Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مناجم بلا مخزون... فلنستعد لنفاد الذهب

اكتشاف رواسب كبيرة أصبح نادراً إذ يأتي معظم الإنتاج الحالي من مواقع قديمة ومستغلة منذ عقود

تعدين الذهب قد يصل إلى نقطة يصبح فيها غير مستدام اقتصادياً بحلول عام 2050 (أ ف ب)

ملخص

تقدر هيئة المسح الجيولوجي الأميركية الاحتياطات الجوفية بنحو 51700 طن، أي نحو 20 في المئة من الذهب المكتشف الذي لم يستخرج بعد، هذا يعني أنه من المحتمل أن نتمكن من استخراج جميع احتياطات الذهب المعروفة حالياً خلال ما يزيد قليلاً على 17 عاماً.

مع استخدام الذهب منذ فجر التاريخ واستمرار عمليات التعدين الجديدة، قد يبدو من الغريب التفكير في يوم لا يوجد فيه مزيد من الذهب المستخرج من الأرض، ومع ذلك ومثل أي مورد طبيعي محدود آخر، فإن مخزون الذهب في العالم محدود.

وباعتباره أحد أكثر المعادن فائدة على وجه الأرض، يتميز الذهب بموصليته الكهربائية، وقدرته على مقاومة التآكل، وسهولة تشكيله، وبالطبع مظهره الجميل، ولكن على رغم من وفرته الظاهرية، سينفد مخزوننا من الذهب يوماً ما، وتشير التقديرات العلمية إلى أنه من بين إجمال الذهب المستخرج عبر التاريخ، تم إنتاج ثلثيه منذ خمسينيات القرن الماضي، فيما استمر العالم في زيادة احتياطاته من الذهب بنحو 1.8 في المئة سنوياً على مدى الـ100 عام الماضية.

المصادر الرئيسة الحالية للذهب

لفهم كمية الذهب الموجودة في العالم بدقة ومتى قد ينفد، لا بد من الإشارة أولاً إلى مصادر الذهب الحالية وإنتاجه، إذ يعد حوض ويتواترسراند في جنوب أفريقيا أكبر مصدر منفرد للذهب في التاريخ، ويعتقد أن هذا التكوين الجيولوجي نتج من نيزك قديم، وقد أنتج أكثر من 1.5 مليار أونصة تروي من الذهب منذ اكتشافه عام 1886.

يمثل ويتواترسراند نحو 50 في المئة من إجمال الذهب المستخرج على الإطلاق، مع ذلك شهد هذا التكوين انخفاضاً في الإنتاج منذ سبعينيات القرن الماضي، في الآونة الأخيرة، انخفض إجمال إنتاج جنوب أفريقيا من الذهب، الذي يأتي معظمه من ويتواترسراند إلى أقل من 170 طناً سنوياً.

تشمل المصادر الرئيسة الأخرى للذهب منجم مبونينج العميق للغاية في الصين، ومنجمي سوبر بيت ونيومونت بودينجتون في أستراليا، ومنجم غراسبيرج في إندونيسيا، والمناجم الواقعة على طول كارلين أنكونفورميتي في ولاية نيفادا الأميركية، كما تعد كندا وروسيا وبيرو من أهم منتجي الذهب.

ومن بين جميع مصادر الذهب في العالم تشير التقديرات الحالية إلى أنه يتم استخراج ما يقارب 2500 إلى 3 آلاف طن من الذهب الجديد سنوياً، وفي الوقت الحالي يعتقد المتخصصون أن إجمال كمية الذهب الموجودة فوق سطح الأرض في العالم تزيد قليلاً على 190 ألف طن.

ما اكتشفناه حتى الآن

تقدر كمية الذهب المستخرجة عبر التاريخ بنحو 169643 طناً، ويبلغ إجمال الكمية المكتشفة نحو 221353 طناً، وبفضل طبيعة الذهب غير القابلة للتدمير تقريباً وقدرته على إعادة التدوير لا يزال معظم هذا الذهب موجوداً.

يأتي أكثر من 30 في المئة من إجمال الذهب من منجم حوض ويتواترسراند في جنوب أفريقيا، في الوقت الحاضر، تعد الصين أكبر دولة مصدرة للذهب، في حين أن أكبر مجمع لتعدين الذهب يتبع لشركة "باريك غولد" في الولايات المتحدة، التي تنتج 99223 كيلوغراماً سنوياً.

ماذا تبقى؟

يقاس الذهب المتبقي في الأرض إما كـ"احتياطات"، وهي اقتصادية للتعدين بأسعار الذهب الحالية، أو كـ"موارد"، وهي في حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد ما إذا كانت اقتصادية، أو ما إذا كانت في حاجة إلى بيعها بسعر أعلى.

على مدى العقدين الماضيين، تباطأت اكتشافات الذهب الجديدة بصورة ملحوظة، وعلى رغم استمرار اكتشاف عروق ذهب جديدة، فإن اكتشاف رواسب كبيرة أصبح نادراً بصورة متزايدة، ونتيجة لذلك يأتي معظم إنتاج الذهب اليوم من مناجم قديمة مستغلة منذ عقود، ويعود ذلك جزئياً إلى انخفاض استثمارات شركات التعدين في الاستكشاف، إلا أن العامل الأكبر هو احتمال ندرة وجود عروق كبيرة غير مكتشفة في العالم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتقدر هيئة المسح الجيولوجي الأميركية الاحتياطات الجوفية بنحو 51700 طن، أي نحو 20 في المئة من الذهب المكتشف الذي لم يستخرج بعد، هذا يعني أنه من المحتمل أن نتمكن من استخراج جميع احتياطات الذهب المعروفة حالياً خلال ما يزيد قليلاً على 17 عاماً.

ومن المهم أيضاً تذكر أن إجمال كمية الذهب في قشرة الأرض يختلف عن إجمال الكمية التي يمكن استخراجها عملياً، لذا من شبه المؤكد وجود رواسب ذهب ضخمة في أعماق الأرض، وهي بعيدة جداً عن متناول الكشف، ناهيك باستخراجها.

وبالمثل، توجد بعض رواسب الذهب المعروفة في القارة القطبية الجنوبية، التي قد لا يكون من المجدي استخراجها اقتصادياً نظراً إلى ظروفها المناخية القاسية والتحديات التي تفرضها طبقات الجليد السميكة، وتوجد كمية كبيرة من الذهب الذي لا يمكن استخراجه بصورة مربحة، متناثرة في محيطات العالم، معظم هذه الرواسب تحت الماء محتواة في قاع المحيطات، وتطفو كجزيئات صغيرة في مياه المحيطات نفسها.

ماذا سيحدث حينها؟

بناءً على الاحتياطات المعروفة، تشير التقديرات العلمية إلى أن تعدين الذهب قد يصل إلى نقطة يصبح فيها غير مستدام اقتصادياً بحلول عام 2050، مع أن اكتشافات عروق جديدة من المرجح أن تؤخر هذا التاريخ إلى حد ما، وقد تمكن التقنيات الجديدة من استخراج بعض الاحتياطات المعروفة التي لا يعد الوصول إليها اقتصادياً حالياً، ولكن من غير المرجح أن يستمر تعدين الذهب على نطاق واسع بعد عام 2075 من دون تطورات هائلة في تكنولوجيا التعدين أو اكتشاف رواسب ذهب ضخمة غير معروفة حالياً.

أحد العوامل التي تميز الذهب، مقارنة بالموارد غير المتجددة الأخرى مثل النفط، هو إمكان إعادة تدويره، بعبارة أخرى، نفاد الذهب ليس وصفاً دقيقاً لما يحدث عندما تتوقف مناجم الذهب عن الإنتاج، بل إن صناعة الذهب ستنتقل من التعدين إلى إعادة التدوير، مما يسمح بإعادة تدوير المعروض العالمي من الذهب.

وبفضل الكمية الكبيرة من الذهب المستخدمة في الإلكترونات، التي ينظر إليها على نطاق واسع على أنها قابلة للتخلص منها، فإن جهود إعادة تدوير الذهب المستخرج من النفايات الإلكترونية جارية بالفعل على قدم وساق، ويجب أن تصبح إعادة التدوير أكثر كفاءة بكثير لتلبية حاجات سوق الذهب العالمية، إذ لا تزال كميات هائلة من الذهب ترمى في مكبات النفايات سنوياً.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير