Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

واشنطن: يمكننا المساعدة في تنسيق الضمانات الأمنية لأوكرانيا

بريطانيا تتحدث عن عقوبات جديدة ضد موسكو ومساعي لانضمام كييف إلى الاتحاد الأوروبي واجتماع لـ"الناتو" غداً وترمب: ربما لا يريد بوتين أية هدنة

متحدث البيت الأبيض خلال مؤتمر صحافي وفي الخلفية لحظة استقبال ترمب لبوتين في ألاسكا (أ ف ب)

ملخص

يبحث حلفاء أوكرانيا الثلاثاء الخطوات المقبلة ونتائج المحادثات التي عقدها دونالد ترمب في البيت الأبيض مع الرئيس الأوكراني وقادة أوروبيين، بعد تأكيد الرئيس الأميركي أنه سيبدأ الإعداد لجمع نظيريه فولوديمير زيلينسكي والروسي فلاديمير بوتين في قمة يؤمل أن تؤدي إلى تحقيق السلام بين موسكو وكييف.

قال البيت الأبيض اليوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة بإمكانها المساعدة في تنسيق الضمانات الأمنية لأوكرانيا، وإن الرئيس دونالد ترمب وجه فريقه للأمن القومي للتعاون مع أوروبا.

وذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت أن "الرئيس أكد بصورة قاطعة أن القوات الأميركية لن تحضر على الأرض في أوكرانيا، لكننا قادرون بالتأكيد على المساعدة في التنسيق، وربما توفير ضمانات أمنية أخرى لحلفائنا الأوروبيين".

شرط روسي

شددت روسيا اليوم الثلاثاء على أن أي اتفاق في شأن أوكرانيا يجب أن يضمن أمنها وأمن الروس في أوكرانيا، في وقت اجتمع حلفاء كييف للبحث في مفاوضات السلام المحتملة بعدما طرح إمكان عقد اجتماع بين الرئيسين فولوديمير زيلينسكي وفلاديمير بوتين.

وانتعشت الآمال إزاء إمكان تحقيق اختراق عندما اجتمع الرئيس الأوكراني والقادة الأوروبيون في واشنطن أمس الإثنين مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي قال إنه تحدث هاتفياً أيضاً مع نظيره الروسي.

وأفاد مصدران اطلعا على مضمون المحادثة بأن بوتين اقترح عقد اللقاء مع زيلينسكي في موسكو. وقال أحد المصدرين لوكالة الصحافة الفرنسية "تحدث بوتين عن موسكو" خلال اتصال أمس مع ترمب، مضيفاً أن زيلينسكي رفض الفكرة.

لكن روسيا حذرت من أن أي حل للحرب في أوكرانيا يجب أن يحترم "مصالح روسيا الأمنية"، فيما أضاف وزير خارجيتها سيرغي لافروف بأن أي اجتماع بين الرئيسين "يجب أن يجري التحضير له على نحو دقيق جداً".

 

وستكون المحادثات المباشرة بين زيلينسكي وبوتين الأولى بينهما منذ اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا قبل ثلاثة أعوام ونصف العام.

ويهيمن الجمود عموماً على الوضع الميداني في حرب أوكرانيا التي أودت بعشرات آلاف الأشخاص، على رغم تحقيق روسيا بعض التقدم أخيراً وعلى رغم مساعي ترمب لوضع حد للنزاع.

وقال لافروف لمحطة تلفزيونية إن أي اتفاق لوضع حد للنزاع يجب أن يكفل حقوق "سكان أوكرانيا الناطقين بالروسية".

مخاوف أوروبية

جاءت تصريحات لافروف في وقت تترأس فرنسا وبريطانيا اجتماعاً عبر الإنترنت يشارك فيه نحو 30 من حلفاء كييف باتوا يشكلون ما يعرف بـ"’تحالف الراغبين‘.. لإطلاعهم على القرارات التي جرى اتخاذها"، وفق ما أفاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون محطة تلفزيونية. وأضاف أن العمل على التحضير لمفاوضات السلام سيبدأ بعد ذلك، ملمحاً إلى جنيف كوجهة محتملة لاستضافتها.

كذلك، عبر ماكرون عن المخاوف الأوروبية الأوسع حيال طموحات موسكو التوسعية، بعد الحديث عن إمكان إجبار أوكرانيا على التخلي عن أجزاء من منطقة دونباس ما زالت تحت سيطرتها. أما في شوارع كييف، فسادت شكوك حيال إمكان نجاح المحادثات الأخيرة في وضع حد للنزاع.

وذكر المستشار الألماني فريدريش ميرتس الذي كان جزءاً من الوفد الأوروبي أن بوتين وافق على عقد الاجتماع الثنائي في غضون الأسبوعين المقبلين.

وقال زيلينسكي إنه "مستعد" للقاء خصمه بوتين وأشاد اليوم بمحادثات واشنطن على اعتبارها "خطوة مهمة جداً باتجاه إنهاء الحرب وضمان أمن أوكرانيا وشعبنا".

 

وأما في موسكو، حيث أفاد مستشار للكرملين بأن بوتين منفتح على "فكرة" عقد مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا، قال لافروف إن الولايات المتحدة تبنت الآن "نهجاً أعمق بكثير باتجاه حل الأزمة".

وفشلت قمة ترمب وبوتين الجمعة الماضي في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وقبيل محادثات أمس، أدت ضربة بمسيّرة روسية على مبنى سكني في خاركيف إلى مقتل سبعة أشخاص، بينهم طفلان. وسارع زيلينسكي إلى البيت الأبيض للاجتماع مع ترمب بعدما ضغط الرئيس الأميركي عليه لتقديم تنازلات إلى روسيا.

أمل ترمب

وعبر ترمب اليوم عن أمله في أن يمضي بوتين قدماً باتجاه إنهاء الحرب مع أوكرانيا، لكنه أشار إلى أن الرئيس الروسي ربما لا يريد إبرام اتفاق.

وقال ترمب خلال مقابلة مع "فوكس نيوز"، "لا أعتقد بأن ذلك سيخلق مشكلة. لأكون صريحاً معكم، أعتقد بأن بوتين سئم من ذلك، أعتقد بأنهم جميعاً سئموا من ذلك، لكن لا أحد يعلم ما قد يحدث". وأضاف "سنعرف ما الذي يريده الرئيس بوتين خلال الأسبوعين المقبلين... من المحتمل أنه لا يريد إبرام اتفاق".

عقوبات جديدة

قالت الحكومة البريطانية اليوم إن زعماء أوروبيين يدرسون فرض عقوبات إضافية لزيادة الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إطار حملة أوسع نطاقاً لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وذكرت الحكومة أن ما يسمى "تحالف الراغبين" الذي التأم عبر الإنترنت اليوم، اتفق على أن يجتمع مسؤولو فرق التخطيط التابعة له مع نظرائهم الأميركيين خلال الأيام المقبلة للمضي قدماً في خطط الضمانات الأمنية لأوكرانيا.

وقال متحدث باسم مكتب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إنهم سيبحثون أيضاً خططاً "للاستعداد لنشر قوة طمأنة حال انتهاء الأعمال القتالية"، مضيفاً أن "الزعماء ناقشوا أيضاً سبل ممارسة مزيد من الضغط، بما في ذلك من خلال العقوبات، على بوتين حتى يظهر استعداده لاتخاذ إجراءات جادة لإنهاء اجتياحه غير الشرعي".

انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي

صرّح رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا اليوم الثلاثاء بأنه يتعين المضي قدماً في عملية انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي وكذلك إشراك أوروبا في أية مفاوضات سلام جنباً إلى جنب مع أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة.

وأطلع كوستا أعضاء المجلس على محادثات أمس في واشنطن عبر اتصال مرئي من لشبونة.

وأوضح للصحافيين أنه على رغم كثرة ما يجب القيام به وعدم وجود ضمانات للنجاح، فإن مجرد احتمال عقد اجتماع بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين "بحد ذاته أمر إيجابي إلى حد ما".

