Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الكوليرا وباء بلا حدود... 10 أسئلة

تُسجَّل أرقام مرتفعة ومقلقة من الإصابات بهذا المرض في مناطق الصراعات وتلك التي تزيد فيها معدلات الفقر

تعرف منظمة الصحة العالمية الكوليرا بأنه عدوى بكتيرية حادة تشكل تهديداً عالمياً للصحة العامة (اندبندنت عربية)

ملخص

يعود الحديث عن انتشار مرض الكوليرا بصورة كبيرة في الأسابيع الماضية، بعد دق ناقوس الخطر في السودان حيث ينتشر بسرعة وتحديداً في ولاية دارفور، وبات يعد اليوم كارثة صحية بصورة غير مسبوقة أودت بأكثر من 40 شخصاً في أسبوع واحد.

فماذا نعرف عن هذا المرض وعلاجه، وما أبرز أعراضه؟ نجيب عن هذه الأسئلة وغيرها كثير في هذا المقال.

على رغم أن معظم الدول استطاعت أن تسيطر على مرض الكوليرا على أراضيها بفضل حملات التلقيح وإجراءات الوقاية التي اتخذتها، فإن عام 2023 وحده أبلغت 45 دولة عن حالات كوليرا لديها، فيما سجلت النسبة الأعلى في القارة الأفريقية.

ويعود الحديث عن هذا المرض بصورة كبيرة في الأسابيع الماضية، بعد دق ناقوس الخطر في السودان حيث ينتشر بسرعة وتحديداً في ولاية دارفور، وبات يعد اليوم كارثة صحية بصورة غير مسبوقة أودت بأكثر من 40 شخصاً في أسبوع واحد. أما في اليمن فقد سجلت وفق تقارير، أكثر من 20 ألف إصابة من مطلع العام الحالي.

فماذا نعرف عن هذا المرض وعلاجه، وما أبرز أعراضه؟ نجيب عن هذه الأسئلة وغيرها كثير في هذا المقال.

1-    ما هو مرض الكوليرا؟

تعرف منظمة الصحة العالمية الكوليرا بأنه عدوى بكتيرية حادة تشكل تهديداً عالمياً للصحة العامة، وتنتج من الإصابة بجرثومة تسمى "ضمة الكوليرا".

 ينتقل المرض عادة عبر شرب مياه أو تناول طعام ملوث بهذه البكتيريا، بالتالي انتشاره في منطقة مما يعد مؤشراً إلى انعدام التنمية الاجتماعية الاقتصادية، ومن هنا تبرز أهمية توفير المياه الآمنة، والنظافة الصحية الأساسية، وخدمات الصرف الصحي في المجتمعات كافة.

2-    ما أعداد المصابين بالكوليرا راهناً؟

تقول منظمة الصحة العالمية، إنه منذ بداية عام 2025 وحتى 25 مايو من العام نفسه، تم الإبلاغ عن نحو 212 ألف حالة مصابة بالكوليرا وسجلت 2754 حالة وفاة، في 26 دولة، فيما تكشف صحيفة "ذا غارديان" البريطانية أنه على مدار عام 2024، سجل العالم ارتفاعاً ملحوظاً في الوفيات بهذا المرض، حيث وصلت إلى5805 حالات وفاة، مقارنة بـ4007 عام 2023.

وفيما تظهر موجات الإصابة الكوليرا بانتظام في بلدان معينة، وبمعدلات أقل في أخرى، إنما يمكن أن تمضي سنوات عديدة بين ظهور موجة وأخرى. هذا ما حصل في لبنان الذي شهد تفشياً لوباء الكوليرا عام 2022، وقد أعلنت وزارة الصحة العامة عن تسجيل حالات مؤكدة في شمال البلاد آنذاك. وكان هذا أول تفشٍ للمرض من عام 1993، لكن تمت السيطرة على الوضع بعد إقامة حملات تلقيح مكثفة في البؤر التي تفشى فيها، وبعد اتخاذ الإجراءات اللازمة من توعية، وتوفير مياه نظيفة، وأدوات نظافة شخصية، وتتبع المخالطين.

3-    ما الأعراض التي تنتج من الكوليرا؟

تظهر أعراض الكوليرا عادة بصورة مفاجئة وسريعة، وقد تراوح من خفيفة إلى شديدة جداً، وهي مرتبطة بفقدان السوائل والأملاح من الجسم. وهي بصورة عامة تبدأ بالظهور خلال فترة تراوح ما بين 12 ساعة وخمسة أيام بعد الإصابة بالعدوى.

ومن الأعراض الرئيسة لهذا المرض الإسهال المائي الغزير، التقيؤ الذي يحدث بصورة مفاجئة ومتكررة، الجفاف الحاد، التشنجات العضلية المؤلمة بسبب فقدان الأملاح، هبوط ضغط الدم وسرعة ضربات القلب.

يؤكد الأطباء أن معظم الحالات الخفيفة قد تمر من دون أعراض واضحة، لكن الحالات الشديدة قد تؤدي إلى وفاة خلال ساعات إذا لم تعالج.

فيما يعد الجفاف الشديد من أخطر المضاعفات، وقد يسبب فشلاً كلوياً أو صدمة قاتلة. وبغياب العلاج السريع، قد تصل نسبة الوفاة إلى 50 في المئة.

4 - متى ظهر مرض الكوليرا للمرة الأولى؟

لا تقارير طبية تجزم متى وأين انتشر الكوليرا في العالم، لكن البعض يقول إن أول جائحة كوليرا في العالم سجلت في القرن الـ19 في شبه القارة الهندية. ومنذ ذاك الوقت، حصدت ست جوائح من المرض ملايين الأرواح في جميع أنحاء العالم. أما الجائحة السابعة الحالية فظهرت أولاً في جنوب آسيا عام 1961 ولا يزال تأثيرها مستمراً.

حالياً وعلى رغم أنه كان من الممكن القضاء على الكوليرا في البلدان الصناعية عبر معالجة الصرف الصحي، واتخاذ كل الإجراءات اللازمة، لا يزال المرض موجوداً بصورة خاصة في أفريقيا، وجنوب شرقي آسيا، وهايتي.

وبصورة عامة، يرتفع خطر الإصابة بالكوليرا بسبب الفقر، وظروف الحرب أو الكوارث الطبيعية حيث تغلب ظروف الازدحام وتغيب مرافق الصرف الصحي الملائمة.

5- أي فئات أكثر عرضة للإصابة بالكوليرا؟

يعتبر الكل عرضة للإصابة بالكوليرا، في ما عدا الأطفال الرضع الذين يكتسبون المناعة من الأمهات المرضعات اللاتي سبق أن أصبن بالكوليرا.

ولكن عوامل مباشرة تجعل البعض أكثر عرضة للإصابة بالمرض أو بأعراض حادة منه، ومنها وجود مرافق صحية رديئة لأن بكتيريا الكوليرا تنمو في الحالات التي يصعب فيها الحفاظ على بيئة صحية. لذلك، تعد شائعة في البلاد الفقيرة والمناطق التي تمر بظروف مجاعة وحروب، وحيث لا تتوافر إمدادات المياه الآمنة. كما أن انخفاض حمض المعدة من عوامل الخطر لأن البكتيريا لا تنمو في بيئة حمضية.

ويفتقر الأطفال والمسنون ومن يتناولون مضادات الحموضة لهذه الحماية، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالكوليرا. كما أن وجود مصاب بالكوليرا في المحيط يزيد خطر الإصابة، فيما يشكل تناول الأسماك النيئة أو غير المطهوة جيداً مصدر خطر أيضاً إذا كانت من مياه ملوثة بالبكتيريا.

6- كيف يمكن الوقاية من الكوليرا؟

هناك إجراءات عديدة تساعد على الوقاية من مرض الكوليرا بدءاً من اللقاح الذي تبرز أهمية تلقيه قبل السفر إلى المناطق الموبوءة. ويوصي الخبراء الأشخاص الذين هم بين عمر سنتين و64 سنة بتلقي اللقاح قبل السفر إلى دول ينتشر فيها الكوليرا. علماً أن اللقاح فموي ويؤخذ قبل السفر بـ10 أيام في الأقل.

إضافة إلى اللقاح، من المهم الحفاظ على النظافة الشخصية، وغسل اليدين بالماء والصابون بانتظام بصورة متكررة، وتناول المياه الآمنة حصراً. هذا، ومن المهم التأكد من أن الطعام مطهو جيداً ويجب التحقق من مصدر الطعام دوماً قبل تناوله، إضافة إلى الحرص على غسل الفاكهة والخضراوات جيداً قبل تناولها أو حتى تقشيرها.

وعلى مستوى الدول والحكومات من المهم ضمان توفير مياه شرب نظيفة، ومعالجة مياه الصرف الصحي بالشكل الصحيح.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

6-  هل الكوليرا من الأمراض التي يمكن معالجتها؟

يمكن أن يسبب مرض الكوليرا الوفاة خلال ساعات بسبب الجفاف في حال عدم التدخل الفوري. أما العلاج فيسمح بخفض معدل الوفيات إلى ما دون واحد في المئة. ويكون التدخل من طريق تعويض السوائل والأملاح التي يفقدها الجسم. وفيما يمكن أن يكون كافياً تعويض السوائل بالفم في معظم الحالات، إلا أنه قد تكون هناك آلية اللجوء إلى السوائل الوريدية التي تعطى في المستشفى أو في المنزل للمصابين بالجفاف الشديد. ويمكن أن تشكل المضادات الحيوية جزءاً من العلاج أحياناً للحد من الإسهال وتقصير فترة استمرار المرض في الحالات الحادة، بناء على وصفة الطبيب. وأظهرت دراسات أن تناول مكملات الزنك يمكن أن يحد من الإسهال، ويقصر فترة المرض بخاصة لدى الأطفال.

7- مضاعفات خفية لمرض الكوليرا؟

قد يكون مرض الكوليرا من أسرع الأمراض القاتلة بسبب الجفاف الحاد فيؤدي إلى الوفاة سريعاً. كما يمكن أن يكون هبوط الدورة الدموية سبباً للوفاة بسبب المرض.

لكن هناك مشكلات أخرى خفية يمكن مواجهتها بسببه، منها هبوط السكر في الدم نتيجة عدم تناول الطعام من شدة المرض. هذا ما يسبب فقدان الوعي والوفاة أحياناً. كما أن انخفاض مستويات البوتاسيوم من المشكلات التي يمكن مواجهتها مع فقدان كميات كبيرة من المعادن بسبب الإسهال. يؤثر ذلك على وظائف القلب والأعصاب، ويمكن أن يشكل خطراً على الحياة. ومن المضاعفات الناتجة من الكوليرا أيضاً الفشل الكلوي مع تراكم كميات زائدة من السوائل، مما يشكل خطراً على الحياة عندما يترافق الفشل الكلوي مع الهبوط الدموي لدى مرضى الكوليرا.

أيضاً قد يسبب تأخراً في النمو الجسدي والعقلي لدى الأطفال بسبب فقدان متكرر للعناصر الغذائية، فيما قد يؤدي إلى الإجهاض أو الولادة المبكرة لدى النساء الحوال.

8-ما سبب انتشار الكوليرا في السودان؟

بحسب منظمة الصحة العالمية هناك تدهور متزايد في الوضع العالمي للكوليرا بسبب الصراعات والفقر. وفي السودان تحديداً، بعد عام واحد من بدء تفشي المرض، وصلت الكوليرا إلى كل ولاية في البلاد. وفي هذا العام فحسب، تم الإبلاغ عن قرابة 50 ألف إصابة، ومئات الوفيات، وفق منظمة الصحة العالمية.

وفيما استقرت الحالات أو انخفضت في بعض المناطق ومنها الخرطوم، لكنها ترتفع بصورة كبيرة في منطقة دارفور وتؤثر في دولة تشاد المجاورة لها.

وتكشف التقارير أنه في شمال دارفور، تضاعف عدد النازحين بمعدل أربع مرات من 200 ألف إلى 800 ألف حالة مما سبب ضغطاً هائلاً على أنظمة المياه والصرف الصحي. ويحصل الأفراد على ما لا يزيد على 3ثلاثة ليترات من المياه يومياً للشرب والطهي والغسيل والتنظيف. أما في تشاد، التي تم التبليغ عن الحالة الأولى فيها قبل شهر واحد، فتم تسجيل أكثر من 500 حالة و30 حالة وفاة في المخيمات والمجتمعات المستضيفة في محافظة وداي الحدودية بحسب الأمم المتحدة.

9-أين ينتشر الكوليرا بمعدلات كبيرة خارج السودان؟

إضافة إلى السودان الذي يعيش أوضاعاً صحية واجتماعية وأمنية صعبة جداً، يبدو الوضع مقلقاً أيضاً في جمهورية كونغو الديمقراطية. وقد أبلغ عن أكثر من 33 ألف إصابة ومئات الوفيات في هذا العام وفق منظمة الصحة العالمية، خصوصاً في مناطق الصراع. وفي اليمن أبلغ عن أكثر من 20 ألف حالة، وسط تضارب في الأرقام بين التقارير.

10-كيف تتدخل المنظمات الدولية لمواجهة انتشار الكوليرا في العالم؟

تعتمد المنظمات الدولية على آليات عديدة لمواجهة الكوليرا منها توفير الدعم الفني واللوجيستي، وتقديم المساعدات المالية، وتعزيز قدرات الترصد الوبائي، وتوفير العلاج والوقاية، وتعزيز التنسيق والتعاون بين مختلف الجهات المعنية.

وتقدم منظمات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية والـ"يونيسيف" الدعم الفني للبلدان المتضررة في مجال الترصد الوبائي، وتدريب العاملين الصحيين، وتوفير الإمدادات الطبية والمعدات اللازمة لمعالجة الكوليرا، إضافة إلى توفير الدعم اللوجيستي لإدارة الأزمات.

كما تقدم مساعدات مالية للبلدان المتضررة لدعم جهود الاستجابة للكوليرا وتوفير الموارد اللازمة لتنفيذ التدخلات الوقائية والعلاجية.

هذا، إضافة إلى الدور الذي تلعبه في تعزيز أنظمة الإنذار المبكر للكوليرا، وجمع وتحليل البيانات الوبائية لتحديد المناطق الأكثر تضرراً، واتخاذ التدابير الوقائية والعلاجية المناسبة.

وتعمل أيضاً على توفير مراكز علاج الكوليرا، وتوزيع الأدوية، ودعم حملات التلقيح الفموي.

اقرأ المزيد

المزيد من صحة