ملخص
بدأت في بكين محادثات بين الرئيسين الصيني شي جينبينغ والروسي فلاديمير بوتين، أشاد خلالها الأخير بارتقاء العلاقات إلى "مستوى غير مسبوق". وتزامن اللقاء مع وصول الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، وسط استعدادات لعرض عسكري ضخم وتعزيز أمني واسع في العاصمة الصينية.
بدأت في بكين اليوم الثلاثاء محادثات بين الرئيسين الصيني شي جينبينغ والروسي فلاديمير بوتين، بحسب ما أفادت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا"، فيما وصل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون إلى العاصمة الصينية على متن قطاره.
وفي تصريحات خلال البث المباشر لبدء المحادثات أشاد الرئيس الروسي بارتقاء العلاقات بين موسكو وبكين إلى "مستوى غير مسبوق". وقال، "يعكس تواصلنا الوثيق الطبيعة الاستراتيجية للعلاقات الروسية - الصينية التي بلغت حالياً مستوى غير مسبوق"، مضيفاً "لقد كنا سوياً على الدوام، ونحن معاً الآن"، في إشارة ضمنية إلى التقارب الذي شهدته العلاقات بين البلدين منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في مطلع 2022.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن بوتين قوله إن موسكو مستعدة لدعم شراكتها الاستراتيجية مع الصين وتعزيز العلاقات معها.
وقال الرئيس الصيني لضيفه إن العلاقات بين البلدين "صمدت في وجه التغيرات الدولية"، مؤكداً استعداد بكين للعمل مع موسكو "للدفع نحو إقامة نظام حوكمة دولية أكثر عدلاً وإنصافاً".
ويأتي ذلك عشية عرض عسكري ضخم تقيمه بكين في الذكرى الـ80 لاستسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية، سيعكس تنامي قدراتها العسكرية ودُعي لحضوره أكثر من 20 من قادة الدول.
وعقد اللقاء بين شي وبوتين عقب استضافة مدينة تيانجين الصينية قمة لمنظمة شنغهاي للتعاون، وجَّه خلالها الرئيسان انتقادات لاذعة إلى الغرب. وترى بكين في منظمة شنغهاي نموذجاً جديداً للعلاقات الدولية بدل النظام الذي تهيمن عليه الدول الغربية.
وأفاد الإعلام الرسمي الروسي اليوم بأن مجموعة "غازبروم" العملاقة في مجال الطاقة، أبرمت اتفاقاً مع شركة النفط الوطنية الصينية لزيادة واردات بكين من الغاز الروسي بنحو 15 في المئة.
وعززت السلطات الإجراءات الأمنية في بكين بصورة كبيرة، حيث انتشر جنود عند الجسور والتقاطعات، بينما وضعت حواجز حديد على امتداد جادات وطرق رئيسة، وقطعت شوارع أمام حركة المرور.
لقاء رئيس الوزراء السلوفاكي
من المتوقع أن يلتقي بوتين رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو الذي سبق أن أثار امتعاض قادة الاتحاد الأوروبي لانتقاده دعم التكتل لأوكرانيا في مواجهة موسكو، ورفض خفض واردات بلاده من مصادر الطاقة الروسية.
وقال فيتسو أمس الإثنين إنه يعتزم عقد اجتماعات ثنائية مع الرئيس الصيني والرئيس الروسي خلال احتفالات الصين بالذكرى السنوية لانتهاء الحرب العالمية الثانية في بكين.
وأضاف في بيان أنه سيلتقي بعد ذلك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في شرق سلوفاكيا الجمعة.
ولا يرتبط فيتسو، الذي يعارض العقوبات الغربية على روسيا، بعلاقات جيدة مع زيلينسكي والتقى مع بوتين في موسكو في ديسمبر (كانون الأول) 2024. وسلوفاكيا عضو بحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.
وسيكون فيتسو الزعيم الأوروبي الوحيد الذي سيحضر الاحتفالات في بكين، حيث سيقف شي إلى جانب بوتين وزعماء دول من بينها كوريا الشمالية وإيران وميانمار في إظهار للتضامن ضد الغرب.
وقال فيتسو في بيان أرسله عبر البريد الإلكتروني "أحترم كل ضحية من ضحايا النضال ضد الفاشية، ولذلك وقفت في الماضي باحترام أمام النصب التذكارية في موسكو أو نورماندي أو واشنطن". وأضاف "ينتابني شعور بالأسف، وأعترف أنني لا أعلم سبب كون سلوفاكيا وحدها من بين دول الاتحاد الأوروبي الحاضرة في بكين. يجري بناء نظام عالمي جديد، وقواعد جديدة لعالم متعدد الأقطاب، وتوازن جديد للقوى، وهو أمر بالغ الأهمية لاستقرار العالم".
ومضى يقول إنه من الضروري استغلال الفرصة للقاء زعماء العالم، وإنه أبلغ ممثلي الاتحاد الأوروبي برحلته.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كيم جونغ أون يصل الصين بقطاره الخاص
في الأثناء شاهد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية بعد ظهر اليوم قطاراً يرفع علم كوريا الشمالية يعتقد أن فيه كيم جونغ-أون يقترب من محطة بكين.
وكان القطار عبر إلى الصين بحسب ما نقلت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية للأنباء اليوم عن الإذاعة الرسمية في بيونغ يانغ.
وخلال رحلته الخارجية النادرة من المحتمل أن يلتقي الزعيم الكوري الشمالي الرئيس الصيني والرئيس الروسي.
ونقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله إن إمكان عقد اجتماع بين بوتين وكيم ستُناقش بمجرد وصول الزعيم الكوري الشمالي إلى الصين.
وستكون احتفالات الذكرى الـ80 لاستسلام اليابان المرة الأولى التي يظهر فيها كيم وبوتين وشي معاً.
وقالت صحيفة "رودونغ سينمون" الحكومية اليوم إن كيم غادر بيونغ يانغ متوجهاً إلى الصين أمس الإثنين وعبر إلى الصين في وقت مبكر من صباح اليوم.
وعرضت الصحيفة صوراً لكيم مع مساعديه وهو جالس على مكتب داخل القطار الأخضر الداكن، الذي بدا شبيهاً بالقطار المضاد للرصاص الذي استخدمه من قبل للسفر إلى دول أخرى.
وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية أن كيم زار قبل عبوره إلى الصين مختبراً يجري أبحاثاً على مواد مركبة من ألياف الكربون لاستخدامها في محركات الصواريخ الباليستية العابرة للقارات.