هل يساعد الشاي الأخضر على حرق الدهون؟

على مدار مئات السنوات استُخدم الشاي الأخضر في الطب الصيني التقليدي باعتباره واحداً من المشروبات الشعبية التي يقبل عليها الناس، وقد استخدم في علاج كثير من الأمراض، مثل الصداع وتقليل الكوليسترول في الجسم وأمراض القلب ومحاربة السمنة ومداواة الجروح.

ويأتي الشاي الأخضر من الأشجار ذاتها التي يزرع بها الشاي الأسود، لكن بعد الحصاد تجرى معالجة كل منهما بصورة مختلفة، فالشاي الأسود يترك ليجف بصورة كاملة، بينما الأخضر يخضع لخطوات أقل في المعالجة، مما يجعله يحتفظ بجزء كبير من مضادات الأكسدة الموجودة به، بالتالي يكون أكثر فائدة. وقد اشتهر دائماً عن الشاي الأخضر أنه وسيلة فعالة لحرق الدهون، باعتبار أنه يساعد في عملية الأيض أو التمثيل الغذائي التي يتحول فيها الغذاء إلى طاقة، ولذلك اعتمده كثير من الراغبين في إنقاص وزنهم، فأصبح شرب الشاي الأخضر عادة يومية مستمرة بالنسبة إلى قطاع كبير منهم.

وقد قامت دراسات عدة بالبحث في العلاقة بين الشاي الأخضر وحرق الدهون فأثبت معظمها أن له تأثيراً، ويساعد الراغبين في خفض الوزن، لكن بشرط أن يصاحب ذلك نظام غذائي وممارسة لأي نوع من الرياضة، فالاعتماد على أن الشاي الأخضر وحده وسيلة فعالة للتخسيس وحرق الدهون غير كافٍ، ولن يؤدي إلى النتيجة المرجوة.

حارق الدهون

وقد وجدت دراسة نشرت عام 2021 في مجلة السمنة "Journal of Obesity" عن علاقة الشاي الأخضر بإنقاص الدهون في الجسم أن المركبات النشطة في الشاي الأخضر مثل الكاتيكين والكافيين يمكن أن يكون لها تأثير في زيادة معدل الأيض، وتحفيز حرق الدهون، إذ تساعد هاتان المادتان على تكسير الدهون الزائدة، وزيادة كمية الطاقة التي يستخدمها الجسم، بالتالي ينعكس ذلك على تخفيض الوزن.

وقد أثبتت الدراسة أن شرب مستخلص الشاي الأخضر بصورة منتظمة لدى العينة التي أجريت الدراسة عليها أدى إلى تحسين معدل الأيض، وتقليل دهون البطن مع انخفاض ملحوظ في الوزن، وهي النتيجة نفسها التي توصلت إليها دراسة منشورة عام 2022 في مجلة Nutrients، حيث أثبتت أن مستخلص الشاي الأخضر يعزز من حرق الدهون، ويقلل من وزن الجسم بصورة ملحوظة عند الأشخاص الذين يعانون السمنة بسبب الكاتيكين المركب الفعال في الشاي الأخضر، الذي يساعد على تحفيز عملية الأكسدة للدهون، وزيادة معدل الأيض، بالتالي ينعكس ذلك على تقليل الوزن.

يأتي الشاي الأخضر من الأشجار ذاتها التي يزرع بها الشاي الأسود (رويترز)​​​​​​​

وينصح المتخصصون بعدم الإفراط في تناول الشاي الأخضر لأن الكميات الكبيرة سيكون لها أضرار، ولن تؤدي إلى الحصول على الفائدة المطلوبة، والمعدل المثالي لشرب الشاي الأخضر هو من كوب إلى كوبين يومياً، على أن يجهز بوضع الشاي في الماء بعد غليه، وتركه دقيقة، ومن ثم تناوله، ولا ينصح بغلي الشاي مع الماء، لأن ذلك يفقده بعض العناصر الغذائية، ويجعل فوائده أقل، كما يمكن أن يضاف للشاي الليمون أو النعناع، لتحسين الطعم وإضافة مزيد من العناصر الغذائية، وبحسب المتخصصين فإن الوقت المثالي لشرب الشاي هو بعد تناول الطعام بساعة في الأقل، إذ إن تناول الشاي، سواء الأخضر أو الأسود بعد الطعام مباشرة يعوق امتصاص الحديد، ولا يؤدي للحصول على الفوائد المطلوبة.

الذاكرة والتعلم

إلى جانب شهرة الشاي الأخضر فيما يتعلق بحرق الدهون والمساعدة على إنقاص الوزن فقد أثبت كثير من الدراسات أن له فوائد أخرى كثيرة على نطاقات متعددة في الحماية والوقاية من أمراض متعددة، وتحفيز بعض العمليات من أهمها الذاكرة والتعلم، كما أن له استخدامات تجميلية بسبب احتوائه على مضادات الأكسدة، أبرزها مادة البولي فينول التي تساعد على نضارة البشرة والتخلص من التصبغات الجلدية.

وقد وجدت دراسة أجريت في جامعة نورث ويست أي أند أف في منطقة يانغلينج الصينية أن الشاي الأخضر له دور كبير في الحد من فقدان الذاكرة، كما أنه يساعد على تحسين التعلم، وأنه غني بمضادات الأكسدة، ويساعد على تقليل الإصابة بأمراض السكر والسمنة.وقد نشر موقع The health تقريراً أفاد بأنه على رغم الفوائد الكبيرة للشاي الأخضر فإن هناك بعض الفئات يمكن أن يسبب لهم الأضرار، من بينهم مرضى القولون العصبي والتهابات المعدة، والحوامل والمرضعات بسبب احتوائه على الكافيين، ومرضى نقص الحديد باعتبار أن الشاي بصورة عامة يعوق امتصاص الحديد.