Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

البرازيل على موعد قضائي لبت مصير بولسونارو وطيف ترمب حاضر

يواجه عقوبة سجن قد تصل مدتها إلى 40 عاماً بتهمة التآمر "للبقاء الاستبدادي في الحكم"

بولسونارو واقفاً على مدخل منزله حيث يخضع للإقامة الجبرية، في 29 أغسطس الحالي (أ ب)

ملخص

بغض النظر عن قرار المحكمة فرض عقوبة السجن من عدمه، يعدّ جايير بولسونارو بفعل إخضاعه للإقامة الجبرية، رابع رئيس سابق يواجه الاعتقال منذ عودة الديمقراطية إلى البرازيل قبل 40 عاماً.
وأمضى لولا (79 سنة) 580 يوماً في السجن خلال عامي 2018 و2019 بعد إدانته بتهمتي الارتشاء وغسل الأموال. وألغي الحكم الصادر في حقه لاحقاً لعيب إجرائي.

تدخل البرازيل الثلاثاء المقبل مرحلة مصيرية بالنسبة إلى ديمقراطيتها مع انطلاق المداولات الختامية في محاكمة الرئيس السابق اليميني جايير بولسونارو، الذي يحاكَم لمحاولته الانقلاب على الحكم، والمدعوم من الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي يخيّم طيفه على هذا الاستحقاق.
ففي العاصمة برازيليا، يعقد خمسة قضاة من المحكمة العليا، من بينهم القاضي الشهير ألكسندر دي مورايش الذي لقي انتقادات كثيرة، خمس جلسات بين الثاني والـ12 من سبتمبر (أيلول) المقبل، للبت في مصير الرئيس السابق الذي تولّى الحكم بين عامي 2019 و2022 وسبعة من معاونيه السابقين.

اتهامات "شديدة الخطورة"

والاتهامات الموجهة إلى بولسونارو شديدة الخطورة والرهان بالغ الأهمية في أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية في ظل حرب تجارية أشعل فتيلها الرئيس الأميركي في مسعى إلى إنقاذ حليفه.
ويواجه بولسونارو (70 سنة) عقوبة سجن قد تصل مدتها إلى 40 سنة، بحسب الادعاء، بتهمة التآمر "للبقاء الاستبدادي في الحكم" على رغم فوز اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في انتخابات عام 2022.
وكشف الادّعاء أن الخطة كانت تنص أيضاً على اغتيال لولا قبل تنصيبه، وحتى القاضي مورايش.

بولسونارو يندد بـ"اضطهاد سياسي"

ويرفض بولسونارو التهم الموجّهة إليه جملة وتفصيلاً، مندداً بـ"اضطهاد سياسي" يطاله. وكثيراً ما أكد أنه تعرّض لعملية احتيال انتخابي ومنع من الترشح للانتخابات حتى عام 2030 بسبب هجماته على نظام التصويت الإلكتروني من دون أن يقدم أية أدلة.
وقال خلال استجوابه في المحكمة في يونيو (حزيران) الماضي، إنه سعى إلى "آلية دستورية" لمنع لولا من تولّي الرئاسة. وهو ينوي متابعة مجريات محاكمته التي ستُبثّ على الهواء مباشرة من منزله حيث يخضع للإقامة الجبرية، بحسب ما أفادت مصادر مقربة منه.
وفي حال إدانته، يمكنه استئناف الحكم، كما "من الممكن" أن يُقتاد إلى السجن فور صدور الحكم في حقه، بحسب مصدر في المحكمة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لا يريد تناول الطعام

وكشف ابنه كارلوس أمس الجمعة أن والده يعاني تقيّؤاً ولا يرغب بتناول الطعام.
وكتب كارلوس، وهو ثاني أبناء الرئيس السابق الخمسة في منشور على "إكس"، أن "العجوز هزل وهو لم يعد يريد تناول الطعام ويعاني أزمات لا متناهية من الفواق والتقيّؤ، ومن المؤلم جداً رؤية كل ذلك".
وتكتسي هذه المحاكمة طابعاً خاصاً في بلد خرج في عام 1985 من ديكتاتورية عسكرية استمرت عقدين.
ولفتت المؤرخة مارتينا سبور من جمعية "غيتوليو فارغاس"، "هي مرحلة تاريخية لأنها المرة الأولى التي يلاحق فيها رئيس دولة سابق أمام القضاء لمحاولة تقويض النظام الديمقراطي".

البعد الدولي

لكن قضية بولسونارو تتخذ أيضاً بعداً خاصاً مدوياً لأنها في قلب أزمة غير مشهودة مع الولايات المتحدة، فقد فرض الرئيس الأميركي الذي يندد بـ"حملة شعواء" في حق حليفه جايير بولسونارو، رسوماً جمركية بنسبة 50 في المئة على جزء من الواردات البرازيلية إلى الولايات المتحدة اعتبارا من السادس من أغسطس (آب) الجاري.
كذلك، أقرت الإدارة الأميركية بدفع من النائب إدواردو بولسونارو، نجل الرئيس السابق المقيم في الولايات المتحدة، عقوبات فردية على مسؤولين برازيليين، بدءاً بالقاضي مورايش "المحتكر سلطة ديكتاتورية"، بحسب واشنطن.
غير أن هذه القرارات ارتدّت سلباً على بولسونارو الذي فُرض عليه في الأسابيع الأخيرة وضع سوار إلكتروني ومُنع من استخدام شبكات التواصل الاجتماعي قبل وضعه في الإقامة الجبرية إثر شبهات في عرقلة محاكمته على خلفية الضغوط الأميركية.

تدابير استثنائية

وطلب القاضي مورايش هذا الأسبوع أن تراقب الشرطة منزل بولسونارو على مدى الساعة "خشية فراره".
وفي سياق الجلسات المرتقبة، ستحظى المحكمة العليا بتدابير أمنية مشددة. ويحمل المكان بذاته رمزية كبيرة.
ففي الثامن من يناير (كانون الثاني) 2023، تعرض مقر المحكمة والقصر الرئاسي للهجوم والتخريب من آلاف المؤيدين لبولسونارو الذين طالبوا بتدخل عسكري بعد أسبوع من تنصيب لولا.
وبغض النظر عن قرار المحكمة فرض عقوبة السجن من عدمه، يعد جايير بولسونارو بفعل إخضاعه للإقامة الجبرية، رابع رئيس سابق يواجه الاعتقال منذ عودة الديمقراطية إلى البرازيل قبل 40 عاماً.
وأمضى لولا (79 سنة) 580 يوماً في السجن خلال عامي 2018 و2019 بعد إدانته بتهمتي الارتشاء وغسل الأموال. وألغي الحكم الصادر في حقه لاحقاً لعيب إجرائي.
وينوي لولا الترشح للانتخابات المقبلة في 2026 منصّباً نفسه المدافع عن "سيادة" البرازيل بعد تنامي شعبيته بفعل الهجمات المتكررة لدونالد ترمب.
أما معسكر بولسونارو فيأمل عفواً من البرلمان للرئيس السابق، غير أن هذا الاحتمال يبدو بعيد المنال راهناً.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات