Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عالم غامض يكتشفه البشر... الـ"كوانتوم" يقلب مفاهيمنا

ما بين مختبرات العلماء وغرف العلاج البديل تمد هذه التقنية جسراً بين المعادلات الدقيقة وترددات الجسد والروح

خلال جلسة "كوانتوم تتش" تستخدم اليدان كأداة توجيه للطاقة (موقع بيكسلز)

ملخص

الـ"كوانتوم" الذي بدأ كاكتشاف فيزيائي ثوري، وقلب مفاهيم العلم عن المادة والطاقة رأساً على عقب، كشف عن عالم تحكمه الاحتمالات والذبذبات. وانتقلت تطبيقاته من المختبرات إلى حياتنا اليومية، فكانت الأساس لتقنيات مثل الليزر والشرائح الإلكترونية. ووجد المفهوم طريقه إلى مجالات العافية، فظهرت تقنيات مثل "كوانتوم تتش" التي تعتمد على العمل على الترددات الطاقية لإعادة التوازن للجسد والروح.

كثيراً ما حملت عبارة "كوانتوم" Quantum في طياتها شيئاً من الغموض والهيبة، كأنها جواز سفر إلى عالم ما وراء المألوف. تعود أصلاً لـ"الفيزياء الكمومية" التي تبحث في أدق وأصغر التفاصيل التي يتكون منها الكون، حيث تختفي القوانين الفيزيائية التي نعرفها عن المادة والزمان، ويحل مكانها عالم غريب تتحكم فيه الاحتمالات والذبذبات والطاقة.

لغة الكون السرية

ظن العلماء أن العالم يسير وفق إيقاع ثابت وقوانين صلبة لا تتغير، وأن الطاقة والمادة تنسابان بسلاسة كما تتدفق المياه في النهر. لكن مع مطلع القرن الـ20 جاء عالم الفيزياء الألماني ماكس بلانك ليقلب هذا التسليم العلمي رأساً على عقب، باكتشافه الثوري الذي توصل إلى أن الطاقة لا تتحرك بانسياب مستمر، بل على صورة حزم صغيرة جداً أطلق عليها اسم "كمات" أو "كمات الطاقة"، وصارت لاحقاً حجر الأساس في الفيزياء الكمومية، والكلمة من الأصل اللاتيني Quanta وتعني كمية أو مقدار.

بعده أثبت عالم الفيزياء ألبرت أينشتاين أن الضوء نفسه يتكون من جسيمات دقيقة وسماها "فوتونات"، فاتحاً الباب على مصراعيه أمام جيل من العلماء أعادوا رسم خريطة الفيزياء، فولد على أيديهم علم جديد اسمه الفيزياء الكمومية، علم كشف عن أن الكون في جوهره أكثر تعقيداً وأغرب مما تخيلناه يوماً. فكشفوا عن أن الطاقة والمادة لا تتدفقان بسلاسة كما كنا نعتقد، بل تتحركان على صورة "قفزات" أو كمات محددة، وكأن الكون يعمل بإيقاع خفي لا تلتقطه أعيننا.

هذا العلم لا يكف عن إدهاشنا، ولم يكتفِ بتغيير فهمنا للمادة والطاقة، بل أصبح حجر الأساس لتقنيات عدة تحيط بنا اليوم، فالجسيم الواحد يمكن أن يكون في مكانين في الوقت نفسه، ويمكنه أن يتصرف كجسيم أو كموجة بحسب طريقة ملاحظتنا له. والأحداث لا تسير دائماً بخط مستقيم من السبب إلى النتيجة، بل تحكمها الاحتمالات، وكأن الطبيعة تلعب معنا بعشوائيتها الخاصة، بعد أن كنا نطلق كلمة النظام على أي شأن علمي.

وعلى رغم غرابة هذه القوانين، إذا صحت تسميتها قوانين، فإنها أثبتت دقتها المذهلة في التنبؤ بسلوك الجسيمات الصغيرة، وأصبحت الأساس لتطورات علمية وتقنية غيرت حياتنا. من الليزر الذي نستخدمه في الجراحة والاتصالات، والشرائح الإلكترونية في الكمبيوترات والهواتف، إلى أجهزة الرنين المغناطيسي في المستشفيات، واللائحة تطول بين ما نفذ أو ما زال في المختبر ينتظر أن يبصر النور.

بين الفيزياء الكلاسيكية والـ"كوانتوم"

في الفيزياء الكلاسيكية، كان ينظر إلى البروتون والإلكترون والنيوترون على أنها جسيمات صلبة ذات مواقع ومدارات ثابتة، يمكن التنبؤ بحركتها بدقة، كما في نموذج النظام الشمسي المصغر، أي إن النواة المكونة من بروتونات ونيوترونات موجودة في الوسط، والإلكترونات تدور حولها في مسارات ثابتة، كما تدور الكواكب حول الشمس.

أما في الـ"كوانتوم"، فتغير المفهوم تماماً وبصورة صادمة، إذ إن هذه الجسيمات مزدوجة الطبيعة، وهي جسيمات وموجات في آن، تتحرك في ما يسمى "سحابة احتمالات" لا يمكن تحديد موقعها وسرعتها معاً بدقة. وتبين أن البروتون والنيوترون مكونان من كواركات تحكمها قوانين كوانتية تجعل العالم الذري أشبه ببحر من الاحتمالات وأنماط طاقة عشوائية، لا بآلة ميكانيكية ثابتة.

وإذا أردنا تبسيط الأمر، فإن الفيزياء الكمومية هي اللغة السرية التي يكتب بها الكون تفاصيله الدقيقة والتي بفضلها نعيد صياغة التكنولوجيا والعلوم كما نعرفها اليوم.

إلى عالم العافية

يبدأ الـ"كوانتم" في أجسادنا من أبسط نقطة، من الذرات والجزيئات التي تبنى منها كل خلية وكل نفس. وداخل هذا العالم المجهري، تدور التفاعلات الكيماوية الحيوية التي تحافظ على حياتنا، من إنتاج الطاقة في الميتوكوندريا (موتور الخلية) إلى نقل الإشارات في أعصابنا. وفي بعض هذه التفاعلات، يطل العلم على مشاهد مدهشة، ظواهر كوانتية حقيقية مثل تموضع الإلكترونات أو انتقال الطاقة بكفاءة شبه مثالية، وكأن الطبيعة تعرف أسرار الفيزياء التي لم نكتشفها بعد بالكامل. ثم هناك البعد الآخر، غير المثبت علمياً لكنه حاضر في مدارس العلاج الطاقي، حيث يُرى الجسد كحقل من الموجات والاهتزازات، وحيث التأثير في هذه الموجات يعيد التوازن والصحة. بين الفيزياء الدقيقة والرؤية الطاقية، يبقى الـ"كوانتوم" لغزاً يربط ما هو مرئي بما هو غير ملموس.

وتسلل العلاج بالـ"كوانتوم" إلى قاموس العافية، محملاً بوعد غامض، وهو أن ترددات الطاقة قادرة على إعادة ضبط مساراتنا الداخلية، تماماً كما تبرمج أجهزة الكمبيوتر. فكرة تبدو للوهلة الأولى أقرب إلى الخيال العلمي منها إلى الطب الكلاسيكي، لكنها تشق طريقها بثبات إلى جلسات التأمل وغرف العلاج البديل، وحتى إلى عقول الناس. فما هو هذا العلاج الذي يتحدث بلغة الذبذبات، ويعد بجعلنا نعود لترددنا الأصلي؟ هل هو فتح علمي حقيقي؟ أم مجرد اختصاص جديد مغلف بفيزياء لا يفهمها معظمنا؟

اكتشاف الطاقات المخفية داخل الناس

لفهم ارتباط مصطلح "كوانتوم" بالعافية، حاورنا المدربة المتخصصة المعتمدة في علوم تطوير الذات وقوة الفكر والطاقة منى الرفاعي التي بدأت حديثها بمقولة قديمة منسوبة إلى الإمام علي بن أبي طالب "وتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر"، فبالنسبة إليها لا تعد هذه الكلمات مجرد حكمة، بل هي تلخيص دقيق لفلسفة عملها وشغفها المهني. هي تؤمن بأن داخل كل إنسان طاقات كامنة هائلة، وقدرات عقلية وروحية إذا ما جرى اكتشافها وتفعيلها، فإنها كفيلة بتغيير مسار الحياة بأكملها.

وتعمل الرفاعي منذ أكثر من 25 عاماً لمساعدة الناس في اكتشاف هذه الطاقات المخفية داخلهم، وتؤمن بأن معظم الناس يجهلون حقيقة ما يمتلكونه من قدرات داخلية، وتصف هذه الحالة كأن أحدهم يملك كنزاً دفيناً من دون أن يدري بوجوده. وتقول إن هذا الكنز هو ما يتيح للإنسان أن يعيد تشكيل حياته ويحقق التحول على كل المستويات.

ولم تبدأ قصة الرفاعي مع هذا المجال من فراغ، فقد كانت تدرس في الجامعة الأميركية تخصصاً بعيداً من الوعي والتنمية الذاتية، قبل أن تقودها الحياة بما فيها من مصادفات وتحديات إلى شغفها الحقيقي. فبدأت رحلتها العميقة في علوم الوعي والطاقة، ولا تزال تدرس وتبحث وتغوص أكثر في هذا الحقل الذي تراه بلا قاع، مشيرة إلى أنه كلما تعمق الإنسان فيه، ازداد وعيه بمدى جهله بما لم يكتشفه بعد.

وتشدد على أن الخطوة الأولى تبدأ من الداخل، من الاعتراف بوجود هذه الطاقات والإمكانات التي لا يعرف كثرٌ حتى بوجودها، مستحضرة قولاً شهيراً للعالم نيكولا تسلا "إذا أردت أن تفهم أسرار الكون، ففكر في الطاقة، التردد، والاهتزاز." بالنسبة إليها، يشكل هذا الاقتباس مدخلاً أساسيً لفهم جوهر ما تعمل عليه. وتوضح أن فهم "كوانتوم تتش" Quantum touch يتطلب أولاً الإلمام بأساسه العلمي، وهو "الفيزياء الكمومية"، فهذا الفرع من الفيزياء لا يتعامل مع الأشياء كما نراها في ظاهرها، بل يفككها إلى أعمق مستوياتها. فكل ما يحيط بنا، بما في ذلك أجسامنا، يتكون في جوهره من طاقة.

تقنية "كوانتوم تتش"

وتشرح الرفاعي أن الجسم البشري ليس مكوناً من مادة صلبة، بل هو في جوهره عبارة عن جزيئات، وهذه الجزيئات تتألف من ذرات، والذرات بدورها تحوي إلكترونات ونيوترونات وبروتونات التي تتشكل من جسيمات دون ذرية تعرف بـ"الكواركات".

 وعند هذه الدرجة من العمق، لا تعود المادة موجودة بالصورة الصلبة، بل تصبح عبارة عن ذبذبات وطاقة، أي إن أصل كل شيء في الكون بما فيه أجسادنا وأفكارنا هو طاقة في حال تذبذب. وهذه هي الفكرة التي ترتكز عليها تقنية "كوانتوم تتش". وهكذا فإن العمل في هذا المجال لا يتم على المادة، بل على الذبذبات والترددات الطاقية التي يرى كثرٌ أنها الأساس الحقيقي للصحة والتوازن. ومن هنا جاءت تسمية "كوانتوم" لأنها تعتمد على التأثير في الشخص أو في الذات على مستوى الذبذبات الدقيقة. وبمعنى آخر، عندما يمارس هذا النوع من العلاج البديل، يجري التعامل مع الطاقة التي لا ترى، ولكنها تؤثر بعمق في كل ما هو مرئي ومحسوس.

وعن كيفية حدوث التغيير في تقنية "كوانتوم تتش"، توضح الرفاعي أن هذه الممارسة لا تقتصر على أن تُوجه للآخرين فقط، بل يمكن للإنسان أن يطبقها على نفسه أيضاً. والفكرة الأساسية تقوم على العمل في مستوى "الكم" أو ما يعرف بـ"الذبذبات الطاقية"، وتقول "حين نعمل على هذا المستوى الطاقي العميق، نعمل على المصدر وليس على العوارض"، وبما أن الطاقة هي أساس المادة، فإن تحسين الترددات والذبذبات في هذا المستوى ينعكس تلقائياً على المادة نفسها، أي على الجسد أو الحال الفيزيائية والذهنية للإنسان. وتضيف أن "الرنين هو أن يهتز شيء ما بقوة حين يلتقي تردداً يطابق تردده الطبيعي، والتزامن هو أن يتبدل إيقاع أحد الأنظمة ليلتحق بإيقاع آخر مهيمن. هكذا تتفاعل أجسادنا وطاقتنا مع الأصوات والاهتزازات والحقول المحيطة... مما يعني أن الطاقة تؤثر في طاقة أخرى ويؤدي إلى انسجام في الطبيعة، كما يحصل مع أسراب الطيور ونقيق الضفادع وسواهما من انسجام في الطبيعة، فسرت خطأ على أنها سلوك اجتماعي بين الكائنات إلى أن تبين أنها محكومة بقوانين الطاقة وذبذباتها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

