Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

البنتاغون ينتقد الهجوم التركي شمال سوريا ويطالب بوقفه... وترمب يخول وزارة الخزانة فرض عقوبات مهمة على تركيا

فرار 5 عناصر من "داعش" من سجن في القامشلي... والتنظيم يتبنى تفجير سيارة مفخخة في المدينة ذات الغالبية الكردية

دخل الهجوم التركي على شمال شرقي سوريا يومه الثالث موقعاً مزيداً من القتلى، على وقع مطالبات دولية لوقف الهجوم، وسط مخاوف من أن يؤدي إلى عودة تنظيم "داعش" الإرهابي مرة جديدة. 
وفي حين رفض الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان وقف العمليات العسكرية، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات التركية سيطرت على بلدة رأس العين في شمال شرق سوريا.
كما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الرئيس دونالد ترمب أذن بإعطاء أمر تنفيذي جديد، خوّلها، بالتشاور معه ومع وزير الخارجية مايك بومبيو، سلطات لفرض عقوبات مهمة جداً يمكن أن تستهدف أي شخص مرتبط بالحكومة التركية.
 

استهداف قاعدة أميركية

من جهة أخرى، مسؤول أميركي يفيد بوقوع انفجار قرب موقع للقوات الأميركية والفرنسية في مدينة عين العرب (كوباني) السورية، جراء قصف تركي. وأشارت مصادر إلى وقوع إصابات بين قتلى وجرحى في صفوف القوات الأميركية والفرنسية تم نقلهم على ما يبدو بواسطة مروحيات عسكرية انطلقت من تلك القاعدة.
 

موسكو تعطل في مجلس الأمن
 

وعطّلت موسكو الجمعة مشروع إعلان لمجلس الأمن الدولي يدعو تركيا لوقف عمليتها العسكرية في شمال شرق سوريا. وكان مقرراً تبني النص الذي أعدته الولايات المتحدة مساء الجمعة بالتوقيت المحلي لولاية نيويورك الأميركية، إلا أن موسكو تدخلت لوقفه، وفق ما ذكر مصدر دبلوماسي.


فرار سجناء من داعش

وكانت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) أعلنت الجمعة، عن فرار خمسة معتقلين من "داعش" من سجن "نفكور"، الذي تديره بعد سقوط قذائف تركية بجواره، عند الأطراف الغربية لمدينة القامشلي ذات الغالبية الكردية.
وكان أحد حراس السجن قال في وقت سابق إن هذا السجن يضم "مسلحين أجانب من التنظيم". 
وأشار مسؤول آخر في "قوات سوريا الديمقراطية" إلى تساقط قذائف "باستمرار" قرب سجن "جيركين" الذي يؤوي أيضاً عناصر من "داعش" في المدينة.
وتعتقل قوات سوريا الديمقراطية 12 ألف عنصر من "داعش"، وفق ما قال مسؤول هيئة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية عبد الكريم عمر، 2500 إلى 3000 من بينهم أجانب من 54 دولة.
ويتقسم هؤلاء على سبعة سجون مكتظة موزعة على مدن وبلدات عدّة، بعضها عبارة عن أبنية غير مجهزة تخضع لحراسة مشددة.
من جهة أخرى، وغداة استدعاء سفراء تركيا إلى وزارات الخارجية في كل من فرنسا وإيطاليا وهولندا للتنديد بالهجوم التركي على الأكراد، انضمّت هولندا إلى النروج في قرار تعليق تصدير شحنات أسلحة جديدة إلى أنقرة. وقالت وزارة الخارجية الهولندية اليوم الجمعة لوكالة الصحافة الفرنسية، إن بلادها قرّرت "تعليق كل طلبات تصدير المعدات العسكرية إلى تركيا في انتظار تطوّر الوضع".

 
واشنطن تدعو إلى تهدئة الوضع
 
في غضون ذلك، وفيما تستميت قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، التي تقودها "وحدات حماية الشعب" الكردية في الدفاع عن قراها ومدنها، صرح وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر في مؤتمر صحافي عقده مساء الجمعة مع رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي الجنرال مارك ألكسندر ميلي، أنه يعارض ويشعر بإحباط شديد إزاء العملية التركية في شمال شرقي سوريا.
وأفاد الجنرال ميلي من جهته، بأن "عسكريين أميركيين لا يزالون متمركزين مع شركاء من قوات سوريا الديمقراطية باستثناء موقعين". وأضاف رئيس الأركان أن "لا مؤشر على اعتزام تركيا وقف عمليتها بسوريا على الرغم من أن التوغل البري لا يزال محدوداً".
وقال إن الأتراك "وجهوا ضربات مدفعية وأطلقوا نيران دباباتهم من الجانب الشمالي من الحدود. أما القوات التي ذهبت إلى الجنوب (الجانب السوري)، فنعتقد أنها محدودة نسبياً بوصفها قوات برية".
وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أعلنت في بيان صدر الجمعة، أن إسبر أبلغ نظيره التركي خلوصي أكار بوجود حاجة لإيجاد وسيلة لتهدئة الوضع في شمال شرقي سوريا "قبل أن يتعذّر إصلاحه".
وجاء في بيان "البنتاغون" عن فحوى مكالمة هاتفية أجريت الخميس بين الوزيرين، أن الوزير الأميركي شدّد على أهمية العلاقات الثنائية الاستراتيجية بين البلدين، محذّراً في الوقت ذاته من أن التوغّل التركي داخل سوريا يعرّض أنقرة لمواجهة "عواقب وخيمة". وأشار إلى أن تصرفات تركيا قد تضرّ بالجنود الأميركيين في سوريا على الرغم من "إجراءات الحماية" التي اتخذتها واشنطن. وأضاف البيان "في إطار المكالمة حضّ الوزير الأميركي تركيا بقوة على وقف إجراءاتها في شمال شرقي سوريا من أجل زيادة احتمالات توصّل الولايات المتحدة وتركيا وشركائنا إلى سبيل مشترك لتهدئة الوضع قبل أن يتعذّر إصلاحه". ولفت إسبر "بوضوح إلى أن الولايات المتحدة ترفض خطوات تركيا غير المنسّقة حين تشكّل خطراً على التقدّم الذي أحرزه التحالف الدولي ضد داعش".
قتلى في تفجير سيارة مفخّخة في القامشلي
 

ميدانياً، وبالتوازي مع المعارك الضارية التي يقودها الأكراد للتصدّي للهجوم التركي، انفجرت سيارة مفخخة الجمعة في شارع مكتظ في مدينة القامشلي ذات الغالبية الكردية في شمال شرقي سوريا، متسببةً بسقوط ثلاثة قتلى مدنيين وإصابة تسعة آخرين، وفق بيان لقوى الأمن الداخلي الكردية (الأسايش).
وقال البيان إن "سيارة مفخخة انفجرت مستهدفة مطعم الأومري" أثناء وجود مدنيين وصحافيين، ولا تزال فرق الإنقاذ تبحث عن مصابين. وتبنى "داعش" الهجوم في وقت لاحق.

 

قتيلان تركيان

في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع التركية الجمعة أن جنديين تركيين قُتلا في سوريا بعدما قصف مسلحون من "وحدات حماية الشعب" المنطقة التي يوجد بها موقع عسكري تركي داخل ما سمته "منطقة غصن الزيتون".
وكانت تركيا نفذت عمليتين سابقتين لتطهير حدودها الجنوبية من المسلحين الأكراد. وفي أحدث هذين الهجومين، الذي أطلقت عليه اسم "عملية غصن الزيتون"، انتزع الأتراك منطقة عفرين في شمال سوريا من أيدي قوات كردية سورية.
 
 
قتال على طول الحدود
 
في موازاة ذلك، كثّفت تركيا ضرباتها الجوية وقصف المدفعية على المقاتلين الأكراد في شمال شرقي سوريا اليوم الجمعة، وأعلنت الأمم المتحدة أن نحو مئة ألف شخص تركوا منازلهم في المنطقة.
واستهدفت الضربات التركية مناطق حول بلدة رأس العين السورية، وهي واحدة من بلدتين حدوديتين يتركّز فيهما الهجوم. وسمع صحافيون من وكالة "رويترز" دوي طلقات النار داخل بلدة جيلان بينار التركية، التي خرجت منها نحو سوريا قافلة تضمّ 20 مدرعة تقل مقاتلين من المعارضة السورية، أشار بعضهم بعلامة النصر ولوحوا بأعلام المعارضة أثناء اتجاههم صوب بلدة رأس العين.
وعلى بعد 120 كيلومتراً غرباً، أفاد شاهد بأن مدافع "هاوتزر" التركية واصلت قصف بلدة تل أبيض السورية. وقال المتحدث باسم "قسد" مروان قامشلو إن تل أبيض تشهد حالياً أكثر المعارك حدة في ثلاثة أيام. وأضاف أن اشتباكات اندلعت خلال الليل في نقاط عدة على الحدود، من عين ديوار المجاورة للعراق حتى عين العرب (كوباني) على بعد أكثر من 400 كيلومتر غرباً.
وقال قامشلو إن القوات التركية وقوات سوريا الديمقراطية تبادلت القصف في القامشلي ومناطق أخرى، موضحاً أن القتال دار على طول الحدود.
 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ارتفاع عدد الضحايا
 

من جهته، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، إن القوات التركية استولت على تسع قرى بالقرب من رأس العين وتل أبيض. وأضاف أن ما لا يقل عن 32 من مقاتلي "قسد" و34 من مقاتلي المعارضة السورية قُتلوا خلال الاشتباكات، إضافة إلى مقتل عشرة مدنيين.
وكانت "قسد" أعلنت مقتل 22 من عناصرها يومي الأربعاء والخميس، فيما تقول تركيا إنها قتلت المئات منهم في مقابل مقتل أربعة جنود أتراك.
وتهدف تركيا من الهجوم إلى هزيمة "وحدات حماية الشعب" الكردية التي تشكّل العصب الأساسي في "قوات سوريا الديمقراطية"، وتصنّفها أنقرة إرهابية لصلاتها بحزب العمال الكردستاني. وأوضحت تركيا أنها تسعى إلى إقامة "منطقة آمنة" داخل سوريا لإعادة توطين أكثر من 3.6 مليون لاجئ تستضيفهم.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط