Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السياحة تلفظ أنفاسها الأخيرة في الضفة الغربية

يطاول الشلل مرافق القطاع الذي يتكبد خسائر يومية تبلغ 2.5 مليون دولار

الشلل يتسلل إلى كل مرافق السياحة في الضفة الغربية (أ ف ب)

ملخص

يتكبد قطاع السياحة في فلسطين خسائر يومية تبلغ نحو 2.5 مليون دولار، تتوزع على المرافق السياحة والخدمات المساندة لها.

على رغم أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وتداعياتها الأمنية والعسكرية في الضفة الغربية أثرت سلباً في المصالح الاقتصادية كافة، لكن القطاع السياحي يعتبر الأكثر تضرراً إذ تجاوزت خسائره مليار دولار أميركي وتوقفت مرافقه كافة عن العمل، ولم يكد قطاع السياحة يستعيد عافيته من الضربة التي تلقاها نتيجة جائحة كورونا بين عامي 2020 و2022 حتى جاءت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إثر هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

خسائر يومية

وتسببت الحرب بارتفاع حاد في نسبة البطالة بين العاملين في قطاع السياحة نتيجة إغلاق الغالبية الساحقة من الفنادق والمطاعم والمرافق السياحية، وبخاصة في مدن القدس وبيت لحم وأريحا، حيث يتكبد قطاع السياحة في فلسطين خسائر يومية تبلغ 2.5 مليون دولار، تتوزع على المرافق السياحة والخدمات المساندة لها، وبلغ عدد السياح خلال الأشهر الـ 10 الأولى من عام 2023 وحتى بدء الحرب نحو 2.4 مليون سائح، مقارنة بـ 3.5 مليون عام 2019، بحسب "الجهاز المركزي للإحصاء" الفلسطيني.

ويعمل في قطاع السياحة عشرات الآلاف بصورة مباشرة، مثل عمال الفنادق والمطاعم وأصحاب محال الحرف الشرقية والمرشدين السياحيين، وقبل جائحة كورونا وصل أكثر من 3.5 مليون سائح أجنبي بينهم 2.7 سائح يبيت في الفنادق الفلسطينية، وفق المتحدث باسم وزارة السياحة والآثار الفلسطينية جريس قمصيه.

لا سياح

"بعد الجائحة بدأت السياحة في فلسطين تستعيد عافيتها وعاد الاستثمار في قطاع السياحة وبناء الفنادق والمنشآت السياحة"، أضاف قمصيه، لكن "كل ذلك توقف فجأة بسبب الحرب في أكتوبر حين شُلت السياحة الوافدة من الخارج وحتى من فلسطينيي داخل إسرائيل والسياحة المحلية، بسبب إغلاق الطرق والوضع الاقتصادي المحلي المتدني"، وغابت مشاهد السياح الأجانب عن طرقات البلدة القديمة للقدس حيث تقع كنيسة القيامة وتعد مقصداً لملايين الأشخاص حول العالم، وكذلك الحال في كنيسة المهد ببيت لحم، كما يفتقد المسجد الأقصى في القدس المصلين من الدول الأوروبية وبعض الدول الإسلامية التي تقيم علاقات مع إسرائيل.

 ووصلت خسائر قطاع السياحة في إسرائيل إلى أكثر من 3.4 مليار دولار منذ بداية الحرب، إذ تعرضت السياحة إلى "أزمة غير مسبوقة مع انخفاض بأكثر من 90 في المئة في عدد السياح، وفق وزارة السياحة الإسرائيلية، كما انخفضت نسبة الإشغال في الفنادق السياحية في إسرائيل بحسب جمعية الفنادق إلى "مستويات تاريخية لا تتعدى في بعض المناطق 10 في المئة، مقارنة بنسب تجاوزت 80 في المئة خلال مواسم مماثلة من الأعوام السابقة"، ولذلك فإن عدداً كبيراً من الفنادق والمرافق السياحية اضطرت، وفق الجمعية، إلى "تقليص نشاطها أو إغلاق أبوابها بصورة موقتة".

تحذيرات السفر

ومع أن وزارة السياحة الإسرائيلية تعهدت بتقديم مساعدات للمشغلين والفنادق وتحفيز السياحة الداخلية، لكن وزارة السياحة والآثار الفلسطينية لا تتوافر لديها الإمكانات للقيام بذلك، ولم يقتصر الإغلاق على الفنادق السياحية في الضفة الغربية، ومنها القدس، بل وصل إلى المطاعم ومحال بيع التحف الشرقية والجلود، وقبل الحرب كان أكثر من 10 آلاف سائح أجنبي يبيتون في فنادق محافظة بيت لحم الـ 80، وفق وزارة السياحة والآثار الفلسطينية، وكذلك تسبب غياب السياحة الوافدة في إغلاق 90 متجراً لبيع التحف الشرقية في محافظة بيت لحم، إضافة إلى إغلاق المئات من مشاغل الحرف التقليدية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويعود سبب التوقف شبه التام في الحركة السياحية إلى الوضع الأمني وعدم الاستقرار وتحذيرات دول العالم من السفر إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية، والتوقف شبه الكامل في حركة الطيران الدولي وتحذيرات السفر الصادرة عن عشرات الدول، واعتبر المستشار في السياحة الوافدة طوني خشرم أن قطاع السياحة في الأراضي الفلسطينية "يتكبد خسائر فادحة" بعد أن كانت المعطيات تشير إلى أن عامي 2023 و2024 سيكونان "الأفضل من بين الأعوام الـ 20 الماضية"، مشيراً إلى وجود 17 ألف غرفة فندقية داخل عشرات الفنادق في الضفة الغربية، بما فيها القدس وبيت لحم.

ارتفاع الضرائب

وينفق السائح نحو 1100 دولار أميركي كمعدل عام خلال قضائه نحو أسبوع في فلسطين، في مقابل المبيت في الفنادق والتنقل، وبحسب خشرم فإن 17 فندقاً من أصل 19 أغلقت في مدينة القدس بسبب انعدام السياحة الخارجية والداخلية، إضافة إلى إغلاق عشرات محال الحرف الشرقية.

واشتكى خشرم من غياب الدعم الحكومي لشركات السياحة والفنادق والمطاعم السياحية في القدس على رغم ارتفاع نسبة الضرائب إذا ما قورنت بنظيرتها في الضفة الغربية، وبعد انتهاء الحرب يحتاج قطاع السياحة إلى "ما بين ستة أشهر و12 شهراً ليستعيد عافيته من جديد، إلا إذا دعا بابا الفاتيكان الحجاج إلى زيارة المنطق المقدسة في فلسطين"، وفق خشرم.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير