Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عائلات تغادر حيا علويا قرب دمشق تحت التهديد

فصيل مسلح يخيرهم بين الرحيل والقتل والسلطات تحاول طمأنتهم والسكان: التهديدات أقوى من التطمين

على رغم التطمينات قررت عائلات مغادرة منازلها خوفاً على حياة أبنائها (أ ف ب)

ملخص

منذ الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول) عام 2024، شهدت أحياء شعبية تقطنها غالبية علوية حوادث مشابهة بعدما وجه مقاتلو فصائل مسلحة تهديدات إلى سكانها مطالبين إياهم بترك منازلهم.

غادرت عشرات العائلات اليوم السبت منازلها في حي تقطنه غالبية علوية قرب دمشق، بعدما هدد مسلحون أفرادها بترك بيوتهم وممتلكاتهم، وفق ما نقل سكان لوكالة الصحافة الفرنسية.

وأفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" بأن فصيلاً مسلحاً اقتحم أول من أمس الخميس، حي السومرية الواقع غرب دمشق مهدداً سكاناً ينتمون إلى الطائفة العلوية بإخلاء بيوتهم خلال يومين من دون السماح لهم بأخذ ممتلكاتهم.

وقالت طالبة في كلية الإعلام طلبت عدم ذكر اسمها، لوكالة الصحافة الفرنسية "يمر مسلحون بعضهم ملثم وبعضهم يرتدي ملابس سوداء بالكامل تشبه ملابس الأمن العام، ويطلبون منا مغادرة منازلنا وإلا سيقتلوننا".

فرار بلا وجهة

وأضافت الشابة العشرينية التي تتحدر من بلدة في ريف طرطوس "لقد جمعنا ما نستطيع من أغراض شخصية وسنغادر منزلنا اليوم إلى وجهة لا نعرفها بعد".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأورد "المرصد" أن عمليات إخلاء جرت يومي أول من أمس وأمس الجمعة "تخللها عنف وترهيب عبر استخدام عصي كهربائية لإجبار السكان على الخروج، مما تسبب بحال فوضى وخوف بين الأهالي، ودفع كثيراً منهم إلى الهرب، فيما بقي آخرون عالقين".

ومنذ الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول) عام 2024، شهدت أحياء شعبية تقطنها غالبية علوية حوادث مشابهة بعدما وجه مقاتلو فصائل مسلحة تهديدات إلى سكانها مطالبين إياهم بترك منازلهم.

وكان النظام السابق استحدث هذه الأحياء العشوائية عند أطراف دمشق في أراضٍ قاحلة، يقول بعض السكان إنها استملكت بالقوة من أصحابها في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد.

ويقطن حي السومرية بضعة آلاف غالبيتهم من أبناء الطائفة العلوية، بعضهم في مساكن ضباط مسرّحين ومتقاعدين في جيش النظام السابق.

أقوى من التطمين

وفي وقت لم يتناول الإعلام الرسمي هذا الأمر، أورد تلفزيون سوريا المقرب من السلطات أن مختار الحي والأهالي أبلغوا رسمياً من وزارتي الدفاع والداخلية بـ"السماح للسكان بالبقاء في منازلهم وعودة من غادروا، عقب تدخل لجنة الحي واللجنة العليا للسلم الأهلي التي تابعت الملف مع الجهات المعنية".

وقال مختار حي السومرية مظهر شعير في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية اليوم "أطمئن الأهالي إلى أن الأوضاع استقرت وعليهم البقاء في منازلهم وعدم تركها"، مضيفاً أن لجنة "تراقب عن كثب أي تجاوز، وسيلاحظ الناس الفرق خلال الساعات المقبلة".

وعلى رغم هذه التطمينات، قرر أفراد عائلة يوسف (39 سنة) مغادرة منزلهم اليوم، باتجاه بلدتهم مريمين في ريف حمص.

وقال يوسف الذي رفض ذكر اسم عائلته لوكالة الصحافة الفرنسية "التهديدات أقوى من التطمينات. التهديدات نشاهدها أمامنا على الأرض، والتطمينات لا نراها سوى على صفحات التواصل الاجتماعي".

وأضاف يوسف الذي كان موظفاً حكومياً وفصل من عمله بعد ثلاثة أشهر من سقوط النظام السابق، "نشعر بخوف شديد ولا مجال للمقامرة بأرواحنا، لديّ أطفال وأخاف على حياتهم".

وشهدت منطقة الساحل في مارس (آذار) الماضي، مجازر بحق الأقلية العلوية زادت من الشكوك بقدرة السلطات الجديدة على حماية الأقليات.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار