايد من احتمال تعطل الإمدادات الروسية، بسبب هجمات بطائرات مسيرة استهدفت منشآت تصدير وتكرير حيوية.
وصعدت عقود خام "برنت" الآجلة بمقدار 53 سنتاً أو 0.8 في المئة لتصل إلى 67.97 دولاراً للبرميل، وارتفعت عقود خام "غرب تكساس" الوسيط الأميركي بـ63 سنتاً أو واحد في المئة إلى 63.93 دولاراً للبرميل.
وكان الخامان قد سجلا مكاسب أمس الإثنين، إذ أغلق "برنت" على ارتفاع قدره 45 سنتاً، بينما أنهى خام "غرب تكساس" الجلسة على مكاسب بـ61 سنتاً.
الهجمات الأوكرانية تشعل المخاوف
وفقاً لوكالة "رويترز" كشفت مصادر في قطاع النفط أن شركة "ترانسنفت"، المحتكرة لخطوط أنابيب النفط في روسيا، حذرت المنتجين من إمكان خفض الإنتاج بعد تعرض منشآت حيوية لهجمات أوكرانية متكررة.
وتستهدف أوكرانيا، بحسب مراقبين، البنية التحتية الطاقية الروسية لإضعاف قدراتها الاقتصادية والعسكرية، في وقت تتعثر فيه مفاوضات إنهاء الحرب.
وقال محللو بنك "جيه بي مورغان"، إن "الهجمات تهدف إلى الحد من قدرة روسيا على تصدير النفط، مما يشير إلى استعداد متزايد لتعطيل أسواق الطاقة الدولية ودفع الأسعار للصعود".
من جانبها، قدرت تقارير بنك "غولدمان ساكس" أن الهجمات الأخيرة عطلت نحو 300 ألف برميل يومياً من طاقة التكرير الروسية خلال أغسطس (آب) الماضي وسبتمبر (أيلول) الجاري.
الأسواق تراقب الفيدرالي... وآمال بخفض الفائدة
في موازاة التصعيد الجيوسياسي، تتجه الأنظار إلى اجتماع "الفيدرالي" الأميركي، الذي يبدأ اليوم ويستمر حتى غد الأربعاء، إذ يتوقع المحللون أن يخفض البنك أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس.
ويرى مراقبون أن خفض الفائدة قد يدعم الطلب العالمي على النفط، ويحفز النشاط الصناعي والتجاري، ويعوض نسبياً تأثيرات التباطؤ الاقتصادي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعلى رغم هذه التوقعات، لا تزال هناك مخاوف من هشاشة الاقتصاد الأميركي، وهو ما يجعل السوق متحفظة في رد فعلها حتى صدور البيان الرسمي.
ومن المنتظر صدور بيانات مخزونات النفط الأميركية غداً الأربعاء وسط توقعات بانخفاض كبير، إذ توقع خبير الطاقة في "ماكواري" والت تشانسيلور، تراجعاً قدره 6.4 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الـ12 من سبتمبر الجاري، بعد أن شهد الأسبوع السابق زيادة مفاجئة بـ3.9 مليون برميل.
ورجح استطلاع أجرته "رويترز" انخفاضاً في مخزونات النفط الخام والبنزين، وارتفاعاً محتملاً في نواتج التقطير.
موقف أميركي متذبذب تجاه النفط الروسي
في الأثناء، أعلن وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت أن بلاده لن تفرض رسوماً إضافية على السلع الصينية ما لم تتخذ أوروبا إجراءات مماثلة تجاه الواردات الصينية والهندية من النفط الروسي.
ويكشف هذا الموقف عن انقسام في الرؤية الغربية لكيفية الضغط على موسكو اقتصادياً من دون الإضرار بسلاسل التوريد العالمية.
في كل الأحوال، فإن أسواق النفط باتت أكثر حساسية للتطورات السياسية والعسكرية، وسط تداخل معقد بين الجغرافيا والسياسة النقدية، فبينما قد تؤدي الهجمات الأوكرانية إلى تقليص الإمدادات الروسية، قد يمنح خفض الفائدة الأميركية دعماً للطلب العالمي، مما يجعل المرحلة المقبلة محفوفة بالتقلبات.