ملخص
لليوم التاسع على التوالي واصلت "الدعم السريع" هجماتها العنيفة على مدينة الفاشر عبر المحورين الجنوبي - الغربي باتجاه مطار الفاشر، والشرقي باتجاه مقر رئاسة شرطة الإقليم. ودارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين في المحور الجنوبي للمدينة مع تجدد القصف المدفعي لـ"الدعم السريع" على الأحياء ومقر الفرقة السادسة - مشاة للجيش بالمدينة. وأكدت مصادر عسكرية أن الجيش والقوات المشتركة والمقاومة الشعبية تصدت للهجمات وألحقت خسائر بشرية ومادية كبيرة بـ"الدعم السريع" وأجبرتها على التراجع.
منذ أسابيع يواصل الجيش وقوات "الدعم السريع" خوض مواجهات شرسة في ولايتي شمال وغرب كردفان ومدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور غرب السودان، وسط ضبابية الموقف العملياتي وحقيقة السيطرة الميدانية للطرفين.
ولليوم التاسع على التوالي واصلت "الدعم السريع" هجماتها العنيفة على مدينة الفاشر عبر المحورين الجنوبي - الغربي باتجاه مطار الفاشر، والشرقي باتجاه مقر رئاسة شرطة الإقليم. ودارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين في المحور الجنوبي للمدينة مع تجدد القصف المدفعي لـ"الدعم السريع" على الأحياء ومقر الفرقة السادسة - مشاة للجيش بالمدينة. وأكدت مصادر عسكرية أن الجيش والقوات المشتركة والمقاومة الشعبية تصدت للهجمات وألحقت خسائر بشرية ومادية كبيرة بـ"الدعم السريع" وأجبرتها على التراجع.
غارات مكثفة
وشن الطيران الحربي للجيش سلسلة غارات جوية بالطائرات المسيرة على مواقع "الدعم السريع" في شمال وشرق مدينة الفاشر، ومناطق مليط والكومة وكفوت، وفي شمال وشرق الفاشر بولاية شمال دارفور، دمر من خلالها منظومة دفاعية وأجهزة تشويش وموقعاً لتمركز قوات من المرتزقة الكولومبيين. كما تعرضت مدينة نيالا بجنوب دارفور لقصف جوي عنيف استهدف مواقع للأسلحة والرادارات التابعة لـ"الدعم السريع".
قصف وتقدم
في المقابل، أعلنت "الدعم السريع" أن دفاعاتها الجوية أسقطت طائرة مسيرة تابعة للجيش في سماء مدينة نيالا، وأن قواتها تواصل التقدم بالمناطق المحيطة بالفرقة السادسة - مشاة بالفاشر، واستهدفتها بقصف مكثف تصاعدت على أثره ألسنة اللهب من داخل مباني الفرقة.
ومنذ أسابيع تدور معارك ومواجهات شرسة بين الجيش السوداني وحلفائه من جانب و"الدعم السريع" من جانب آخر، على محوري شمال كردفان ودارفور بمنطقتي أبوقعود وأم صميمة بشمال كردفان، ويحتدم الصراع داخل مدينة الفاشر التي تئن تحت وطأة الحصار والجوع والمرض بسبب الحصار.
استنفار المواطنين
وأعلنت تنسيقية لجان المقاومة بمدينة الفاشر تجدد الاشتباكات مطالبة الأهالي بتحويل كل أحياء المدينة إلى قلاع للصمود، وحمل السلاح دفاعاً عن كرامتهم وأمنهم، مؤكدة أن حماية المدينة مسؤولية أبنائها بالدرجة الأولى، وقال بيان للتنسيقية إن "الدعم السريع" تواصل العبث بأمن المواطنين ومحاولة إذلالهم "ولا تؤمن بالحوار ولا تفهم سوى لغة المقاومة والصمود".
واتهمت "شبكة أطباء السودان" "الدعم السريع" بارتكاب مجزرة جديدة بتصفية 13 شخصاً، على أساس إثني في منطقة خزان قولو على طريق الفاشر - طويلة في ولاية شمال دارفور، بينهم خمسة أطفال وأربع نساء وأربعة من كبار السن. ودانت الشبكة، في بيان، ما وصفته بالجريمة البشعة التي ارتكبتها "الدعم السريع" ضمن مسلسل التطهير العرقي والإبادة الجماعية التي ترتكبها في حق المواطنين العزل في دارفور.
وأجبر الحصار المفروض على مدينة الفاشر منذ أكثر من عام، آلاف الأسر لمغادرة المدينة المهددة بشبح المجاعة التامة بعد نفاد السلع الغذائية من الأسواق، فضلاً عن تواصل المواجهات والقصف المدفعي على الأحياء بصورة شبه يومية متكررة.
وبينما يواجه السكان المحاصرون داخل الفاشر، أوضاعاً إنسانية شديدة القسوة، يواصل وباء الكوليرا التفشي بمعدلات كبيرة، إذ ارتفع عدد حالات الوفيات التراكمية إلى 335، والإصابات إلى 7955 بحسب آخر تحديث للمنسقية العامة للنازحين بدارفور. وأوضحت وزارة الصحة بدارفور أن وباء الكوليرا ينتشر بكل ولايات دارفور ويصعب حصره ببعض المناطق، بخاصة غرب الإقليم. وأشارت المنسقية إلى أن محلية طويلة سجلت أعلى معدلات للتفشي بإجمالي 4688 إصابة تراكمية منها 76 وفاة، إلى جانب ارتفاع معدلات الإصابة بمحليات أخرى عدة.
قطع الإمدادات
وفي شمال كردفان تستمر المواجهات العنيفة في مناطق شمال مدينة بارا وأم صميمة وأبوقعود غرب مدينة الأبيض عاصمة الولاية، وأوضحت مصادر ولائية أن التغطية الجوية الفعالة أسهمت في توسيع سيطرة الجيش وحلفائه بالمناطق المحيطة بالأبيض، ولاحقاً تأمين الطريق تمهيداً لمتابعة التقدم في ولاية غرب كردفان المجاورة. وأوضح سكان محليون أن مجموعة تابعة لـ"الدعم السريع" تسللت وهاجمت قرية نبلت غرب الرهد بشمال كردفان حيث شردت الأهالي وروعتهم ونهبت ممتلكاتهم.
الحميات بالخرطوم
في ولاية الخرطوم شكا مواطنون من تزايد الحميات في أحياء العاصمة الخرطوم مع صعوبة الحصول على مستشفيات لاستقبال الحالات. وعزت مصادر طبية تفشي الحميات إلى انتشار البعوض الناقل بسبب التدهور الكبير في صحة البيئة بمعظم أحياء ومناطق العاصمة الخرطوم، وأعلنت "شبكة أطباء السودان" تسجيل 461 إصابة بحمى الضنك بولاية الخرطوم منتصف أغسطس (آب) الجاري، من بينها أربع وفيات. وكشف مركز الطوارئ الاتحادي التابع لوزارة الصحة عن رصد أكثر من 5 آلاف حالة تراكمية بحمى الضنك على مستوى البلاد بما في ذلك 325 حالة في ولاية الخرطوم. وفي منتصف أغسطس الحالي، أطلقت وزارة الصحة الاتحادية بالتضامن مع حكومة ولاية الخرطوم حملة واسعة بالأحياء والأسواق للقضاء على نواقل الأمراض تستمر ثلاثة أشهر.
وفيات عديدة
وكشفت مصادر طبية بالخرطوم عن أن الحميات تسببت في عديد من الوفيات جنوب الخرطوم وشرق النيل، كما تسببت الحرب في انهيار النظام الصحي بإغلاق أكثر من 150 مستشفى حكومياً وخاصاً بولاية الخرطوم، تعرض معظمها للتدمير والنهب. وأشارت المصادر نفسها إلى عدم توفر مستشفيات ومراكز داخل الأحياء السكنية وصعوبة الحصول على خدمات العلاج الحيوية.
قافلة البرهان
في الأثناء، غادرت العاصمة الإدارية بورتسودان القافلة الإنسانية الثالثة ضمن مبادرة رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للجيش عبدالفتاح البرهان، التي تستهدف، بصفة خاصة، أسر القتلى والجرحى والنازحين واللاجئين ومتضرري الحرب.
وأوضحت سلوى آدم بنية مفوضة العون الإنساني أن القافلة تستهدف 11 ولاية وتحوي 55 ألف سلة غذائية متنوعة، بواقع 5 آلاف سلة لكل ولاية. وأكدت بنية استمرار مساعي الحكومة لإيصال المساعدات إلى الولايات كافة وعبر مختلف الطرق، مشيرة إلى تخصيص 100 ألف سلة لولايات دارفور، بينما لم تتمكن المفوضية من إيصال مساعدات إلى المناطق التي تسيطر عيها الحركة الشعبية - شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
فيضانات وإجلاء
إلى ذلك أجلى سلاح الطيران التابع للجيش مواطني عدد من القرى التي حاصرتها سيول ومياه فيضان نهر القاش بولاية كسلا شرقي السودان. وتسبب ارتفاع مناسيب مياه نهر القاش الموسمي بالولاية في عزل ومحاصرة مئات الأسر بمنطقة تندلاي شمال المدينة. وأطلقت وزارة الري والموارد المائية تحذيراً للمواطنين والمسؤولين المحليين من سيول متوقعة على نحو فجائي في تسع من ولايات البلاد، هي الشمالية، نهر النيل، الجزيرة، شمال كردفان، شمال دارفور، غرب دارفور، النيل الأبيض، سنار وكسلا. ودعت الوزارة المواطنين والمسؤولين المحليين إلى الحذر والمتابعة وإبلاغها حال حدوث السيول وحجمها.
لا تعايش
وسط هذه الأجواء، أكد البرهان أن التمرد وداعميه لن تقوم لهم قائمة مرة أخرى بالسودان، "وأن الشعب لا يمكنه التعايش مع الميليشيات المتمردة، وسيمضي الجيش في طريق القضاء عليها وتحقيق النصر وفاء لعهد الشهداء"، وقال البرهان، في كلمته خلال زيارته العزاء بمنزل مهند إبراهيم، أحد قياديي "فيلق البراء بن مالك" المساند للجيش، الذي قتل في معارك أم صميمة بشمال كردفان "الجيش لن ينسى ما قدمه هؤلاء الشباب من تضحيات عظيمة صنعت الفارق في أشد لحظات المعركة قسوة".
مصالحات وتصحيح
من جانبه قال نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي مالك عقار "إن حرب البندقية على مشارف النهاية وتنتظرنا حرب كبرى قادمة تقودها الثقافة والإبداع لنزع السلاح وعقد المصالحات الاجتماعية وتحويل سلبيات الحرب إلى منافع بتصحيح الأوضاع"، وأوضح عقار، باحتفال ثقافي بولاية الخرطوم، أن رموز ثقافة أم درمان "هم من سيقودون التغيير لأنهم ظلوا على مواقفهم على مر التاريخ".
ترتيبات عسكرية
في الأثناء، انعقد اجتماع عسكري رفيع ضم كلاً من عضوي مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول شمس الدين كباشي نائب القائد العام للجيش، والفريق أول ياسر العطا مساعد القائد العام، ورئاسة هيئة أركان الجيش بالقيادة العامة بالخرطوم. وأعلن مكتب الناطق الرسمي باسم الجيش أن كباشي تفقد قيادة القوات البرية بالخرطوم بحري، ووقف على جاهزية فرقها وتشكيلاتها العسكرية.
قافلة أممية
أممياً أعلنت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة "يونيسيف" تمكنها، للمرة الأولى منذ أكثر من تسعة أشهر، من إيصال إمدادات إلى مدينتي الدلنج وكادوقلي عاصمة جنوب كردفان تغطي حاجة أكثر من 120 ألفاً من الفئات الأكثر ضعفاً. وأكد بيان للمنظمة أن وصول هذه الإمدادات يمثل إنجازاً حيوياً لآلاف الأطفال والأسر المنعزلة منذ أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي بسبب الحرب. ويعيش مواطنو المدينتين، بمن فيهم الأطفال، أوضاعاً إنسانية بالغة السوء بسبب الحصار.
وحملت القافلة، وفق البيان، كميات من إمدادات المياه والمضخات والمولدات وأدوات الصحة الأساسية والتعليم والصرف الصحي، إلى جانب الأغذية العلاجية الجاهزة للتناول، تكفي لتغطية حاجات المناطق المستهدفة أكثر من ستة أشهر.