طاقة المعالج ترفع طاقة الشخص المتلقي

وتشرح الرفاعي أن كل شيء في الكون يحوي طاقة، وحين تقترب ذبذبتان من بعضهما بعضاً سواء كانتا لشخصين، حيوانين، أو حتى آلتين موسيقيتين يبدأ التأثير المتبادل. فإذا كانت إحدى الذبذبتين أعلى، فإن الأخرى تميل إلى التكيف معها، فترتفع أو تنخفض لتتوافق معها. وهذه الظاهرة تنطبق على كل شيء تقريباً. وتضيف مثالاً بسيطاً "حين يدخل شخص سلبي إلى الغرفة، حتى لو لم يكُن يتحدث، يشعر الآخرون بانخفاض في طاقتهم. والعكس صحيح، فحين يكون هناك شخص لديه طاقة إيجابية، فإن الآخرين يشعرون بالانتعاش والارتياح".

هذا بالضبط ما تستخدمه تقنية "كوانتوم تتش"، أي رفع تردد طاقة المعالج من خلال تقنيات التنفس والتركيز والوعي، مما يؤدي تلقائياً إلى رفع طاقة الشخص المتلقي، من دون أن يحتاج المعالج إلى إعطاء طاقته أو استنزافها. وبمجرد أن ترتفع هذه الطاقة لدى المتلقي، تبدأ المناعة الذاتية للجسم بالعمل بصورة تلقائية. فالجسم البشري لديه القدرة الفطرية على شفاء نفسه، لكنه في كثير من الأحيان يكون بحاجة إلى من يذكره بهذه القدرة. ووظيفة ممارس "كوانتوم تتش" ليست أن يعالج الشخص، بل أن يرفع الطاقة ليخلق بيئة مثالية للجسم كي يقوم الجسم بذكائه وعمله الطبيعي في إعادة التوازن والشفاء.

هذه التجارب لا تعني المعجزات، بل تفسيرات علمية لآليات الشفاء الطبيعية في الجسد البشري، فالإنسان حين يتاح له الوصول إلى مصدر الطاقة الأساس داخله، ويفعّل آلية الشفاء الذاتي من خلال رفع التردد، يبدأ جسمه بالاستجابة.

"نحن لا نشفي أحداً، نحن فقط نرفع تردد الطاقة، فنسمح للجسم أن يشفي نفسه"، تقول الرفاعي.

اليدان أداة توجيه للطاقة

أما من الناحية التطبيقية، فتشير إلى أن جلسة "كوانتوم تتش" يمكن أن تطبق بمرونة، فلا حاجة إلى وضعية محددة، إذ يمكن أن تجرى والشخص جالس أو واقف أو مستلقٍ. وتستخدم اليدان كأداة توجيه للطاقة، وتوضع بلطف على المناطق التي تحتاج إلى توازن، من دون أي ضغط ولا تشبه التدليك. وتقول الرفاعي "الأمر لا يشبه المساج إطلاقاً، نضع أيدينا بلطف وننقلها حيثما تقودنا الحاجة الطاقية، وغالباً ما يشعر الشخص بتأثير الجلسة من دون أن نلمسه فعلياً".

وفي شرحها لمفهوم الذبذبات، تطرح الرفاعي تساؤلاً بسيطاً، إذا كانت كل الأشياء مكونة من طاقة وذبذبات، فلماذا نرى بعضها صلباً كثيفاً كالحجر أو الحديد، بينما لا نكاد نشعر بأخرى مثل الهواء أو الرائحة؟ الجواب، كما تقول، يكمن في سرعة الذبذبة. وتشرح الأمر بمثال عملي، فقطع الثلج إذا أسرعت ذبذباتها تصبح ماءً، والماء إذا أسرعت ذبذباته يصبح بخاراً، والبخار إذا أسرعت ذبذباته لا يرى لأنه يتحرك بسرعة تفوق ما تلتقطه حواسنا الخمس، إلا أن وجوده مؤكد.

"هذه هي طبيعة الذبذبات،" تقول، "فالمادة لم تختفِ، بل غيرت شكلها نتيجة تغير سرعة الذبذبات".

الطب الكلاسيكي لا يكفي وحده  

حين يطرح عليها سؤال متكرر حول من لا يصدقون في هذه العلاجات، ترد أن الإنسان عدو ما يجهل. فالفكرة بالنسبة إليها ليست خرافة ولا ادعاء، بل إنها علم له أسسه. وتستشهد بالطب الصيني التقليدي الذي كان يوماً ما يعامل بتشكك في الغرب، بينما أصبح يدرس اليوم في عدد من الجامعات الأميركية كجزء من مناهج الطب التكاملي. وتشير أيضاً إلى أن عدداً من المؤسسات الأكاديمية في الولايات المتحدة بدأت بإدراج برامج تعليمية حول العلاج الطاقي، جنباً إلى جنب مع الطب الكلاسيكي، مؤكدة أن العلوم الحديثة باتت تعترف بفاعلية هذا النوع من التداخل العلاجي.

وتجد الرفاعي أن الطب الكلاسيكي لا يكفي وحده في المقاربة الشاملة للصحة. "في رأيي، الطب التقليدي ناقص لأنه لا يرى الإنسان إلا كجسد. لكننا لسنا جسداً فقط، نحن جسد ومشاعر وعقل وروح وطاقة. وكل هذه الأبعاد تؤثر في بعضها بعضاً، لذا لا يمكن أن يكون العلاج فاعلاً إلا إذا شمل المستويات كافة، لا الفيزيولوجيا وحدها".

وتعرب عن سعادتها لأن الوعي بهذه المقاربة بدأ يتوسع، حتى في الأوساط الأكاديمية الغربية. "اليوم هناك جامعات أميركية تدرس الطب الطاقي، وتفتح مسارات تعليمية بموازاة الطب التقليدي. هذا ليس اتجاهاً روحانياً غامضاً، بل إنه علم قائم، يدرس ويطبق، ويجري قياس نتائجه عملياً".

بين الـ"ريكي" والـ"كوانتوم"

عن الفرق بين "كوانتوم تتش" وتقنية الـ"ريكي"، توضح الرفاعي أن الفرق جوهري، فالريكي برأيها تقنية روحانية الطابع، لا تعتمد على أسس أو أدوات واضحة يمكن تفسيرها علمياً، ولا تتيح تحكماً مباشراً بالطاقة. بينما "كوانتوم تتش" في المقابل تعتمد على تمارين مركزة وتكتيكات محددة مثل التنفس الواعي وتركيز النية ورفع الترددات بطرق قابلة للتطبيق والتعلم. وهذه التقنية تعتمد على رفع طاقة المعالج بصورة إرادية ومدروسة عبر استخدام تمارين خاصة للتنفس والتركيز والوعي، مما يسمح بالحصول على نتائج أسرع وأكثر وضوحاً.

يبقى أن الـ"كوانتوم" مساحة تلتقي فيها أكثر عقول العلم دقة مع أكثر عوالم العافية انفتاحاً على الاحتمالات. بين مختبرات الفيزيائيين حيث تقاس الذبذبات في أكثر التجارب تعقيداً، وغرف العلاج البديل حيث تستحضر الطاقة لتعيد توازن الجسد والروح، تظل الطاقة ببساطتها وتعقيداتها الخيط المشترك. وما يراه العلماء على أنها معادلات وقوانين، قد يراه الممارسون على أنها مسارات وترددات، لكن في النهاية، كلاهما يحاول قراءة النص المخفي الذي كتب به الكون نفسه. ويبقى باب التساؤلات مفتوحاً على احتمالات لا تحصى. ربما، كما في عالم الـ"كوانتوم" نفسه، فالإجابة ليست واحدة، بل إنها احتمال من بين احتمالات لا نهائية.

اقرأ المزيد

المزيد من صحة