Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قرى شرق رام الله محط أطماع المستوطنين واعتداءاتهم

خطة منهجية لإسرائيل لإخلاء التجمعات البدوية والرعوية من السفوح الشرقية للضفة الغربية

ملخص

رأى رئيس مجلس إدارة مؤسسة مياه القدس عيسى قسيس أن هجمات المستوطنين المتكررة على "عين سامية" تهدف إلى "دفع الأهالي إلى النزوح إلى مناطق أخرى وتهجيرهم من أراضيهم".

لم تمرّ سوى أشهر قليلة بين إجبار المستوطنين عمار أبو عليا على الرحيل عن تجمع "القبّون" البدوي في الأغوار الشمالية، وبين هدم الجيش الإسرائيلي خيمته قرب قرية المغيّر شمال شرقي رام الله صباح اليوم الأربعاء. ومن دون سابق إنذار، هدمت جرافات الجيش الإسرائيلي الخيمة التي يقيم فيها عمار مع عائلته إضافة إلى ثلاث خيم أخرى وثلاث بركسات للأغنام، تحت نظر مستوطنين يقيمون في بؤرة استيطانية قريبة.

واضطرت تجمعات بدوية فلسطينية عدة إلى الإقامة حول قرية المغيّر بعد ترحيلها من المناطق التي كانت تعيش فيها خلال السنتين الماضيتين.

تهديد بالترحيل الدائم

وأشار رئيس المجلس البلدي لقرية المغيّر أمين أبو عليا "إلى أن عائلة عمار أبو عليا، مع العائلات الثلاث الأخرى، تحاول نصب خيامها على بعد 50 متراً من المكان الحالي، لكنها تبقى مهددة بالترحيل مرة أخرى"، وقال أبو عليا "إن المنطقة بين قرى أبو فلاح والمغيّر وكفر مالك استراتيجية، وتقع قرب آبار عين سامية التي يطمع المستوطنون للاستيلاء عليها". وخلال تلك الأشهر، أجبرت اعتداءات المستوطنين سكان 32 تجمعاً بدوياً يقيم فيها نحو ثلاثة آلاف فلسطيني على إخلائها، والانتقال إلى مناطق أخرى طلباً للأمان، والابتعاد عن هجمات المستوطنين.

 

يأتي ذلك ضمن خطة منهجية لإسرائيل لإخلاء التجمعات البدوية والرعوية من السفوح الشرقية للضفة الغربية، وتخصيصها للمستوطنين.

وخلال الأسابيع الماضية هاجم المستوطنون قرى عدة في شرق رام الله، وقتلوا أربعة فلسطينيين، وأحرقوا 10 مركبات، وممتلكات، وسرقوا المئات من رؤوس الماشية من الفلسطينيين. وتسببت الاعتداءات المتواصلة في جعل الفلسطينيين بحال تأهب وحذر شديدين خشية شنّ المستوطنين هجمات أخرى.

بؤرة استيطانية

وأقام المستوطنون قبل نحو سنة بؤرة استيطانية قرب آبار "عين سامية" الجوفية في المنطقة بين قرى كفر مالك والمغيّر وأبو فلاح في شمال شرقي رام الله. ومن تلك البؤرة التي يحميها الجيش الإسرائيلي يشنّ المستوطنون هجماتهم على الفلسطينيين في تلك المنطقة التي تطل على غور الأردن.

وخلال الأيام الماضية تعرضت تلك الآبار التي تزوّد أكثر من 100 ألف فلسطيني بالمياه إلى هجمات متكررة من المستوطنين تسبب في توقفها عن ضخ المياه أياماً عدة قبل استئناف عملها.

ضحايا وأضرار

وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" في فلسطين فإن "البيئة القسرية الناجمة عن تصاعد عنف المستوطنين أجبرت مئات الفلسطينيين على الرحيل عن مناطقهم، وأوضحت "أوتشا" أن 45 في المئة من العائلات المهجرة هي من محافظة رام الله، تلتها محافظات الخليل وبيت لحم ونابلس وطوباس وسلفيت والقدس وأريحا. ووثقت "أوتشا" ما لا يقل عن 30 هجوماً شنها المستوطنون على الفلسطينيين وأسفرت عن سقوط ضحايا أو إلحاق الأضرار بالممتلكات أو كلا الأمرين بين يومي الثامن والـ 14 من الشهر الجاري فقط.

وخلال النصف الأول من العام الحالي شن المستوطنون 2153 اعتداء على الفلسطينيين، وفق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، ما تسبب في مقتل أربعة مواطنين على يد المستوطنين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مخطط إسرائيلي قديم

واعتبر مدير التوثيق في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان أمير داوود أن استهداف قرى شرق رام الله يأتي بسبب أنها تطلّ على السفوح الشرقية للضفة الغربية، ووفق داوود فإن "الاحتلال الإسرائيلي يعتبر تلك المنطقة مدخلاً لتفريغ تلك السفوح كلها من الفلسطينيين في إطار مخطط  إسرائيلي قديم"، وتابع أن إسرائيل "إما تمكّنت من تهجير الفلسطينيين في تلك المنطقة أو السيطرة على الأرض"، ورأى داوود أن السيطرة على تلك المنطقة "تقف وراءها أهداف استيطانية وأمنية لإسرائيل"، مضيفاً أن "الأغوار التي تقع أسفل السفوح الشرقية تعد سلّة الغذاء الاستراتيجية الفلسطينية، وتزخر بآبار المياه الجوفية وينابيع المياه".

وبعد كل هجوم للمستوطنين على "عين سامية"، تضطر مصلحة مياه محافظة القدس إلى فحص مياه العين، للتأكد من عدم تسميمها من المستوطنين، قبل إعادة ضخ مياهها إلى أكثر من 19 تجمعاً سكانياً شرق رام الله وشمالها.

اعتداءات على "عين سامية"

وقبل ثلاثة أيام، وتحت جنح الظلام، جدد المستوطنون اعتداءاتهم على محطة وآبار المياه في منطقة "عين سامية"، وحطموا كاميرات المراقبة، وعبثوا بالمعدات الحيوية. وأكدت مصلحة مياه محافظة القدس فقدانها السيطرة على تشغيل الآبار في المحطة نتيجة انقطاع الاتصال والإنترنت، ما تسبب بتوقف ضخ المياه وتفاقم أزمة المياه في التجمعات المستفيدة.

وتقدر الطاقة الإنتاجية الإجمالية لآبار "عين سامية" بنحو 12000 متر مكعب يومياً، وهي تمثل ما نسبته 17 في المئة من الكميات اليومية الموردة من مصلحة مياه محافظة القدس.

ورأى رئيس مجلس إدارة مؤسسة مياه القدس عيسى قسيس أن هجمات المستوطنين المتكررة على "عين سامية" تهدف إلى "دفع الأهالي إلى النزوح إلى مناطق أخرى وتهجيرهم من أراضيهم". وتحدث قسيس عن تقديم شكوى إلى السلطات الإسرائيلية ضدّ المستوطنين الذين هاجموا الموقع، مشيراً إلى أنه بعد تقديم الشكوى "حصل هجوم آخر وأوسع للمستوطنين"، ولفت إلى أن "الهجمات على محطة المياه كانت تتم عبر مستوطن واحد أو إثنين قبل أن تتوسع وتقوم به مجموعة من المستوطنين".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير