ملخص
في وقت كانت الساحة الإلكترونية شبه خالية من المبادرات الداعمة للفتيات برزت "فالار" كمحرك فعلي
في الوقت الذي تشهد فيه الساحة العالمية حمى كأس العالم للرياضات الإلكترونية في العاصمة السعودية الرياض يبرز اسم فريق "فالار" كمجموعة نسائية سعودية تقود تحدياً من نوع خاص. تأسست المجموعة في وقت كانت فيه مشاركة الفتيات في الألعاب التنافسية أشبه بكسر لقواعد غير معلنة. واليوم تتقدم رئيسة المجموعة ملاك القحطاني الصفوف لتعيد رسم المشهد.
وفي حوار خاص مع "اندبندنت عربية" كشفت ملاك القحطاني عن السبب وراء ارتباط عدد كبير من الفتيات في السعودية بلعبة (Call of Duty)، قائلة، "جمعت اللعبة بين الحماسة والروح التنافسية والتركيز، وكلها عناصر تنجذب لها كثير من الفتيات، وهي مساحة لإثبات الذات وإبراز المهارات، والأهم التعاون داخل الفريق، وهذا شيء تحبه البنات".
أما عن علاقتها الخاصة باللعبة فتقول بحماس واضح": (Call of Duty) ليست مجرد لعبة بالنسبة إليَّ، بل كانت البوابة التي دخلت منها إلى عالم الرياضات الإلكترونية. تعلمت منها القيادة والضغط والعمل الجماعي، فصار ذلك جزءاً من هويتي، لا مجرد هواية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"فالار"... الحاضنة التي خلقت الفرق
في وقت كانت الساحة الإلكترونية شبه خالية من المبادرات الداعمة للفتيات برزت "فالار" كمحرك فعلي. وعن هذا الدور تقول ملاك، "(فالار) كانت أول كيان يحتضن اللاعبات ويمنحهن فرصاً حقيقية. نظمنا بطولات وورش تدريب، وخلقنا بيئة آمنة للبنات يتعلمن ويتطورن فيها. كثيرات من نجمات اليوم انطلقن من هنا، من قلب (فالار)".
وعن أفضل إصدار من اللعبة الذي تحمله في ذاكرتها، تبتسم وتقول، "(Ghost) كان المفضل لديَّ، فيه صداقات وانتصارات وذكريات لا تُنسى، وعلى رغم كل الإصدارات، هذا يظل له نكهته الخاصة".
"COD" لعبة للأجيال
ترى القحطاني أن اللعبة تطورت كثيراً خلال السنوات، لكنها لم تفقد هويتها، مشيرة إلى أن "(COD) عرفت كيف تحافظ على جمهورها، فهناك لاعبون يتابعون كل جزء جديد، وغيرهم يرجعون للإصدارات القديمة، وهذا دليل على قوة اللعبة وجذورها الراسخة".
عن التحديات والتمكين النسائي
شاركت "فالار" في بطولات عدة بعضها بتنظيم داخلي، وبعضها بشراكة مع جهات محلية، تقول القحطاني، "واجهنا صعوبات، خصوصاً في البدايات، مثل قلة الدعم ونظرة مجتمعية مشحونة بالأحكام المسبقة تجاه الفتيات في هذا المجال، لكننا استمررنا". وعلى رغم تلك الصعوبات تعترف ملاك بالجهود المؤسسية التي تتطلع لتحقيق رؤية 2030 وتمكين المرأة في الرياضات الإلكترونية، قائلة "هناك حراك فعلي من رعايات إلى منصات تعطي مساحة للفتيات في البطولات والتغطيات، والأثر ملموس، لكننا نطمح للأكثر والأهم هو الاستمرارية والإنصات لحاجات اللاعبات".
"نطمح لما هو أبعد من البطولة"
في ختام اللقاء ومع أجواء كأس العالم للرياضات الإلكترونية التي تخطف الأنظار نحو السعودية كوجهة مستقبلية تؤكد القحطاني أن طموحات "فالار" تتجاوز الفوز بالبطولات لتطاول بناء مشهد نسائي متكامل في الألعاب التنافسية، وتقول "نحن لا ننتظر الفرص، نحن نصنعها، واليوم نعمل على أن تكون كل لاعبة سعودية قادرة على أن ترى في نفسها قائدة فريق، وصانعة محتوى، وبطلة على مستوى عالمي".