اجتماع لـ"الناتو"

قال مسؤول أميركي وآخر في حلف شمال الأطلسي (الناتو) لـ"رويترز" اليوم إن من المتوقع أن يجتمع قادة عسكريون في الحلف غداً الأربعاء لبحث الوضع في أوكرانيا. وأضاف المسؤول الأميركي الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كين من المتوقع أن ينضم إلى الاجتماع عبر الإنترنت، لكن الخطط قد تتغير.

ولم ترد وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) حتى الآن على طلب للتعليق.

وعقد رئيس اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي ما وصفه المصدر في الحلف بأنه اجتماع دوري على مستوى قادة الدفاع.

وذكر مسؤول آخر في الحلف أن القائد العسكري الكبير في "الناتو" أليكسوس غرينكويتش سيطلع قادة الدفاع على نتائج اجتماع ألاسكا الذي جرى بين ترمب وبوتين الأسبوع الماضي.

وتسيطر روسيا حالياً على نحو خمس مساحة أوكرانيا. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن "تبادل الأراضي" والتعديلات الإقليمية سيكونان مفتاح أي تسوية محتملة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومنذ عودته إلى الرئاسة مطلع العام الحالي، يدفع ترمب (79 سنة) نحو تسوية تنهي النزاع الأعنف في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

وكتب الرئيس الأميركي على منصته "تروث سوشيال" ليل أمس الإثنين "الجميع سعداء للغاية باحتمال إبرام سلام بالنسبة إلى روسيا وأوكرانيا". وأضاف "في ختام الاجتماعات (في البيت الأبيض)، اتصلت بالرئيس بوتين، وبدأت الترتيبات لعقد اجتماع، في مكان سيتم تحديده، بين الرئيس بوتين والرئيس زيلينسكي". وأضاف "بعد هذا الاجتماع سنعقد اجتماعاً ثلاثياً أنا والرئيسان".

وقال المستشار الألماني فريدريش ميرتس الذي حضر اجتماع البيت الأبيض إن ترمب وبوتين "اتفقا على عقد اجتماع بين الرئيسين الروسي والأوكراني في غضون الأسبوعين المقبلين".

 

بدوره أكد زيلينسكي أنه "مستعد" للقاء بوتين لإنهاء حرب أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف في روسيا وأوكرانيا.

وفي موسكو، قال المستشار الدبلوماسي لبوتين يوري أوشاكوف إن بوتين منفتح على "فكرة" نقل المحادثات مع أوكرانيا "إلى مستوى أعلى".

ولم تثمر الجهود الدبلوماسية التي بذلت على مدى الأشهر الماضية في تحقيق اختراق في شأن إنهاء الحرب.

وصحيح أن القمة بين ترمب وبوتين لم تثمر اتفاقاً على وقف لإطلاق النار، إلا أنها دفعت باتجاه تحقيق خطوات ملموسة، خصوصاً مع تأكيد الرئيس الأميركي بعدها ضرورة الدفع نحو اتفاق سلام شامل عوضاً عن هدنة فحسب، وحديثه عن إمكان تقديم ضمانات أمنية لكييف مستلهمة من معاهدة حلف شمال الأطلسي.

وتواصل ترمب هاتفياً مع زيلينسكي وقادة أوروبيين عقب لقائه بوتين. ورافق الرئيس الأوكراني إلى البيت الأبيض الإثنين، زعماء كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وفنلندا، إضافة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية والأمين العام لـ"الناتو".

وعقد ترمب وزيلينسكي لقاء في المكتب البيضاوي بداية، طبعته حفاوة الاستقبال من الرئيس الأميركي، في مشهد مغاير تماماً للقاء المتشنج بينهما في فبراير (شباط) الماضي، حين وبخ ترمب ونائبه جي دي فانس زيلينسكي أمام الصحافيين، في مشادة حادة أثارت صدمة في العالم ولدى الحلفاء الأوروبيين. وأكد زيلينسكي أن لقاء الإثنين كان "الأفضل" له مع ترمب إلى الآن.

وتشكل الترتيبات الأمنية التي تطالب بها أوكرانيا، وتريدها ضمانة لعدم تجدد الهجوم الروسي بعد أي اتفاق سلام، محوراً أساساً في النقاشات الهادفة إلى إنهاء الحرب بين الطرفين.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات