ملخص
يرى مجلس إدارة شركة تيسلا أنه إذا لم يقدم هذه الحزمة المالية لإيلون ماسك فإن الشركة تخاطر بفقدان القائد الذي أصبح رمزاً.
بصورة مفاجئة، قرر مجلس إدارة شركة "تيسلا" تقديم ما يقرب من تريليون دولار لأثرى رجل في العالم "إيلون ماسك"، إذ كشف المجلس عن حزمة رواتب جديدة للمساهمين للنظر فيها، التي قد تمنح ماسك ما يصل إلى 423.7 مليون سهم إضافي من أسهم شركة "تيسلا" خلال العقد المقبل.
قد تبلغ قيمة هذه الأسهم المحتملة 148.7 مليار دولار فقط عند إغلاق تعاملات الجمعة الماضي، لكن إذا ارتفعت أسهم "تيسلا" بالقدر المتوقع لحزمة الرواتب، فستقترب قيمتها من تريليون دولار بمجرد أن تحقق "تيسلا" أهدافاً محددة: لن يحصل على جميع هذه الأسهم إلا إذا بلغت قيمة الشركة نحو 8.5 تريليون دولار، أي نحو ثمانية أضعاف قيمتها الحالية.
يقول مجلس إدارة الشركة في ملفه للمساهمين، إنه يتعين عليه تقديم حزمة رواتب تاريخية لماسك، وإلا سيخاطر بفقدان القائد الذي أصبح رمزاً - للأفضل أو للأسوأ - لعلامة "تيسلا" التجارية.
أوضح، أنه خلال المفاوضات حول حزمة الرواتب، "طرح ماسك أيضاً احتمال سعيه وراء مصالح أخرى قد تمنحه نفوذاً أكبر إذا لم يتلق مثل هذه الضمانات".
وقال إنه "يعتقد أن السيد ماسك يمتلك بتميز سمات القيادة اللازمة لتحويل تيسلا، وتحقيق رسالتها طويلة الأمد على مستوى لا مثيل له".
ما هي رسالة مجلس إدارة "تيسلا" لماسك؟
لكن من الواضح أيضاً أن الشركة لم تكن راضية عن اعتبار إيلون ماسك عمله في "تيسلا" وظيفة بدوام جزئي، وركز ماسك اهتمامه بصورة كبيرة على بعض شركاته الخاصة الأخرى، مثل شركة "سبايس إكس"، وشبكة الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية "ستارلينك"، وشركة الذكاء الاصطناعي "إكس إيه آي"، التي تمتلك الآن منصته الشهرة "إكس"، والمعروفة سابقاً باسم "تويتر"، التي اشتراها ماسك في مقابل 44 مليار دولار من ماله الخاص في عام 2022، وازداد انخراط ماسك في السياسة، بما في ذلك خططه لتأسيس شركة ناشئة.
في وقت سابق من هذا العام، عندما كان ماسك لا يزال يترأس إدارة كفاءة الحكومة الأميركية، بدأ المجلس البحث عن خليفة محتمل له، وفقاً لما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، ونفى كل من رئيس المجلس روبين دينهولم وماسك هذا التقرير. بعد وقت قصير من بدء البحث، أعلن ماسك أنه سيترك إدارة كفاءة الحكومة ليقضي معظم وقته مجدداً في إدارة "تيسلا".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في مذكرة بحثية حديثة، كتب الشريك الإداري في شركة "ديب ووتر" لإدارة الأصول جين مونستر "الرسالة البسيطة التي يوجهها مجلس الإدارة إلى إيلون: نريد اهتمامك بتيسلا. تتضمن هذه الرسالة ضمنياً وعداً بأنه سيحظى بالسيطرة التي كثيراً ما سعى إليها (حصة 25 في المئة)، وأن الأمر يستحق وقته".
الاستحواذ على 25 في المئة من أسهم "تيسلا"
أوضح ماسك أن السيطرة على "تيسلا" بالغة الأهمية بالنسبة إليه، إذ صرح في منشور على منصة "إكس" في يناير (كانون الثاني) 2024 بأنه يحتاج إلى السيطرة على 25 في المئة في الأقل من أسهم الشركة.
