Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الهواتف الذكية تهدد مستقبل جيل "ألفا" في السعودية

مركز "إثراء" أطلق دراسة ضمن قمة "الاتزان الرقمي العالمي" محذراً من وصول 90 في المئة من الأطفال إلى الأجهزة في سن مبكرة

أكثر من 90 في المئة من أطفال جيل "ألفا" السعودي يملكون جهازاً ذكياً (غيتي)

ملخص

حذر المدير المكلف لمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) مصعب السعران في تصريحات خاصة لـ"اندبندنت عربية" من ارتفاع نسبة حصول جيل "ألفا" على أجهزة ذكية، وبخاصة أن الدراسة التي شارك فيها آباء الأطفال من جيل "ألفا" أظهرت أن 85 في المئة منهم يرون أن التقنيات المتقدمة سترفع من مستويات السمنة لدى الأبناء جراء قلة النشاط البدني، مقارنة بنسبة 76 في المئة عالمياً.

تدرك الأسر السعودية مدى الفائدة التي تعود عليها نتيجة توظيف التكنولوجيا في التعليم وتطوير المهارات والأمن، غير أن هذا التفاؤل مصحوب دائماً بعدد من المخاوف الجدية، فخلال وقت تسارع فيه الأسر السعودية إلى بناء مستقبل رقمي يزدهر فيه أبناؤهم، لكنها تفعل ذلك وفق شروطها مستندة إلى معتقدات الإسلام والموروث الثقافي والقيم المجتمعية المتأصلة، بالتالي فإن الحلول المرجوة من المجتمع توائم بين التكنولوجيا الذكية واحترام قيم المجتمع وثقافته.

وأخيراً، أصدر مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) تقريراً بعنوان "الحقيقة حول الحياة الأسرية في العصر الرقمي"، ضمن برنامج الاتزان الرقمي العالمي "سينك"، الذي أعلن عنه خلال أعمال قمة "سينك" التي عقدت على هامش الندوة العالمية لمنظمي الاتصالات 2025، التي استضافتها هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية ونظمها الاتحاد العالمي للاتصالات في الرياض.

التقرير ركز على دراسة جيل "ألفا" داخل السعودية وتأثيرات الوصول المبكر إلى الهواتف الذكية، محذراً من استخدامات الأجهزة الذكية التي أصبحت بأيدي 90 في المئة من أطفال جيل "ألفا"، وتؤثر سلباً فيهم بدنياً ونفسياً ومجتمعياً.

استغرقت الدراسة عامين كاملين من البحوث النوعية الأنثروبولوجية وشارك فيها 250 من آباء جيل "ألفا" يمثلون 42 دولة، واستطلعت آراء أكثر من 7566 مشاركاً مثلوا 30 دولة كان من ضمنهم 755 سعودياً من أولياء الأمور والمعلمين والخبراء المرتبطين بجيل "ألفا".

ونوه التقرير إلى الأخطار الناجمة عن الاستخدام السلبي للأجهزة الرقمية، إذ أشارت الدراسة إلى أن نسبة القيود التي يفرضها السعوديون على الأطفال عند استخدام المحتوى الإلكتروني تصل إلى 35 في المئة، مقارنة بنظيرتها حول العالم بنسبة 48 في المئة، بينما عبر 89 في المئة من المشاركين في الدراسة عن مخاوفهم إزاء الأثر السلبي للذكاء الاصطناعي على الوظائف مستقبلاً.

 وحول هذا الأمر كشف المدير المكلف لمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) مصعب السعران عن أن "إطلاق تقرير جيل ’ألفا‘ النسخة السعودية يعد الأول من نوعه، وهو تأكيد على دور المركز في نشر الوعي لا سيما أنه يولي عناية بالغة في ضرورة أن تكون الفضاءات الرقمية آمنة وموثوقة ومتوافقة مع الموروث المجتمعي لتحقيق الاتزان الرقمي".

وحذر السعران في تصريحات خاصة لـ"اندبندنت عربية" من ارتفاع نسبة حصول جيل "ألفا" على أجهزة ذكية، إذ كشفت الدراسة عن أن أكثر من 90 في المئة من أطفال جيل "ألفا" السعودي يملكون جهازاً ذكياً، لافتاً إلى ارتفاع معدلات السمنة الناجمة بين الأطفال، وبخاصة أن الدراسة التي شارك فيها آباء الأطفال من جيل "ألفا" أظهرت أن 85 في المئة منهم يرون أن التقنيات المتقدمة سترفع من مستويات السمنة لدى الأبناء نتيجة قلة النشاط البدني، مقارنة بنسبة 76 في المئة عالمياً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

التقرير يضم حقائق تدعو لضرورة الاتزان في الاستخدام الرقمي وهو ما أشار إليه رئيس مركز "إثراء"، قائلاً "الوصول المبكر إلى الهواتف الذكية بات شائعاً لدى جيل ’ألفاً‘ السعودي، إذ يرى 32 في المئة من الآباء المشاركين في الدراسة أنه أمر مقبول بحصول الطفل في سن الثامنة على هاتف ذكي".

وخلصت الدراسة إلى أن 87 في المئة من أولياء الأمور السعوديين يفرضون أسلوباً تربوياً "دون أجهزة" أثناء تناول الطعام، و85 في المئة يعترفون بأن استخدامهم للأجهزة يقلل من وقت يقضونه مع أبنائهم، كما أن هناك 88 في المئة يرون أن الأجهزة قللت من اهتمام الأبناء باللعب في الهواء الطلق، بينما 86 في المئة قالوا إن الأطفال يقضون وقتاً أطول داخل المنزل للبقاء على الأجهزة الرقمية.

ووجدت الدراسة أن 41 في المئة من أولياء الأمور يلعبون مع أطفالهم معظم أيام الأسبوع مقارنة بـ32 في المئة عالمياً، في دلالة واضحة على توافر وقت الراحة أو التشديد على التواصل الدائم بين أفراد العائلة ومزايا اللعب المشترك.

وموازاة لذلك، أكد السعران أن عدداً من المشاركين ضمن الدراسة بلغت نسبتهم 71 في المئة يعتقدون أن الأجهزة تعزز سلامة الأبناء الجسدية، مما يدل على الثقة العالية في التقنية كأداة حماية والمتمثلة في تحديد المواقع والتطبيقات الرقابي، وليست مجرد وسيلة تواصل فحسب، داعياً إلى تكاتف الجهود لما لذلك من مسؤولية تقع على عاتق المعنيين، وبخاصة المؤسسات الثقافية والجهات التنظيمية والتعليمية والبحثية، وصولاً إلى أطر قادرة على تحقيق التوازن المستدام لمصلحة جيل المستقبل.

وأشار السعران إلى دور المجتمع المدني في التوعية، مردفاً "دورنا في المركز الارتقاء بالمشهد الثقافي والمعرفي السعودي، وتعزيز الإبداع وترسيخ الأواصر المجتمعية وفق رؤية السعودية 2030، في ضوء مجتمع مزدهر اقتصادياً يعزز جودة الحياة ويلبي تطلعات الأجيال القادمة، ومن هذه الرؤية أطلقنا برنامج الاتزان الرقمي العالمي ’سينك‘ للمرة الأولى عام 2021".

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات