ملخص
على رغم إنفاق مانشستر يونايتد أكثر من 200 مليون جنيه استرليني وتعيين روبن أموريم، لا تزال مشكلات الفريق قائمة، إذ فشل في فرض السيطرة وتعثر بالتعادل مع فولهام، مما يطرح تساؤلات حرجة عن خط الوسط والأسلوب التكتيكي المعتمد.
يبدأ مانشستر يونايتد موسماً جديداً، لكن المشكلات القديمة لا تزال قائمة. فعلى عكس التفاؤل النسبي الذي رافق الهزيمة أمام أرسنال الأسبوع الماضي، جاءت المباراة المتواضعة التي انتهت بالتعادل بنتيجة (1 - 1) مع فولهام في ملعب "كرافن كوتيدج" لتثير مزيداً من الأسئلة بدلاً من تقديم إجابات.
مشكلات قديمة تطارد يونايتد على رغم تعاقدات الصيف
حدث كثير منذ تلك الليلة القاسية في بيلباو، وعلى رأس ذلك التعاقد مع ثلاثة أسماء بارزة وإنفاق أكثر من 200 مليون جنيه استرليني (270.48 مليون دولار). ومع ذلك فقد بدت هذه المباراة شبيهة بصورة مقلقة بالعروض التي قدمها الفريق في نهاية الموسم الماضي، على رغم أن بعض اللاعبين أظهروا مؤشرات واعدة في بعض اللحظات.
كثيراً ما شكل هذا الركن من جنوب غربي لندن تحدياً كبيراً أمام عديد من الأندية الكبرى في المواسم الأخيرة، لكن ما يمكن اعتباره نتيجة مقبولة في ظروف أخرى يعد ببساطة نتيجة مخيبة جديدة لفريق روبن أموريم. فعلى رغم إهدار برونو فيرنانديز لركلة جزاء، وخروج ماتيوس كونيا بشعور أنه كان بإمكانه تسجيل هدفين، تبقى الحقيقة أن يونايتد بدأ موسم (2025 - 2026) بهزيمة وتعادل.
مانشستر يونايتد فاشل هجومياً
لم يقتصر الأمر على ذلك، بل إن الهدف الوحيد الذي سجل خلال المباراتين جاء من طريق الخطأ – من ضربة رأس كانت في طريقها للخروج قبل أن ترتد من رودريغو مونيز وتدخل المرمى – فيما لا تزال نقاط الضعف الدفاعية على حالها.
ويعود كل ذلك إلى مشكلة أساسية واحدة تطغى على كل شيء، وهي أن فريق أموريم لا ينجح أبداً في فرض السيطرة على مجريات أي مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز.
بدأ يونايتد المباراة بنشاط ملحوظ، حيث أظهر الفريق حيوية كبيرة وسلسلة من التمريرات الجميلة على مشارف منطقة الجزاء، وكان ماتيوس كونيا قريباً من التسجيل بعدما سدد كرة مرت بجوار القائم، قبل أن يصيب القائم فعلاً، لكن تلك البداية لم تكن مؤشراً إلى ما سيأتي لاحقاً، إذ إن أفضل فرص الفريق جاءت من لحظات عشوائية أو لقطات فردية رائعة، لا من أنماط لعب مدروسة أو جمل تكتيكية متقنة.
وكان ذلك أكثر غرابة بالنظر إلى أن دقائق من الإحماء خصصت لتمرين يمرر فيه ظهيرا الجنب الكرة إلى ماسون ماونت أو بريان مبيومو قبل أن يرفعها المهاجمون داخل المنطقة. وهذا يشير إلى أن أموريم كان يتوقع أن يسيطر يونايتد على الاستحواذ أكثر مما حدث فعلاً، لكن الفريق تراجع في بعض الفترات وفشل في فرض إيقاعه على اللقاء، لينتهي الشوط للمرة الأولى أخرى من دون أي هدف. وعلى رغم بروز الوجوه الجديدة، فإن أبرز فرصة سنحت للاعب مخضرم، حين سدد برونو فيرنانديز ركلة جزاء فوق العارضة بعد خطأ واضح ارتكبه كالفين باسي، الذي أسقط ماونت داخل المنطقة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وجاء الهدف في نهاية المطاف من مصدر غير متوقع تماماً، وحتى حين سجل لم يكن نتيجة هجمة متقنة أو لحظة من الإبداع، بل جاء من ركنية فوضوية ترجمها ليني يورو إلى هدف بمساعدة من مونيز.
مع ذلك، وعلى رغم من هذا التقدم الذي جاء كهدية، عانى الضيوف في فرض أنفسهم على المباراة، فتراجعوا إلى الخلف وسمحوا بالضغط، في مشهد بات مألوفاً جداً. ومن تلك اللحظة، بدا أن التعادل قادم لا محالة، وهو ما حدث فعلاً، حين اندفع إيميل سميث رووي بين قلبي الدفاع وسدد الكرة بهدوء متجاوزاً حارس المرمى بايندير.
أين تكمن أزمة مانشستر يونايتد الدفاعية؟
لكن على رغم أن استقبال الأهداف أمر مقلق ليونايتد، فإن المشكلة لا تكمن في خط الدفاع، إذ قدم كل من يورو وماتياس دي ليخت لحظات مميزة، بل تكمن في وسط الملعب، حيث تسببت قلة السيطرة الناتجة من أسلوب لعب أموريم في خلق كثير من الفرص للمنافسين.
وقد كان هدف سميث رووي واحداً من فرص خطرة عدة سنحت لأصحاب الأرض، إذ كشفت عن مشكلات وسط يونايتد مرة أخرى، حيث ضغط فولهام بقوة وجعل الفريق عاجزاً تماماً عن فرض أي نوع من السيطرة، وفي بعض اللحظات، حتى عن الخروج من نصف ملعبه. وقد التقط ماركو سيلفا هذه النقطة في مؤتمره الصحافي بعد المباراة، مشيراً إلى أن فريقه بدأ "يسيطر على مجريات المباراة بالكرة" بعد أول 20 دقيقة تقريباً.
وهذا بالتحديد ما أصبح السمة المميزة لفترة روبن أموريم على رأس القيادة الفنية ليونايتد، إذ يبقى السؤال الجوهري: هل تكمن المشكلة في النظام التكتيكي أم في العناصر نفسها التي تؤدي إلى عدم قدرة الفريق على فرض الضغط المستمر، مع الاستمرار في منح الخصوم كثيراً من الفرص؟ صرخات جماهير الفريق الضيف بكلمة "هاجموا" في الدقيقة الـ85 تقول كل ما يجب أن يقال.
مانشستر يونايتد أمام تحدٍّ جديد لتدعيم الوسط
لقد ارتبط اسم يونايتد خلال الأسابيع الماضية بالتعاقد مع لاعب وسط جديد، لكن العروض الأخيرة توحي بأن الفريق في حاجة إلى اكتشاف "كانتي" جديد لكي يأمل فقط في سد بعض هذه الثغرات.
مع ذلك، وحتى يجد الفريق حلاً لمشكلة خط الوسط، سواء عبر التغيير التكتيكي أو عبر التعاقد مع لاعبين جدد أو مزيج من الاثنين، سيستمر في خلق عدد قليل من الفرص، وتلقي كثير منها، لينتهي به الحال بنتائج مخيبة مرة تلو الأخرى.
لا يزال عامل الوقت في صف أموريم حتى الآن، ولكن مع خوضه فترة إعداد كاملة وإنفاق 200 مليون جنيه استرليني، فإن الأسئلة التي تطرح عليه قد تصبح أصعب فأصعب ما لم يجد حلاً سريعاً لأداء يونايتد المخيب للآمال.
© The Independent