وأضاف "لا أشعر بالارتياح لتنمية ’تيسلا‘ لتصبح شركة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات، من دون أن تكون له نسبة تقارب 25 في المئة. يكفي هذا القدر ليكون مؤثراً، ولكن ليس لدرجة أن أواجه مشكلات. ما لم يكن الأمر كذلك، أفضل بناء منتجات خارج نطاق تيسلا".
قال الرئيس التنفيذي لشركة "جيربر كاواساكي" الاستثمارية وأحد أوائل المستثمرين في "تيسلا" روس جيربر، إن هذه الحاجة إلى السيطرة هي السبب وراء حزمة الرواتب الجديدة التي أقرها مجلس الإدارة.
أوضح جيربر، الذي باع تقريباً كامل حصته في "تيسلا"، "الأمر كله يتعلق بخوف ماسك من طرده من تيسلا، لأنه لا يملك سوى 13 في المئة فقط".
يعتقد مونستر من شركة "ديب ووتر" لإدارة الأصول، وغيره من المتفائلين بشركة "تيسلا"، أنه محق في أن الذكاء الاصطناعي، والمركبات ذاتية القيادة، وسيارات الأجرة الآلية، والروبوتات الشبيهة بالبشر هي المستقبل الذي سيرفع "تيسلا" إلى السعر المستهدف البالغ 8.5 مليار دولار، وأرباح تشغيلية معدلة تبلغ 400 مليار دولار، أي ما يعادل 20 ضعفاً من أرباح الشركة القياسية السابقة.
أضاف "ما زلنا في بداية الطريق في ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي المادي: حالات الاستخدام الحالية تكاد تكون هزلية، وتقتصر على تجارب سيارات الأجرة الآلية الناشئة التي تجريها وايمو وتيسلا. في النهاية، سيؤثر الذكاء الاصطناعي المادي في أي شيء يتحرك، مما يمثل إمكانات سوقية يصعب علي استيعابها".
أهداف طموحة لكنها لن تتحقق
لكن منتقدي ماسك و"تيسلا" يتوقعون أن ماسك سيفشل في تحقيق هذه الإمكانات، تماماً كما فشل في الوفاء بعدد من المواعيد المستهدفة السابقة للشركة لإنتاج المركبات ذاتية القيادة بالكامل وسيارات الأجرة الآلية.
ويقولون إن قيمة ماسك الحقيقية لشركة "تيسلا" تكمن في قدرته على إقناع "وول ستريت" بالمستقبل المشرق الذي ينتظرنا، على رغم سلسلة الوعود التي لم توف بها.
قال المحلل جوردون جونسون، أحد أشد منتقدي "تيسلا"، "يقول إيلون ماسك منذ عام 2014 سنحصل على سيارة ذاتية القيادة بالكامل العام المقبل. لم يتحقق ذلك، لكن وول ستريت قدرت هذا الوعد بالمليارات".
وأضاف "إيلون ماسك متلاعب بارع، تمكن من الحفاظ على ارتفاع سعر السهم والسبب الذي يدفعه مجلس الإدارة له هو استعداده لقول أشياء لا يرغب الرؤساء التنفيذيون الآخرون في قولها أو التهرب منها".
على رغم هذا السجل الحافل، هناك فرصة جيدة أن يوافق مستثمرو "تيسلا" على حزمة الرواتب الضخمة المحتملة، ووافقوا بانتظام على حزم رواتبه في الماضي، حتى أنهم أعادوا تأكيد حزمة الرواتب في عام 2024 التي رفضها قاضي ولاية ديلاوير باعتبارها غير عادلة للمساهمين والشركة.
سيدركون أن ماسك لن يحصل على أي شيء من هذه الحزمة الجديدة إلا إذا زادت قيمة الشركة، وممتلكاتهما، بصورة كبيرة. الهدف الأول الذي سيتعين على ماسك و"تيسلا" تحقيقه قبل أن يرى أي أسهم هو تريليوني دولار، أي ما يقارب ضعف قيمتها الحالية.
قال جيربر "سيعتقدون أنه ليس لديهم ما يخسرونه، تفكيرهم سيكون على غرار الأهداف عالية جداً لدرجة أنه إذا حققها، فسأجني كثيراً من المال، لذا من يهتم إذا حصل على تريليون دولار، لكن إذا فكرت في الأمر حقاً، فهو أمر سخيف".